قصيدة اليتيم للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح
قصيدة اليتيم
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة هي قصة شعرية مؤثرة تروي حكاية يتيم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وتبرز من خلالها عظمة الرحمة النبوية ومكانة اليتيم في الإسلام، مع التذكير بقدرة الله وفضله على عباده.
المقدمة: عظمة الخالق ورعايتهيبدأ الشاعر بتمجيد الله الذي يعم فضله ورزقه جميع المخلوقات دون استثناء. يذكرنا كيف أن الله يرعى الإنسان منذ أن كان نطفة في رحم أمه، ويوفر له رزقه حتى قبل ولادته. هذه المقدمة تمهد للحديث عن اليتيم الذي قد يظن الناس أنه بلا راعٍ، بينما راعيه الحقيقي هو الله.
اللقاء مع اليتيميروي الشاعر قصة، مستنداً إلى حديث نبوي، عن خروج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، حيث وجدوا صبياناً يلعبون وهم في أحسن حلة، إلا صبياً واحداً يجلس وحيداً، حزيناً، رث الثياب. هذا الصبي كان ينشد شعراً حزيناً عن الدنيا وغدرها.
شكوى اليتيم وحزنهعندما يسأله النبي عن سبب حزنه وعزلته، يبدأ الصبي في شكواه المؤثرة. يوضح أنه لا يستطيع اللعب والفرح كباقي الأطفال لأنه يتيم الأب. يصف كيف أن الأطفال الآخرين يفرحون مع آبائهم في الأعياد، بينما والده تحت التراب. يصف ألمه الشديد وحنينه لأبيه الذي كان يكرمه ويدلله.
قسوة زوج الأميزيد الصبي من وصف معاناته، فيحكي أن أمه تزوجت بعد وفاة أبيه، وأن زوجها يعامله بقسوة ويطرده، حتى أمه أصبحت تجافيه إرضاءً لزوجها. أصبح الصبي مشرداً، يبيت عند قبر أبيه كل ليلة، يناجيه ويشكو له حاله وألمه.
الرحمة النبوية وكفالة اليتيميتأثر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بشدة من بكاء الصبي وقصته. فيعرض عليه النبي عرضاً عظيماً يغير حياته، فيقول له: "أنا أبوك، وفاطمة أمك، والحسنان إخوتك". يفرح الصبي بهذا النسب الشريف، ويأخذه النبي إلى بيته ويوصي به ابنته السيدة فاطمة الزهراء، فتستقبله بالترحاب وتعامله كأحد أبنائها.
تحول حياة اليتيم واستشهادهتتحول حياة الصبي من الحزن إلى السعادة، ومن الذل إلى العز. يتعلم ويحفظ القرآن، ويصبح فخوراً بانتسابه لبيت النبوة. وعندما يشب، يطلب من النبي أن يشارك في الجهاد، ورغم صغر سنه، يصر على ذلك. يقاتل قتال الأبطال ويستشهد في المعركة، فتنزل الملائكة لتكرمه، وينال أعلى الدرجات في الجنة مع الحور العين.
الخاتمة: الدعاء والفخريختم الشاعر القصيدة بالدعاء والتوسل إلى الله بجاه الأنبياء أن يرحمه والمسلمين، ثم يفتخر بنسبه وبقصيدته، معتبراً إياها جوهرة ثمينة في مدح النبي ورواية هذه القصة العظيمة.
شرح الكلمات الصعبة
- نَسْتَخْطَبُوا: نبدأ به الخطاب والكلام.
- بِخْنَسَا: في الخفاء والسر.
- القَرَارْ المَكِينْ: الرحم.
- اعْقِبَدْ: انعقد.
- إِبْتَالْ: دون انقطاع.
- اجْلِه: أجله، وقته.
- يَفْتَحَمْ: يبدأ بالأكل بشهية.
- أَوْكِيدْ: مؤكد.
- مَا يَنْصَرَمْ: لا ينقطع.
- الفَهْوَدِ: الكريم، الشجاع.
- النُّكُودْ: الشدائد والمصائب.
- الصُّهُودْ: الحر الشديد.
- ارْغِيدْ: هنيء وواسع.
- خَصِيمْ: كثير ووافر.
- لُجُوجْ اليَمِّ: أعماق البحر.
- تَجْبِيهْ: تأتي به وتفتخر به.
- النَّوَادْ: الأماكن البعيدة.
- الجَّذْبْ: القحط والجفاف.
- العَطَبْ: الهلاك.
- الهُمَامْ: السيد الشجاع الكريم.
- الحَفِيلْ: الكثير، الوفير.
- ارْزِينْ: رصين، وقور.
- جَيْصَرَةَ: قد تكون تحريفاً لـ "حيدرة" وهو لقب سيدنا علي، أو تعني الشجاع.
- النُّصِيدْ: النسب الشريف.
- اللُّوَى وَ القَضِيبْ: الراية والعصا، رمزان للسلطة والقيادة.
- النِّبْتَانْ: الصبيان الصغار.
- المُرْهَفَاتْ السَّنُونْ: السيوف الحادة.
- شَاطْ: بقي أو فضل.
- يَسْتَكُوتْ: يصمت ويقنع.
- امْقَيَّرْ: متغير الحال، حزين.
- الجَّذَا: الفرح واللعب.
- اخْصِيصْ: محتاج، فقير.
- مَزْدَرِي: محتقر.
- العَبْقَرِي: نوع من الثياب الفاخرة.
- انْكَمَدَ الجِمَارْ: اشتعل الجمر، كناية عن شدة الحزن.
- الرَّوَامِسْ: القبور الدارسة.
- الجَنْدَلِي: الصخر.
- انْقَضَّرْ: أُحزِن.
- اغْرَابْ البِيدْ: غربان الصحراء.
- انْشَدَّبُه: أجعله شادباً أي حزيناً.
- اليَتَانْ: قد تكون تحريفاً لـ "اليتامى".
- يَعْقِرُه: يجرحه بعمق.
- ابْدِيدْ: جديد، أو هنا بمعنى غزير.
- تَسْنَعُه: توبخه وتؤنبه.
- احْشُوشْ: حشرات الأرض.
- يَدْمَغُه: يصيب دماغه.
- يَسْتَرْبَعُه: يطلب المزيد.
- المَنِيفْ: العالي الشأن.
- الزَّعَامْ: القادة الشجعان.
- يَنْحَبُوا: يبكون بصوت عال.
- اخْدِيقَة: حديقة صغيرة (بستان نخل).
- انْصَفْ: طلب الإنصاف أو العفو.
- الحَفِيدْ: كناية عن القلب الشغوف.
- افْنِيدْ: فريد من نوعه.
- يَتْكَرْكَبُو: يتدحرجون.
- الذَّرَاعَمْ: الرجال الأقوياء الشجعان.
- حِيْضَرَة: ربما تحريف لـ "خضرة" أي قطعة قماش خضراء.
- مَسَيَّيْنِ: منسوج.
- اخْرِيدَة: الفتاة الحورية الجميلة.
- اطْنِينْ حَلْحَالَهَا: رنين خلاخيلها.
- الدَّلاَجْ: الظلام.
- الدِّيَاجْ: الظلام الدامس.
- النَّضِيدْ: المنظوم والمرصع.
- الذَّرَاعْمِ الجَحْفَلِي: القادة الشجعان في الجيش الكبير.
- المَنْدَلِي: نوع من العود أو البخور.
- البُرْهَمَانَ: البرهان، أو القصيدة المتقنة.
- امْرَاقْيَة: مزينة ومزخرفة.
- مَرْسُوخَة: ثابتة ومتقنة.
- طَلَمُوا: من الظلم، أي من المستحيل.
- الوَدَعْ: نوع من الصدف يستخدم للزينة.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم