قصيدة دزاير يا العاصمة لعبد المجيد مسكود مع الشرح المفصل
قصيدة دزاير يا العاصمة لعبد المجيد مسكود مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه الأغنية للفنان عبد المجيد مسكود هي مرثية حزينة وحنين عميق لمدينة الجزائر العاصمة "البهجة" في زمنها الجميل. يقارن الشاعر بين ماضي المدينة الأصيل وتقاليدها العريقة، وبين حاضرها الذي يراه قد تغير وفقد الكثير من روحه وهويته.
المقدمة: حب وشكوىيبدأ الشاعر بالتغني بحبه للعاصمة التي قيمتها عظيمة، وأن حبها في قلبه إلى الأبد. لكنه يشكو من أن أناساً "لا قيمة لهم" قد أفسدوها، ويذكر أولياءها الصالحين مثل سيدي عبد الرحمن الثعالبي وسيدي محمد بوقبرين كشاهد على عراقتها.
اللازمة: سؤال عن الهوية الضائعةتتكرر اللازمة كسؤال حزين ومحوري: "قولو لي يا سامعين ريحة البهجة وين؟ / قولو لي يا سامعين ولاد العاصمة وين؟". يسأل الشاعر عن "رائحة البهجة" أي روحها وهويتها الأصيلة، وعن "أولاد العاصمة" الحقيقيين الذين كانوا يحملون قيمها.
مظاهر التغييريعدد الشاعر مظاهر التغيير التي طرأت على المدينة. يشكو من "الزحف الريفي" الذي جلب معه عادات غريبة، مما أدى إلى قلة الحياء والدين. يتحسر على ضياع التقاليد: "المرمة والشواشي" (لباس تقليدي)، وبنة رمضان، والأعياد والمواسم. كما يتحسر على اندثار الحرف التقليدية الأصيلة مثل تطريز الحرير وصناعة الجلود والنقش وصناعة السروج.
الحنين إلى الفن والأصالةيتذكر الشاعر بحنين جلسات الفن الأصيل، والشيوخ والمستمعين، والزغاريد، والقصائد. يذكر بالاسم عمالقة الفن الجزائري مثل فضيلة الدزيرية، الحاج محمد العنقى، والفخارجية، الذين أصبحوا منسيين. يتحسر على غياب النية الصافية وذهاب "الوقت الزين".
ضياع معالم الأحياءيقوم الشاعر بجولة على أحياء العاصمة العريقة، فيذكر الحراش، القبة، العناصر، الحامة، باب الواد، القصبة، وغيرها، ويقول إنك لم تعد تعرف أحداً فيها، وأن "البنة" (الأصالة) قد طارت منها. كل شيء قد فسد.
الخاتمة: دعاء وأمليختم الشاعر قصيدته بحكمة عن الغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة فضيع مشيته الأصلية، في إشارة إلى من تركوا أصالتهم وراء التقاليد الدخيلة. ثم يختم بالصلاة على النبي، ويوقع باسمه "عبد المجيد مسكود"، مفتخراً بأنه "ولد الحامة"، أحد أحياء العاصمة الأصيلة.
شرح الكلمات الصعبة
- دزاير: الجزائر (اسم المدينة باللهجة العامية).
- سومة: قيمة.
- البهجة: اسم من أسماء مدينة الجزائر العاصمة.
- غاشي: جموع من الناس، وغالباً ما تحمل معنى سلبياً.
- المرمة والشواشي: أنواع من اللباس التقليدي الرجالي.
- المجبود: نوع من التطريز بالخيوط الذهبية.
- السفاري: نوع من الأواني النحاسية التقليدية.
- الشياخ والمسمعات: شيوخ الفن والمستمعون المتذوقون.
- المكاحل بو زندين: بنادق تقليدية قديمة.
- فضيلة الدزيرية، العنقى، الفخارجية، تيتيش، الزرناجية، قسنطيني: أسماء لفنانين وشيوخ كبار في الموسيقى الجزائرية.
- سنجاق: علم أو راية.
- محارم: مناديل.
- غواشي: جموع من الناس.
- الحراش، القبة، العناصر، الحامة، باب الواد، القصيبة، باب الجديد، سوسطارة، الابيار، بوزريعة، زغارة، بوفريزي، سنطوجين، الرويبة، الرغاية، درغانة: أسماء أحياء ومناطق في الجزائر العاصمة وضواحيها.
- الرحنة المحّانة: المصيبة المؤلمة.
- مطرفين: أصبحوا على الهامش أو في الأطراف.
- لهذاب: الرموش.
- البتول: لقب السيدة فاطمة الزهراء.
- مُبين: واضح، أو هنا بمعنى أصيل.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم