قصيدة موعظة للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح
موعظة - الشيخ عبد العزيز المغراوي
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة هي موعظة روحانية بليغة للشيخ عبد العزيز المغراوي، يخاطب فيها الإنسان الغافل عن آخرته، ويدعوه إلى التوبة واليقظة قبل فوات الأوان، مقارناً حاله بحال الصالحين والأولياء، ومذكراً إياه بفضل النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته.
المقدمة واللازمة: دعوة إلى اليقظةيبدأ الشاعر بمخاطبة الإنسان الغافل الذي يركب "شيهان الفحش والجرائم" (كناية عن الانغماس في المعاصي)، ويسأله: إلى متى ستظل في غفلتك؟ ألا تخاف من هجوم الموت المفاجئ؟ ألم يوقظك الشيب الذي هو نذير النهاية؟ ثم تتكرر اللازمة كجرس إنذار: "ما الْيَقَظُ جَفْنَكَ مِنْ سِينَةُ الخُطِيَّة / والتَّزَمُ بَاب اللَّهُ الْجُودُ وَ السَّماحُ"، أي: ألن تستيقظ من نومة الغفلة والخطايا، وتلزم باب الله الكريم الذي هو باب الجود والسماح؟
حال أهل الله الصالحينيقارن الشاعر حال الغافل بحال أهل العبادة والصلاح. هؤلاء أنفسهم زكية، وقلوبهم عامرة بذكر الله الذي هو كالعسل. لقد طلقوا الدنيا الفانية وابتعدوا عن أهل الظلم. هم غائبون عن الخلق بحضورهم مع الخالق، لا يعبدونه طمعاً في جنة أو خوفاً من نار، بل حباً وشوقاً لوصاله. لقد سقاهم الله من "الخمرة المحمدية" (المعرفة الإلهية) فسكروا بها سُكراً روحانياً دائماً.
فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلمينتقل الشاعر إلى بيان فضل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو "خير خلق الله" و "سيد العجم والعرب". كل عام تأتيه الوفود والقوافل من كل الأقاليم لتنال من فضله. فهو باب الله الذي يتقرب به الأولياء والأقطاب إلى الله. إن الله أرسله رحمة للعالمين، ومن نوره أضاءت الكواكب والشموس، وبفضله نزل الغيث وأحيا الأرض.
شوق الشاعر وفراقهيعبر الشاعر عن شوقه الشخصي وحزنه لفراق المدينة المنورة. يطلب من الحجاج أن يبلغوا سلامه لساكنها، ويصف لهم حاله بعد الفراق، وكيف أن قلبه ظامئ للوصال. يتذكر الليالي التي قضاها هناك، وكيف أن رؤيته في المنام تشفي جراحه. يتمنى لو يعود لتلك الديار وأن تكون وفاته في حماها.
الخاتمة والدعاءيختتم الشاعر القصيدة بدعاء جماعي، يتوسل فيه إلى الله بجاه النبي أن يعفو عنهم ويغفر لهم ويثبتهم على الشهادة. يدعو لنفسه (الناظم) وللحاضرين والفقهاء بالرحمة والمغفرة. ويصلي ويسلم على النبي وآله وأصحابه ما هبت الرياح.
شرح الكلمات الصعبة
- شَلْوِي / شيهان: نوع من الخيول الأصيلة السريعة، أو الصقر، وهنا كناية عن سرعة الانغماس في المعاصي.
- سِيَّة: سرعة.
- المُرَاحُ: مكان اللهو واللعب.
- المُنِيَّة: الموت.
- اعْدارَكَ: أدركك، لحق بك.
- سِينَةُ الخُطِيَّة: نومة الغفلة والخطايا.
- تَشْمَّرْ عَنْ سَاقُ الْجَد: كناية عن الاستعداد والاجتهاد.
- الجُبَاحُ: خلايا النحل.
- دار الغرار: الدنيا الخادعة.
- العُلايَقُ: جمع علاقة، وهي الروابط والتعلقات.
- مَثْوَلِهِينُ: هائمون في حب الله.
- بِبْصَايَر الحقايق: ببصائر ترى الحقائق.
- طَمَّةُ السفاح: داهية النار وعذابها.
- راح: الخمر المادي.
- خَمْرُ اقْدِيمُ نايَرُ: خمر قديم منير، كناية عن المعرفة الإلهية الأصيلة.
- العشاير: الأقارب والعشيرة.
- امْخَف: بسرعة وخفة.
- بَاهَجُ المُنارَا: بهي المنظر ومصدر النور.
- اجحاف: جيوش أو جموع غفيرة.
- الايقَالَمْ سَبْعَة: الأقاليم السبعة، كناية عن كل أنحاء العالم.
- الاقطاب: كبار الأولياء والصالحين.
- نَايَلٌ: من ينال الخير ويصل إلى مبتغاه.
- اعْشُورُ: جزء من عشرة أجزاء، أي القليل من نوره.
- غَيْتُ المُزان: مطر السحاب.
- اتَّزَفْرُ اللَّظَى: تزفر النار وتشتد.
- جَبْحِي: صدري أو قلبي (من جعبة السهام).
- امْلَيْعُ: مولع، شديد الشوق.
- البطاح: الأراضي الواسعة، والمقصود بها ساحات مكة.
- ادْوَاتُ النَّهَى الدِّكِيَّا: أصحاب العقول الذكية.
- اجْمَاهَرُ الفُصاح: جموع الفصحاء والبلغاء.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم