قصيدة القلب الصافي للشيخ قدور بن عاشور

قصيدة القلب الصافي - الشيخ قدور بن عاشور

القلب الصافي - الشيخ قدور بن عاشور

نص القصيدة
خاب سعـــدي لله الحمـــد صرت مكــــــــروب شفاوّني قــوم غــــواوّك بلكــــذوب لعبــــو أش من عيب صدر مني أو لاش مغضــــــوب عنــدك أنـــت يا جافيـــني عليـــك كذبـــــو الوّغــــاد الظـــــلاّم أمـــروّ عيـــن لقلـــــــوب قبلت عنـــــــهم ما قالــــو هكــــذا إيحبــــو ما عملــــــت بيّـــــدي ولا بســــاق mذنــــوب ما عثـــرت بلســـــاني ربـــي درى بغيبـــو اللازمة يا البـاغضنـــي و أنا ضـان ليــــك محبـــــوب كل واحـــــد عنــــد الله يلتــقــــى حسابــــو كل واحــــد الله إخلّصـــــو بقلبـــــو صياح أنا قلبي عليـــك صافـــي لا تــدناس وأنـت يـا روح راحـتي قلبك قـاســـي ما بيــــاش جفــاك بيــا قـول النــاس بيــك يشتـفــى فيـــا كل عــداســــــي نطلب الله بالعفــــو ما يوّقــــــع باس حتى نتــــوادو بكاســــك أو كاســــي في مقامك لعزيز أنصبّح و نمــــاسي يا درى يوّفيلـــــي ربـــي معـــــاك مرغــــوب يا درى يتهنّــــى قلبــــي وينـــــال رغبـــو يا درى تعطــف عليــــا يا من عليك منســــوب يا من درى أش إيقول المحبوب لمن إيحبو توّجــــب عليه الطاعــــة ما إيفيــــدو هــــروب إذا شكـــــى لـــو بالعلـــة يرمـــو بطبــــو إيسامحــــــــو فالعثــــرة يعفـــو عليه ويتــــوب هكــذا وصف المومــــن الرســـول جابــــو اللازمة يا البـاغضنـــي و أنا ضـان ليــــك محبـــــوب كل واحـــــد عنــــد الله يلتــقــــى حسابــــو كل واحــــد الله إخلّصـــــو بقلبـــــو صياح المومن ما إيكون شــــي باغض حقــــود مـسامــ ـح صاحب العفـــو موحمـــــادي حليــــم كـريــــم جيّــد في عين المقصــــود يجاوّز عمن عثروا و ندموا في هادي على وفــق الرســـــول بــــــــلا تـــردّود مناصح مصافح على العبادي هكذا أنت فأعتبر لا يـــــن غـــادي فأعتبر و أرجــع لله لا تعود مسلــــــــــوب شحال من غلبو مثلك عــــــاوّدو أنغلبـــــــو قـوم زاغـو طـاغـو وبقـاوّ عجـب لعجـــــــوب أنقهرو وأنخذلـو نزلــــــو من بعــــــد ركبــــــو أنـقـلبـــت الســاعـــة والفـلـك دار مقلـــــــــوب و شال بيــــــهم ريـــح القدرة مشـــاوّ ذهبــــو الــــــدوام والبقـــــاء لله الكـــــون مخــــــروب لا إيغـــــــرّك وهـــــم الدنـيا قــــوام تعبــــو اللازمة يا البـاغضنـــي و أنا ضـان ليــــك محبـــــوب كل واحـــــد عنــــد الله يلتــقــــى حسابــــو كل واحــــد الله إخلّصـــــو بقلبـــــو صياح الـدنـيــا دنيــةَ لغـرور أسمع لقـدور فــأمتـثـل ليــا نحدثــك خـوذ الذكـــــرى يا مــن عاديتـنـي بلا سبة مهجــــــور فــاي دا الدنيــــا نحـاسبـــك ثــم الأخيــــرة نسيــت الولـــف والمحبة و ســــرور في الــليــل وفي النهــار دايـــــــم لا فتــــرة وأكسرت العاهد الوثيق بعد العشرة بعــدما كُـنا فـــــي سلـــوان فــــرح وطــــروب زهوّنا في منــــــازه وقصورنـــا أنتخبـــــو عنـد نـاس المعنـــى أمهـتـكيــــــــن لحجـــــــوب إيحـدثـــــو بنـــا خيــر للغيــــرنا إينـوّبــــــو نحـوّ عشـــريــن سنة متـوالفيــــــــن في شبوب خيـرنا باسط فــي زمــــان فيّــــض خصبـــــــو أش من سبـة أ من درى علاش مسبـــــــوب فيـــدنــي و نـفيــــدك ما فـي القـلــــوب ينبــــو اللازمة يا البـaغضنـــي و أنا ضـان ليــــك محبـــــوب كل واحـــــد عنــــد الله يلتــقــــى حسابــــو كل واحــــد الله إخلّصـــــو بقلبـــــو صياح كُنـت حبيـبـي أو كُنت لك أنا محبــــوب صـدق أو تصـديـق واجـب عليـت حبـك دارو بيك لوشات صرت أنت مقلــــوب الله يخلصك بصــدقــــــك أو فـعـــــالك ظهـروا منـك مـواجــع كثيرة و عيوب لا حـوّل فيما قضى الله تجبــــر حـالـــك تندم على ما مضى من زمانك يلــهمّـك ربــي لصــواب وتعــــود مطبـــــــوب إيعــالجــــك طبيـب القـدرة بشـرب عذبـــو تـعـتبـــر و تـوّلــــي عما عليـــك مكتــــوب فـيمـا مضــى نسمح لـك ونجــدّدو في حسبو فــي ما إيـحـب الله والــرسـول حــق مطلـــوب على الـــرضـى والرضــوان نتـــوادو بـشــربو توب وأرجــــع وأستطع لا تكــــون مغضـــوب جانـب العصات لجــرام للجحيـم حطــبـو اللازمة يا البـاغضنـــي و أنا ضـان ليــــك محبـــــوب كل واحـــــد عنــــد الله يلتــقــــى حسابــــو كل واحــــد الله إخلّصـــــو بقلبـــــو صياح نحمــد الله ونشكـــرو على الصفـــــــاء والوفـــاء والكفــــاء من أحمد الشريـــف صلــــى الله علــيك يا الـرسول المصطفـى وسلـــم سلام مــولانا الـلطيـــف وعليه آله وأ صحابــو الخلافــــاء والعشــرة و أليف ألف و أليف قدر ما في السماء والأرض لطيف و كثيف نختــــم المنظــومـة بالله فعـــرش منصـــوب فــوق منـــو محمد الإ مـــــــام قطبــــــو الإدريســـي العاشـــوري بالرحيــق مسكوب من فضــل عين الرحمة البحـــور فيه كبّـــو خوذ تاريــــــخ هذه الحلة بألـــف مضــــروب و ثلثميــــة و الواحــــد أو الربعيــــن حسبـو فـــي شهـــر جمادى الأوّلى لو مت محبوب بعد ستــــة و عشــــــرة يــــوم وهب وهب وهبــــــو الله يرحــــم قــدور حبـــــرنا المــــرغـــــــوب الزرهوني الندرومي جـوهر في سلك ذهبو الصلاة وألــف ســلام عليـــه سـر مكســــــوب علّ آله و الأصحاب مـع الرجال صحبــــو اللازمة يا البـاغضنـــي و أنا ضـان ليــــك محبـــــوب كل واحـــــد عنــــد الله يلتــقــــى حسابــــو كل واحــــد الله إخلّصـــــو بقلبـــــو.
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر قدور بن عاشور هي عتاب رقيق ومؤثر موجه إلى حبيب أو صديق انقلب عليه بسبب وشاية النمامين. يدافع الشاعر عن براءته، ويذكره بصفاء قلبه وبأيام الود الماضية، ويدعوه إلى التوبة والعودة إلى الصواب، تاركاً الحكم النهائي لله الذي يجازي كل إنسان بما في قلبه.

المقدمة: شكوى من الجفاء

يبدأ الشاعر بشكوى من حاله، فقد أصبح مهموماً ("مكروب") وشامتاً فيه الأعداء، بعد أن صدق محبوبه كلام الوشاة ("غواوك بلكذوب"). يتساءل عن سبب هذا الغضب والجفاء، مؤكداً أنه لم يرتكب أي ذنب بيده أو لسانه، وأن الله يعلم براءة قلبه.

اللازمة والصياح: القلب الصافي

تتكرر اللازمة لتؤكد الفكرة المحورية: "يا الباغضني وأنا ضان ليك محبوب / كل واحد عند الله يلتقى حسابو / كل واحد الله إخلّصو بقلبو". أي يا من تبغضني وأنا أظن أني حبيبك، لا تقلق، فالله سيحاسب كل شخص على نيته وما في قلبه. وفي مقاطع "الصياح"، يؤكد أن قلبه صافٍ لا يعرف الدنس، وأن المشكلة ليست في جفاء الحبيب بقدر ما هي في شماتة الأعداء.

الموعظة والنصح

ينتقل الشاعر إلى وعظ صديقه، ويذكره بأن المؤمن الحقيقي لا يكون حقوداً، بل يكون مسامحاً وكريماً على سنة النبي محمد. يحذره من الغرور، ويذكره بمصير الطغاة الذين زالوا وبقي وجه الله الدائم. يذكره بأيام العشرة والود التي جمعتهما، وكيف انقلب حاله بسبب الوشاة.

الدعوة إلى التوبة والمصالحة

رغم ألمه، يفتح الشاعر باب الأمل، فيدعو الله أن يلهم صديقه الصواب ويعود إلى رشده. يعلن استعداده لمسامحته وتجديد العهد على ما يرضي الله ورسوله، ويدعوه إلى التوبة ومجانبة أهل المعاصي.

الخاتمة: الحمد والتوثيق

يختم الشاعر قصيدته بحمد الله وشكره على نعمة الإسلام والصفاء، وبالصلاة على النبي وآله وأصحابه. ثم يفتخر بنسبه العلمي (الإدريسي العاشوري) وبشعره المستمد من فيض الرحمة الإلهية. ويوثق تاريخ نظم القصيدة بدقة في شهر جمادى الأولى من عام 1341 هـ، ويدعو بالرحمة لنفسه "قدور حبرنا المرغوب".

شرح الكلمات الصعبة
  • مكــــــــروب: مهموم، حزين.
  • غــــواوّك: خدعوك وأضلوك.
  • الوّغــــاد: الأوغاد، الأشرار.
  • ضـان: ظان، أعتقد.
  • تــدناس: يتسخ، يتلوث.
  • عــداســــــي: أعدائي.
  • يوّقــــــع باس: يحدث مكروه أو شر.
  • نتــــوادو: نتصالح ونتوادد.
  • نمــــاسي: أمسي، أقضي المساء.
  • منســــوب: أنتمي إليك.
  • يرمـــو بطبــــو: يعالجونه بالدواء المناسب.
  • مـسامــ ـح: مسامح.
  • موحمـــــادي: على سنة النبي محمد.
  • جيّــد: كريم.
  • يـــــن غـــادي: إلى أين أنت ذاهب.
  • مسلــــــــــوب: مسلوب العقل، تائه.
  • عــــــاوّدو: عادوا.
  • قــــوام: أقوام.
  • مهجــــــور: متروك.
  • لا فتــــرة: دون انقطاع.
  • سلـــوان: السلوى ونسيان الهم.
  • أمهـتـكيــــــــن لحجـــــــوب: كاشفين للأسرار (في مجالس العلم والمعنى).
  • إينـوّبــــــو: يوصلون الخير.
  • شبوب: شباب.
  • مسبـــــــوب: ما هو السبب.
  • ينبــــو: يخبر.
  • لوشات: النمامون.
  • مطبـــــــوب: معالج.
  • لجــرام: الأجرام، الذنوب.
  • حبرنا: عالمنا.
  • الزرهوني الندرومي: نسبة إلى زرهون وندرومة، أماكن معروفة.
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق