الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة صدت بغير وداع للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل

قصيدة صدت بغير وداع للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل

قصيدة صدت بغير وداع للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل

نص القصيدة
لا من درى بهم الفرقة بلا جنيـة ولا عرفت أنا ذا الغيبة كيـف كانت صدت بغير وداع الجافية عليــا ولا قدرت نودعها صافية النـواعت صيفت الشمعة والقنديل و الثريـا صيفة الشمس الهجارة منيـن طلت وانا ما هلكني سوى فراقها كي صدت (لازمة) صيفت الشمعة والقنديل و الثريـا صيفة الشمس الهجارة منيـن طلت يا غادي للبهجة روح عيد لخبـار سلم على محبوبي لاغنــى نصيبوا لا تأمن بنأدم في ذا الزمان الغدار من عمل شي يا خـاي فالدنية يصيبوا واجب عليا نحزن والحزن بلا عار ما عمل عـار اللي حزن على حبيبوا نطقت إمام الغيـد هي المرابطية ما صبتشي ترجع الأيام كيف كانت وانا ما هلكني سوى فراق الغزالة (لازمة) صيفت الشمعة والقنديل و الثريـا صيفة الشمس الهجارة منيـن طلت واجب عالفراق طول الزمان أنوّح ودموعي عا طـول الدهر ما يكفوا كل من نشتكيله يزيد ليا فالجـراح ما يغيضوش حــالي أو ما نشفوا بعد كاس الحب جرعة كاس لقراح والحبايب عن جـال أمري مايعفوا الغزال أللي ولفتوا مشى عليـــا أنعكس سعدي و أيام السرور مرت (لازمة) صيفت الشمعة والقنديل و الثريـا صيفة الشمس الهجارة منيـن طلت أنا ما هلكني سوى فراق الغزال كي صدت أنعكس سعدي ولى بالهموم وحزان حين غاب عليا من كنة بيه مولوع و حرم عني النوم صرت صهران والمنام على عيني عــاد مرفوع طال بي ذا الحال وصرت حيــران من فراق غزالي عيني تسيل بدموع لا حبيب من نعاودلوا ما صار بيــا يصغى لحذيثي يخفي وكون صامت ولا هلكني سوى فراق الغزال كي صدت (لازمة) صيفت الشمعة والقنديل و الثريــا صيفة الشمس الهجـارة منين طلت
شرح القصيدة

تُعد قصيدة "صدت بغير وداع" للشاعر بومدين بن سهلة من أبلغ قصائد الملحون في تصوير صدمة الفراق المفاجئ. القصيدة بأكملها مبنية على حدث واحد مؤلم: رحيل الحبيبة دون سابق إنذار أو كلمة وداع. هذا الحدث هو الذي يفجر كل مشاعر الحزن والضياع والأسى التي تفيض بها القصيدة.

الفكرة العامة: مأساة الرحيل الصامت

الفكرة المحورية هي الذهول والألم الناتج عن رحيل الحبيبة بشكل صامت ومفاجئ. يفتتح الشاعر قصيدته بالحيرة، فهو لا يعرف سبب هذا الفراق الذي جاء "بلا جنية" (أي كحدث خارق وغامض). اللازمة المتكررة "صيفت الشمعة والقنديل والثريا، صيفة الشمس الهجارة منين طلت" هي صورة شعرية بليغة تلخص المأساة؛ فرحيلها لم يكن مجرد غياب، بل كان انطفاءً لكل مصادر النور في حياة الشاعر، وتحول نهاره إلى ليل.

تحليل الأقسام وبنية القصيدة:
  • صدمة البداية: يبدأ الشاعر بوصف حيرته ودهشته، فهو لم يفهم كيف حدثت هذه الغيبة، ولم تتح له حتى فرصة الوداع. هذا الشعور بالعجز أمام الحدث المفاجئ هو مفتاح القصيدة.
  • صورة انطفاء النور: اللازمة التي تتكرر هي قلب القصيدة النابض. تشبيه رحيلها بانطفاء الشمعة والقنديل والثريا وغروب الشمس الحارقة، يعني أن حياته بأكملها قد أظلمت، وأن مصدر الدفء والحياة قد غاب.
  • الحزن المشروع: يدافع الشاعر عن حقه في الحزن، معتبراً أنه "بلا عار"، فمن الطبيعي أن يحزن الإنسان على فراق من يحب. هذا التأكيد يضفي على مشاعره طابع الأصالة والصدق.
  • انقلاب الحال: يصف الشاعر كيف انقلب حاله رأساً على عقب. بعد أن كان يشرب من "كاس الحب"، أصبح يتجرع "كاس لقراح" (كأس المرارة). انقلب سعده، وولت أيام السرور، وحل محلها السهر والهم والحيرة.
  • الوحدة وغياب المواسي: تبرز في القصيدة شكوى الشاعر من الوحدة، فلا يجد صديقاً حميماً يبث له شكواه ("لا حبيب من نعاودلوا ما صار بيا")، بل إن من يشتكي لهم يزيدون من جراحه ولا يرقون لحاله.
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة الشرح
جنيةحدث مفاجئ وغير متوقع، كأنه من فعل الجن.
صدتأعرضت ورحلت.
النواعتالنعوت والصفات الحسنة.
صيفتتشبه، مثل.
الهجارةشمس الظهيرة الحارقة.
للبهجةكنية تطلق على مدينة الجزائر العاصمة.
المرابطيةالمرأة الصالحة ذات المقام الرفيع.
أنوّحأبكي بصوت عالٍ، أنوح.
ما يغيضوشلا يأخذهم الحزن أو الشفقة لحالي.
كاس لقراحكأس الشراب الصافي، والمقصود هنا كأس المرارة الصافية.
أنعكس سعديانقلب حظي إلى السوء.
صهرانسهران، لا ينام.
صامتيصمت ويحفظ السر.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق