قصيدة صدت بغير وداع للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل
قصيدة صدت بغير وداع للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تُعد قصيدة "صدت بغير وداع" للشاعر بومدين بن سهلة من أبلغ قصائد الملحون في تصوير صدمة الفراق المفاجئ. القصيدة بأكملها مبنية على حدث واحد مؤلم: رحيل الحبيبة دون سابق إنذار أو كلمة وداع. هذا الحدث هو الذي يفجر كل مشاعر الحزن والضياع والأسى التي تفيض بها القصيدة.
الفكرة العامة: مأساة الرحيل الصامتالفكرة المحورية هي الذهول والألم الناتج عن رحيل الحبيبة بشكل صامت ومفاجئ. يفتتح الشاعر قصيدته بالحيرة، فهو لا يعرف سبب هذا الفراق الذي جاء "بلا جنية" (أي كحدث خارق وغامض). اللازمة المتكررة "صيفت الشمعة والقنديل والثريا، صيفة الشمس الهجارة منين طلت" هي صورة شعرية بليغة تلخص المأساة؛ فرحيلها لم يكن مجرد غياب، بل كان انطفاءً لكل مصادر النور في حياة الشاعر، وتحول نهاره إلى ليل.
تحليل الأقسام وبنية القصيدة:- صدمة البداية: يبدأ الشاعر بوصف حيرته ودهشته، فهو لم يفهم كيف حدثت هذه الغيبة، ولم تتح له حتى فرصة الوداع. هذا الشعور بالعجز أمام الحدث المفاجئ هو مفتاح القصيدة.
- صورة انطفاء النور: اللازمة التي تتكرر هي قلب القصيدة النابض. تشبيه رحيلها بانطفاء الشمعة والقنديل والثريا وغروب الشمس الحارقة، يعني أن حياته بأكملها قد أظلمت، وأن مصدر الدفء والحياة قد غاب.
- الحزن المشروع: يدافع الشاعر عن حقه في الحزن، معتبراً أنه "بلا عار"، فمن الطبيعي أن يحزن الإنسان على فراق من يحب. هذا التأكيد يضفي على مشاعره طابع الأصالة والصدق.
- انقلاب الحال: يصف الشاعر كيف انقلب حاله رأساً على عقب. بعد أن كان يشرب من "كاس الحب"، أصبح يتجرع "كاس لقراح" (كأس المرارة). انقلب سعده، وولت أيام السرور، وحل محلها السهر والهم والحيرة.
- الوحدة وغياب المواسي: تبرز في القصيدة شكوى الشاعر من الوحدة، فلا يجد صديقاً حميماً يبث له شكواه ("لا حبيب من نعاودلوا ما صار بيا")، بل إن من يشتكي لهم يزيدون من جراحه ولا يرقون لحاله.
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة | الشرح |
---|---|
جنية | حدث مفاجئ وغير متوقع، كأنه من فعل الجن. |
صدت | أعرضت ورحلت. |
النواعت | النعوت والصفات الحسنة. |
صيفت | تشبه، مثل. |
الهجارة | شمس الظهيرة الحارقة. |
للبهجة | كنية تطلق على مدينة الجزائر العاصمة. |
المرابطية | المرأة الصالحة ذات المقام الرفيع. |
أنوّح | أبكي بصوت عالٍ، أنوح. |
ما يغيضوش | لا يأخذهم الحزن أو الشفقة لحالي. |
كاس لقراح | كأس الشراب الصافي، والمقصود هنا كأس المرارة الصافية. |
أنعكس سعدي | انقلب حظي إلى السوء. |
صهران | سهران، لا ينام. |
صامت | يصمت ويحفظ السر. |
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم