قصيدة المكناسية للشيخ قدور العلمي مع الشرح المفصل
قصيدة المكناسية للشيخ قدور العلمي مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر قدور العلمي هي شكوى مريرة وحزينة، يعبر فيها الشاعر عن ألمه لضياع داره ومكانته في مدينة مكناس، ويلوم أهلها على عدم حمايته، وينتقد غدر الأصدقاء وشماتة الأعداء، ويصف معاناته في الغربة والفقر.
المقدمة واللازمة: عتاب أهل مكناسيبدأ الشاعر بوصف حالته النفسية، فهو حزين على فراق وطنه "حوز بوطيبة" (مكناس) وأهله الأشراف، ونادم على هذا الفراق. ثم تأتي اللازمة التي هي صرخة عتاب: "آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس / مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم / سبتي وهلاكي الامان في بن آدم"، أي يا للعار عليكم يا رجال مكناس، لقد ضاعت داري ومكانتي وأنتم أهل الكرم، وكان سبب هلاكي هو ثقتي الزائدة في الناس.
شكوى الغدر وشماتة الناسيصف الشاعر كيف أن البعض قد فرح لمصيبته، والبعض الآخر عطف عليه، والكثيرون ضحكوا وشمتوا فيه. يلوم من أشاروا عليه بالخروج من داره. ثم يصف كيف أن هذه المحنة قد كشفت له حقيقة الناس، فالألسن تجرح، والعيون تكوي، والغيبة والنميمة منتشرة. لقد عرف حقيقة الناس عندما أصبح فقيراً لا دار له ولا مال.
خيانة الأصدقاءيتساءل الشاعر بحسرة عن أصدقائه وأحبابه الذين كانوا يملؤون مجلسه في أيام الخير، وكيف أنهم تخلوا عنه جميعاً في ساعة الشدة ("الحزة"). لقد تنكروا له كأنه غريب، بل إن بعضهم أصبح يذكره بخسارته ليزيد من ألمه. يستخلص حكمة مريرة وهي أن "فلس أحمر" أفضل من بعض الناس.
معاناة الغربة والفقريصف الشاعر معاناته في الغربة، وكيف أنه يبيت في "دكاكين المدارس" وأسواق الفقراء، ويقضي ليله ساهراً والنهار جالساً عند الأبواب. يصف كيف أن الناس زادوا من إذلاله، مفضلاً الموت جوعاً على طعام الذل، والفقر والغربة على صحبة الشامتين.
الخاتمة: حكمة الدهريختم الشاعر قصيدته بحكم عن تقلبات الدهر، وكيف أن ساعة الضيق هي التي تكشف معادن الناس. ويستشهد بحكم الأشياخ السابقين، فيقول إن من يبني سوره بلا أساس يستحق ما يجري له. ورغم كل شيء، يحمد الله الذي بدّل تعبه راحة، وسلط العقاب على أعدائه، فدعوة المظلوم لا ترد.
شرح الكلمات الصعبة
- المراسم: الأماكن والمنازل.
- نروم: أقصد، أتوجه إلى.
- حوز بوطيبة: اسم قديم لمدينة مكناس وضواحيها.
- تليف: تائه، ضائع.
- شاتم: مؤلم، جارح.
- الكرايم: الكرامات، أو أهل الكرم.
- رسمي: مكاني ومجلسي.
- الوحام: الشوق الشديد.
- مكمي: مخفي، مكتوم.
- العوام: السباح الماهر.
- الاغشام: جمع غشيم، وهو الجاهل أو الظالم.
- نجمت: استطعت.
- رميز قرطاس: ورق مزخرف.
- النغايم: الألحان، أو هنا بمعنى المعاني الدقيقة.
- عبد قناوي: عبد من غينيا، يشتهرون بسوادهم الفاحم.
- الصماصم: السيوف القاطعة.
- الجلية: النفي أو الخروج من الوطن.
- كداري: همي وكدري.
- غياري: همي وغيرتي.
- بهظ: سخر واستهزأ.
- اوكاري: بيتي ومسكني.
- الحزة: الشدة والضيق.
- الاولاف العشران: الأصدقاء المقربون.
- براني: غريب.
- يلاغيني: يكلمني.
- الصنانر: السنانير، شباك الصيد.
- قرارط: جمع قيراط، عملة صغيرة.
- برازق الايباري: وخز الإبر.
- تلطامي: تشرّدي وصفعي.
- الأبخاس: الأماكن الرخيصة والوضيعة.
- الدراز: الباب.
- النهرات و النقايم: الإهانات والشتائم.
- انفأيش: أفتخر.
- الهوارش: الحيوانات المفترسة.
- نغاوش: شوائب أو أحقاد.
- تلساس: أساس.
- صارم: سيف قاطع.
- رياس: قائد سفينة.
- زقوم: شجر مر، كناية عن مرارة الأيام.
- النشاشيب: السهام.
- كباب: جمع كبة، وهي الخيط الملفوف.
- دهقاني: خبير، فنان ماهر.
- ناجم: منجم، حكيم.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم