الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

قصيدة الناب للشيخ محمد بن سليمان الفاسي مع الشرح المفصل

قصيدة الناب - الشيخ محمد بن سليمان الفاسي

قصيدة الناب للشيخ محمد بن سليمان الفاسي مع الشرح المفصل

نص القصيدة
خماسة: يا سيادي هاذي قصة اجرات للنَّاب يوم جَدّْر في فاس القوم عيّْبو قسم 1: آ من اصغى للرعد فداج غر صبَّاب كا طبول فالوغى لما يْرَكًّْبو هكذاك ادواخل لقوام يوم نكتاب ينفشى ما كنو شلا وْ حجّْبو ناب نْزركً ما بين السن دون لحساب فاس كان مسلِّي واليوم رعّْبو خماسة: يا سيادي هاذي قصة اجرات للنَّاب يوم جَدّْر في فاس القوم عيّْبو قسم 2: (صياح) مهما سلفو اهل النظام العلامة لحقو فزمانّا اشياخ ابغير اعلوم زعمو دغيا على اللغى دون افهامة لا يدريو الحرير من حزمات الدوم غَلَّاوْ الباخس السوام وضاع السوم (بيت) هكذا حال الرحبة عاب حالها ساب ما بقى للبوّابة ما يبَوّْبو والذي كان رفيع الشان عاد عزاب ضاعت الطرقى والدهات غَرّْبو هكذا راد الله وناب ذلك الناب جا بغير نويَّة الكريم وَهّْبو خماسة: يا سيادي هاذي قصة اجرات للنَّاب يوم جَدّْر في فاس القوم عيّْبو قسم 3: (صياح) لاح بسر وانوار من نور العاطي يكفى نور المواهب اتمام المعطى فرز المحبوك فاللغى ترك الباطي وتعلى عن اغباب لفراش و لغطا وخطى لكسور زاد لخياطة مطَّة (بيت) كنّ ياقوتة والعذرا مع النقاب كل مخبور اضمر صنعة فمنكبو هكذاك اجرى لشياخي بعاد وقراب رادفو بالجبهة رادو يجرّْبو كيف يلقى خش الخشلاع دقة الناب واش ركاب الكلخة كايعطّْبو خماسة: يا سيادي هاذي قصة اجرات للنَّاب يوم جَدّْر في فاس القوم عيّْبو قسم 4: (صياح) ماعت لمعان يا اهلي والقول بسال وحرام الدر في سواق الهرتالا لا معنى لا طريز باقي يا من سال لما دخلو اهل الدراهم دَلَّالا واضحى نَظَّام بالكنية من والى (بيت) عرّْشو وارخاو الخبَّة اعراش وخباب ليس ظنو فالناب اشهيب ملهبو حين كشّْر نغباو كما قْنُون فالغاب صارت حقيقة شاين كان كذّْبو ساعت الصح صفى تفرار كل ما راب ما بقى للرَّوابة ما يروّْبو خماسة: يا سيادي هاذي قصة اجرات للنَّاب يوم جَدّْر في فاس القوم عيّْبو قسم 5: (صياح) باش يشالي فيوم لا ينفع تدراق من لا لو زاد للوغى ما لو طاقة يرمي بالطوب سيف كايقطع لعناق متسلح بالاوهام فدروب اغساقة ويشالي كالغريق ما لو عتَّاقة (بيت) آش قرب معدوم العرف ساحت الناب لعب من غير شطارة خاب ملعبو جاه ناب النوبة من لا يخاف كلَّاب من بغى يتعالا عطبو وقزّْبو يا الداعي لوح الكلفى وصيغ لخطاب رايس بدون رياسة عاب مرسبو عرف قدرك و لزم حد الكتاب فجواب والّدي ضاري فالخلطات جنّْبو من تعنّى بالقوة مات شين مكتاب هكداك الدهر اللي صال خيّْبو قال محمد حر القول صال فشباب والنسب لا يخفى نسبة مْنَشّْبو بن سليمان درك بالشان درج لقطاب شاخ وتعلّى بالدليل مَرتْبو جرف كافو تحراف لْجيم لَجّْم لْباب حين يحضر حسو لبني يريّْبو من جحدني ونكًر بابي اسطاب لجواب حر ذهبي دكّ نحاسو وعيّْبو كيف جحدو لوشاق مكشرين لنياب بخّسو حلّاتي فيها تعجّْبو شوف كلخ التكلاخ الفارغين لْجعاب ما دراو الخطبة عسَّى يخَطّْبو من هداه المولى وادرى سوارت الباب ما عليه بحسادو لو يغَتبو يا الحافظ شعري ورموز حلت الناب بلّغ سلامي للدهات وهّْبو والصلاة على نبراس الْعجام واعراب بالشفاعة ينجي من سلك مذهبو خماسة: يا سيادي هاذي قصة اجرات للنَّاب يوم جَدّْر في فاس القوم عيّْبو
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر محمد بن سليمان الفاسي هي قصيدة "فخر وتحدي"، يستخدم فيها الشاعر رمز "الناب" (السن أو الناب القوي) ككناية عن شاعر حقيقي ومتمكن (وهو الشاعر نفسه) يظهر في زمن تدهور فيه فن الشعر وسيطر عليه المدعون.

المقدمة واللازمة: قصة الناب

تبدأ القصيدة باللازمة التي هي حكاية رمزية: "يا سيادي هاذي قصة اجرات للنَّاب / يوم جَدّْر في فاس القوم عيّْبو". أي يا سادتي، هذه قصة حدثت للناب (الشاعر الأصيل) عندما ظهر في مدينة فاس فانتقده الناس (المدعون). يصف الشاعر ظهور هذا "الناب" بأنه كان مفاجئاً وقوياً، أرعب مدينة فاس التي كانت تعيش في سلام.

وصف حال الشعر في زمنه

يصف الشاعر كيف أن فن الشعر (النظام) قد تدهور في زمانه، فقد ظهر شيوخ يدعون المعرفة بلا علم، لا يفرقون بين الحرير (الشعر الأصيل) و "حزمات الدوم" (الشعر الرديء). لقد ضاعت القيمة الحقيقية، وأصبح كل من هب ودب يدعي الشعر.

ظهور الشاعر الأصيل (الناب)

في هذا الجو من الرداءة، يظهر "الناب" (الشاعر) الذي أرسله الله موهبة ربانية. شعره كالياقوت، وهو يمثل تحدياً للشعراء المدعين. هؤلاء المدعون حاولوا اختباره ومنافسته، لكنهم لم يستطيعوا مجاراته، فكيف يواجه "خش الخشلاع" (الرديء) دقة "الناب"؟

نصيحة للمدعي والفخر بالنفس

ينصح الشاعر هذا المدعي بأن يعرف قدر نفسه ويلزم حده. فمن يلعب لعبة لا يتقنها، يخسر. ثم ينتقل إلى الفخر بنفسه، فيوقع القصيدة باسمه "محمد بن سليمان"، ويفتخر بنسبه وقدرته الشعرية التي بلغت درجة "الأقطاب" (أعلى مراتب الأولياء)، ويؤكد أن شعره كالذهب الخالص الذي يهزم نحاس المدعين. ويختم بالصلاة على النبي، ويهدي سلامه لأهل الفن الحقيقيين.

شرح الكلمات الصعبة
  • جَدّْر: ظهر ونبت.
  • عيّْبو: انتقدوه ووجدوا فيه عيباً.
  • صبَّاب: غزير.
  • الوَغَى: الحرب والمعركة.
  • نْكْتَابْ: القدر المكتوب.
  • نْزَرَكً: ظهر فجأة وبقوة.
  • رَعّْبُو: أرعبه.
  • الدوم: نبات تصنع من أليافه الحبال الخشنة.
  • الباخس السوام: رخيص الثمن.
  • الرحبة: السوق.
  • الدهات: الخبراء والعارفون.
  • العاطي: المعطي (الله).
  • الباطي: الباطل، الرديء.
  • اغباب: أعماق.
  • مخبور: خبير.
  • خش الخشلاع: الأشياء الرديئة التي لا قيمة لها.
  • الكلخة: الضرب على القفا.
  • كايعطّْبو: هل يصيبهم العطب والهلاك.
  • ماعت: ضاعت.
  • بسال: فقد قيمته.
  • الهرتالا: الأشياء التافهة.
  • عرّْشو: بنوا عروشهم.
  • الخبَّة: نوع من الخيام.
  • اشهيب: رمادي اللون، كناية عن القوة والخبرة.
  • نغباو: أصابهم الغباء.
  • قْنُون: قردة.
  • تفرار: تمييز وفصل.
  • الرَّوابة: الذين يخلطون الأمور.
  • تدراق: الاختباء.
  • اغساقة: مظلمة.
  • عتَّاقة: منقذ.
  • قزّْبو: أهانه وحقّره.
  • الكلفى: المشقة.
  • مرسبو: أساسه.
  • مْنَشّْبو: متشابك، أي أصيل النسب.
  • درج لقطاب: درجة الأقطاب (أعلى مراتب الولاية).
  • جرف كافو: حافة كفه.
  • لْجعاب: جمع جعبة، وهي وعاء السهام، وهنا كناية عن العقول الفارغة.
  • نبراس: مصباح.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق