الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

يوم الخميس - الشيخ بومدين بن سهلة

قصيدة يوم الخميس - الشيخ بومدين بن سهلة

يوم الخميس - الشيخ بومدين بن سهلة

نص القصيدة
سبحان خالقي سلطاني * من لا ينام ربي عالم الأسرار قدر و أراد لي و بلاني * زليت بالقدم نظرت بالأبصار حتى لقيت من سلبتني * بالحسن و البهاء و الزين المسرار يوم الخميس واش أداني * حتى لقيت فاطمة مصبوغة الاشفار اللي غرامها مضاني يوم الخميس سارت بيا * رجلي لعند راس الشارع لقيت فاطمة الهمية * شبيهة الهلال الطالع ما لها مثيل في الدنيا * تاج الأريام يامن تسمع كواتني بنار قوية * ومشيت بالغرام مولع مشيت من هواها فاني * قلبي و خاطري شعلت فيه النار ما لي صديق من ينعرني * يمشي لها مصبوغة الأشفار يجيب لي أخبارها و يجيني * يعمل جميل فيا يهديه القهار يوم الخميس واش أداني * حتى لقيت فاطمة مصبوغة الأشفار اللي غرامها مضاني يوم الخميس واش أداني * لقيت حا الغزال يحـــوس ما فقت به حين نباني * أحمر الخدود كحيل الناعس جيت نتبعه جاوبني * يهديك غير آيس ذوك الحسود يكرهوني * و يشيع خبرنا ما يندس الناس راهم شافوني * كن لبيب فاهم كيس بلا عقل هايم خلاني * مشطون ممحون و غايس بالزين و البهاء عذبني * عنده جبين صافي مثل الغرار و العيون شفرهم سوداني * و خدود ورد فاتح فات الجلنار مولاه حارزه سيساني * عليه دور البيبان والأسوار يوم الخميس واش أداني * حتى لقيت فاطمة مصبوغة الاشفار اللي غرامها مضاني هذا الغزال باهي الصورة * للورد والزهر مثلتــــــــه الشفر ما أحسنه بالنظرة * و العين بالكحول واتاته الثيت كظليم الصحراء * هاوي على الصدر طلقاته الفم مدور خاتم فجرة * وشفوف عكري في أنـــاتـه ما كان زينها يا حضرة * في جيلنا و جيل اللي فاتوا خذ الكلام و اسمع مني * يا من تسالني نعطيك أخبار نوريك ما نظرت بعيني * رقبة مقومة من عاج و بلار بخوامس الذهب سلبتني * القد مثل النخلة مالت بثمار الزند سيف يا سايلني * يوم الطراد قبضه فارس غزار يوم الخميس واش أداني * حتى لقيت فاطمة مصبوغة الأشفار اللي غرامها مضاني الأصباع يوهجوا بخواتم * زادوا محنتي و عذابي البدن ثلج في جبل راسم * و الساق برديفه يسبي ما كان مثلها في العوارم * سبحان من يصور ربي أبهى من الغزال الصيني * مكمولة البهاء صافية الاثغار اللي غرامها مضاني * تسوى مـيـات ثوب و أبكار ميات جارية سوداني * ميات بنت من أهل الكفار تسوى خزاين العثماني * تسوى مال فاس و ديار التجار يوم الخميس واش أداني * حتى لقيت فاطمة مصبوغة الأشفار اللي غرامها مضاني عييت يا أحبابي نوصف * في ذا الغزال كحل النجلة راني مثل الطير الخايف * خوفي من الغدر والختلة سبحان من خلقها وأنصف * ما كان زينها في طفلة يا من درى عليا تعطف * تاج الريام باهية الخجلة نوري اسمي للعارف * اسمي و كنيتي بن سهلة لو كان ولفي تسعفني * إذا يريد ربي سامع الأخبار نمشي و عندها يخليني * نبقى معها حتى تفنى الأعمار اللي يلزمه يلزمني * إذا تريد نخسر ألف دينار يوم الخميس واش أداني * حتى لقيت فاطمة مصبوغة الأشفار اللي غرامها مضاني
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

تدور هذه القصيدة حول صدفة غيرت حياة الشاعر، حيث يروي قصة لقائه بفتاة اسمها "فاطمة" في "يوم الخميس"، هذا اللقاء الذي أشعل في قلبه نار الحب وجعله هائماً، ثم ينتقل إلى وصف دقيق لجمالها الفاتن وقيمتها التي تفوق كل كنوز الدنيا.

المقدمة واللازمة: لعنة يوم الخميس المباركة

يبدأ الشاعر بالاعتراف بأن الله قدر له أن يقع في الحب بعد أن "زلت قدمه" ونظر بعينيه. يصف كيف أن فتاة سلبته عقله بجمالها. ثم تأتي اللازمة التي تتكرر في القصيدة: "يوم الخميس واش أداني / حتى لقيت فاطمة مصبوغة الاشفار / اللي غرامها مضاني"، وهي تحمل معنى مزدوجاً بين الندم على ما أصابه من عذاب الحب، والامتنان لهذه الصدفة التي عرفته على حبيبته.

اللقاء العابر والحوار القصير

يصف الشاعر كيف قادته قدماه يوم الخميس إلى رأس الشارع، حيث رأى فاطمة التي شبهها بالهلال. هذا اللقاء أشعل فيه نار الغرام. ثم يصف لقاءً آخر حين رآها تتجول، لكنها حذرته من تتبعها خوفاً من "الحسود" وانتشار الخبر، وطلبت منه أن يكون حكيماً وذكياً. هذا الحوار القصير تركه "بلا عقل هايم" ومهموماً.

وصف جمال فاطمة

ينتقل الشاعر إلى الجزء الأهم وهو الوصف الحسي الدقيق لجمال فاطمة. يصف جبينها الصافي، وعيونها المكحلة، وخدودها التي تفوق حمرة شقائق النعمان ("الجلنار"). يصف شعرها الأسود المنسدل على صدرها ("الثيت")، وفمها الصغير كالخاتم، وشفتيها الحمراوين. ثم يصف عنقها المصنوع من العاج والبلور، وقامتها الممشوقة كالنخلة، وذراعيها كالسيف في يد الفارس، وأصابعها المتلألئة بالخواتم، وجسدها الأبيض كالثلج.

قيمة الحبيبة التي لا تقدر بثمن

بعد هذا الوصف، يؤكد الشاعر أن جمالها يفوق كل شيء، وأنها أبهى من "الغزال الصيني". ثم يبدأ في تعداد قيمتها المادية والمعنوية، فيقول إنها تساوي مئات الأثواب والجواري والإماء، بل وتفوق كنوز الدولة العثمانية وأموال تجار فاس، ليؤكد أن قيمتها لا تقدر بثمن.

الخاتمة: أمنية الشاعر

في الختام، يعترف الشاعر بعجزه عن إيفاء وصفها حقه، ويعبر عن خوفه من غدر الزمان الذي قد يفرقه عنها. ثم يفصح عن هويته "اسمي وكنيتي بن سهلة"، ويتمنى أن توافقه حبيبته ("ولفي") على الوصال، معلناً استعداده لأن يخسر "ألف دينار" في سبيل البقاء معها حتى نهاية العمر.

شرح الكلمات الصعبة
  • المسرار: الذي يسر ويبهج النفس.
  • واش أداني: ماذا فعلت بنفسي؟ أو ما الذي أتى بي إلى هنا؟ (تعبير عن ورطة محببة).
  • مصبوغة الاشفار: مكحلة الرموش.
  • مضاني: أمرضني وأتعبني.
  • الهمية: صاحبة الهمة العالية والمكانة.
  • الأريام: جمع ريم، وهو الغزال، كناية عن النساء الجميلات.
  • ينعرني: يخبرني أو يوصل لها رسالة.
  • القهار: من أسماء الله الحسنى.
  • نباني: انتبه لي، رآني.
  • كيس: فطن، ذكي.
  • ما يندس: لا يختفي، أي ينتشر.
  • مشطون: مشغول البال، مهموم.
  • غايس: غائص في الهموم.
  • الغرار: المرآة الصافية.
  • الجلنار: زهر الرمان، ويضرب به المثل في شدة الحمرة.
  • سيساني: حارس أو بواب.
  • الثيت: الشعر الطويل المنسدل على الصدر.
  • كظليم الصحراء: كذكر النعام، ويشتهر بجمال ريشه الأسود.
  • واتاته: ناسبها، لاق بها.
  • فجرة: خاتم صغير.
  • أنـــاتـه: شفتيه.
  • بلار: البلور، وهو زجاج شديد النقاء.
  • بخوامس: خواتم تلبس في الأصابع الخمسة.
  • الزند: الساعد.
  • الطراد: القتال والمطاردة في الحرب.
  • غزار: كثير الخبرة والشجاعة.
  • راسم: ثابت ومستقر، والمقصود ثلج دائم لا يذوب.
  • العوارم: النساء الفاتنات.
  • الاثغار: جمع ثغر، وهو الفم.
  • أبكار: الإبل الفتية.
  • كحل النجلة: ذات العيون الواسعة والكحيلة.
  • الختلة: الخديعة والمكر.
  • الخجلة: الحياء.
  • ولفي: حبيبتي.
  • تسعفني: توافقني وتساعدني.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق