يوم الخميس - الشيخ بومدين بن سهلة
يوم الخميس - الشيخ بومدين بن سهلة
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
تدور هذه القصيدة حول صدفة غيرت حياة الشاعر، حيث يروي قصة لقائه بفتاة اسمها "فاطمة" في "يوم الخميس"، هذا اللقاء الذي أشعل في قلبه نار الحب وجعله هائماً، ثم ينتقل إلى وصف دقيق لجمالها الفاتن وقيمتها التي تفوق كل كنوز الدنيا.
المقدمة واللازمة: لعنة يوم الخميس المباركةيبدأ الشاعر بالاعتراف بأن الله قدر له أن يقع في الحب بعد أن "زلت قدمه" ونظر بعينيه. يصف كيف أن فتاة سلبته عقله بجمالها. ثم تأتي اللازمة التي تتكرر في القصيدة: "يوم الخميس واش أداني / حتى لقيت فاطمة مصبوغة الاشفار / اللي غرامها مضاني"، وهي تحمل معنى مزدوجاً بين الندم على ما أصابه من عذاب الحب، والامتنان لهذه الصدفة التي عرفته على حبيبته.
اللقاء العابر والحوار القصيريصف الشاعر كيف قادته قدماه يوم الخميس إلى رأس الشارع، حيث رأى فاطمة التي شبهها بالهلال. هذا اللقاء أشعل فيه نار الغرام. ثم يصف لقاءً آخر حين رآها تتجول، لكنها حذرته من تتبعها خوفاً من "الحسود" وانتشار الخبر، وطلبت منه أن يكون حكيماً وذكياً. هذا الحوار القصير تركه "بلا عقل هايم" ومهموماً.
وصف جمال فاطمةينتقل الشاعر إلى الجزء الأهم وهو الوصف الحسي الدقيق لجمال فاطمة. يصف جبينها الصافي، وعيونها المكحلة، وخدودها التي تفوق حمرة شقائق النعمان ("الجلنار"). يصف شعرها الأسود المنسدل على صدرها ("الثيت")، وفمها الصغير كالخاتم، وشفتيها الحمراوين. ثم يصف عنقها المصنوع من العاج والبلور، وقامتها الممشوقة كالنخلة، وذراعيها كالسيف في يد الفارس، وأصابعها المتلألئة بالخواتم، وجسدها الأبيض كالثلج.
قيمة الحبيبة التي لا تقدر بثمنبعد هذا الوصف، يؤكد الشاعر أن جمالها يفوق كل شيء، وأنها أبهى من "الغزال الصيني". ثم يبدأ في تعداد قيمتها المادية والمعنوية، فيقول إنها تساوي مئات الأثواب والجواري والإماء، بل وتفوق كنوز الدولة العثمانية وأموال تجار فاس، ليؤكد أن قيمتها لا تقدر بثمن.
الخاتمة: أمنية الشاعرفي الختام، يعترف الشاعر بعجزه عن إيفاء وصفها حقه، ويعبر عن خوفه من غدر الزمان الذي قد يفرقه عنها. ثم يفصح عن هويته "اسمي وكنيتي بن سهلة"، ويتمنى أن توافقه حبيبته ("ولفي") على الوصال، معلناً استعداده لأن يخسر "ألف دينار" في سبيل البقاء معها حتى نهاية العمر.
شرح الكلمات الصعبة
- المسرار: الذي يسر ويبهج النفس.
- واش أداني: ماذا فعلت بنفسي؟ أو ما الذي أتى بي إلى هنا؟ (تعبير عن ورطة محببة).
- مصبوغة الاشفار: مكحلة الرموش.
- مضاني: أمرضني وأتعبني.
- الهمية: صاحبة الهمة العالية والمكانة.
- الأريام: جمع ريم، وهو الغزال، كناية عن النساء الجميلات.
- ينعرني: يخبرني أو يوصل لها رسالة.
- القهار: من أسماء الله الحسنى.
- نباني: انتبه لي، رآني.
- كيس: فطن، ذكي.
- ما يندس: لا يختفي، أي ينتشر.
- مشطون: مشغول البال، مهموم.
- غايس: غائص في الهموم.
- الغرار: المرآة الصافية.
- الجلنار: زهر الرمان، ويضرب به المثل في شدة الحمرة.
- سيساني: حارس أو بواب.
- الثيت: الشعر الطويل المنسدل على الصدر.
- كظليم الصحراء: كذكر النعام، ويشتهر بجمال ريشه الأسود.
- واتاته: ناسبها، لاق بها.
- فجرة: خاتم صغير.
- أنـــاتـه: شفتيه.
- بلار: البلور، وهو زجاج شديد النقاء.
- بخوامس: خواتم تلبس في الأصابع الخمسة.
- الزند: الساعد.
- الطراد: القتال والمطاردة في الحرب.
- غزار: كثير الخبرة والشجاعة.
- راسم: ثابت ومستقر، والمقصود ثلج دائم لا يذوب.
- العوارم: النساء الفاتنات.
- الاثغار: جمع ثغر، وهو الفم.
- أبكار: الإبل الفتية.
- كحل النجلة: ذات العيون الواسعة والكحيلة.
- الختلة: الخديعة والمكر.
- الخجلة: الحياء.
- ولفي: حبيبتي.
- تسعفني: توافقني وتساعدني.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم