السر الذي تركه أينشتاين حول مقولته الشهيرة "لن يلعب الله النرد مع الكون"

"لن يلعب الله النرد مع الكون": هذه المقولة الشهيرة لألبرت أينشتاين تشير إلى رفضه لفكرة الصدفة أو الحظ العشوائي في عمل الكون. تعكس هذه المقولة الاعتقاد العميق لإينشتاين في النظام والقانونية وراء أحداث الكون. للعالم أينشتاين، كانت الكون هو مكان مرتب ومنظم بشكل دقيق وكان يعتقد أن هناك قوى طبيعية محددة وقوانين في الفيزياء تحدد سلوك الكون.

يمكن أن ينظر لهذه المقولة كتعبير عن اعتقاد أينشتاين في الأسباب والنتائج، حتى فيما يتعلق بالأحداث العشوائية يعتقد بأن هناك قوانين فعلية وراءها. وبالتالي، تعكس المقولة إيمانه بأن الكون يتبع نمطًا محددًا وليس مجرد سلسلة من الصدف العشوائية.

من الناحية الفلسفية، تشير هذه المقولة إلى تصور أينشتاين عن الله أو المبدأ البارز الذي يقف وراء الكون. وبما أن أينشتاين كان يرفض الأفكار التقليدية عن الله وقصورها، فإن هذه المقولة تنم عن إيمانه بكون ما وراء الظواهر الطبيعية وراء كل هذه الظواهر.

بشكل عام، قد يشير هذا العبارة إلى تطلعات أينشتاين العميقة لفهم الكون وأهميته الفلسفية العميقة له.

مقولة "لن يلعب الله النرد مع الكون" لها علاقة واضحة بفيزياء الكم والفلسفة الفيزيائية عموماً. إن إينشتاين كان شخصاً ملتزماً بالواقعية والاعتقاد بوجود قوانين فيزيائية ثابتة وقطعية، وقد انتقد بشدة فكرة العشوائية وعدم اليقين التي تطرحها الفيزياء الكم.

في فيزياء الكم، تشير مقولة إينشتاين إلى نظرته الرافضة لفكرة عدم اليقين والعشوائية التي تظهر في تفسيرات الفيزياء الكم، مثل تفسير كوبنهاغن للتفاعل الموجي والمبدأ الإحصائي للاحتمالات. واعترض إينشتاين على هذه الفكرة بشدة، حيث أنه كان ملتزمًا بفكرة أنه يجب أن تكون هناك قوانين فيزيائية دقيقة تقف وراء سلوك الطبيعة.

إنه يعبر عن رفضه للفكرة القائلة بوجود عشوائية وصدفة في حدوث الأحداث، ويرتبط هذا بمفهوم التفسيرات المتعددة لتفاعل الموجة والمصادفة والتغير الفجائي الذي ينطوي عليه الجسيمات بحسب التفسير الكمومي التقليدي.