هل هذا السيناريو مألوف؟ تدخل إلى مكتبة أو تتصفح متجرًا إلكترونيًا، يلمع أمامك كتاب بعنوان جذاب وغلاف أنيق. تشعر بحماس شديد وتشتريه فورًا، واعدًا نفسك بالبدء فيه الليلة. لكن... ينتهي به المطاف على ذلك الرف، بجوار مجموعة أخرى من الكتب التي لا تزال تنتظر دورها.
إذا هززت رأسك موافقًا، فدعني أُطمئنك، أنت لست وحدك. لهذه الظاهرة اسم: "تسوندوكو" (Tsundoku)، وهو مصطلح ياباني يصف عادة شراء الكتب وتركها تتكدس دون قراءتها.
الخبر الجيد هو أن "تسوندوكو" ليس مرضًا، بل مجرد عادة يمكن تغييرها. لا يتعلق الأمر بالحصول على المزيد من الوقت، بل بامتلاك نظام بسيط وفعال. إليك 5 خطوات عملية لتحويل هذا الكدس من الورق إلى كنز حقيقي من المعرفة.
1. ابدأ بـ "لماذا" قبل "ماذا"
قبل شراء أي كتاب جديد، توقف لحظة واسأل نفسك: "لماذا أريد قراءة هذا الكتاب تحديدًا الآن؟" هل هو لحل مشكلة أواجهها في عملي؟ لتعلم مهارة جديدة؟ أم لمجرد المتعة والهروب من الواقع؟ عندما يكون لعملية الشراء نية واضحة، يرتفع دافعك لقراءته بشكل كبير، ويقل احتمال انضمامه إلى قائمة الانتظار الطويلة.
2. اقرأ بالقلم، لا بعينيك فقط
القراءة السلبية هي أسرع طريق للنسيان. غيّر هذه العادة وابدأ بالقراءة النشطة. أحضر قلمًا، وضع خطًا تحت الجمل التي أثرت فيك، اكتب ملاحظة سريعة على الهامش، أو ارسم علامة نجمة بجانب فكرة أدهشتك. هذا التفاعل البسيط يحولك من مجرد متلقٍ إلى مشارك فعال في حوار مع الكاتب، مما يرسخ الأفكار في ذهنك بشكل لا يصدق.
3. طبّق قاعدة الـ 15 دقيقة الذهبية
غالبًا ما يكون التحدي الأكبر هو البدء. لذا، لا تقل "سأقرأ لمدة ساعة"، بل قل "سأقرأ لمدة 15 دقيقة فقط". هذه المدة القصيرة لا تشكل عبئًا نفسيًا، ومن السهل الالتزام بها حتى في أكثر الأيام ازدحامًا. ستتفاجأ كيف أن هذه الدقائق القليلة ستتحول غالبًا إلى نصف ساعة أو أكثر بمجرد أن تندمج في القراءة. الاستمرارية هنا أهم من الكثافة.
4. حوّل المعلومات إلى معرفة
بعد الانتهاء من فصل أو فكرة مهمة، أغلق الكتاب وحاول أن تشرح ما قرأته للتو بكلماتك الخاصة، كأنك ترويه لصديق أو تكتب عنه منشورًا قصيرًا. هذه التقنية، المعروفة باسم "تقنية فاينمان"، هي الاختبار الحقيقي للفهم. إذا استطعت شرح الفكرة ببساطة، فقد امتلكتها بالفعل.
5. حرّر نفسك من الشعور بالذنب
هذه هي النصيحة الأهم. ليس عليك إكمال كل كتاب تبدأ به. إذا قرأت 50 صفحة ولم تشعر بأي انجذاب للكتاب، فمن الأفضل تركه والانتقال إلى كتاب آخر يثير شغفك. وقتك أثمن من أن تقضيه مع كتاب لا يضيف لك شيئًا. التخلي عن كتاب غير مناسب ليس فشلاً، بل هو قرار ذكي يفتح المجال لكتب أفضل.
ختامًا، التغلب على "تسوندوكو" لا يعني التوقف عن شراء الكتب، بل يعني بناء علاقة صحية ومثمرة معها. الأمر لا يتعلق بكمية ما تملك، بل بقيمة ما تستخلصه من كل صفحة تقرأها.
والآن، أخبرنا في التعليقات: أي كتاب من على رفّك ستبدأ بتطبيق هذه الخطوات عليه اليوم؟
تاريخ النشر: 6/10/2025