قصيدة «الشَّوْقُ للديَارُ المُقَدَّسَة» كاملة للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح المفصل

قصيدة «الشَّوْقُ للديَارُ المُقَدَّسَة»
الفُرَاقُ اظْلَمْنِي واطْغَى بسِيفٌ حَجَّاجُ و الْهَوَى نيْرَانُه انكُدَاتْ في اولاجي
و الغُرَامُ ايُضَاهِي غُصْنِي بِرِيحٌ رَجْرَاجُ مَنْ ابْلاهُمْ غَالَب دَايَا اعْلَى اعْلاجي
الفُرَاقُ اظْلَمُنِي واطْغَى بِجَنْدُ هَايَجْ و الغُرَامُ وسُلْطَانُه هَاجُ مَنْ افْرَاجِي
قَسْمُوا قَلْبي ما بيناتُهُمْ دَاهَجْ شَعْلُوا بالنَّارُ افْتَابَلُ فِي اسْرَاجِي
سَرْتُ نَحْكِي شَمْعَة فِي حَضَرَةُ الفُرَائِج تَحْتَرَقْ وَالْعَسْكَرُ مَشْغُولُ بِفَتْرَاجِي
نيراني بالغُرَامُ كُل أوان اتُهيج وانْهَيَّجْهَا الفُرَاقُ بَرْيَاحُ اهْجَاجُه
شَعْلَتْ في داخل الحشا مشعال اسْمِيجُ و هَاجَتْ في اصْمِيمُ قَلْبِي وَ اهْيَاجُه
طول ايامي ايدوب بها و هياجه
من لهيب النَّارُ ادْمُوعُ العُيَانَ تَجَاج انْبَاتُ ساهر و انْضَلُّ بِلِيعْتِي ازْرَاجِي
ساعَةُ التَّفْرِيجُ الرَّبِّ الكَرِيمُ فَرَّاجُ بالدُّعَا يَعْتَقْنِي مَنْ ضِيقَةُ الحُرَاجِي
و لا انْزُولُ انْرَاجِي رَبِّ العُلَا انْفَرَّجُ مَنْ اسْجان الغَرْقَة و افْرَايَحُ الرِّوَادَج
فوقُ مَهْرِي مَدُّوبُ برَاحْلُه امُسَرَّجُ يَحْتَكِي شِي طِيَّة فِي اسْفَايَنُ الْهَوَادَجُ
جَرْحُونِي بِالْوَدَاعُ الأَضْعَانُ الْحَجَّاجُ لمُقَام الا اتَّخِيبُ دَايَمُ حُجَّاجُه
وَرْدُه مَعْطَاً عَذْبٌ فُرَاتُ الْمَدْجاج و اشْتَوْرُوا عَنْهُمْ أَمْلَاحَمْ حُجَّاجِه
زَخْرَتْ بِالْفَرْحُ للحبيبُ وتَفْرَاجُه
في ازمان زاروا لَوْلاهُ مَا اتْطُوفُ حُجَّاج
به وقفُوا عَرْفَهُ و نَفْرُوا بِتَهْجَاج

لا ابْطُوفُوا كَعْبَةً مَكَّة و لا ابْناجِي
فَاصْدِينُ امْنَا بَعْدُ مشاعرُ المُناجِي

بـعُدُهُمْ حَجَّوا و اعْتَنْمُوا ارْجَاهُ الأَنْتاج غَنْمُوا بزيارَةً ذُو الْفَضْل والنَّتَاجِي
ذَا اللَّوَاءِ الْمَعَقَدْ مَعَ البُرَاقُ والتَّاج والشَّفاعَة الْكُبْرَى وَ اجْمَاهَرُ الخَوَاجِي
المُفَضَّل كَنْزُ الْمَغْنِي و كُلُّ مَحْتاج بفَضْلُه نَسْأَلُ الْمَوْلَى يُكَمَّلُ افْرَاجِي
و جَلْ بخَاتَمُ الرَّسالَة بَدْرُ الدَّاج بَحْرُه غَنْمُ الوُجُودُ مَنْ وَجُدُ امْوَاجُه
صلّى اللهُ عَلَيْهِ مَا هَبَّتْ الأَمْوَاجِ و ما مال القمر يُدَورُه و عواجه
و على اصحابه اجميع واهْلُه وازْوَاجُه
الركايب رَحْلُوا شَقُوا اقْفَارُ الفُجَاجُ ودعُونِي يُوماً سَلِّيتُهُمْ سَاجِي
خَلَّفُوا غِيرُ اغْبَارُ اجْمَالُهُمْ عَجَّاج كالسحابُ المَرْكُومُ عَلَى الفضا امْساجِي

نودْعُوا وانْدَلْجُوا للسير في المُحَجَّة على افْجُوجُ المَحْنَةِ وَامْهَامَهُ المُدَاهَجْ
غَنْمُوا واتَّفَقُوا واتْوَالْفُوا بِحَجَّة سَعْدُهُمْ فَازُوا وانْهَلُوا ابْنُورٌ بَاهَجْ
و مَنْ افْنَاتُه فَفْلُوا فِي كُل عَامٌ حَجَّة لِيتُنِي نَحْكِي للسائرين باهج
يا أَسَفِي لَيْتَنِي مَعَ الرَّكْبُ الْوَهَّاجُ نَبْلَغْ مَكَّة و اسْوَارُ يَتْرَّب و ابْرَاجُه
انْزُورُ المُصْطَفى مُحَمَّد بُو الدَّهاج منْ حَفْ العَرْشُ بهُ لِيْلَةُ مَعْرَاجُه
و اغْنَم من كُل خِيرٌ واتْنا مَدْرَاجُه
كُنتُ كَحُونَة في ماهَا اتْعُومُ لَجَّاج بعَدْتِي و الْغَرْفَةِ مَقْهُورُ عَنْ اسْرَاجِي
مَنْ اضْيَا وَجْهُه كَمْلُ الصُّبْحِ نُورٌ بَهَاج و الشَّمْسُ على الفلاكُ بازَغة البُرَاجِي
مَا ابْحَالُ الْهَادِي مَخْلُوقٌ نُورٌ بَهْجَة الخُلُوقُ الْكَامَلُ زين الرِّجَالُ لَهْلَج
مَنْ بدَكْرُه تَنْزَالَ عَلَى القُلُوبِ وَهْجَة نُورٌ قَلْبِي وَالَعْ بِمْدَائِحُهِ امْلَهْلَج
نَرْغَبُ اللَّهُ نَرْجَعُ لَمُوَاطِنُه ابْرَهْجَة اعسى انبُلَغَ احْمَاهُ فِي دَاكُ المُقَامُ نَوْلَجُ

ياربي يا اكْرِيمُ لا غَيْرَكَ يَرْجَى وَاشْ مِنْ مَلْجا اخْلافُ لبابَكَ رَاجِي
الطف بي يا اكْرِيمُ مَنْ هَذَا الحَرْجَة و اجْعَل لِّي فِي رَاحَةِ الْمَخْرَجْ تَفْرَاجِي

و انْصَرُ حالي للنجا نور اسراجي
عَزَّ وَ اجْمَعُ رَيَّ الاسلامُ دُونَ تَلْجَاجُ

بالرِّجَا و الْهَدْنَةِ وَ اعْلامُ نُورٌ فَاجِي
ضَمَّرُ الضَّالَمُ وَ اهْزَمُ جَمْعُ كُلَّ فَجَاجُ باطَلُ عليه غَشَّاشُ الدِّينُ كالخَفاجي
هَكَذَا قُولُوا لِلْخَشْنِي الجُهُولُ يَنْسَجُ مَنْ أيُريدُ ايفارَقُ ليله مع ادياجي
لا قصْبُ الرَّيْحَانَ ايْقَابَلْ العُوَاسَجُ و الجمال الياقُوتُ يَحْكِيهُ للجباجي
وَاشْ زَهَرُ الدَّفْلَة كَالوَرْد البَنَفْسَجُ و الحرير الدمْقَـسْ يَشْبَهُ للروَاجِـي
حَابُ الْمَخْدُولُ وانْطْمَسُ عَلَى الْمَنْهَاج و ابقى في اظلامُ الشَّمَا بَعْمَاهُ ابْرُوجُ
مولاهُ مِنْ اعْمَاهُ مَا يَجْهَلْ تَبْهَاج و يعارض بالحمارُ للشَّلُو الْمَسْرُوجُ
و بَدِّلُ تُرْكلي ابْمُوكة والفَرُّوجُ
إِذَا ايْجِي دَاعِي ما يَبْقَى إِبْصَرُخُ لدجاج تَلْتَقاهُ احْرَارُ البِيزَانُ والسَّمَاجِي
صارمي ماضي الأَرْقَابُ العُدَاتُ مَجَاج و مَنْ اجْحَدُنِي يَبْرَزُ لي للعُرَاضُ ماجي
يَا أُولِيعُ اغْنَمْ ذِي الحُلَّةِ ابْطَرْزُ زَهَّاجُ كَعْرُوسَة بعقود و تاج والدبالج
مَنْ امَامُ الشَّعْرَاءِ بَنْدُه فِي كُل مُنْهَاج الشهيرُ الْمَغْرَاوِي قَاطَعْ الصَّوَالَج
قاطع الدَّاعِي و الجَصَّاد و كُلّ عَوَّاجٌ ابْجَرْحُه جَرْحاً لا يَشْفِيهُ لهُ امْعَالَج
انْظَمْتْ الدُّرْ كَنْ يَقُوتَة بسجاج نَجْرَحْ به الضّمِيرِ مِنْ حَرَّ أَوْهَاجُوا
لَمَّا هَبْ الفَرَاقُ بمْرَاحُه و امْزَاجُ مَنْ نِيرَانُ الفُرَاقُ فِي قَلْبِي هَاجُوا
تكَمَّل ذا القصيد واطْلَعْ مَبْهَاجُه
انتهت القصيدة

شرح القصيدة :

شرح مفصل لأبيات قصيدة "الشَّوْقُ للديَارُ المُقَدَّسَة"، بيتاً بيتاً. هذه القصيدة تنتمي للشعر الملحون، وهو شعر شعبي باللهجة المغاربية، وتتميز بقوة العاطفة وجمال التصوير. يظهر فيها الشاعر شوقه العميق لزيارة الأماكن المقدسة، والمعاناة التي يكابدها بسبب الفراق.
شرح أبيات قصيدة "الشَّوْقُ للديَارُ المُقَدَّسَة"
 * الفُرَاقُ اظْلَمْنِي واطْغَى بسِيفٌ حَجَّاجُ / و الْهَوَى نيْرَانُه انكُدَاتْ في اولاجي
   * الشرح: الفراق ظلمني وتجاوز الحد في ظلمه، فكان قاسياً عليّ كسيف الحجاج (المعروف ببطشه). أما الشوق والحب، فنيرانهما اشتعلت وتأججت في أعماقي وأحشائي.
   * اظلمني: ظلمني. اطغى: تجاوز الحد. سيف حجاج: كناية عن شدة القسوة. انكدات: اشتعلت وتأججت. اولاجي: دواخلي، أحشائي.
 * و الغُرَامُ ايُضَاهِي غُصْنِي بِرِيحٌ رَجْرَاجُ / مَنْ ابْلاهُمْ غَالَب دَايَا اعْلَى اعْلاجي
   * الشرح: وحبّي الشديد (الغرام) يجعل جسدي يرتجف كالغصن الذي تلاعبه رياح قوية. ومن يُبتلى بهذا الحب والفراق، فإن مرضه يغلب أي علاج أو دواء.
   * يضاهي غصني بريح رجراج: يجعل غصني (جسدي) يرتجف كرياح قوية. من ابلاهم: من ابتلاهم (بالفراق والغرام). دايا: مرضي. اعلاجي: علاجي.
 * الفُرَاقُ اظْلَمُنِي واطْغَى بِجَنْدُ هَايَجْ / و الغُرَامُ وسُلْطَانُه هَاجُ مَنْ افْرَاجِي
   * الشرح: الفراق ظلمني وتجاوز الحد في ظلمه، وكأنه هاجمني بجيش هائج. والغرام وسلطانه كذلك هاجما عليّ من كل صوب ومكان، فلم يتركا لي مخرجاً.
   * جند هايج: جيش ثائر. هاجوا من افراجي: هاجموني من منافذي ومخارجي (كناية عن الإحاطة).
 * قَسْمُوا قَلْبي ما بيناتُهُمْ دَاهَجْ / شَعْلُوا بالنَّارُ افْتَابَلُ فِي اسْرَاجِي
   * الشرح: لقد تقاسم الفراق والغرام قلبي بينهما، وداساه بأقدامهما (أو أحدثا فيه اضطراباً شديداً). وأشعلا فيه ناراً عظيمة، وكأنها تشتعل في سراجي (قلبي أو بصيرتي).
   * داهج: إما من الدهج بمعنى الدوس، أو إحداث اضطراب وصخب. افتابلوا: تقابلوا أو تشتعل بقوة. اسراجي: سراجي، كناية عن القلب أو النور الداخلي.
 * سَرْتُ نَحْكِي شَمْعَة فِي حَضَرَةُ الفُرَائِج / تَحْتَرَقْ وَالْعَسْكَرُ مَشْغُولُ بِفَتْرَاجِي
   * الشرح: أصبحتُ مثل الشمعة التي تحترق أمام المتفرجين (الفرائج). أنا أتألم وأحترق، بينما الناس (العسكر) من حولي مشغولون بمشاهدة معاناتي وكأنها فرجة.
   * سرت نحكي: أصبحتُ أشبه. الفرائج: المتفرجون. العسكر: جمع كبير من الناس. بفتراجي: بمشاهدتي والتفرج عليّ.
 * نيراني بالغُرَامُ كُل أوان اتُهيج / وانْهَيَّجْهَا الفُرَاقُ بَرْيَاحُ اهْجَاجُه
   * الشرح: نيران حبي وشوقي تشتعل وتثور في كل وقت وحين. ويزيد الفراق من اشتعالها برياحه القوية اللاسعة.
   * تهيج: تثور وتشتعل. ينهيجها: يزيد من هيجانها. برياح اهجاجه: برياحه اللاسعة القوية.
 * شَعْلَتْ في داخل الحشا مشعال اسْمِيجُ / و هَاجَتْ في اصْمِيمُ قَلْبِي وَ اهْيَاجُه
   * الشرح: لقد اشتعلت في أحشائي شعلة عظيمة وقوية. وهاجت هذه النار في صميم قلبي هيجاناً شديداً.
   * مشعال اسميج: شعلة قوية عظيمة. صميم قلبي: عمق قلبي. اهياجه: هيجانها الشديد.
 * طول ايامي ايدوب بها و هياجه / من لهيب النَّارُ ادْمُوعُ العُيَانَ تَجَاج
   * الشرح: طوال أيامي وأنا أذوب بسبب هذه النار وهيجانها. ومن شدة لهيبها، أصبحت دموع عيني تنهمر بغزارة كالمطر.
   * ايدوب: أذوب. تجاج: تنهمر بغزارة.
 * انْبَاتُ ساهر و انْضَلُّ بِلِيعْتِي ازْرَاجِي / ساعَةُ التَّفْرِيجُ الرَّبِّ الكَرِيمُ فَرَّاجُ
   * الشرح: أقضي ليلي ساهراً لا أنام، وأظل نهاري في لوعة وحرقة واضطراب. ولكني أؤمن بأن ساعة الفرج قادمة، فالله الكريم هو مفرج الكروب.
   * نبات ساهر: أبيت ساهراً. نضل بليعتي ازراجي: أظل نهاري في لوعتي واضطرابي. ساعة التفريج: وقت الفرج. فراج: مفرج للهموم.
 * بالدُّعَا يَعْتَقْنِي مَنْ ضِيقَةُ الحُرَاجِي / و لا انْزُولُ انْرَاجِي رَبِّ العُلَا انْفَرَّجُ
   * الشرح: بالدعاء لله، سينجيني ويعتقني من هذا الضيق الشديد والمواقف الحرجة. ولن أتوقف عن رجاء رب العزة أن يفرّج عني.
   * يعتقني: يحررني وينجيني. ضيقة الحراجي: الضيق الشديد والأمور الحرجة. لا انزول انراجي: لن أتوقف عن الرجاء. انفرج: يفرّج.
 * مَنْ اسْجان الغَرْقَة و افْرَايَحُ الرِّوَادَج / فوقُ مَهْرِي مَدُّوبُ برَاحْلُه امُسَرَّجُ
   * الشرح: (سيفرج عني) من سجون الغرق (الهموم التي تكاد تغرقني) ويمنحني أفراح السفر والتنقل. (وأرى نفسي) فوق مهري (حصاني) الأصيل السريع، مرتدياً رحاله ومسرجاً، مستعداً للانطلاق.
   * اسجان الغرقة: سجون الغرق (كناية عن الهموم). افرايح الرواج: أفراح الطرق أو السفر (الرواج: كثرة الحركة). مهري مدوب: حصاني الأصيل السريع. براحله مسرج: عليه رحاله وسرجه.
 * يَحْتَكِي شِي طِيَّة فِي اسْفَايَنُ الْهَوَادَجُ / جَرْحُونِي بِالْوَدَاعُ الأَضْعَانُ الْحَجَّاجُ
   * الشرح: حصاني هذا في سرعته وخفته يشبه السفن السريعة التي تحمل الهوادج. لقد آلمني وجرحني وداع قوافل الحجاج الراحلة.
   * يحتكي شي طية: يشبه في سرعته. سفاين الهوادج: سفن الصحراء أي الجمال التي تحمل الهوادج. الأضعان: القوافل الراحلة.
 * لمُقَام الا اتَّخِيبُ دَايَمُ حُجَّاجُه / وَرْدُه مَعْطَاً عَذْبٌ فُرَاتُ الْمَدْجاج
   * الشرح: (يتحدث عن الديار المقدسة) هي مقام لا يخيب من قصده، وحجاجه دائمون ومستمرون. وماؤها (أو خيرها) عطاء عذب فرات يتدفق بغزارة.
   * مقام لا تخيب: مكان لا يخيب قاصده. دايم حجاجه: حجاجه مستمرون. ورده: ماؤه أو خيره. مدجاج: غزير ومتدفق.
 * و اشْتَوْرُوا عَنْهُمْ أَمْلَاحَمْ حُجَّاجِه / زَخْرَتْ بِالْفَرْحُ للحبيبُ وتَفْرَاجُه
   * الشرح: واسألوا عن أخبار وبطولات حجاج بيت الله الحرام. لقد فاضت تلك الديار بالفرح لحبيبها (النبي صلى الله عليه وسلم) وبما جلبه من فرج وخير.
   * اشتوروا عنهم: اسألوا عنهم. املاحم حجاجه: بطولات وأخبار حجاجه العظيمة. زخرت: فاضت وامتلأت. للحبيب: النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تفراجه: ما أتى به من فرج وخير.
 * في ازمان زاروا لَوْلاهُ مَا اتْطُوفُ حُجَّاج / به وقفُوا عَرْفَهُ و نَفْرُوا بِتَهْجَاج
 * لا ابْطُوفُوا كَعْبَةً مَكَّة و لا ابْناجِي / فَاصْدِينُ امْنَا بَعْدُ مشاعرُ المُناجِي
   * الشرح (للبيتين معاً): في الأزمان التي زار فيها الحجاج الديار المقدسة، كانوا يعلمون أنه لولا النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف الحجاج بالكعبة. وبسببه وباتباع سنته وقفوا بعرفة، ونفروا من مزدلفة إلى منى في الصباح الباكر (تهجاج). ولولاه لما طافوا بكعبة مكة ولا ناجوا ربهم عندها، قاصدين منى بعد أداء مشاعر الحج التي يناجون فيها ربهم.
   * لولاه: لولا النبي. ما تطوف حجاج: لما طاف الحجاج. بتهجاج: في الصباح الباكر جداً (النفرة من مزدلفة). يناجي: يناجي ربه بالدعاء. قاصدين منا: متوجهين إلى منى. مشاعر المناجي: مناسك الحج التي يناجي فيها العبد ربه.
 * ـعُدُهُمْ حَجَّوا و اعْتَنْمُوا ارْجَاهُ الأَنْتاج / غَنْمُوا بزيارَةً ذُو الْفَضْل والنَّتَاجِي
   * الشرح: كان عهدهم ومقصدهم أن يحجوا، وقد اغتنموا ما في تلك الأرجاء من خيرات ونتائج وثمار طيبة. لقد فازوا وغنموا بزيارة صاحب الفضل والنتائج المباركة (النبي صلى الله عليه وسلم).
   * عهدهم: مقصدهم وما عقدوا العزم عليه. اعتنموا ارجاءه الانتاج: اغتنموا ما في تلك الأنحاء من نتائج وثمار. ذو الفضل والنتاجي: صاحب الفضل والنتائج الطيبة (النبي).
 * ذَا اللَّوَاءِ الْمَعَقَدْ مَعَ البُرَاقُ والتَّاج / والشَّفاعَة الْكُبْرَى وَ اجْمَاهَرُ الخَوَاجِي
   * الشرح: (يصف النبي صلى الله عليه وسلم) هو صاحب لواء الحمد المعقود له يوم القيامة، وصاحب البراق الذي أسري به عليه، والتاج الذي يرمز لمكانته. وهو صاحب الشفاعة الكبرى، وسيد جموع الناس الكرام (الخواجي: قد تعني الأشراف أو الأعاجم الذين آمنوا).
   * اللواء المعقد: لواء الحمد. البراق والتاج: إشارة للإسراء والمعراج ومكانته. اجماهر الخواجي: جموع الناس الكرام أو العظماء.
 * المُفَضَّل كَنْزُ الْمَغْنِي و كُلُّ مَحْتاج / بفَضْلُه نَسْأَلُ الْمَوْلَى يُكَمَّلُ افْرَاجِي
   * الشرح: هو المفضل على الخلق، وهو كنز الغنى لكل محتاج إلى شفاعته وفضله. وبفضل مكانته عند الله، نسأل المولى أن يكمل فرحتي ويحقق مرادي (بزيارته).
   * كنز المغني: كنز الغنى الروحي والشفاعة. يكمل افراجي: يكمل فرحتي وسروري (بالوصال).
 * و جَلْ بخَاتَمُ الرَّسالَة بَدْرُ الدَّاج / بَحْرُه غَنْمُ الوُجُودُ مَنْ وَجُدُ امْوَاجُه
   * الشرح: وتجلت عظمته بكونه خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو البدر الذي يبدد الظلام. وجوده بحر زاخر بالخير، وهذا الخير يفيض على الوجود كله كامواج البحر المتلاطمة.
   * جل بخاتم الرسالة: تجلت عظمته بكونه خاتم الرسل. بدر الدجى: قمر الظلام، أي الذي ينير الظلمات. بحره غنم الوجود من وجد امواجه: خيره وفيضه كالبحر الذي يغمر الوجود بأمواجه.
 * صلّى اللهُ عَلَيْهِ مَا هَبَّتْ الأَمْوَاجِ / و ما مال القمر يُدَورُه و عواجه
   * الشرح: صلى الله وسلم عليه ما دامت الأمواج تهب وتتحرك، وما دام القمر يميل في دورانه وتقلباته ومنازله. (دعاء أبدي بالصلاة والسلام عليه).
   * ما هبت الأمواج: طالما تحركت الأمواج. ما مال القمر يدوره وعواجه: طالما دار القمر وتقلبت منازله.
 * و على اصحابه اجميع واهْلُه وازْوَاجُه
   * الشرح: والصلاة والسلام أيضاً على جميع أصحابه وأهل بيته وأزواجه الطاهرات.
 * الركايب رَحْلُوا شَقُوا اقْفَارُ الفُجَاجُ / ودعُونِي يُوماً سَلِّيتُهُمْ سَاجِي
   * الشرح: قوافل الإبل (الركايب) قد ارتحلت وشقت طريقها عبر الصحاري والطرق الواسعة المقفرة. وقد ودعوني في يوم من الأيام، وودعتهم وأنا في حالة من السكون والتأمل (أو ربما الحزن الصامت).
   * الركايب: الإبل التي تركب للسفر. اقفار الفجاج: الصحاري والطرق الواسعة الخالية. سليتهم ساجي: ودعتهم وأنا ساكن ومتأمل أو حزين بصمت.
 * خَلَّفُوا غِيرُ اغْبَارُ اجْمَالُهُمْ عَجَّاج / كالسحابُ المَرْكُومُ عَلَى الفضا امْساجِي
   * الشرح: لم يتركوا وراءهم سوى غبار جمالهم المتطاير في الجو، والذي كان يبدو كالسحاب المتراكم المنتشر في الفضاء الواسع.
   * عجاج: غبار كثيف متطاير. المركوم: المتراكم. امساجي: منتشر وممتد.
 * ودْعُوا وانْدَلْجُوا للسير في المُحَجَّة / على افْجُوجُ المَحْنَةِ وَامْهَامَهُ المُدَاهَجْ
   * الشرح: ودّعوا وانطلقوا للسير في الطريق الواضح للحج، عابرين ممرات المشقة والصعاب، وصحاري قاحلة خطرة قد سلكها الكثيرون من قبلهم.
   * اندلجوا: انطلقوا بسرعة. المحجة: الطريق الواضح المستقيم (طريق الحج). فجوج المحنة: ممرات المشقة. امهامه المداهج: صحاري قاحلة وخطرة مطروقة.
 * غَنْمُوا واتَّفَقُوا واتْوَالْفُوا بِحَجَّة / سَعْدُهُمْ فَازُوا وانْهَلُوا ابْنُورٌ بَاهَجْ
   * الشرح: لقد غنموا خيرات الحج، واتحدت قلوبهم، وتآلفوا برابطة الحج. يا لسعدهم! لقد فازوا ونهلوا من نور إلهي بهيج ومشرق.
   * توالفوا بحجة: تألفت قلوبهم بسبب الحج. انهلوا بنور باهج: شربوا وارتووا من نور مشرق ومفرح.
 * و مَنْ افْنَاتُه فَفْلُوا فِي كُل عَامٌ حَجَّة / لِيتُنِي نَحْكِي للسائرين باهج
   * الشرح: ومن أفنية الأماكن المقدسة، ينصرفون بعد إتمام الحج كل عام (أو: يتفوقون وينجحون في أداء الحج). يا ليتني أكون مثل أولئك السائرين الذاهبين إلى الحج متهللاً فرحاً.
   * افناته: جمع فناء، ساحاته. ففلوا: انصرفوا أو نجحوا وتفوقوا. نحكي: أشابه أو أقلد. باهج: فرح ومشرق.
 * يا أَسَفِي لَيْتَنِي مَعَ الرَّكْبُ الْوَهَّاجُ / نَبْلَغْ مَكَّة و اسْوَارُ يَتْرَّب و ابْرَاجُه
   * الشرح: يا لحسرتي وأسفي! ليتني كنت مع تلك القافلة المنيرة والمباركة، لأصل إلى مكة المكرمة وأسوار يثرب (المدينة المنورة) وأبراجها.
   * الركب الوهاج: القافلة المنيرة أو المباركة. يثرب: الاسم القديم للمدينة المنورة.
 * انْزُورُ المُصْطَفى مُحَمَّد بُو الدَّهاج / منْ حَفْ العَرْشُ بهُ لِيْلَةُ مَعْرَاجُه
   * الشرح: (ليتني) أزور النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب النور الساطع المبهر (أو الذي يبدد الظلمات)، الذي احتف به العرش في ليلة معراجه.
   * بو الدهاج: صاحب النور الساطع أو الذي يبدد الظلام. حف العرش به: أحاط به العرش نوراً وتشريفاً.
 * و اغْنَم من كُل خِيرٌ واتْنا مَدْرَاجُه
   * الشرح: وأغنم بسبب هذه الزيارة كل خير، وأصل إلى مكانته ومنزلته الرفيعة.
   * اتنا مدراجه: أصل إلى مكانته ودرجته.
 * كُنتُ كَحُونَة في ماهَا اتْعُومُ لَجَّاج / بعَدْتِي و الْغَرْفَةِ مَقْهُورُ عَنْ اسْرَاجِي
   * الشرح: كنت كسمكة "الحونة" (نوع من السمك، أو كناية عن شيء حيوي) تسبح في مياه عميقة وغزيرة. ولكن بسبب بعدي وحبسي (أو حرماني)، أصبحت مقهوراً وممنوعاً عن سراجي ونوري (أي عن زيارة الأماكن المقدسة التي تنير قلبي).
   * حونة: قد تكون نوعاً من السمك، أو من الحنين والشوق. لجاج: عميق وغزير. الغرفة: الحبس أو الحرمان. مقهور عن اسراجي: ممنوع عن نوري وهدايتي (الزيارة).
 * مَنْ اضْيَا وَجْهُه كَمْلُ الصُّبْحِ نُورٌ بَهَاج / و الشَّمْسُ على الفلاكُ بازَغة البُرَاجِي
   * الشرح: (يصف النبي) من نور وجهه يكتمل نور الصباح البهيج المشرق. ووجهه كالشمس الساطعة في أفلاكها، ظاهرة في بروجها.
   * بهاج: بهيج ومشرق. بازغة البراجي: ظاهرة وساطعة في بروجها ومنازلها.
 * مَا ابْحَالُ الْهَادِي مَخْلُوقٌ نُورٌ بَهْجَة / الخُلُوقُ الْكَامَلُ زين الرِّجَالُ لَهْلَج
   * الشرح: لا يوجد مخلوق يشبه الهادي (النبي) في كونه نوراً مبهجاً. فهو صاحب الخلق الكامل، وزينة الرجال، وفصيح اللسان (أو دائم الذكر).
   * ما بحال الهادي مخلوق: لا مثيل للنبي. لهلج: فصيح اللسان أو كثير الذكر والتهليل.
 * مَنْ بدَكْرُه تَنْزَالَ عَلَى القُلُوبِ وَهْجَة / نُورٌ قَلْبِي وَالَعْ بِمْدَائِحُهِ امْلَهْلَج
   * الشرح: بذكره صلى الله عليه وسلم تنزل على القلوب أنوار وإشراقات. نور قلبي مشتعل بحبه، ولساني يلهج بمدائحه بحرارة وشوق.
   * وهجة: نور وإشراق. والع: مشتعل ومتوهج بالحب. ملهلج: يلهج بالذكر بحرارة.
 * نَرْغَبُ اللَّهُ نَرْجَعُ لَمُوَاطِنُه ابْرَهْجَة / اعسى انبُلَغَ احْمَاهُ فِي دَاكُ المُقَامُ نَوْلَجُ
   * الشرح: أتضرع إلى الله وأرجوه أن أعود إلى دياره المقدسة بفرحة غامرة. وعسى أن أبلغ حماه ومقامه الشريف، وأدخل ذلك المكان الطاهر.
   * ببهجة: بفرحة وسرور. حماه: مكانه المحمي والمقدس. نولج: ندخل.
 * ياربي يا اكْرِيمُ لا غَيْرَكَ يَرْجَى / وَاشْ مِنْ مَلْجا اخْلافُ لبابَكَ رَاجِي
   * الشرح: يا ربي يا كريم، ليس لي أحد أرجوه سواك. وأي ملجأ آخر غير بابك يمكن أن يرتجيه الراجي؟
   * لا غيرك يرجى: لا أحد يُرتجى سواك. اخلاف لبابك: غير بابك.
 * الطف بي يا اكْرِيمُ مَنْ هَذَا الحَرْجَة / و اجْعَل لِّي فِي رَاحَةِ الْمَخْرَجْ تَفْرَاجِي
   * الشرح: يا كريم، الطف بي في هذا الموقف الحرج والضيق الذي أنا فيه. واجعل فرجي وخروجي من هذا الضيق مصحوباً بالراحة واليسر.
   * الحرجة: الموقف الصعب والضيق. راحة المخرج: يسر وسهولة في الخروج من الضائقة.
 * و انْصَرُ حالي للنجا نور اسراجي / عَزَّ وَ اجْمَعُ رَيَّ الاسلامُ دُونَ تَلْجَاجُ
   * الشرح: وانصر حالي بأن تهديني إلى النجاة وتكون نور سراجي الذي يهتدى به. وأعز الإسلام واجمع كلمة المسلمين ووحد صفهم دون تردد أو تباطؤ.
   * نور اسراجي: نور مصباحي (هدايتي). ري الاسلام: رأي الإسلام وكلمته. تلجاج: تردد أو تباطؤ.
 * بالرِّجَا و الْهَدْنَةِ وَ اعْلامُ نُورٌ فَاجِي / ضَمَّرُ الضَّالَمُ وَ اهْزَمُ جَمْعُ كُلَّ فَجَاجُ
   * الشرح: بالرجاء في الله وبالسكينة والطمأنينة، وبأعلام النور التي تبدد الظلام، أخضع الظالم واهزم كل جمع من الفجار والمعتدين.
   * الهدنة: السكينة. فاجي: مبدد للظلام. ضمر الظالم: أخضع الظالم وأضعفه. فجاج: فاجر، أو من يسلك الطرق المعوجة.
 * باطَلُ عليه غَشَّاشُ الدِّينُ كالخَفاجي / هَكَذَا قُولُوا لِلْخَشْنِي الجُهُولُ يَنْسَجُ
   * الشرح: إن الباطل الذي يروج له غشاشو الدين هو كالخفاش الذي يعيش في الظلام (أو إشارة إلى شخص معين). هكذا قولوا لهذا الشخص الفظ الجاهل الذي ينسج الأكاذيب والمؤامرات.
   * كالخفاجي: كالخفاش، أو نسبة لشخص اسمه الخفاجي عُرف بالسوء. الخشني: الفظ الغليظ. ينسج: يلفق ويكذب.
 * مَنْ أيُريدُ ايفارَقُ ليله مع ادياجي / لا قصْبُ الرَّيْحَانَ ايْقَابَلْ العُوَاسَجُ
   * الشرح: من يريد أن يفصل الليل عن ظلامه؟ (كناية عن استحالة فصل الشيء عن طبيعته). فلا يمكن مقارنة أو مقابلة غصن الريحان (الطيب) بشجر العوسج (الشائك المؤذي).
   * يفارق ليله مع ادياجي: يفصل الليل عن ظلامه (شيء مستحيل). العواسج: نوع من الشجر الشائك.
 * و الجمال الياقُوتُ يَحْكِيهُ للجباجي / وَاشْ زَهَرُ الدَّفْلَة كَالوَرْد البَنَفْسَجُ
   * الشرح: وهل يقارن جمال الياقوت بالحجارة العادية (الجباجي)؟ وهل زهر الدفلى (المر السام) مثل ورد البنفسج (الجميل العطر)؟ (يستمر في عقد مقارنات بين الأشياء الثمينة والوضيعة).
   * الجباجي: حجارة لا قيمة لها أو نوع من الخرز الرديء. الدفلة: نبات زهره جميل ولكنه سام.
 * و الحرير الدمْقَـسْ يَشْبَهُ للروَاجِـي / حَابُ الْمَخْدُولُ وانْطْمَسُ عَلَى الْمَنْهَاج
   * الشرح: وهل يشبه الحرير الدمشقي الفاخر الأقمشة الخشنة الرخيصة (الرواجي)؟ لقد ضلّ الطريق من خُذِلَ وانطمست بصيرته عن المنهج القويم.
   * الدمقس: الحرير الدمشقي. الرواجي: أقمشة رخيصة أو بالية. حاب المخدول: ضلّ وابتعد المخذول. انطمس على المنهاج: عمي عن الطريق الصحيح.
 * و ابقى في اظلامُ الشَّمَا بَعْمَاهُ ابْرُوجُ / مولاهُ مِنْ اعْمَاهُ مَا يَجْهَلْ تَبْهَاج
   * الشرح: وبقي هذا الشخص في ظلام عميق بسبب عماه، وكأنه في أبراج من الظلمات. والله الذي أعمى بصيرته (بسبب ضلاله) لا يجهل ما يبديه من تباهٍ وفخر زائف.
   * اظلام الشما: ظلام شديد. بعماه بروج: في عماه الشديد وكأنه محبوس في أبراج من الظلام. تبهاج: تباهي وفخر.
 * و يعارض بالحمارُ للشَّلُو الْمَسْرُوجُ / و بَدِّلُ تُرْكلي ابْمُوكة والفَرُّوجُ
   * الشرح: وهو كمن يعارض بالـحمار الفرس الأصيل المسرج (الشلو). وكمن يبدل الشيء الثمين (تركلي: قد تعني فرساً تركياً أو شيئاً ثميناً) بشيء تافه زهيد (موكة: ربما دابة هزيلة، والفروج: الدجاجة الصغيرة).
   * الشلو المسروج: الفرس الأصيل المسرج. تركلي: شيء ثمين، قد يكون فرساً أو سرجاً تركياً. موكة والفروج: أشياء زهيدة القيمة.
 * إِذَا ايْجِي دَاعِي ما يَبْقَى إِبْصَرُخُ لدجاج / تَلْتَقاهُ احْرَارُ البِيزَانُ والسَّمَاجِي
   * الشرح: إذا جاء داعي الحرب أو النزال الحقيقي، فلن يبقى هذا الشخص يصرخ مهدداً الضعفاء كالدجاج. بل سيلقى أمامه الأحرار الشجعان كالصقور (البيزان) والرجال الكرام الأقوياء (السماجي). (يفتخر الشاعر بقوة خصومه الحقيقيين أو بنفسه).
   * داعي: داعي الحرب أو النزال. يصرخ لدجاج: كناية عن استعراض القوة على الضعفاء. البيزان: الصقور. السماجي: كرام الناس وأشرافهم أو الشجعان.
 * صارمي ماضي الأَرْقَابُ العُدَاتُ مَجَاج / و مَنْ اجْحَدُنِي يَبْرَزُ لي للعُرَاضُ ماجي
   * الشرح: سيفي قاطع وحاد، يقطع رقاب الأعداء فتسيل دماؤهم. ومن ينكر مكانتي أو يتحداني، فليبرز أمامي للمواجهة وهو مندفع ومقبل. (فخر الشاعر بنفسه وقوته).
   * صارمي ماضي: سيفي حاد وقاطع. ارقاب العدات مجاج: يقطع رقاب الأعداء فتسيل دماؤهم (مجاج: شديد السيلان). للعراض ماجي: للمواجهة وهو مقبل ومندفع.
 * يَا أُولِيعُ اغْنَمْ ذِي الحُلَّةِ ابْطَرْزُ زَهَّاجُ / كَعْرُوسَة بعقود و تاج والدبالج
   * الشرح: يا من هو مولع بالشعر وذواق له، خذ هذه القصيدة (الحلة) ذات التطريز البديع والمشرق. فهي كالعروس المزينة بالعقود والتاج والأساور (الدبالج). (يصف جمال قصيدته).
   * أوليع: يا من هو مولع بالشيء (الشعر). الحلة: القصيدة. بطرز زهاج: بتطريز لامع ومشرق. الدبالج: الأساور.
 * مَنْ امَامُ الشَّعْرَاءِ بَنْدُه فِي كُل مُنْهَاج / الشهيرُ الْمَغْرَاوِي قَاطَعْ الصَّوَالَج
   * الشرح: هذه القصيدة من شاعر هو إمام للشعراء، وعلامته (بنده) وأسلوبه معروف في كل طريق ومنهج شعري. إنه الشاعر الشهير "المغراوي" الذي يتحدى الصعاب ويتغلب على الخصوم (قاطع الصوالج: الذي يكسر صوالج اللعب، كناية عن التفوق).
   * بنده: علامته أو أسلوبه. قاطع الصوالج: الذي يكسر صوالج اللعب، كناية عن الغلبة والتفوق أو حسم الأمور الصعبة.
 * قاطع الدَّاعِي و الجَصَّاد و كُلّ عَوَّاجٌ / ابْجَرْحُه جَرْحاً لا يَشْفِيهُ لهُ امْعَالَج
   * الشرح: (المغراوي) هو الذي يقطع ويسكت المتحدي، والحاصد للشر، وكل من هو معوج وسالك طريق الضلال. إذا جرح أحداً بشعره، كان جرحاً بليغاً لا يجد له المجرَّح علاجاً شافياً.
   * الجصاد: الحاصد (قد يقصد حاصد الشر أو الفتنة). عواج: معوج، ضال. لا يشفيه له معالج: لا يجد له الطبيب علاجاً.
 * انْظَمْتْ الدُّرْ كَنْ يَقُوتَة بسجاج / نَجْرَحْ به الضّمِيرِ مِنْ حَرَّ أَوْهَاجُوا
   * الشرح: لقد نظمت هذه القصيدة كأنها در وياقوت صافٍ ونقي (سجاج: صافٍ أو لماع). أجرح بها ضمير من يستحق (الخصم) بحرارة كلماتي ووهجها.
   * سجاج: صافٍ ونقي أو لماع. أوهاجوا: وهجها وحرارتها.
 * لَمَّا هَبْ الفَرَاقُ بمْرَاحُه و امْزَاجُ / مَنْ نِيرَانُ الفُرَاقُ فِي قَلْبِي هَاجُوا
   * الشرح: عندما هبّ الفراق بكل قوته وتقلّباته (مراحه ومزاجه)، ثارت نيران الفراق واشتعلت في قلبي من جديد. (عودة لموضوع الشوق الأساسي).
   * بمراحه وامزاج: بكل قوته وشدته وتقلبه. هاجوا: ثاروا واشتعلوا.
 * تكَمَّل ذا القصيد واطْلَعْ مَبْهَاجُه / انتهت القصيدة
   * الشرح: اكتمل هذا القصيد وظهرت بهجته وجماله. (إعلان انتهاء القصيدة).
   * مبهاجه: بهجته وجماله.
أتمنى أن يكون هذا الشرح وافياً ومفيداً لفهم هذه القصيدة الجميلة.

كاتب المقال : أكرم ليتيم. 
أرجو التعليق إذا كانت هناك أخطاء أو كلمة شكر على الأقل. 



تعليقات