قبل 13.8 مليار سنة، استأنف الكون نفسه بانفجار عظيم، يُعرف بانفجار العظمة الكبيرة، وكان النتيجة إطلاق العنان لطاقة وجسيمات، بما في ذلك العناصر الأولية كالهيدروجين والهيليوم. بمرور الوقت، شكل الهيدروجين والهيليوم نجوما تعمل على تحويل العناصر الخفيفة إلى عناصر أثقل. عندما تم تفجير النجوم، تم إطلاق نظيرات الحديد إلى الفضاء.
لعل السبب وراء غزو الحديد في المجرات الخارجية يعود إلى عمليات نشوء النجوم والانفجارات النجمية العنيفة. عندما تتشكل النجوم العملاقة وتنفجر، يتم إطلاق العناصر الثقيلة إلى الفضاء، بما في ذلك الحديد. من ثم، ينتشر الحديد وينقله الكون عبر الفضاء الشاسع إلى المجرات الأخرى.
إذاً، نزول الحديد من خارج مجرتنا يعود إلى عمليات نشوء النجوم وانفجاراتها في الكون. وهذا ليس فقط مثيراً للاهتمام بالنسبة للفيزيائيين الفلكيين، بل يبرز أيضا مدى تكامل العمليات الكونية والتأثيرات المتبادلة بين الجسيمات والعناصر في الكون الواسع.
القرآن الكريم أشار إلى هذا:
القرآن الكريم يحتوي على العديد من الآيات التي تشير إلى الكون وظواهره، وقد تمثلت بعض هذه الآيات في توجيهات دقيقة فوق العلم البشري في العصور الأولى. يمكننا الاطلاع مثلاً على آيات في سورة الطارق حيث يشير القرآن الكريم إلى السماء ونجم الطارق كمثل للرسول، ويذكر القرآن أيضاً عجائب الكون وآياته الكونية التي تدعو للتأمل والتفكر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن نجد في القرآن الكريم تشبيهات وأمثلة تشير إلى الظواهر الفيزيائية والفلكية، والتي يمكن تفسيرها على أنها تلميحات إلى الظواهر الكونية التي تم تحقيقها منذ فترة طويلة بواسطة البشر. وبالتالي، يعتبر القرآن الكريم مصدرًا أساسيًا للمؤمنين الذين يسعون إلى فهم عظمة الكون وترتيبه وكيفية تفاعل الكائنات فيه.
من هنا يمكن اعتبار القرآن الكريم كدليل للدافع لاكتشاف أسرار الكون وفهم قوانينه، وقدرة البشر على التأمل والتفكر في الطبيعة والكون حولهم.
وفي سورة الحديد بعد بسم الله الرحمن الرحيم :
وَلَقَدْ أَنزَلْنَا الْحَدِيدَ (57:25)
تشير هذه الآية إلى الحديد الذي أنزله الله تعالى إلى الأرض، وهو موضوع تداوله العلماء والمفسرون لعدة قرون. يعتقد البعض أن هذه الآية قد تشير إلى الخصائص الفريدة للحديد وكيفية انتشاره في الكون ووجوده في الأرض.
تعد الآية "وَلَقَدْ أَنزَلْنَا الْحَدِيدَ" إحدى الآيات التي أشارت إلى علم الكون والأرض في القرآن الكريم. وقد تم استخدام هذه الآية في العديد من الدراسات والمقالات التي تُظهر أهمية الحديد في حياة البشر وكيفية انتشاره في الكون.
من المثير للاهتمام التفكير في كيفية إدراج مصطلح "الحديد" في القرآن الكريم في زمن كان لا يوجد فيه علم الكون ولا تعرف الإنسانية بكثير من الظواهر الفيزيائية والكونية. يمكن أن يُفسر البعض هذه الآية باعتبارها تأكيدًا على عظمة الله تعالى وسلطانه في خلق الكون وإرسال العناصر المختلفة إلى الأرض لخدمة البشرية.
خاتمة:
في النهاية، القرآن الكريم يحتوي على العديد من الآيات التي تدعو إلى التفكر في الكون وفهم ترتيبه وخلقه، ويمكن تفسير آياته بطرق مختلفة وفقًا للمفهوم الفردي للقارئ.
تاريخ النشر: 7/18/2024