قصيدة الحسنين للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح
الحسنين - الشيخ عبد العزيز المغراوي
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة هي تعبير عن الشوق والمحبة العميقة لآل البيت، وتحديداً "الحسنين" (سيدنا الحسن وسيدنا الحسين)، ومن خلالهم يتوجه الشاعر بمحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته أجمعين. القصيدة مليئة بمشاعر الوجد والفراق والأمل في اللقاء.
المقدمة واللازمة: أرق الشوقيبدأ الشاعر بشكوى من الأرق وهجران النوم له بسبب بعده عن "حمى" آل البيت. يتساءل كيف يمكن أن يهنأ أو يتسلى من رأى جمالهم ونورهم ثم ابتعد. وتتكرر اللازمة لتؤكد هذه الحالة: "يا بدور الزين الحسنِينَ مِنْ إِبْهَاكُمْ / انْظُلَّ هَايَمُ مَمْحُونَ ولا انبات ناعس"، أي بسبب جمالكم يا بدري الزين (الحسن والحسين)، أظل هائماً ومعذباً ولا أنام الليل.
الفراق نار واللقاء جنةيعتبر الشاعر أن فراقهم هو النار والعذاب والموت، بينما لقاؤهم هو الجنة والبهجة والحياة. لا قيمة لحياته دون رؤيتهم، وحبهم هو مذهبه وذكره الدائم، ووصلهم هو بمثابة حجه وصلاته.
وصف ألم الفراقيصف الشاعر كيف تمكن حبهم من قلبه، وكيف أن نار الفراق تشتعل في أحشائه. يشعر بغصة في صدره لا دواء لها إلا لقاؤهم الذي يسكن خاطره ويحقق أمله.
جمالهم يضيء الأكوانينتقل الشاعر لوصف جمالهم ونورهم، فهم كالشمس التي تضيء المجالس، وكل نجم في السماء يستمد نوره من ضيائهم. إنهم يسكنون قلبه بالكامل، وحبهم حمل ثقيل ولذيذ في نفس الوقت.
مدح آل البيت والنبييؤكد الشاعر أنهم يشبهون في جمالهم أهل الجنة، وأن من يراهم يصدق بوجود الجنة. ثم ينتقل من مدحهم إلى مدح جدهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهو "شمس الهدى".
الخاتمة: توقيع الشاعرفي الختام، يعلن الشاعر أن كل هذا الغزل والشوق هو في الحقيقة مدح للبدور (الحسنين) والسيدة فاطمة وأزواج النبي، ورضى عن الصحابة الكرام. ثم يوقع القصيدة باسمه وكنيته "عبدكم بوفارس"، مفتخراً بأن شعره من صنع الفرسان (الشعراء الكبار).
شرح الكلمات الصعبة
- اجْفانِي: هجرني، جافاني.
- احْمَاكُمْ: حماكم، المكان الذي أنتم فيه.
- الْمَكْنُ: القلب أو الصدر.
- امْدَاعَسْ: راحة أو هدوء.
- اسْناكُمْ: نوركم وضياؤكم.
- اتْوَانَسْ: يأنس.
- الحسنِينَ: تثنية الحسن، والمقصود سيدنا الحسن وسيدنا الحسين.
- انْظُلَّ: أظل، أبقى.
- مَمْحُونَ: معذب وممتحن في الحب.
- اقْرِيحْتِي: جرحي وألمي.
- امْلامَتُكُمْ: لقاؤكم ورؤيتكم.
- اتْنَاكُمْ: ثناؤكم ومدحكم.
- احْشَايَ: أحشائي، أعماقي.
- امْرَكَّنْ: مستقر ومتمكن.
- ارْجَايَ: رجائي وأملي.
- الْغُلَايَسْ: الظلام الدامس.
- اهْشَلْكْنِي: أهلكني وأضعفني.
- امْلَيْعَة: مولعة، شديدة الشوق.
- الْوَاحُ: كثير الألم والشكوى.
- الضَّنَا: العذاب والتعب.
- الْوَغَا: الحرب، وهنا تعني معركة الحب.
- اهْلَ الْحَلْدُ: أهل الخلد، أي أهل الجنة.
- مَسْنُونُ: محمي ومصان.
- احْظَاكُمْ: حظوتكم ومكانتكم.
- النُّوَاكْسُ: جمع ناكس، وهو من يطأطئ رأسه خضوعاً.
- نَاكْسُ: خاضع، مطأطئ الرأس.
- صَايَلُ: مهاجم بقوة.
- امْحَايَنُ: محن ومصائب.
- اكْوَاكَبُ الْعُسَاعْسُ: كواكب الليل المظلم.
- لْوَاجُ: له أنواع وفنون.
- الْأَرْوَاجُ: الأزواج، والمقصود هنا أمهات المؤمنين.
- لِيُّوثُ: جمع ليث، وهو الأسد، كناية عن شجاعة الصحابة.
- اسْفَارُ: الكتب الكبيرة.
- الْكَرَارِسُ: الدفاتر والكراسات.
- بُوفَارَسُ: كنية الشاعر عبد العزيز المغراوي.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم