الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة دزاير يا العاصمة لعبد المجيد مسكود مع الشرح المفصل

قصيدة دزاير يا العاصمة - عبد المجيد مسكود

قصيدة دزاير يا العاصمة لعبد المجيد مسكود مع الشرح المفصل

نص القصيدة
ا دزاير يا العاصمة، سومة قيمتك عظيمة حبّك في قلبي ديما إلى يوم الدين فسدوك لي مالهم قيمة، وكيلهم المتين فسدوا بلاد سيدي تعالبي عبد الرحمن يا حبابي مدينة الشهيد الأبي والأوليا الصالحين حمر اللحية يا قرابين و سيدي محمد بوقبرين [لازمة] قولو لي يا سامعين ريحة البهجة وين؟ قولو لي يا سامعين ولاد العاصمة وين؟ من كل جيه جاك الماشي، الزحف الريفي جاب غاشي الحياء والحرم ما بقاشي، قل الإيمان والدين وين المرمة والشواشي بخيطانها مدليين ما بقاتشي بنة رمضان، لا عيد لا موسم كي زمان التقليد غموه يا اخوان، بدعوا طبايع اخرين تبدل الحبق بالريحان، حصره على الياسمين وين القفاطن والمجبود، عاد طرّاز الحرير مفقود وينهم خرّازين الجلود، وين هم النقاشين وين صانع سروج العود، وين هم الرسامين [لازمة] قولو لي يا سامعين ريحة البهجة وين؟ قولو لي يا سامعين ولاد العاصمة وين؟ وين االسفاري والجلسات، وين الشياخ والمسمعات التقديم بالزغرتات، و المكاحل بو زندين وين القصايد والقصات، وين هم المداحين وين فضيلة الدزيرية، العنقى والفخارجية تيتيش والزرناجية، عادوا ڨاع منسيين قسنطيني بو تسلية زيد ڨولو فنانين وين زنجي بابا سالم، سنجاق، طبول ومحارم وغواشي عليه ملايم، ماذا بنان ذوك السنين غابت النية يا فاهم راح، ذاك الوقت الزين [لازمة] قولو لي يا سامعين ريحة البهجة وين؟ قولو لي يا سامعين ولاد العاصمة وين؟ ما تعرف حد في الحراش، وليد لوساندي مابقاش حتى في القبة ما فراش، ماترى معروف بالعيد في العناصر ما تبطاش، لا تبكي يا مسكين الحامة في تريبة، سالومبي وزيد العقيبة في قلبي كل حبيبة غابت ريحة الوالدين باب الواد و القصيبة، البنة دارت جنحين باب الجديد وسوسطارة، الابيار سكالة، طقارة بوزريعة وزغارة، وبوفريزي زين الزين فسد كل شي يا خسارة، سقسوا ناس سنطوجين [لازمة] قولو لي يا سامعين ريحة البهجة وين؟ قولو لي يا سامعين ولاد العاصمة وين؟ آه يا الرحنة المحّانة ذا الخبر ما عجب كي جانا الرويبة والرغاية ودرغانة عادوا ڨاع مطرفين شوف البهجة غضبانة وحيوطها مذبالين انتبهوا ماصار للغراب، ياك في المشية تلفلوا الحساب لما عاند زينة لهذاب، الحمامة سود العين في معناتو المثل جاب من عند السابقين صلوا يا ناس على الرسول، حبيب الله خيار الفحول بن عبد الله سيد البتول فاطمة أم الحسنين يشفع فينا يوم الهول حنا والوالدين نختم نظمي في ذا المقال بالحمد الله المتعال والصلاة على سيد الرجال الزكي طه الأمين عبد المجيد مسكود قال ولد الحامة مُبين [لازمة] قولو لي يا سامعين ريحة البهجة وين؟ قولو لي يا سامعين ولاد العاصمة وين؟
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه الأغنية للفنان عبد المجيد مسكود هي مرثية حزينة وحنين عميق لمدينة الجزائر العاصمة "البهجة" في زمنها الجميل. يقارن الشاعر بين ماضي المدينة الأصيل وتقاليدها العريقة، وبين حاضرها الذي يراه قد تغير وفقد الكثير من روحه وهويته.

المقدمة: حب وشكوى

يبدأ الشاعر بالتغني بحبه للعاصمة التي قيمتها عظيمة، وأن حبها في قلبه إلى الأبد. لكنه يشكو من أن أناساً "لا قيمة لهم" قد أفسدوها، ويذكر أولياءها الصالحين مثل سيدي عبد الرحمن الثعالبي وسيدي محمد بوقبرين كشاهد على عراقتها.

اللازمة: سؤال عن الهوية الضائعة

تتكرر اللازمة كسؤال حزين ومحوري: "قولو لي يا سامعين ريحة البهجة وين؟ / قولو لي يا سامعين ولاد العاصمة وين؟". يسأل الشاعر عن "رائحة البهجة" أي روحها وهويتها الأصيلة، وعن "أولاد العاصمة" الحقيقيين الذين كانوا يحملون قيمها.

مظاهر التغيير

يعدد الشاعر مظاهر التغيير التي طرأت على المدينة. يشكو من "الزحف الريفي" الذي جلب معه عادات غريبة، مما أدى إلى قلة الحياء والدين. يتحسر على ضياع التقاليد: "المرمة والشواشي" (لباس تقليدي)، وبنة رمضان، والأعياد والمواسم. كما يتحسر على اندثار الحرف التقليدية الأصيلة مثل تطريز الحرير وصناعة الجلود والنقش وصناعة السروج.

الحنين إلى الفن والأصالة

يتذكر الشاعر بحنين جلسات الفن الأصيل، والشيوخ والمستمعين، والزغاريد، والقصائد. يذكر بالاسم عمالقة الفن الجزائري مثل فضيلة الدزيرية، الحاج محمد العنقى، والفخارجية، الذين أصبحوا منسيين. يتحسر على غياب النية الصافية وذهاب "الوقت الزين".

ضياع معالم الأحياء

يقوم الشاعر بجولة على أحياء العاصمة العريقة، فيذكر الحراش، القبة، العناصر، الحامة، باب الواد، القصبة، وغيرها، ويقول إنك لم تعد تعرف أحداً فيها، وأن "البنة" (الأصالة) قد طارت منها. كل شيء قد فسد.

الخاتمة: دعاء وأمل

يختم الشاعر قصيدته بحكمة عن الغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة فضيع مشيته الأصلية، في إشارة إلى من تركوا أصالتهم وراء التقاليد الدخيلة. ثم يختم بالصلاة على النبي، ويوقع باسمه "عبد المجيد مسكود"، مفتخراً بأنه "ولد الحامة"، أحد أحياء العاصمة الأصيلة.

شرح الكلمات الصعبة
  • دزاير: الجزائر (اسم المدينة باللهجة العامية).
  • سومة: قيمة.
  • البهجة: اسم من أسماء مدينة الجزائر العاصمة.
  • غاشي: جموع من الناس، وغالباً ما تحمل معنى سلبياً.
  • المرمة والشواشي: أنواع من اللباس التقليدي الرجالي.
  • المجبود: نوع من التطريز بالخيوط الذهبية.
  • السفاري: نوع من الأواني النحاسية التقليدية.
  • الشياخ والمسمعات: شيوخ الفن والمستمعون المتذوقون.
  • المكاحل بو زندين: بنادق تقليدية قديمة.
  • فضيلة الدزيرية، العنقى، الفخارجية، تيتيش، الزرناجية، قسنطيني: أسماء لفنانين وشيوخ كبار في الموسيقى الجزائرية.
  • سنجاق: علم أو راية.
  • محارم: مناديل.
  • غواشي: جموع من الناس.
  • الحراش، القبة، العناصر، الحامة، باب الواد، القصيبة، باب الجديد، سوسطارة، الابيار، بوزريعة، زغارة، بوفريزي، سنطوجين، الرويبة، الرغاية، درغانة: أسماء أحياء ومناطق في الجزائر العاصمة وضواحيها.
  • الرحنة المحّانة: المصيبة المؤلمة.
  • مطرفين: أصبحوا على الهامش أو في الأطراف.
  • لهذاب: الرموش.
  • البتول: لقب السيدة فاطمة الزهراء.
  • مُبين: واضح، أو هنا بمعنى أصيل.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق