الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

قصيدة هول الموت للشيخ البشير التهامي مع الشرح المفصل

قصيدة هول الموت - الشيخ البشير التهامي

قصيدة هول الموت للشيخ البشير التهامي مع الشرح المفصل

نص القصيدة
مَكْسُورْ فِي مْهَاجِي وَ الْقَلْبْ عْلِيـلْ * خُوفِي نْجِيفْ تَسْتَخْصَلْنِي عَلَّــة مَسْلُوبْ طَارْ عَقْلِي مَا صَبْتْ دْلِيــلْ * مَسْقِي عْصِيرْ حَنْضَلْ وَ لَا دَفْلَة مَحْرُومْ نُومْ عَيْنِي وَ اللِّيلْ طْوِيـــــلْ * تْفَكَّرْتْ هَــوْلْ مُوتِي تَاتِي غَفْلَـــة ظَهْرِي نْحْنَى وَ شِيبِي يَلْهَبْ شْعِيــلْ * وَ الْكُبْرْ كَادْنِي عَ الْجَسْدْ اسْتَوْلَــى مَسْلُوبْ خُفْتْ نَطْفَى فِي غَسْقْ اللِّيلْ * نَضْحَى رْمِيمْ سَاكَنْ قَبْرِي نَبْلَـــى مَهْمَا نْعِيشْ نَرْحَلْ بْلَا تَأجِيــــــــــلْ * مَنْ بَعْدْ حِينْ مَنِّي دَارِي تَخْلَـــــى ألرُّوحْ مَنْ كْنَانِي تَنْسَلْ سْلِيــــــــــلْ * بَصْرِي حْدِيدْ ذَاتِي كِي مَشْلُولَــة مَطْرُوحْ فِي مْكَانِي نَسْمَعْ تَهْلِيـــــلْ * سَاعَة نْوَاحْ سَاعَة نَسْمَعْ صَكْلَـــة طُلْبَة قْرَاوْا شِي صُورَاتْ بْتَرْتِيـــــلْ * وَ الْخَلْقْ غَافْلَة مَا غَنْمُو غَلَّـــــة يَمْشُوا سْرِيعْ بِيَّا لَاشْ التَّعْطِيـــــــــلْ * لَلْحُفْرْةْ الْقْبَرْ نَعْزَمْ بَالرَّحْلَــــــــة مَنْ بَعْدْ مَا يْلَحْدُونِي بَالتَّقْبِيــــــــــــلْ * يَرْمُوا تْرَابْ مَا يَتَّرْكُوا دَخْلَــــــة ألْمُوتْ لَاغْنَا تَدْرُكْنِي يَا وِيــــــــــلْ * تَحْتْ الرّْدِيمْ نَسْكُنْ أَرْضْ السَّفْلَـــة حَصْرَاهْ وِينْ جَاهِي وِينْ التَّبْجِيـــــلْ * حَصْرَاهْ وِينْ بَرْنُوسِي وَ الْخَصْلَة حَصْرَاهْ وِينْ شَــانِي تَاجْ الْإكْلِيــــلْ * حَصْراهْ وِينْ صُغْرِي كِي مَا وَلَّى حَصْرَاهْ وِينْ جَوَّزْتْ شْبَابْ حْفِيــــلْ * حَصْرَاهْ وِينْ رُحْتْ وْ جُلْتْ بْصُولَة حَصْرَاهْ وِينْ كُنَّا خَلَّة وَ خْلِيــــــــــلْ * حَصْرَاهْ وِينْ كُلْ سَاعَة فِي بَدْلَــة حَصْرَاهْ وِينْ لَصْحَابْ تْبَاتْ تْهِيــــلْ * حَصْرَاهْ وِينْ خَيْمَةْ شعْرْ الدَّقْلَــــة حَصْرَاهْ وِينْ فُرْسَانْ اصْحَابْ الْخَيْلْ * حَصْرَاهْ وِينْ طَلْقَاتْ الْمُكَّحْلَـــــــة وَ جْمِيعْ مَا جْمَعْتُه يَاسَرْ وَ قْلِيـــــــلْ * فِي طَرْفْ عَيْنْ يَتْفَرْكَتْ لَا مَهْـــلَا مَسْنُودْ لِيمْنَة مَا نَغْلَطْ وَ نْمِيـــــــــلْ * قُرْطَاسْ فِيهْ نَكْتَبْ فَعْلِي جُمْلَــــــة عَرْيَانْ سَاعْةْ الْبَعْثْ تْقُولْ هْبِيـــــــلْ * غَرْقَانْ فَالْعْرَقْ لَجَّمْنِي حَمْلَــــــــة يُومْ الرَّضِيعْ شَايَبْ مَا لُه تَمْثِيـــــلْ * وَ حْنَا بْلَا مْدَامْ سْكَارَا عطْلَــــــــة ألْبَعْثْ يُومْ نُخْرُجْ بَذْنْ الْجَلِيـــــــــلْ * مَثْلْ الْجْرَادْ مَنْ لَجْدَاثْ ارْضْ خْلَا ألْمُوتْ لَاغْنَا تَدْرُكْنِي يَا وِيــــــــــلْ * تَحْتْ الرّْدِيمْ نَسْكُنْ أَرْضْ السَّفْلَـــة عْرَايَا شْعَاثْ وَ مْغَبْرِينْ وْ تَهْوِيـــــلْ * نَمْشُو فْأرْضْ مَا هِي لَرْضْ اللُّولَى وَ الْخَلْقْ فَازْعَة فِي ضَجَّة كَالسِّيــــلْ * لَا حَيْطْ بِيهْ نَتْـدَرَّقْ لَا نَخْلَــــــــــة فِي رُعْبْ قَلْبْ وَاجَلْ وَ دْمُوعِ هْطِيلْ * مَا دَرْتْ زَادْ مَا شَـرَّفْتْ بْخَصْلَـــة لَفْوَاجْ يَاسْرَة تَحْظَرْ جِيلْ بْجِيـــــــــلْ * مَنْ كُلْ قُـومْ تَتْجَمَّـعْ الْمَلَّــــــــــــة سَبْعَة سْعَاوْا نَالُوا ظَلْ الْوَاكِيــــــــلْ * وَ الشَّمْسْ سَاطْعَة فُوقْ الرَّاسْ اعْلَى يَا خَالْقِي بْجَاهْ حْرُوفْ التَّنْزِيـــــــــلْ * مَهْزُومْ لَا تْرَوَّعْنِي فَالْحَصْلَّـــــــة مَا لِي عْوِينْ ذَنْبِي جَايَرْ ثْقِيـــــــــــلْ * مَنْ غِيرْ جُودْ رَبِّي مَا لِي عَوْلَــة وْ حُبْ النّْبِي مْلَكْنِي مَا لِي تَبْدِيــــــلْ * ألْمُجْتْبِي احْمَدْ يْمَامْ الرُّسْلَــــــــــة يَا صَاحْبْ الشّْفَاعَة مَا صُبْتْ سْبِيــــلْ * نَلْغَى الْغَيْــثْ مَتْلِيَّـعْ فِي دَبْلَـــــــة لُو لَا الْكْرِيمْ يَرْحَمْنَا بَالتَّعْجِيـــــــــلْ * يَبْــدَا السّْـآلْ نَتْهَنَّى لَا عَـــــــــــــلَّا بَشِيرْ وَلْدْ تهَامِي ذَبْتْ نْحِيــــــــــلْ * فَكَّــرْتْ يُــومْ أجْلِي يَاتِي غَفْلَــــــــة ألْمُوتْ لَاغْنَا تَدْرُكْنِي يَا وِيــــــــــلْ * تَحْتْ الرّْدِيمْ نَسْكُنْ أَرْضْ السَّفْلَـــة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر البشير التهامي هي موعظة مؤثرة وتذكير بحقيقة الموت وأهوال يوم القيامة. يصف الشاعر حال الإنسان عند الاحتضار، ثم في القبر، ثم في يوم البعث، معبراً عن خوفه وندمه، ومتوسلاً برحمة الله وشفاعة نبيه.

المقدمة: الخوف من الموت

يبدأ الشاعر بوصف حالته النفسية والجسدية، فهو مكسور القلب، مريض، مسلوب العقل، لا يجد دليلاً يرشده. يشعر بمرارة الحياة، ويحرمه النوم من عينيه لأنه يتذكر أن الموت يأتي فجأة. يصف كيف أن ظهره قد انحنى والشيب قد اشتعل في رأسه، وأنه خائف من أن يموت وحيداً ويصبح رميماً في قبره.

وصف سكرات الموت والدفن

يصف الشاعر مشهد الاحتضار، فالروح تخرج من الجسد، والبصر يصبح حاداً، والجسد مشلولاً. يسمع من حوله يهللون، ويسمع بكاء ونواح أهله، ويرى "الطلبة" يقرؤون القرآن. ثم يصف كيف يُحمل سريعاً إلى القبر ويُدفن تحت التراب في "أرض السافلين".

الحسرة على الدنيا

ينتقل الشاعر إلى التحسر على ما فات من حياته الدنيا. يتساءل بحسرة: أين الجاه والتبجيل؟ أين الملابس الفاخرة والشباب؟ أين الأصحاب والخيام والفرسان؟ يدرك أن كل ما جمعه من مال سيضيع في طرفة عين.

أهوال يوم القيامة

يصف الشاعر أهوال يوم البعث، حيث يخرج الناس من قبورهم عراة حفاة، غارقين في عرقهم، في يوم يشيب فيه الرضيع. يصف كيف أن الناس يكونون في فزع وضجة كالسيل، لا يجدون مكاناً يحتمون فيه، والكل يبكي على حاله. في هذا الموقف العصيب، لا يجد الشاعر عوناً له إلا جود الله وحب النبي صلى الله عليه وسلم.

الخاتمة: التوسل والرجاء

يختم الشاعر قصيدته بالدعاء والتوسل. يتوسل إلى الله بحرمة القرآن ألا يروعه في هذا الموقف الصعب، ويعترف بثقل ذنوبه. ثم يلجأ إلى شفاعة النبي، فهو أمله الوحيد في النجاة. ويعود ليكرر اللازمة التي تلخص خوفه من الموت وحتمية المصير.

شرح الكلمات الصعبة
  • مْهَاجِي: أحشائي، داخلي.
  • عْلِيـلْ: مريض.
  • نْجِيفْ: أضعف وأهزل.
  • تَسْتَخْصَلْنِي: تتمكن مني.
  • دْلِيــلْ: دليل، مرشد.
  • حَنْضَلْ، دَفْلَة: نباتات شديدة المرارة والسمية.
  • شْعِيــلْ: مشتعل.
  • كَادْنِي: أتعبني.
  • غَسْقْ اللِّيلْ: ظلمة الليل.
  • رْمِيمْ: رميم، عظام بالية.
  • نَبْلَـــى: أصبح بالياً.
  • كْنَانِي: جسدي.
  • تَنْسَلْ سْلِيــــــــــلْ: تخرج بسهولة.
  • صَكْلَـــة: صراخ وبكاء شديد.
  • غَلَّـــــة: فائدة.
  • يْلَحْدُونِي: يضعوني في اللحد (القبر).
  • الرّْدِيمْ: التراب الذي يوضع فوق القبر.
  • السَّفْلَـــة: المنخفضة.
  • حْفِيــــلْ: حافل، مليء بالبهجة.
  • خَلَّة وَ خْلِيــــــــــلْ: أصدقاء مقربون.
  • تْهِيــــلْ: تجتمع وتتسامر.
  • الْمُكَّحْلَـــــــة: البندقية.
  • يَتْفَرْكَتْ: يتفرق ويتشتت.
  • قُرْطَاسْ: صحيفة الأعمال.
  • لَجَّمْنِي: ألزمني وأثقلني.
  • عطْلَــــــــة: بدون عمل، أو هنا بمعنى فاقدين للوعي.
  • لَجْدَاثْ: القبور.
  • شْعَاثْ: شعورهم متفرقة.
  • وَاجَلْ: خائف.
  • هْطِيلْ: منهمر بغزارة.
  • الْوَاكِيــــــــلْ: الله سبحانه وتعالى.
  • الحَصْلَّـــــــة: المأزق والموقف الصعب.
  • عْوِينْ: معين، مساعد.
  • عَوْلَــة: اتكال.
  • ألْمُجْتْبِي: المختار والمصطفى.
  • نَلْغَى: أجد.
  • مَتْلِيَّـعْ: مولع، شديد الشوق.
  • دَبْلَـــــــة: غصة وألم.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق