الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

قصيدة موعظة للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح

قصيدة موعظة - الشيخ عبد العزيز المغراوي

موعظة - الشيخ عبد العزيز المغراوي

نص القصيدة
بالرَّاكَبُ شَلْوِي سابَقُ الكُلُّ سِيَّة لِيمْتَى وانْتَ فِي مِيدَانُ اللَّهُ وَ المُرَاحُ واش آمَنْ قَلْبَكْ فِي هَجْمَةُ المُنِيَّة رَاحُ اللَّيْلُ اعْدارَكَ فَجْرُ المُشِيبُ راح ما الْيَقَظُ جَفْنَكْ مِنْ سِينَةُ الخُطِيَّة والتَّزَمُ بَاب اللَّهُ الْجُودُ وَ السَّماحُ يالراكب شيهان الفَحْشُ والجرايمُ بِالْحَاضَرُ مَثْلَ الْغَايَبُ بِغَبْطَةُ النُّومُ لِيمْتَى جَفْنَكَ في بَحْرُ الذُّنُوبُ عَايَمْ وَاشْتُقِيتُ ازْمَانَكَ تَطْوِيهُ يُومٌ عَنْ يُومٌ ما تَشْمَّرْ عَنْ سَاقُ الْجَد للغنايَمُ لاَغْنَا وَاعْسَى تَغْنَمْ كَيْفَ غَنْمَتْ الْقُومُ اهل العبادة في الدِّينُ انْفُوسُهُمُ الزَكِيَّا اقْلُوبُهُمْ ابْدَكْرُ اللَّهُ عَسْلُ فِي الجُبَاحُ طَلْقُوا بِينُ الدَّنْيا الفانيا الدُّنِيَّا وَجَنْبُوا اهْلَ الظَّلْمُ وَ اهْلِ الْجُورُ والسَّفَاحُ ما الْيَقَظُ جَفْنَكْ مِنْ سِينَةُ الخُطِيَّة والتَّزَمُ بَاب اللَّهُ الْجُودُ وَ السَّماحُ طلقوا دار الغرار الغُرُورُ بها و قَطِعُوا مَنْ شَهْوَتْها جَمْلَة العُلايَقُ ما يرَاوْ إِلا اللَّهُ حَاضَر في كُلُّ جيها واغتناوُا بِالخَلاقُ عَنْ جَمْعُ الخُلايَقُ غائبين في داتُه مَثْوَلِهِينُ فيها رَاؤها واهْتَمُّوا بِبْصَايَر الحقايق الْعَبْدُوهُ بلا طَمْعُ في جَنَّتُه العَلِيَّا ولا ايخافُوا نِيران و طَمَّةُ السفاح بالوصَالُ اسْقَاهُمْ خَمْرَة امْحَمدِيًّا و اسْكُرُوا بِهَا دَايَمْ دُونَ شُرْبُ راح ما الْيَقَظُ جَفْنَكْ مِنْ سِينَةُ الخَطِيَّة و التزم باب اللَّهُ الْجُودُ والسماح سَعْدُهُمْ شَرْبُوا مَنْ خَمْرُ اقْدِيمُ نايَرُ هَزْهُمْ انْجَدْبُوا بَشْوَاقْهُمْ اسْكَارَا خلفوا الاموال والأولاد و العشاير و هَرَبُوا لِلْمَوْلَى بِالْفُوسْهُمْ افْرَارًا أَرْكَابُهُمْ كُلُّ اسْنَة ضَيْفُه امْخَف زَايَرُ خَيْرٌ خَلْقُ اللَّهُ احْمَدُ بَاهَجُ المُنارَا بو ابراهيم و قاسم غايَةُ الرَّجِيَّا و الفضِيلُ الطَّاهَرُ مِنْ طِيبُ المُلاحُ و البتول و زينب ولالة ارْقِيَّا و أم كَلْثُومُ الدارا درة الفراح مَا الْيَقَظْ جَفْنَكَ مِنْ سِينَةُ الخَطِيَّة والتَّزَمُ بابُ اللَّهُ الْجُودُ وَ السَّماحُ اغتُنَمْ يَا مَنْ زَارٌ سِيدُ العُجام و اعراب جَلْ مَنْ يُزَارُ احْمَدُ كَامَلُ الخُصايل كُل عام انجيه اجحاف الوفود و اركاب مِنَ الايقَالَمْ سَبْعَة وَايْغَنْمُوا أَفْضَايَلْ بيه تَتَقَرَّبُ لِلْمَوْلَى اجْمِيعُ الاقطاب لأنه باب الله لدُخُولُ كُلِّ نَايَلٌ ارْسَلُو مُولانا رَحْمَة اعْلَى البُريَّا كالمُطَر الربيعه و الزهر واللقاح إلا و أبو القاسم فِيها للواسطة الزكِيَّا وصلها بالنُّورُ المَكْمُول و النجاح ما اتَّيَقَظْ جَفْنَكْ مِنْ سِينَةُ الخَطِيَّة و التزم بابُ اللَّهُ الْجُودُ والسماح من اعْشُورُ نُورٌ مُحَمَّدٌ نَارَتْ الكواكب والقَمَرُ في ابراجه والشَّمْسُ في اسماها من اكمالة فَضْلُه غَيْتُ المُزان ساكبٌ ومِنْ احْيَاهُ احْيَاتُ الأَرْضِينُ مِنْ اضماها سيد أَوْلَادُ آدامُ مَّاشِي و كُلُّ راكَبُ اشْفِيعُهُمْ أَنْهَارُ اتَّزَفْرُ اللَّظَى احماها به نَسطْلُبُ مولانا عالَمُ الخَفِيَّا عَلَى الشَّهادَه يَجْعَلْ مَوْتِي بلانشراح في الحُشَرُ يَجْمَعْنِي بِاهْلِي و وَالْدِيَّا تَحْتُ ضَل اعْلامُ احْمَدُ بِاهَجُ المُلاحُ مَا الْيَقَظْ جَفْنَكَ مِنْ سِينَةُ الخَطِيَّة والتَّزَمُ بابُ اللَّهُ الْجُودُ والسماح إِلَى اقْرَبُتُوا لِلْحَجِّ ومَوْطَنُ التهامي و لاحَتْ لكم مَنْ طَيِّبَةِ الْبَاهجة أَنْوارُه بلغُوا له حَرْمَتُكُمْ مُنْتَهَى اسْلَامِي و وَصْفُوا لَه مَا بِيَّ مِنْ افْرَاقُ داره صار جَبْحِي بَعْدُ أَوْرَاهُ الوَصال ضامي بالغُرَامُ امْلَيْعُ والبَيْنُ زَاد ناره لا لويلة نَحْكِي لِيْلةً اسْكَنْدْرِيَّا بِرُويْتُه في امنامِي نَبْرَى من الجراح أو يَوْماً نَحْكِي يَوْمَيْنِ زَمُرْمِيَّا أو لَيْلةً طايفين في دنيته ولاح ما الْيَقَظُ جَفْنَكَ مِنْ سِينَةُ الخَطِيَّة والتَّزَمُ بابُ اللَّهُ الْجُودُ وَ السَّماحُ آهُ مَنْ نَّارُ الْفَرْقَة مَزَّقَتْ الْبَادِي اتْكُودُ تَبْرَزُ لَوْلَا جَبْحُ الصَّدَرُ غطاها بَعْدُ مَا كُنْتُ اقْرِيبُ ابْعَدْتُ مِنْ مَرادِي انْقُولُ مَكَّة عَمْرِي مَا سَرْتُ في أوطاها افْرَاقْهَا يَا وَعْدِي عَنْهَا و عَنْ ابْلادِي وايَن أنا مَنْ دَار وين اديار طه نَرْغَبُ الْمُولَى رَبِّي عَالَمُ الخُفِيَّا بجاهه نُورٌ مُحَمَّدُ وَ الْبَيْتُ والبطاح ايرُدْنِي سَالَمْ لبَلادُ الشَّفِيعُ فِيَّا اعْسَى اتَّكُونُ وفاتِي فِي احْمَاهُ نَسْتَرَاحُ ما الْيَقَظُ جَفْنَكَ مِنْ سِينَةُ الخَطِيَّة و التزم بابُ اللَّهُ الْجُودُ وَ السَّمَاحُ ادْخِيلُكُمْ يا حُضْرَة قولوا اجْمِيعُ سَلْناكَ يَاكْرِيمُ ابْجُودَكْ جُودُ بِالعُفُوا اغْلِينَا سامح لنا يا مولانا في ما اعْصِيناكَ اعْلَى الشَّهَادَةِ تَوَفَّانا الى اقْضِينَا لا تُحاسبنا بخطانا إلى القيناك حُرْمَةُ ابْهَاكَ وَوَجْهُ الْهَاشْمِي انْبِينَا وارْحَمُ النَّاظَمُ في احياتُه و في المُنِيَّا و في انْهَاراً تَرْجَعُ الأَرْواحُ في الجباح الحاج بوفارس و اسلامه في ذا الرّجِيَّا على النبي و اصْحَابُه مَا هَبَّتْ الرِّياحُ و جملة الحُضَّارُ ادْوَاتُ النَّهَى الدِّكِيَّا والخُصُوصُ الْفُقْهَى وَ اجْمَاهَرُ الفُصاح
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة هي موعظة روحانية بليغة للشيخ عبد العزيز المغراوي، يخاطب فيها الإنسان الغافل عن آخرته، ويدعوه إلى التوبة واليقظة قبل فوات الأوان، مقارناً حاله بحال الصالحين والأولياء، ومذكراً إياه بفضل النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته.

المقدمة واللازمة: دعوة إلى اليقظة

يبدأ الشاعر بمخاطبة الإنسان الغافل الذي يركب "شيهان الفحش والجرائم" (كناية عن الانغماس في المعاصي)، ويسأله: إلى متى ستظل في غفلتك؟ ألا تخاف من هجوم الموت المفاجئ؟ ألم يوقظك الشيب الذي هو نذير النهاية؟ ثم تتكرر اللازمة كجرس إنذار: "ما الْيَقَظُ جَفْنَكَ مِنْ سِينَةُ الخُطِيَّة / والتَّزَمُ بَاب اللَّهُ الْجُودُ وَ السَّماحُ"، أي: ألن تستيقظ من نومة الغفلة والخطايا، وتلزم باب الله الكريم الذي هو باب الجود والسماح؟

حال أهل الله الصالحين

يقارن الشاعر حال الغافل بحال أهل العبادة والصلاح. هؤلاء أنفسهم زكية، وقلوبهم عامرة بذكر الله الذي هو كالعسل. لقد طلقوا الدنيا الفانية وابتعدوا عن أهل الظلم. هم غائبون عن الخلق بحضورهم مع الخالق، لا يعبدونه طمعاً في جنة أو خوفاً من نار، بل حباً وشوقاً لوصاله. لقد سقاهم الله من "الخمرة المحمدية" (المعرفة الإلهية) فسكروا بها سُكراً روحانياً دائماً.

فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم

ينتقل الشاعر إلى بيان فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو "خير خلق الله" و "سيد العجم والعرب". كل عام تأتيه الوفود والقوافل من كل الأقاليم لتنال من فضله. فهو باب الله الذي يتقرب به الأولياء والأقطاب إلى الله. إن الله أرسله رحمة للعالمين، ومن نوره أضاءت الكواكب والشموس، وبفضله نزل الغيث وأحيا الأرض.

شوق الشاعر وفراقه

يعبر الشاعر عن شوقه الشخصي وحزنه لفراق المدينة المنورة. يطلب من الحجاج أن يبلغوا سلامه لساكنها، ويصف لهم حاله بعد الفراق، وكيف أن قلبه ظامئ للوصال. يتذكر الليالي التي قضاها هناك، وكيف أن رؤيته في المنام تشفي جراحه. يتمنى لو يعود لتلك الديار وأن تكون وفاته في حماها.

الخاتمة والدعاء

يختتم الشاعر القصيدة بدعاء جماعي، يتوسل فيه إلى الله بجاه النبي أن يعفو عنهم ويغفر لهم ويثبتهم على الشهادة. يدعو لنفسه (الناظم) وللحاضرين والفقهاء بالرحمة والمغفرة. ويصلي ويسلم على النبي وآله وأصحابه ما هبت الرياح.

شرح الكلمات الصعبة
  • شَلْوِي / شيهان: نوع من الخيول الأصيلة السريعة، أو الصقر، وهنا كناية عن سرعة الانغماس في المعاصي.
  • سِيَّة: سرعة.
  • المُرَاحُ: مكان اللهو واللعب.
  • المُنِيَّة: الموت.
  • اعْدارَكَ: أدركك، لحق بك.
  • سِينَةُ الخُطِيَّة: نومة الغفلة والخطايا.
  • تَشْمَّرْ عَنْ سَاقُ الْجَد: كناية عن الاستعداد والاجتهاد.
  • الجُبَاحُ: خلايا النحل.
  • دار الغرار: الدنيا الخادعة.
  • العُلايَقُ: جمع علاقة، وهي الروابط والتعلقات.
  • مَثْوَلِهِينُ: هائمون في حب الله.
  • بِبْصَايَر الحقايق: ببصائر ترى الحقائق.
  • طَمَّةُ السفاح: داهية النار وعذابها.
  • راح: الخمر المادي.
  • خَمْرُ اقْدِيمُ نايَرُ: خمر قديم منير، كناية عن المعرفة الإلهية الأصيلة.
  • العشاير: الأقارب والعشيرة.
  • امْخَف: بسرعة وخفة.
  • بَاهَجُ المُنارَا: بهي المنظر ومصدر النور.
  • اجحاف: جيوش أو جموع غفيرة.
  • الايقَالَمْ سَبْعَة: الأقاليم السبعة، كناية عن كل أنحاء العالم.
  • الاقطاب: كبار الأولياء والصالحين.
  • نَايَلٌ: من ينال الخير ويصل إلى مبتغاه.
  • اعْشُورُ: جزء من عشرة أجزاء، أي القليل من نوره.
  • غَيْتُ المُزان: مطر السحاب.
  • اتَّزَفْرُ اللَّظَى: تزفر النار وتشتد.
  • جَبْحِي: صدري أو قلبي (من جعبة السهام).
  • امْلَيْعُ: مولع، شديد الشوق.
  • البطاح: الأراضي الواسعة، والمقصود بها ساحات مكة.
  • ادْوَاتُ النَّهَى الدِّكِيَّا: أصحاب العقول الذكية.
  • اجْمَاهَرُ الفُصاح: جموع الفصحاء والبلغاء.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق