قصيدة التفافح للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح

قصيدة التفافح - الشيخ عبد العزيز المغراوي

قصيدة التفافح - الشيخ عبد العزيز المغراوي

نص القصيدة
سُبْحَانَ مُنْشِئِ الضَّيِّ مِنْ نُورِ المُخْتَارْ *** وَ اجْلَى الدَّيجُورْ بِالصَّبَاحِ القَيُّومُ العَزِيزْ مَوْلاَنَا السَّتَّارْ *** مَنْ زَانَ اعْرَايسْ المَلاَحْ مَنْ حَلَّلَ سُنَّةَ الزِّوَاجْ بِالاسْتَشْهَارْ *** وَ حَرَّمْ ظُلْمَةَ السَّفَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ حَضَّرْ بَالَكْ وَ افْتَهَمْ يَا مَنْ يَسْمَعْ *** مِنَ الحُضَّارْ بِالقُلُوبِ المَعْمُورَة بِنْشَوَاقِ الحُبِّ فِي ابْهَا الهَادِي الأَرْفَعْ *** وَ هَلْ بَيْتِه وَ شَمْسُهُم المَشْهُورَة مَنْ فَاقَتْ بِجَمَالِهَا بَدْراً يَسْطَعْ *** وَ اتْزِيدْ ابْهَى عَلَى امْيَاتْ أَلْفْ حُورَة بِنْتُ الهَادِي الرَّسُولْ طَهَ *** الزَّهْرَة سَتَّنَا البَتُولْ عَلَى عَرْشِه العَنِي اعْطَاهَا *** العَلِي وَ امْلاَئِكُه اعْدُولْ حَرْفْ مِنَ الفَضْلِ مَا اخْطَاهَا *** بَضْعَة مِنْ كَبْدَةِ الرَّسُولْ صَالَتْ عَلَى كُلِّ صِيفَة *** لاَ مِثْلَ لَهَا فِي الغَوَالِي حُرَّة انْظِيفَة اشْرِيفَة *** ذَاتُ البَهَا وَ المَعَالِي قَالَ الرَّاوِي فِي مَا انْقَلْنَا مِنَ الأَسْطَارْ *** مِنْ نَقْلِ أَهْلِ الصِّخَاحِ لَنْ اخْدِيجَة اشْتَهَاتْ مِنْ جَنَّةِ الأَثْمَارْ *** ثَمْرَة تَغْنَمْ لَهَا افْرَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ مَا قَالَتْ سَتُّنَا الفَضِيلَة تَتَمَنَّى *** لِلْهَادِي حَتَّى انْزَلْ جِبْرِيلْ وَ قَالَ هَادُوا تُفَّاحَتَيْنِ مِنْ دَوْحِ الجَنَّةِ *** مَهْدِي لِيكَ قَالَ لِي رَبِّ المُتَعَالِ خُودْ الوَحْدَة اسْرِيعْ يَا بَاهِي السَّنَةِ *** وَ اعْطِي الأَخْرَى لِزَوْجَتِكَ فِي الحِينِ اتْنَالْ اغْتَنَمُوا بِتُفَّاحَةِ الهَدِيَّةِ *** نَعَمْ الهَادِي وَ زَوْجَتُهْ وَ الْقَاهَا سِيدُ البَرِيَّةِ *** حَمَلَتْ بِضَمِيمٍ كَبِدَتُهْ بِالزَّهْرَا فَاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ *** سَعْدَتْ بِخْلُوقُهَا أُمَّتُهْ افْدَاتْ يَوْمَ قَالَ نَطَقَتْ *** فِي البَطْنِ أُمُّ الكَرَامَةِ بِكَلاَمٍ يَعْجَبُ الفَهَامَة يَوْمَ انْشَقَّ القَمَرْ كَمَا طَلَبُوا الكُفَّارْ *** لِمَاحِي نَازِغِ الضَّلاَلِ قَالَتْ فِي بَطْنِ أُمُّهَا قُرَّة الأَبْصَارْ *** أَبِي يَغْلِبْ أَهْلَ المَزَاحِ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ حِينَ كَمَّلَتْ حَمْلَهَا اخْدِيجَة تِسْعَ اشْهُورْ *** وَضَعَتْهَا كهِلاَلِ حَلْكَةِ الجَفَانِي وَ اكْسَاهَا رَافِعُ السَّمَا حُلَّة مِنْ نُورْ *** وَ اكْمَالُ الزِّينِ وَ الجَمَالِ الفَتَّانِي كَانَ الهَادِي إِلَى اشْتَاقْ اجْنَانَ الحُورْ *** ايْقَبَّلْهَا ابْتِسْمٌ تُحْفَة رِضْوَانِي بِنْتُ المُخْتَارْ هَاشِمِيَّةِ *** لاَ مَنْ يَشْبَه اجْمَالَهَا حِينَ طَلَعَتْ شَمْسُهَا الغَلَبَةِ *** فِي الفَلَكِ اضْيَا اكْمَالَهَا طَفَحَتْ بِزْوَاجْهَا البَرِيَّةِ *** لِلْبَعْضِ وَ مَنْ أَوْلَى لَهَا جَاوْا أَهْلُ مَكَّة وَ الأَنْصَارْ *** وَ كُلُّ مَا فِي المَدِينَا طَلَبُوا اضْيَا شَمْسَ الأَزْرَارْ *** وَ مُنْحِ اعْظَاهَا انْبِينَا قَالَ لَهُمْ أَمْرُهَا مَوْلاَنَا السَّتَّارْ *** يَخْتَارُ لَهَا أَضْيَا الفَلاَحِ حَتَّى جَا الوَقْتُ كِيفْ شَا عَالِمُ الأَسْرَارْ *** تَا لَقِ الأَرْوَاحُ فِي النِّجَاحِ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ قَالَ الرَّاوِي كَانَ بُو بَكْرِ الصِّدِّيقِ *** مَعَ الأَنْصَارْ وَ الفَارُوقِ ابْنِ الخَطَّابْ أَخَذُوا فِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِكَلاَمٍ أَبْلِيقِ *** قَالَ الفَارُوقُ مَا امْتَعْهَا لِلخِطَابْ قَالَ لَهُ الصِّدِّيقُ أَمْرُهَا لله احْقِيقِ *** لاَبْنِ عَمِّه الشَّفِيقِ ظَنِّي يَا اصْحَابْ وَ مَا مَهَلْ عَلِي المُكَرَّمْ *** عَنْ خِطْبَةِ فَاطِمَةَ اسْوَى قِلَّةِ نَقْدِ العُرُوسِ وَ اخْشَمْ *** عَنْ هَذَا الحَالْ مَا قَوَى وَ مَقَامْ عَلِي اعْلاَ وَ امْعَظَّمْ *** وَ اهْلاَلُ اجْلاَلَتِه اضْوَى أَيَاوَا يَا جَمْعَ الأَبْطَالْ *** تَسْتَخْبِرُوا بَعْدَ حَالِهِ إِنْ كَانَ عُذْرُهُ مِنَ المَالْ *** أَمْوَالْنَا لِكُلِّ مَالِه سَارَ الفَارُوقُ مَعَ العَتِيقِ وَ مِنَ الأَنْصَارْ *** سَعْدُ المَشْهُورْ بِالنَّجَاحْ لِمَقَامِ عَلِي المُرْتَضَى كِرَامَ الجَارْ *** الدِّرْغَمْ طَمَّامَة الكُفَّاحِ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ صَأَبُوهُ فِي شِي اجْنَانْ يَسْقِي بِالتَّأَصُّحْ *** فِي حَدِيقَة مِنَ النَّخْلِ لِصَاحِبْ مِنَ الأَنْصَارْ قَالَ لَهُ الصِّدِّيقُ يَا بَهَا البَدْرِ الوَاضِحْ *** جِينَكَ فِي مَا ايْزِيدْ لِمَقَامِكَ تَفْخَارْ لأَنَّ نَجْمَكَ اضْوَى عَلَى كُلِّ مَصَابَحْ *** وَاشْ مِنْ خَصْلَة مَا ابْلِيكَ فِيهَا تُذْكَارْ تَدْرِيوَا وَ انْعَرْفُوا امَقَامَكَ *** وَ قَرَّبَكَ لِلنَّبِي الرَّسُولْ أَشْ قَصَّرَ يَا عَلِي امَقَامَكَ *** عَنْ خِطْبَةِ فَاطِمَةَ البَتُولْ قَالَ لَه يَا بَا بَكْرِ اخْطَابَكَ *** حَرَّكْ لِي سَاكِنَ المَقُولْ هَيَّجَتْ فِي القَلْبِ تِذْكَارْ *** وَ ارْفَدْتَ نَارَ الغَرَائِزْ مَنْ اجْمَارَهَا لاَحَتْ اسْرَارْ *** عَنِ الحَشَا وَ الجَوَارِحْ امْنَعْنِي يَا وَنِيسْ مُحَمَّدْ فِي الغَارْ *** عَنْ خِطْبَةٍ بَهْجَةِ الالْمَاحْ قِلَّةِ نَقْدِ العُرُوسِ بِالوَاجِبْ تَعْذَارْ *** هَدَاسَرْ لَكُمْ بَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ قَالَ لَهُ الصِّدِّيقُ نُوعَظَكَ وَ انْتَ تَعْلَمْ *** لَيْنَ الدُّنْيَا بِمَالِهَا مَا تَسْوَاشَيْ عِنْدَ الله وَ الرَّسُولْ يَا هَيَجَانَ اليَمِّ *** فِي الحِينِ انْصَاعْ وَ اصْحَبْ مَعَهُمْ مَاشِي قَاصِدْ دَارَ الرَّسُولْ بِالخَطْبَةِ وَاعْزَمْ *** دَقَّ البَابَ وَ اسْتَجَابَ بِالسِّرِّ الغَاشِي قَالَ المُخْتَارْ لِأَهْلِ دَارِهِ *** حَلُّوا نِلْقَاوَا ذَا القُبُولْ مِنَ الجَنَّةِ رَبُّنَا اخْتَارُهْ *** وَ ايْجَبْ الله وَ الرَّسُولْ اخْبِرْنِي بِه مَنْ أَنْوَارِهِ *** لاَحَتْ فِي امَصَابِحْ العُقُولْ خَلُّوا لِلسَّيْفِ المُعَظَّمِ *** مُفْنِي اجْنُودَ الطَّوَاغِي مِنْ بَيِهِ عَقْدِي امْنَظَّمْ *** ظَاهَرْ عَنْ كُلِّ بَاغِي حَلُّوا لِعَلِي الشَّجِيعِ هَزَّامِ الدَّسَارْ *** جَاءَ يَخْطُبْ نَجْمَةَ الصَّبَاحْ حَلُّوا وَ انْصَرِفُوا وَ قَبْلَ المُخْتَارْ *** بِسَلاَمٍ ازْيَانْ وَ اسْتَرَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ وَ افْرَحْ بِه أَوْ جَالَسَه بَاهِي البِشْرَة *** وَ اسْتَنْجَلَ دَرْكُه الحَيَا مَا طَاقَ اكْلاَمْ تَمَّا قَالَ لَهُ الرَّسُولْ يَا تَاجَ العِشْرَة *** أَمْرَكَ انْعَرْفُوه يَا صَارِمَ الإِسْلاَمْ قَالَ لَه تَعْلَمْ حَالَتِي وَ انْتَ النُّصْرَة *** لأَنَّكَ رَبَّيْتْنِي عَلَى دِينِ القَلاَمْ بْنَ بُوطَالِبْ احْقِيقْ عَمِّكَ *** لِمَقَامَكَ حَذَيْنِي اصْغِيرْ تَمَّا رَبَّيْتْنِي بِحِلْمِكَ *** وَ شَرِيعَة دِينِكَ المُنِيرْ وَ اهْدَانِي خَالْقِي بِعِلْمِكَ *** لِنَهْجِ الوَاضِحْ الكَبِيرْ وَ انْتَ اضْيَا شَمْسِ بَصْرِي *** وَ ابْصِيرْتِي وَ السَّلاَمَة وَ وَسِيلَتِي وَ شَمْسُ تَدْرِي *** لِلْهَوْلِ يَوْمَ القِيَامَة اقْصَدْتَكَ يَا وَسِيلَتِي وَ اضْيَا الأَبْصَارْ *** يَا مَاحِي الكُفْرِ بِالصَّلاَحْ خَاطِبْ بِنْتَكَ انْكُونْ لِي زَوْجَة وَ امْتَارْ *** يَا كَهْفَ الفَضْلِ وَ السَّمَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ وَ تَهَلَّلَ عِنْدَ ذَاكَ وَجْه ارْفِيعِ الشَّانِ *** وَ اتْلألأ نُورُ الهُدَى شَمْسِ العَالَمْ وَ ازْدَادَ اسْرُورْ الرَّسُولْ مَعَ السُّلْوَانِ *** بَبْشَارَة ذَا المَلاَئِكَة فِي المُقَدَّادَمْ قَالَ لَه يَهْنِيكْ بِاعْضُودِي مِنَ الإِخْوَانِ *** هِي لَكَ حَقٌّ بِأَهْلِيلَ ابْنُو هَاشِمْ لاَكِنْ بِاجَلْ كُل مَهْدِي *** حَتْمًا مَنْ مَهَرْ بِالعَدْلِ هَلْ لَكَ مِنْ شِي امْتَاعْ نُغْدِي *** دُونَ الكَالِي فِي مَا انْقُولُ قَالَ لَه فِيهِ صَارْمِي وَ زِنْدِي *** وَ النَّاضِحْ كَامِلَ البَزُولْ قَالَ لَه احْسَامَكَ أَوْجَبْ لَكْ *** لِهَلاَكِ زَحْفِ الكَوَافِرْ وَ النَّاضِحْ عَوْنَ لِأَهْلِكَ *** بِحَمْلِكَ حِينَا اتْسَافِرْ ارْضِينِي اتْزَوَّجَكَ عَنْ سُنَّةِ الخِيَارْ *** اعْرِي دِرْعِكَ مَنَ السِّلاَحْ وَ انْزِيدَ انْبَشْرَكَ بِغَايَة الاسْتِبْشَارْ *** يَكْمَلْ فَرَحَكَ بِالِانْشِرَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ ابْشَرْ يَا ذَا القُبُولْ مَوْلاَنَا وَدَّكْ *** رَوَّجَهَا لَكَ فِي السَّمَا قَبْلِي فِي الأَرْضِ فِي الحِينِ كَمَا أَوْجَدْتَ جِبْرِيلْ بِقَصْدِكْ *** جَانِي وَ اطَّلَعْ مَعَ المَلاَيَكِ كَمَلْ العَرْضِ وَ اخْتَارَكَ خَالِقُ الوَرَى وَ اكْمَلَ عَقْدِكْ *** بِشَوَاهِدِ أَمْلاَيِكُ السَّمَا مِنْ طُولٍ وَعَرْضِ وَ أَمَرْ رَبُّ العُلاَ لِفَرَحِكَ *** رِضْوَانَ إِنْ زَخْرَفَ الجِّنَانْ وَ اتْلاَلَى حَوْزُهَا بِمَدْحِكَ *** وَ ادْوَاحِ أَنْشَرَّتْ الزَّمَانْ وَ الوِلْدَانْ بِالسُّرُورْ تَضْحَكْ *** وَ فِي كُلِّ امْقَامْ مَرْهَجَانْ وَ أَمْلاَيَكُ العَرْشِ الأَعْلَى *** فَرَّحُوا لِهَادِ البِشَارَة وَ أَهْلُ السَّمَوَاتِ جُمْلِي *** حَفَّلُوا البَيْتِ العُمَارَة بَيْتِ المَعْمُور بِالغْلاَيِكْ زَادَ أَنْوَارْ *** وَ اعْلَى نُورُه أَنْوَارْ لاَحْ وَ بَهَجْ مِنْبَرِ الرِّضَى رَوْضَة الأَزْهَارْ *** لِخُطْبَة دُرَّة المَلاَحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ كَانَ أَوْلَهَا المَجِيدْ وَ الخَاطِبْ جِبْرِيلْ *** وَامْلاَيَكَ ذَا العُلَى اشْهُودْ عَلَى الجُمْهُورْ وَ جَا لِلْهَادِي فِي الظَّهِيرْ الْخَطِّ احْقِيلْ *** وَ ارْضَى وَ ارْضَاتْ سَتُّنَا مَوْلاَتُ الكُوَرُ وَ وَعَدَهَا رَبُّنَا يكافيها بجميل *** تَشْفَعْ فِي زُمْرَةِ المَسَاكِنْ فِي المَنْشُورْ قَالَ المُخْتَارِ بَعْدَ هَذَا *** لِعَلِي يَاهَازِمَ الجُحُودْ إِيَّا بِينَا بِلاَ ارْتِيَا ذَا *** لِلْمَسْجِدْ نَعْمَلُوا اشْهُودْ وَ أَتَوْا الحَضْرَةَ الإِرَادَة *** تَكْمَل لَكَ غَايَةِ السُّعُودْ وَ أَمَرْ بِلاَلْ المَرْفُوعْ *** بِعْلَمْ جَمْعَ الصَّحَابَا وَ أَتَوْا لاَ مَهْلْ مُسْرِعْ *** لِدَعَا اعْظِيمِ البِجَابَا وَ ارْتَفَعْ مِنْبَرُهُ الشَّفِيعْ وَ قَالَ اجْهَارْ *** مِنْ بَعْدِ الحَمْدِ فِي الفَلاَحْ يَا جَمِيعْ المُهَاجْرِينْ وَ اعْصَابَةِ الأَنْصَارْ *** اصْغَاوَا لِنِهَايَةِ الصَّرَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ تَعْلَمْكُمْ مَا اسْمَعَتْ مَنْ بَاهِي البَهَجَا *** جِبْرِيلْ عَنْ رَبَّنَا المُهَيْمِنِ القَيُّومْ عَلَى بِنْتِي البَتُولْ زَوَّجَهَا *** لِعَلِي بْنِ عَمُّهَا وَ كَمَّلْ ذَا المَرْسُومْ لَمَّا كَمَّلَ خُطْبَتَه زَيَّنَ الفَلَجَا *** أَمَرْ لِعَلِي وَ قَامَ فِي الخُطْبَةِ مَفْهُومْ وَ احْمَدْ رَبَّ العِبَادْ جُمْلاً *** وَ اثْنَى بِالشُّكْرِ لِلسَّمِيعِ وَ اعْطَفْ فِي الثَّانِيَة وَ صَلاَّ *** بِالمَجْدِ عَلَى النَّبِي الشَّفِيعِ وَ ارْضَى عَنْ كُلِّ مَا انْتَلاَ *** بِهَدَايَةِ ذَا النَّبِي الرَّفِيعِ وَ بَعْدَهَا قَالَ فِي الأَخْطَابْ *** اصْغَاوَا رَاسُ الإِيفَادَا وَ اوَاعَاوَا يَا جَمْعَ الأَصْحَابِ *** غَايَة اكْمَالْ الشَّهَادَا بِالوَاجِبْ سُنَّةَ الزِّوَاجْ كَذَا تَشْهَارْ *** اصْغَى يَا كُل مَنْ إِيصَاحْ بَيَّنَ الله وَدْنِي وَكْمَلَ لِيَ المُخْتَارْ *** بِخُطْبَةِ طَلْعَةَ المِصْبَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ قَالَ الهَادِي لأَنَّكُمْ الكُل اشْهُودَهْ *** كَمَا كَانُوا أَمْلاَيَكُ الله اشْهُودُه بِبْنَتِي زَوَّجَتْ فَاطِمَةَ لِعَلِي المَعْمُودْ *** بِدِرْعِهِ فِي الصَّدَاقِ غَايَةِ مَقْصُودِه وَ حَمَدُوا الحَاضْرِينَ مَوْلاَنَا المَعْبُودْ *** وَ هَنَّوْا العَرُوسْ بِكَمَالْ اسْعُودُه مَدْلاً سَاعَةً اجَلِيلَة *** وَ أَنْهَارْ اعْظِيمٍ وَ اسْمِي بِزْوَاجِ السَّيِّدَةِ الفَضِيلَةِ *** بِنْتِ افْضَلْ كُلِّ ءَادَمِي يَاقُوتَة بَاهِيَة اجْمِيلَة *** تَكْلِيلُ التَّاجْ هَاشِمِي لَبَدْرٌ وَ الشَّمْسِ يَزْهُو *** زَهْوٌ بِزَيْنِ الشَّمَايِلِ مِنْ كَرَمِ الله وَجْهُهُ *** كَامِلٌ بِجَمْعِ الفَضَايِلِ مَنْ ثَمَّ سَارَ النَّبِي قَاصَدْ لِلدَّارْ *** عَامَرْ لِنْسَاهُ لاَ امْرَاحِ أَيُقِيمُوا مَرْهَجَانْ بِدُفُوفِ الشَّهَارْ *** فِي العُرْسِ وَعَبْدُنَا انْبَاحِ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ ثُمَّ قَالَ المُصْطَفَى لِعَلِي المِبْرُورْ *** خُذِ الدِّرْعِ الشَّهِيرْ بِيعُه بِإِدْفَاقْ وَ امْشَى بِهِ الفَضِيلْ لِلسُّوقِ المَعْمُورْ *** بَاعُوا وَ شَرَاهُ صَاحِبُ الهِمَّة عُثْمَانْ بَعْدًا خَلَّصَه وَ حَازَ ذَا الدِّرْعَ المَذْكُورْ *** عُثْمَانْ وَ قَالَ يَاعْلِي لَبِثْتَ الفُرْسَانْ رَضِيتُ بِقِيمَةِ ازْكَايَةْ *** وَ أَنَا رَاضِي بِلاَ امْكَالِ خُذْه لَكَ بِأَعْلِي أَهْدِيَةْ *** مِنِّي يَا صَاحِبَ النِّصَالِ أَنْتَ أَوْلَى بِه لِلْحَمِيَّةِ *** وَاجِبْ يَا دِرْغَمْ البَطَالِ وَ ارْجَعْ المُصْبَاحُ عَدْنَانَ *** بِالدِّرْعِ وَ المَالِ سَالِي وَ عَاوْدُه لَه فَضْلُ عُثْمَانْ *** بَحْرَ الحَيَاءِ وَ المَعَالِي وَ ادْعَى لُوا المُصْطَفَى بِخَيْرَ الاِخْضَارْ *** مِنْ رَحْمَةٍ مُرْسِلَ الرِّيَاحْ وَ الفَاضِلْ صِهْرَ الرَّسُولِ عَلِي حَيْدَارْ *** ذَا النُّورَيْنِ أَهْلَ السَّمَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ قَالَ الرَّاوِي حِينَ جَا المَجِدُّ بِالمَالْ *** قَبَضَه الصِّدِّيقُ بِأَمْرِ الهَادِي الوَهَّاجْ قَالَ لَه سِيرْ بِلَعْتِيقِ خُذِ امْعَاكَ إِبْلاَلْ *** وَ اسْلِيمَانْ وَ اشْرِي لَنَا شَايَنْ يَحْتَاجْ لِمَقَامِ العُرْسِ وَ الزُّهَاجْ بِغَيْرِ اعْطَالْ *** وَ حَمَّلُوا كُلَّ مَا شَرَاوَا لِبَدْرِ الدَّاجْ قَالَ عَلِي البَاهَجْ المُكَرَّمْ *** ابْقَيْتُ أَيَّامْ فَعَسَى مَهْمَا تَلْقَى الرَّسُولْ نَحْشَمْ *** وَ بِسِلْبِي يَمَوتُ نَسَى وَ يَقُولُ لِي نَلَكَ كُلَّ مَغْنَمْ *** وَ اكْمَلْنِي بِغَايَة النِّسَا مَانَا فِي بَحْرِ امْهُوَّلْ *** وَ اخُذْ النَّهَارُ فِي اطْرِيقِي حَتَّى الْقَانِي امْفَصَّلْ *** خُونَا اعْقِيلِ الشَّقِيقِي قَالَ لِي اخِي افْرَحْتْ لَكَ فَرْحاً بِشَكَارْ *** بِزْوَاجِكَ دُرَّة المَلاَحْ أَيَأْوَا أَتْكَلَّمُوا الرَّسُولْ فِي مَا يَخْتَارْ *** تَدْخُلْ بِهْلَكَ أَهْلَ الفَلاَحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ قَالَ لَه وَ الله يَابْنَ أُمِّي نَسْتَحْيِي *** بِالوَاجِبْ حَقٌّ تَسْتَحَى مِنْ أَبُو الدَّهْيَاجْ مَاهُمْ اكْدَاكَ يَرْقَمُوا هَذِ الحَلِي *** تِيدَا بِالسَّيِّدَة الأَمْنَةِ فِي المِنْهَاجْ وَ اخْكَاوْ لَهَا اخْدِيمَهُمْ عَلَى الَّتِي *** قَالَ لَهُمْ مُهْلُوا تَخْبَرُ الأَزْوَاجْ لَنْ اكْلاَمِ النِّسَا امْرَوْنَقْ *** يَسْرِي فِي القَلْبِ كَالمُدَامْ دَخَلَتْ وَ اكْدَاكَ بِالمْحَقَّقْ *** لِنْسَا المُخْتَارْ ذَا الكَلاَمْ وَ اجْتَمَعُوا السَّيِّدَاتِ بِالصِّدْقِ *** عَلَى الهَادِي فِي ذَا المَقَامْ قَالَ اعْلاَ يَا خْدِيجَة *** حَبِيبِي القُرْسِ الكَرِيفَة تَمْسَا سَالِيَة إِيهِيجَة *** بِسْرُورْ هَاذَا الوَلِيمَة وَ اتْنَهَّدَ عِنْدَ ذَكَرِهَا نِعَمَ المُخْتَارْ *** وَ الدَّمْعُ عَلَى الخُدُودْ سَاحْ قَالَ اخْدِيجَة لاَ مَثِيلَهَا لَيْسَا بِذْكَارْ *** عَقَرْ لِي فِي الحَشَى إِجْرَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ نِعَمَ اخْدِيجَة صَدَقَتْنِي قَبْلَ النَّاسِ *** وَقْتَ الكُفَّارْ كَذَبُونِي بِالجُمْهُورْ وَ عَانَتْنِي بِمَالِهَا مَا رِيتْ افْلاَسْ *** عَلَى دِينِي وَ دُنْيَتِي مِصْبَاحَ النُّورْ وَ البَنَاتِ امْعَاهَا سَبْعَ انْفَاسْ *** بِكَافْهَارَبَّنَا جِنَانَ الجُورْ حِينَ امْدَحْهَا بِكُلِّ مَسْلَكْ *** وَ اجْمِيعُ النِّسَا انْصَتَتْ قَالُوا لَه يَا رَسُولْ مُلْكَكْ *** بِحُسْنٍ يَعْهُودْ حُرْمَتَه بِنْ عَمِّكَ حَيْضَرَة ارْسَلْ لَكَ *** بِنَعَمْ بِدُخُولِ زَوْجَتِه قَالَ النَّبِي يَا أَمْكِنَا *** نَادِي عَلِي لاَ انْبَاعَدْ وَ قَصَدَتْ فِينْ هُوَ امْكِينَا *** يَرْجَى اخْوَاتْ المَسَاعِدْ نَادَتْه وَ انَّنَا وَ بَنَيْنِ إِلَى الدَّارْ *** وَ دَقُّوا البَابَ فِي اللَّوَاحْ أَدْنِ لَه المُصْطَفَى ادْخَلْ بَعْدَ النَّشْوَارْ *** وَ سَلَّمَه صَارِمْ الوُشَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ افْرَحْ بِه وَ جَلَسَه بَعْدًا سَلَّمْ *** صَأَبُوا فِي بَيْتِ عَيْشَة بِنْتِ الصِّدِّيقْ قَالَ لَه رَدَّنِي الدُّخُولَ بِأَهْلِكَ يَابْنَ العَمِّ *** قَالَ لَه لِأَمْرَكَ مَطِيعْ يَانُورَ التَّحْقِيقْ قَالَ لَه اللَّيْلَ اتْجَمَّعُوا وَ الله اعْلَمْ *** بِاسْمِ الله رَبَّنَا وَ بِالله التَّوْفِيقْ وَ اعْطَاهُ عَشْرَة مِنْ الدَّرَاهِمْ *** وَ امْشَى للسُّوقِ أَبُو الحَسَنْ وَ اشْرَى بِهِمْ اسْمِيعْ عَازِمْ *** الإِقْطِيطِ وَ التَّمَرْ وَ السَّمَنْ وَ امْرَجُّهُمْ شَامِخُ الكَرَايِمْ *** وَ اجْعَلْهُمْ حَسْبَ لِلدُّهَنْ قَالَ لَه ادْعِي لِكُلِّ مَا بْغِيتْ *** مِنَ الصَّحَابِ الكَوَاكِبْ وَ مَشَى عَلِي هَيْبَة اللَّيْثِ *** وَ قَبْلَ جَمْعَ الصَّوَاحِبْ قَالَ لَه الصَّحَابْ يَا رَسُولَ الله اكْنَارْ *** سَبْعْ مَائَة مِنْ الرِّجَاحْ قَالَ لَه ادْخَلُوا اجْمِيعْ عَنْ فَتْحِ الجِّبَارْ *** عَشْرَة عَشْرَة بِالِانْظِرَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ شَافِعِ الاِسْلاَمِ سَارُوا عَشْرَة إِيَدْخَلُوا بَعْدَ العَشْرَة *** مِنْ كَالْ يَخْرُجْ وَ الطَّعَامُ اكْثَرْ يَزْدَادْ بِسَبْعْ مِائَة بَاشْ كَانُوا فِي الحَضْرَة *** وَ اسْتَكْفَاوَا الكُلُّ مِنْ فَضْلِ الجَّوَادْ وَ بَرَكَتْ خَاتَمِ الرِّسَالَة أَبُو الزَّهْرَة *** صَلَّى الله عَلَيْهِ عَدَّاتْ كُلُّ اجْنَادْ حِينَ اطْعَمَ عَسْكَرُه المُفَضَّلْ *** كْسَى حَوَايجُه عَلِي وَ أَمَرْ جَمْعَ النِّسَا اتْحَفَّلْ *** شَمْسَ الحَلاَتْ وَ الحَلِي وَ اجْمَعْ مَا بَيْنَهُمْ وَ قِيلْ *** بِيَهِمْ لِلبَيْتِ مُسْتَلِي دَخَلُوا وَ شَدَّ المُشَفَّعْ *** عَلَى إِيَدُورَ العَرَايِسْ لَبَدْرٍ بِالسَّعْدِ شَعْشَعْ *** بِجَمَالٍ شَمْسَ العَوَائِسْ وَ ادْعَى لَهُمْ بِالدُّعَى لِمَوْلاَنَا السَّتَّارْ *** أَنْ يَكْرِمْهُمْ بِالصَّلاَحْ ثُمَّ اقْبَلْ حِيْضَرَة لِى حُرَّةَ الأَبْكَارْ *** يلاطفها بِلُطْفٍ رَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ كَمَا حَبَّ المَطَرْ عَلَى وَرَدِ الغُصْنَا *** قَالَ لَهَا لاَشْ يَأَيُّهَا الدُّرُّ المَكْنُونْ مَالَكْ يَاقُرَّةَ العُيُونِ فِي ذَا القَبْضَا *** اَنْ لَمْ تَرْضَى انْكُونْ لَكَ بَغْلاً وَ انْكُونْ ابْلِي زَوْجَة وَ قَالَتْ إِوَا الله تَرْضَا *** كَيْفَ لاَ نَرْضَى كَيْفَ لاَ تَرْضَى وَ بِكَ رَاضِي *** قَلْبِي يَا غَايَةِ الرِّضَا غَيْرْ اتْفَكَّرْتُ فِي المَقَاضِي *** لَيْلَةِ قَبْرِي امْغَمَّضَا اسْعَفْ عَرْضَكَ عَنْ اغْرَاضِي *** حُرْمَة مِنْ طُهْرِ الأَعْضَا تَحَيَّوُا ذَا اللَّيْلِ بِأَنِينْ *** لِلْمَوْلَى بِالعِبَادَةِ بِأَعْلِي قُرَّةِ العِينِ *** اغْدَا انْطِيبُ اللَّذَاذَة وَ قَطَعُوا اللَّيْلَ بِالسُّجُودِ وَ اجْلاَلِ الأَذْكَارْ *** حَتَّى وَ اتْفَاوْ بِالصَّبَاحْ وَ صَامُوا يَوْمَهُمْ حَقٌّ بِلاَ تَفْتَارْ *** حَتَّى مَدَّا الدُّجَا إِجْنَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ ثَلَثَ لَيَالِي عَلَى ائِلاَفٍ وَ ثَلَثَ أَيَّامْ *** قَطَعُوا بِالصَّوْمِ قَايَمِينَ بِلاَ فَتْرَة وَ انْزَلْ اجْبْرِيل لِلنَّبِي بِمَغَاتِ اسْلاَمْ *** قَالَ لَه المَوْلَى يَبْشُرْ عَلِي وَ الزَّهْرَة بَسُرُورْ بِالسُّرُورْ مِنَ الرَّبِّ العَلاَّمْ *** تَالُوا رِفْعَة وَ شَانْ يَهْنِيهِمْ بِشْرَة بِسُرُورِهِمْ رَافِعُ السَّمَائِكَ *** بِبُلُوغِ القَصْدِ وَ المَرَامِ قَدْ بَاهَا جَمْعُ المَلائِكَ *** بِهِمْ المَمَالِكِ السَّلاَمِ طَهَّرَهُمْ رَبَّنَا أُولاَئِكَ *** وَ هَلْ بَيْتِكَ مِنَ الكِرَامِ سَارَ الرَّسُولُ المُصَدَّقْ *** لَمَّا اسْمَعْ ذَا الكَرَامَا لِبَيْتِهِمْ دَقَّ وَ انْطَقُوا *** بِغُلاَمَةِ اهْلِ الفَهَامَا وَ انْظَمُّوا لِلْفِرَاشِ كَانَ الوَقْتُ انْهَارْ *** اعْظِيمَ البَرْدِ وَ الرِّيَاحْ قَالَ لَهُمْ سِلَّتُكُمْ بِحَقِّي بِالفَمَارْ *** لاَ تَفْتَرَقُوا وَ لاَ اجْنَاحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ فِي الحِينِ ادْخَلَ عَنْدَهُمْ ارْفِيعِ الشَّانِ *** وَ اجْلَسَ مَا بَين رُؤْسَهُمْ عَلَى التَّوْسِيدْ وَ رِجْلِيهِ مَدَّهُمْ بَينَ اهْلِ البَحْسَانِ *** يَدْفَاوَا ايكْثَرْ مَا غَشَاهُمْ بَرْد اشْدِيدْ البُهْمَا ضَمَّهَا لِصَدْرِه أَبُو الفُرْسَانِ *** وَ البُشْرَا فَاطِمَةَ اعْتَنَقَتْنَا لِلْجِيدِ وَ بَشَّرَهُمْ بِكُلِّ مَا جَا *** جِبْرِيلْ مِنْ عَالَمِ الغُيُوبِ أَنْهَارَ الهَوْلِ وَ الشِّمَاجَا *** بِهِمْ تَغَافَرُ الذُّنُوبِ زَاوَدَهُمْ بِالثَّنَا إِيهَاجَا *** لِدِينِ الهَازِمْ الكُرُوبِ حِينَ كَمَّلَ القَوْلَ صَخَتُوا *** وَ ادْعَى لَهُمْ وَ اسْتَأْنَسُوا بِجَلاَلِهِ جَلَّ حُسْنُوا *** شَرَقَتْ عَنْهُمْ أَنْ وَانُوا وَ اخْرَجَ فِي الحِينِ حِيْضَرَة وَ ابْقَى المُخْتَارْ *** قَالَ لِأبْنَتِه اضْيَا الألْمَاحْ قَالَ لَهَا أَخْبِرْنِي كَيْفَ رِيتِ زَوْجَكِ يَا خْتَارْ *** قَالَتْ مَنْ غَايَةِ المَلاَحْ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ ثُمَّ نَادِي عَلِي وَ قَالَ لَه يَا صِهْرِي *** وَ امْقَامَ ابْنِي وَ خَايَ وَ ابْنَ العَمِّ اشْفِيقِ تَعْلَمْ وَ انْحَقَّ فَاطِمَةَ قُرَّة بَصَرِي *** بَضْعَة مِنِّي انْكُونْ بِهَا نِعَمَ اشْفِيقِ يَوْجَعُنِي مَا يَهُمُّهَا وَ انْتَ تَدْرِي *** وَ بِفَرْحَكْنِي اسْرُورْهَا حَقًّا تَحْقِيقِ تَبْقَاوَا بِخَيْر جَلَّ بِكُمْ *** أَنْوَادِكُمْ لِلْجَلِيلْ مَنْ يَذْهَبْ كُلُّ رِجْسٍ عَنْكُمْ *** وَ يْطَهَّرْكُمْ لِلْجَمِيلْ وَاجِبْ تَسْتَخْلِفُه عَلِيكُمْ *** بِحْسَانِ الكَامِلِ الجَزِيلْ قَالَ حِيْضَرَة بَعْدَ هَذَا *** لِبِنْتِ طَهَ السَّعِيدَة حَقٌّ مَنْ إِيلَه الإِزَادَة *** لاَرِيتْ مِنِّي انْكِيدَة طُولْ مَا طَالَ الزَّمَانْ لاَ رِيتْ اغْيَارْ *** وَ لاَ نُورِي لِي افْرَاحِ إِيلاَ تَجْلِي الهُمُومْ عَنِّي وَ الأَكْدَارْ *** كَجْلِي اللَّيْلِ بِالصَّبَاحِ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ اكْدَا جَا فِي الكُتُبِ خَبَرْ ازْوَاجْ عَلِي *** بِالزَّهْرَة بِنْتِ الرَّسُولِ أُمُّ الحَسَنَيْنِ وَ أَهْلُ بَيْتِ المُصْطَفَى بِالوَاجِبْ لِي *** نَمْدَحُهُمْ مِنْ اضْمِيمْ فِكْرِي نُورُ العَيْنِ نَسْأَلْ رَبِّي بِجَمْعَهُمْ إِنْ يَغْفَرْ لِي *** وَ ايْجَاوِزْنِي فِي احَمَا سِيدِ الكَوْنَيْنِ يَا رَبِّ العَرْشِ بِالمَوْلَى *** سِلْتَكَ وَ ابْحُرْمَتْ الشَّفِيعْ تَعْفُو عَنَّا فِي كُلِّ زَلَّة *** وَ هْدِينَا لِبَكَ يَا رَفِيعْ وَ ارْحَمْ الوَالِدِينْ جُمْلَة *** وَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ بِالجَمِيعْ يَا ضَامِنَ الرِّزْقِ لِلْخَلْقِ *** يَا رَبَّ جَمْعِ الخَلاَيِقِ يَا فَاتِحَ الغَيْثَ مِنْ وَدَقْ *** بِسَحَابٍ نُورَ الحَقَايِقِ تَلْقَحْ بِهِ قُلُوبَ كَلَّحَتْ الأَشْجَارْ *** بِنُجُومِ الزَّهَرْ وَ اللِّقَاحِ وَ اغْفَرْ لِنَاظِمَ الضَّعِيفِ فِي كُلِّ أَوْزَارْ *** بُوفَارِسْ شَاعِرْ الفُصَّاحِ صَلِّيوا وَ سَلَّمُوا عَلَى شَارِقِ الأَنْوَارْ *** مُحَمَّدٍ سِيدِ الفَلاَحْ كَمَّلَتْ افْصِيدَتِي البَاهِجَة بِالتَّطْرِيزْ *** مَحْفُورَة تَايَرَة كَمَا انْقَلَ الرَّاوِي مَنْظُومَة كَالعَقِيقِ فِي اسْلُوكِ البَرِيزْ *** مِنْ شُغْلِ المَاهِرِ الأَدِيبْ العَدْرَاوِي مَنْ لاَ تَخْفَى اعْرَايسُه لأَهْلِ التَّمْيِيزْ *** بُوفَارِسْ عَبْدُ العَزِيزْ المَغْرَاوِي بِالوَالِعْ بِالبَدِيعِ غَرْفَة *** مِنْ بَحْرِ الفَايِضِ الحَفِيلِ خُوذْ الصَّافِي إِبْغِيرْ كُلْفَة *** تُحْفَة لِلْفَاهِمِ النَّبِيلِ لاَ تَحْسَبْ كُلَّ جَبَلْ عَرْفَة *** وَ اجْدَاوَلْ كُلَّ فَيْضِ نِيلِ مَنْ خَاضَ فِي بَحْرِ اللُّغَا نَالَ *** وَ غَنَمَ انْفِيسْ الجَوَاهِرْ بِالشَّوْقِ وَ الحُبِّ جَالَ *** وَ السِّرِّ مَخْفِي وَ ظَاهِرْ هَاذَا بَحْرٌ اطْمِيمٌ شَلاَّ مَا يْحْصَارْ *** عَذْبِي صَافِي بِلنْشِرَاحِ لِلَّهِ الحَمْدُ وَ الصَّلاَةُ عَلَى المُخْتَارْ *** وَ اسْلاَمِ الحَاتِمْ الوَشَّاحْ وَمِنَاتْ ءَأَلْفِ اسْلاَمْ مِنِّي لِلْحُضَّارْ *** مَا غَنَّى الطَّيْرُ فِي الدَّوَاحْ نُورِي تَارِيخْ الفْصِيدَة فِي الاشْطَارْ *** البِنِينَ وَ النُّونْ يَا السَّامِعْ ذَا لَتْوَشَاحْ
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة هي سرد شعري جميل لقصة زواج السيدة فاطمة الزهراء من سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، بدءاً من أصلها النوراني المبارك، مروراً بخطبتها، وانتهاءً بمراسم الزواج المبارك.

المقدمة: تمجيد الله والصلاة على رسوله

يبدأ الشاعر بتسبيح الله الذي خلق النور من نور النبي المختار، والذي أحل الزواج وحرم السفاح. ويدعو إلى الصلاة على النبي "شارق الأنوار" وسيد الفلاح.

أصل السيدة فاطمة النوراني

يروي الشاعر قصة رمزية جميلة، حيث اشتهت السيدة خديجة ثمرة من الجنة، فنزل جبريل عليه السلام بتفاحتين من الجنة، واحدة للنبي صلى الله عليه وسلم والأخرى لخديجة. ومن هاتين التفاحتين حملت السيدة خديجة بالسيدة فاطمة الزهراء، "بضعة من كبدة الرسول". ويذكر كراماتها، كنطقها في بطن أمها يوم معجزة انشقاق القمر.

خطبة السيدة فاطمة

عندما كبرت السيدة فاطمة، تقدم لخطبتها كبار الصحابة من أهل مكة والأنصار، لكن النبي كان يرد الأمر إلى الله، قائلاً إن الله هو من سيختار لها زوجها. ثم يروي كيف أن الصحابة (أبو بكر وعمر) شجعوا سيدنا علياً على التقدم لخطبتها، رغم أنه كان يتردد بسبب فقره وقلة ماله. يذهب علي إلى النبي ويخطبها، فيفرح النبي ويخبره أن هذا الزواج قد عُقد في السماء قبل أن يعقد في الأرض.

مراسم الزواج المبارك

يصف الشاعر كيف أن النبي أعلن هذا الزواج على الملأ في المسجد، وكيف أن مهرها كان درع سيدنا علي. ثم يصف وليمة العرس المباركة التي أطعم فيها النبي جمعاً كبيراً من الصحابة ببركته، وكيف زفها إلى بيت زوجها ودعا لهما بالبركة والخير.

الخاتمة: فخر ودعاء

يختم الشاعر قصيدته بالفخر بنظمه لهذه القصة العظيمة، معتبراً قصيدته "حلة" مزينة بالذهب، ويتحدى الشعراء الآخرين أن يأتوا بمثلها. ثم يختم بالدعاء والتوسل إلى الله بجاه النبي وآل بيته.

شرح الكلمات الصعبة
  • الضَّيِّ: الضوء.
  • الدَّيجُورْ: الظلام الشديد.
  • زَانَ: زيّن.
  • اعْرَايسْ المَلاَحْ: عرائس الجميلات.
  • السَّفَاحْ: الزنا.
  • سَتَّنَا: سيدتنا.
  • البَتُولْ: لقب للسيدة فاطمة، ويعني المنقطعة عن الرجال للعبادة.
  • بَضْعَة: قطعة.
  • صَالَتْ: تفوقت وتميزت.
  • الغَوَالِي: الأشياء الثمينة.
  • الصِّخَاحِ: جمع صحيح، أي أهل الرواية الصحيحة.
  • دَوْحِ الجَنَّةِ: أشجار الجنة الكبيرة.
  • بَاهِي السَّنَةِ: يا صاحب الوجه الحسن.
  • اتْنَالْ: تنال وتحصل على.
  • افْدَاتْ: فداءً لك، تعبير عن المحبة.
  • نَازِغِ الضَّلاَلِ: الذي يزيل الضلال.
  • حَلْكَةِ الجَفَانِي: شديدة سواد العينين.
  • طَفَحَتْ: شاع خبرها وظهر.
  • أَبْلِيقِ: بليغ ومناسب.
  • امْتَعْهَا: ما أروعها وأجملها.
  • اخْشَمْ: استحى وخجل.
  • اعْتِيقْ: لقب سيدنا أبي بكر الصديق.
  • الدِّرْغَمْ: الأسد، كناية عن شجاعة سيدنا علي.
  • طَمَّامَة الكُفَّاحِ: قاهر المقاتلين الأشداء.
  • تَأَصُّحْ: بجد واجتهاد.
  • بَهْجَةِ الالْمَاحْ: بهجة الأنظار.
  • هَدَاسَرْ: هذا السر.
  • هَيَجَانَ اليَمِّ: يا هائجاً كالبحر (كناية عن القوة).
  • انْصَاعْ: أطاع.
  • الغَاشِي: الناس.
  • هَزَّامِ الدَّسَارْ: هازم أهل الشر.
  • اسْتَنْجَلَ: غلب عليه.
  • دَرْكُه الحَيَا: أدركه الحياء.
  • دِينِ القَلاَمْ: دين الإسلام.
  • حَذَيْنِي: بجانبي.
  • امْتَارْ: زوجة.
  • كَهْفَ: ملجأ.
  • اعْضُودِي: عضدي، سندي.
  • أَهْلِيلَ: أهل.
  • نُغْدِي: نعطي.
  • الكَالِي: المتباطئ.
  • النَّاضِحْ: الجمل الذي يسقى به.
  • البَزُولْ: الإبل.
  • حَيْدَارْ: لقب سيدنا علي.
  • ذَا النُّورَيْنِ: لقب سيدنا عثمان.
  • مَرْهَجَانْ: احتفال ومهرجان.
  • حِيْضَرَة: حضرة، جماعة.
  • انْشِرَاحْ: فرح.
  • قُرَّة بَصَرِي: فرحة عيني.
  • بَضْعَة: قطعة.
  • انْوَادِكُمْ: مجالسكم.
  • الرِّجْس: النجس.
  • وَدَقْ: مطر.
  • كَلَّحَتْ: تغير لونها من الجفاف.
  • الأَوْزَارُ: الذنوب.
  • بُوفَارَسُ: كنية الشاعر عبد العزيز المغراوي.
  • إِمْرَاقْيَة: مزينة.
  • مَرْسُوخَة: متقنة.
  • طَلَمُوا: من الظلم، أي من المستحيل.
  • الوَدَعْ: نوع من الصدف.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق