قصيدة من صاب مع المليح ليلة - الشيخ محمد بن مسايب مع الشرح

قصيدة من صاب مع المليح ليلة - الشيخ محمد بن مسايب

من صاب مع المليح ليلة - الشيخ محمد بن مسايب

نص القصيدة
من صاب مع المليح ليلة *** والليل يكون فيه عام من صاب مع المليح فرجة *** مقيومة من كل حاجة مشاعل على كل درجة *** والكاس يدور بالمدام تراني في الحبيب نرجى *** يسقيني سابغ النيام الكاس يدور يا الفاهم *** والعود مع الرباب ينغم وكياتر يا سلام سلم *** والقانون تابع النظام القصبة واقفة تخاصم *** والكاس يصيح بالمدام الكمانجة واقفة تولول *** والطار يقول كيف نعمل ما يصفى شي إذا تخبل *** شغله يا فاهم الكلام خلي جند الملام غافل *** واجلس يا عاشق الريام اجلس يا عاشق البناوات *** تتفرج في البها الفايت بالزين على الريام فاقت *** ولفي سلطانة الريام وصفها ما دراه ناعت *** ولفي بدر من غيام من صاب مع المليح ليلة *** كيف ليال الشتا الطويلة نوريكم طرقة الخليلة *** معها مسلي يا كرام فريد قمجة بلا غليلة *** وهي مرخوفة الحزام نطقت لي بالزين كلمة *** اسمع ما ريت في المنام قلت لها آه يا فطيمة *** هذاك خير بالتمام لو كان كنت فهيمة *** ما تقضي شي بالمنام قالت مقرونة الحواجب *** ولفي هذا اشحال غايب وأنا نرجى ابن مسايب *** عن عيني حارم المنام نكار الخير والحبايب *** لعن الله ناكر الطعام من صاب مع المليح ليلة *** والليل يكون فيه عام
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر محمد بن مسايب هي أمنية عاشق، يرسم فيها صورة لمجلس مثالي يجمعه بحبيبته، ويصف فيه أجواء الطرب والأنس، ثم ينتقل إلى حوار مع محبوبته التي تلومه على غيابه.

المقدمة: أمنية العاشق

يبدأ الشاعر بأمنيته الكبرى: "من صاب مع المليح ليلة / والليل يكون فيه عام"، أي يا ليتني أحظى بليلة مع الحبيب، وتكون هذه الليلة طويلة كأنها عام كامل. يصف هذه الليلة بأنها "فرجة" (متعة) مجهزة بكل شيء، من المشاعل المضيئة والكؤوس التي تدور بالخمر.

وصف مجلس الطرب

ينتقل الشاعر لوصف الأجواء الموسيقية في هذا المجلس المثالي. يذكر الآلات الموسيقية التي تعزف وتتناغم: العود، الرباب، الكيتارة، القانون، القصبة، الكمانجة، والطار. كل آلة لها دورها في إحياء المجلس وخلق جو من الشجن والطرب.

وصف المحبوبة

يدعو الشاعر نفسه (كعاشق) للجلوس والاستمتاع بجمال "البناوات" (الفتيات)، وخصوصاً حبيبته التي هي "سلطانة الريام" (سيدة الجميلات). يصفها بأنها تفوق كل وصف، وكأنها بدر يظهر من بين الغيوم.

حوار مع الحبيبة

يصف الشاعر كيف أنه كان في جلسة خاصة مع حبيبته "الخليلة"، ثم يبدأ حوار بينهما. تخبره بأنها رأته في المنام، فيجيبها بأن هذا خير، لكنه لا يكفي، فالأحلام لا تقضي حاجة المشتاق. فترد عليه معاتبة إياه على غيابه الطويل الذي حرمها النوم، وتصفه بـ "نكار الخير والحبايب".

الخاتمة

تختم القصيدة بتكرار الأمنية الأولى، "من صاب مع المليح ليلة / والليل يكون فيه عام"، ليؤكد أن هذا اللقاء هو غاية أمانيه رغم عتاب الحبيبة ولومها.

شرح الكلمات الصعبة
  • من صاب: يا ليت من يجد / من يحصل على.
  • المليح: الحبيب، الجميل.
  • فرجة: متعة، نزهة، جلسة أنس.
  • مقيومة: مجهزة ومقامة.
  • المدام: الخمر.
  • سابغ النيام: طويل الرموش الناعسة.
  • ينغم: يصدر نغماً.
  • كياتر: جمع كيتارة (آلة موسيقية).
  • تولول: تصدر صوتاً حزيناً أو شجياً.
  • الطار: الدف.
  • تخبل: تعقد وتشابك (هنا بمعنى أن اللحن لا يصفو إذا لم يكن متقناً).
  • الريام: جمع ريم، وهو الغزال، كناية عن النساء الجميلات.
  • البناوات: الفتيات.
  • البها: الجمال والحسن.
  • ناعت: واصف.
  • غيام: غيوم.
  • طرقة: طريقة، حالة.
  • الخليلة: الحبيبة المقربة.
  • قمجة: قميص.
  • غليلة: لباس داخلي.
  • مرخوفة الحزام: كناية عن الاستعداد للوصال والألفة.
  • مقرونة الحواجب: متصلة الحاجبين، وهي من علامات الجمال قديماً.
  • اشحال: كم، لمدة طويلة.
  • نكار: ناكر، جاحد.
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق