قصيدة يا زين المبسم للشيخ عبد السلام بن مدور مع الشرح
قصيدة يا زين المبسم - الشيخ عبد السلام بن مدور
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر عبد السلام بن مدور هي مزيج بين المديح النبوي والتوسل والشكوى من الذنوب والخوف من أهوال يوم القيامة. يخاطب الشاعر النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، ويعتبره "زين المبسم" والبدر المكتمل، ويطلب شفاعته وحمايته.
المقدمة واللازمة: المديح والتوسليبدأ الشاعر قصيدته بالشكوى من حاله، فهو باكي متألم، نادم على أفعاله، وخائف من سؤال القبر. ثم تأتي اللازمة التي هي محور القصيدة: "يا زين المبسم / يا البدر المكمول بدارتو سمى / صلى الله عليك يا شافع في لسلام"، وهي نداء مباشر للنبي صلى الله عليه وسلم، يصفه فيه بجمال الابتسامة والبدر المكتمل، ويطلب منه الشفاعة.
الخوف من أهوال الآخرةيصف الشاعر خوفه من أهوال يوم القيامة، فهو خائف من "صهيدة الصراط" وكلابه الخاطفة. هذا الخوف يمنعه من النوم، ويجعله يبكي على ذنوبه. يشبه حاله بسفينة تائهة في بحر مظلم، لا يظهر لها بر ولا منارة، والأمواج والأمطار تزيد من هيجان البحر.
الرجاء في شفاعة النبيبعد وصف الخوف، ينتقل الشاعر إلى الرجاء. فهو قادم إلى النبي "تاج الرسالة" طالباً الحماية في يوم القيامة. يرى أن الصلاة على النبي هي سبيل الغنيمة، فهو الذي أخرج الناس إلى النور، وهو الذي بنوره أضاءت الأكوان. يشكو له وحشة قلبه، ويؤكد أن من اتبع منهجه نال الرحمة وحقق مرامه.
أمنيات الشاعريعبر الشاعر عن أمنياته، فهو قاصد "المراسم" (مقام النبي)، ويريد أن يبكي عند بابه، ففي الروضة الشريفة راحته وسلوانه. يتمنى أن يرتوي من حوض النبي، وأن يتحرر من قيود الذنوب، وأن يرى وجهه الكريم رؤية حقيقية لا حلماً، وأن ينجو من النار. كما يدعو لوالديه بالرحمة.
الدعاء والتوبةيتوجه الشاعر بالدعاء إلى الله، طالباً منه صلاح الحال، والحماية من أهل اللمز والطمع، والعصمة من الأفعال المحرمة والقول الفاحش. يدعو الله أن يميته مسلماً، وأن ينجيه من عذاب القبر وأهواله.
الخاتمة: الفخر والتوقيعفي الختام، يفتخر الشاعر بقصيدته، ويصفها بأنها غصن تلقم بالمعاني، وأنها كنز وهبة من الله لا يريد بها فخراً. ثم يكشف عن اسمه بطريقة رمزية (با و نون الساكن و الميم لازمة / الدال مع الواو و الرا مسك فلختام)، وهو "بن مدور"، ويطلب من زوار المدينة أن يسألوا عن "عبد سلام".
شرح الكلمات الصعبة
- طروز الحلة: زخارف القصيدة.
- غاسق لنيام: صاحب الرموش الطويلة الناعسة.
- لغيام: الغيوم.
- المزاحمة: يوم القيامة.
- لغشام: جمع غشيم، وهو الجاهل.
- طامة: مصيبة عظيمة.
- بدارتو سمى: سما وارتفع بدائرته (هالته).
- صهيدة: حرارة شديدة.
- كلالبها: كلابها (زبانية النار).
- داج: ظلام.
- لنيام: العيون.
- النشاشب: السهام.
- الرجام: الذي يرجم بقوة.
- تاج الرسلة: تاج الرسل.
- الحما: الحماية.
- الشراق: النور والإشراق.
- العاتمة: الظلمة.
- جمارو: جمره، لهيبه.
- نتلوا من لسقام: أتلوى من شدة المرض.
- العادم: الفقير، المحتاج.
- لمراسم: المقام الشريف.
- ساجمة: منهمرة.
- رايم: أريد، أرغب.
- الضما: الظمأ، العطش.
- حنيني: والدي الحنون.
- اللمز و الطما: الهمز واللمز والطمع.
- الكتام: الأسرار المكتومة.
- عرة لكلام: الكلام الفاحش.
- لفاع: أفاعي.
- لنقام: النقمة والعذاب.
- ساقم: سقيم، مريض.
- ملغمة: فيها ألغام، أي مهلكة.
- تلقم: تطعم، يوضع فيه الطعم.
- ترقام: تزيين وزخرفة.
- وهبي: موهبة من الله.
- سوام: ثمن أو قيمة.
- المحروسة: المدينة المنورة.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم