أنا الممحون من غرامك للشيخ بومدين بن سهلة
أنا الممحون من غرامك - الشيخ بومدين بن سهلة
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة هي صرخة عاشق متيم، يعبر فيها الشاعر بومدين بن سهلة عن شدة معاناته من حب فتاة، ويناجيها طالباً منها الدواء والوصال، ثم ينتقل لوصف جمالها الذي أسره، ويعلن استسلامه الكامل لهذا الحب حتى لو كلفه حياته.
المقدمة: شكوى المحبيبدأ الشاعر بإعلان حالته "أنا الممحون من غرامك"، أي المعذب الذي لا يعرف الراحة. كل كيانه، عقله وقلبه وجوارحه، قد مال إليها. لقد نفد صبره وزاد ألمه ولم يبق له سوى البكاء والنواح، وهو يسهر الليالي منتظراً وعداً باللقاء طال أمده. يخاطبها مباشرة بأن جمالها مشهور بين كل الجميلات، ويطلب منها أن تداويه بوصالها.
مناجاة الحبيبة ووصف الجماليتوسل إليها بالله أن تعطف عليه، فهو مريض وأسير حبها، لا يجد راحة ولا هدوء. ثم ينتقل لوصف جمالها الفاتن: عيونها سوداء، حواجبها كحرف النون المرسوم، مبسمها كالخاتم، وخدها كالهلال. جبينها يفتن بضيائه، ورقبتها طويلة كعنق الغزال، وجسدها أبيض كالثلج. يصف قامتها بأنها كصاري السفينة الشامخ.
الاستسلام للحب والقدريؤكد الشاعر أنه لن يتخلى عن حبه لها إلا بموته، فهو راضٍ بالموت والعذاب في سبيلها. يعترف بأن الأمر كله بيد الله، فالعبد لا يملك من أمره شيئاً. يتمنى أن يستره الله، وإذا مات، فإنه سيموت شهيد حبها ("نموت شقمة").
الخاتمة: إعلان الهوية والطلب الأخيرفي النهاية، يفصح الشاعر عن هويته "بن سهلة ما خفيت نسبي"، ويعلن أن عقله قد طار إليها وبقي عندها. يذكر أن جمالها مشهور في تلمسان كلها. ثم يختم القصيدة بنفس الرجاء الذي بدأ به: يطلب منها أن تخاف الله في تعذيبه وأن تنعم عليه بالوصال ليداويه ويشفيه من ألم الغرام.
شرح الكلمات الصعبة
- الممحون: المعذب والممتحن في الحب.
- الخاطر: القلب والنفس.
- عبدت إلا النواح: لم أفعل شيئاً سوى البكاء والنحيب.
- البهجة: اسم من أسماء مدينة الجزائر، وهنا قد تعني المدينة بشكل عام أو البهجة والحسن.
- الملاح: جمع مليحة، وهي المرأة الجميلة.
- طالقة الدلال: كثيرة الدلال والجمال.
- مسبي: أسير.
- جاح: ضعف ونحل.
- غصن اللقاح: غصن النخل المثمر، كناية عن جمالها وحيويتها.
- الفاخت: نوع من الحمام البري (اليمام)، يضرب به المثل في جمال الصوت والمشية.
- الألماح: الرموش أو نظرات العيون.
- عظلم: شعر ناعم بين الحاجبين أو في بداية الأنف، يعتبر من علامات الجمال.
- تايفة: طويلة ورشيقة.
- الشباح: الزينة والجمال.
- أرماق الأجدل: نظرات الصقر الحادة، كناية عن قوة نظراتها.
- سيف الفجرة: سيف صغير أو خنجر، تشبيه لذراعها.
- صاري: صاري السفينة، وهو العمود الذي يرفع الشراع، كناية عن طول قامتها واستقامتها.
- محرب: متقن الصنع ومجهز للحرب.
- النطاح: القتال والمعركة.
- شقمة: شهيد الحب، من يموت بسبب عشقه.
- ولفي: حبيبتي.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم