قصيدة سبحان الله يا لطيف للشاعر مصطفى تومي مع الشرح

قصيدة سبحان الله يا لطيف - الشيخ مصطفى تومي

سبحان الله يا لطيف - الشيخ مصطفى تومي

نص القصيدة
زغلول لطيف يا عريف نحكيلك و افهم في سن الورد و الرّبيع باهي بأوصاف مغرور بريشُه الظّريف جاني متخاصم سلّ سيفُه و قال ليّا عندي خلاف أوقف إذا أنت شريف من أهل الخاتم ورّيلي وين وصّلاتك قوّة الأكتاف جاوبت أنا وقلت كيف ماجي نتكلّم بكلام الغيظ واش هاذي غضبة و زعاف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف ما هيشي جابها النّيف كي جيت محزّم هذي غيرة مرزّمة و حسودي بزّاف ضنّيتك صاحبي حليف بيّا تتزعّم وثرن هڨيتلي مطامر تدّي للكاف حتى ولّا أنت سخيف من حقّك تحشم تعرفني قاطع البحور جايل الأرياف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف عساك أنت اللّي كسيف للدّنيا قادم مثلك ما عاش ما زهى واش اللّي شاف اللّي زغلول ما ينيف ورشان معلّم قادر يرحيه في حروف الهلاب و كاف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف مرڨوم الرّيش يا رهيف أرجع لا تندم عندك منڨار ما يحارب و جناح ضعاف أترك الحديث العنيف ما هوش موالم و أترك عليك لغة الغضبة و التّشناف اللّي زغلول ما ينيف أرجع للمرسم واللّي بعثوك قول لهم ما هومش ضعاف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف ياك الزّغلول يا نحيف أرجع للمرسم واللّي بعثوك قول لهم ما هومش ضعاف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف كاين اللّي يجي بصيف يبدا يتزعّم يقول أنا غير أنا ما كاش خلاف خصوص إذا أنت سعيف تسكت و تساعف ترجع في حينها حلاسة ولّى نشّاف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف كاين اللّي يجي لهيف بانيابُه يهضم ما روّاتُه ميات صحفة و ألف غرّاف باغي كرسي من الصّديف و كنوز العالم اللّويز و الماس و الفضاضي من كل أصناف كاين اللّي يجي عفيف مازالو يحلم ذقنو مازال ما عرفشي موس الحفّاف يرجع ضربان لا تصيف زڨطي متشلغم باعك و شراك في دقيقة عند الحرّاف كاين اللّي يجي ثقيف يعرف يتكلّم بالأنبياء و الكتوب و الجمع الأشراف يخّدعك غير بالحليف يقسم و يعظّم والسّبحة راه من وراها يعمل زرناف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف كاين اللّي يجيك ضيف بالقش مرزّم في ايام البرد و الشّتاء و ريح الزفزاف فاتت الأمطار و الخريف باقي مترسّم يرجع هو مولا دارك و أنت جحراف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف الحمام إذا نسى الولفة من بعد الحب والشّغاف خلّاني في الأحزان و جفى من دون دواس لا خلاف هذا تحقيق بيه شوفة شكّيت دارولو الثّقاف الباز إذا يغيب صدفة يهجر و يروح للتّلاف خلّاها خالية الغرفة من ذاك اليوم ما أنشاف ضنّيتُه صاحبي و يشفى وثرن ثعبان فالاجواف آشن ذالعار عيب كشفة يا ناس بلادي يا سخاف درتوها مرتبة و حرفة نكرتو الخير والصّناف سومتكم ما سوات علفة في سوق السّبت والجياف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف ما هي صحبة و لا معرفة ما هي نسبة و لا حلاف كيفاش القلب عاد يصفى كي قطّعتوه بالطّراف من يصحبكم راح في الفا و الرّاء المسبّقة بقاف يا ضيف الله جوز تدفى ردّ سلامي لا تخاف ياك حنا نايضين شرفاء والله ما نخيّبو الضّياف ارتاح هنا بغير كلفة و اترك عليك ذاللّحاف ... يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف يحّسبوا الشّيخ ما يفيد عدّوه يخرّف قنديلو مات و انطفى و الشّيخ آ سامع القصيد نورو ما يكسف مابين الصّبح و العشيّة و النّاس تشوف يحّسبوا الشّيخ ما يفيد عدّوه يهترف قالوا سيفُه رشى حفى و الشّيخ آ سامع القصيد ما زالُه يهدف بسيفُه برّاق فالثنيّة ديما معروف يحّسبوا الشّيخ ما يفيد كِالثّور الشارف ارحاوا المُوس في الخفاء و الشّيخ آ سامع القصيد ما هوش مكتّف ما هوش غنيمة الضحيّة وما هوش خروف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف يحّسبوا الشّيخ ما يزيد شملالُو يوقف كيما عملو ما كفى و الشّيخ آ سامع القصيد يسكت و يساعف راهي ما خفات لُه خفيّة كلّش مخلُوف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف واجب عنّي نترك من لا فيه الخير و الشّرع نهى على المعارف الغدّارة زمان مشيت في معرفتهُم صغير نحسب عرفت اهل الخير الصبّارة جرّبت جبرتهم جملة و تقسيط على قلّ من شي ضحاو عن خيري نكّارة و مشالي ما عملت من خير خسارة غنّيت شحال من قصيد منظوم مستّف والنّاس جميع عارفة فنّي ماهوش من المسيد مانيش مثقّف قرّاني الجوع والحفى خبزي مصنوع من السّميد ماهوش مسلّف داري ماهيش تالفة ماني محساد لا جحيد عمري ما نسخف نمشي و نعيش بالصّفا يشهد القريب و البعيد مانيش موالف نهدر ونقول في القفا عظمي ماهوش للكديد مانيش محشلف أرضي ماهيش ناشفة الصّيد يموت ياك صيد و لو كي يشرف منّو لذياب خايفة اللّي مقيود ما يقيد يشد المقذف في وسط الرّياح عاصفة مول المنظوم و القصيد ما هوش مطرّف من أهل الصّدق و الوفاء ولد باب جديد بالوكيد بير جبّاح نحلف التّومي قال مصطفى و اللّي غنّاها عميد فيها يتصرّف الشّيخ العنقى اذا كفى عام السّبعين لا تزيد من بعد الألف والتّسع مئة مردّفة الجزاير عهدها جديد سنجاق يرفرف تمّيتو قلت بالصّفاء زغلول لطيف يا عريف نحكيلك و افهم في سن الورد و الرّبيع باهي بأوصاف يحّسبو كلشي خطيف غير أجي و ازدم اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف سبحان الله يا لطيف أنت اللّي تعلم كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر مصطفى تومي هي قطعة فنية رائعة من شعر "الشعبي" الجزائري، وهي عبارة عن حوار ونقاش فلسفي واجتماعي عميق، يستخدم فيه الشاعر رمزية الطيور (الزغلول والورشان) ليوجه نقداً لاذعاً للغرور والجهل والخيانة، ويدافع في نفس الوقت عن قيمة الخبرة والأصالة والحكمة.

المقدمة واللازمة: حوار بين الزغلول والورشان

تبدأ القصيدة بحوار، حيث يأتي "زغلول" (طائر صغير، رمز للشاب المبتدئ المغرور) متحدياً الشاعر الذي يمثل "الورشان المعلّم" (الحمام الخبير، رمز للشاعر المتمرس). يطلب منه بغضب أن يريه قوته. يرد الشاعر بهدوء، مستغرباً من هذا الغضب، ثم تأتي اللازمة التي تلخص فكرة القصيدة: "يحّسبو كلشي خطيف / غير أجي و ازدم / و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف"، أي أن هؤلاء المبتدئين يظنون أن كل شيء يأتي بالتهور والاندفاع، ومن يتأنى يعتبرونه متخلفاً. ثم يضيف حكمة أخرى: "سبحان الله يا لطيف / أنت اللّي تعلم / كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف"، أي أن البعض يفسر الحياء والتواضع على أنه خوف وضعف.

نقد اجتماعي

يستغل الشاعر هذا الحوار لينتقد أصنافاً مختلفة من الناس في المجتمع: الصديق الذي يغدر بصديقه، والشاب قليل الخبرة الذي يتحدى من هو أعلم منه، والشخص الذي يدعي القوة وهو ضعيف ("سعيف")، والطماع الجشع ("لهيف")، والمنافق الذي يتظاهر بالتقوى ("ثقيف")، والضيف الثقيل الذي يستغل كرم مضيفه.

دفاع عن النفس والتجربة

يدافع الشاعر عن نفسه وعن جيله من "الشيوخ" (الكبار أصحاب الخبرة). يقول إن الناس يظنون أن الشيخ قد انتهى وأصبح "يخرّف"، لكنه يؤكد أن نور الشيخ لا ينطفئ وسيفه لا يزال قاطعاً. هو ليس ثوراً عجوزاً أو خروفاً للذبح. ثم يتحدث عن تجربته الشخصية، فيقول إنه تعلم من مدرسة الحياة (الجوع والحفى)، وأنه بنى نفسه بنفسه، ولم يكن يوماً حسوداً أو جاحداً.

الخاتمة: الفخر والهوية

في النهاية، يفتخر الشاعر بأصالته، فهو "ولد باب جديد" و "بير جباح" (أحياء عريقة في الجزائر العاصمة)، ويوقع القصيدة باسمه "التومي قال مصطفى". ويذكر أنها أُذيعت على لسان عميد الأغنية الشعبية "الشيخ العنقى" عام 1970، في عهد الجزائر المستقلة ورايتها التي ترفرف.

شرح الكلمات الصعبة
  • زغلول: فرخ الحمام، رمز للمبتدئ قليل الخبرة.
  • عريف: خبير وفاهم.
  • أهل الخاتم: أهل المكانة والفضل.
  • زعاف: غضب شديد.
  • خطيف: الأخذ بالقوة والسرعة.
  • ازدم: اهجم، تقدم بتهور.
  • التّوال: المؤخرة، الذين يأتون في الأخير.
  • زحّاف: الذي يزحف، كناية عن البطء والتخلف.
  • النّيف: الأنفة والكبرياء.
  • مرزّمة: محكمة ومجهزة.
  • تتزعّم: تتفاخر وتدعي الزعامة.
  • هڨيتلي مطامر: حفرت لي حُفراً (مكائد).
  • الكاف: قد تعني حرف الكاف، أو كهفاً بعيداً.
  • سخيف: تافه.
  • الأرياف: البوادي والأرياف.
  • كسيف: حزين، منكسر.
  • ينيف: يتحدى أو يتفوق على.
  • ورشان معلّم: ذكر الحمام الخبير، رمز للشاعر المتمرس.
  • يرحيه: يطحنه، كناية عن التفوق الساحق.
  • رهيف: رقيق، ضعيف.
  • التّشناف: التقطيب والعبوس.
  • المرسم: مكان السكن أو مجلس الفن.
  • سعيف: سهل الانقياد، ضعيف الشخصية.
  • حلاسة: ممسحة أرجل.
  • نشّاف: قطعة قماش للتنشيف، كناية عن من يتحمل كل شيء.
  • لهيف: شديد الجشع والطمع.
  • الصّديف: عرق اللؤلؤ.
  • اللّويز: عملة ذهبية فرنسية قديمة.
  • الحفّاف: الحلاق.
  • زڨطي: متكبر ومتباهي.
  • متشلغم: ذو شارب كبير (كناية عن التظاهر بالقوة).
  • الحرّاف: المحتال.
  • ثقيف: مثقف.
  • زرناف: نفاق وخداع.
  • الزفزاف: الريح القوية الباردة.
  • جحراف: متطفل.
  • الشّغاف: شغاف القلب، أي عمق الحب.
  • الثّقاف: سحر لربط شخص عن شيء ما.
  • التّلاف: الضياع والهلاك.
  • وثرن: وأثر أن، بمعنى "تبين أن".
  • سخاف: عديمو القيمة.
  • الجياف: الجثث، الأشياء التي لا قيمة لها.
  • يخرّف / يهترف: يتكلم بكلام غير مفهوم (من كبر السن).
  • قنديلو: مصباحه (موهبته).
  • الثنيّة: الطريق الصعب في الجبل.
  • الشّارف: الكبير في السن.
  • شملالُو: مظهره أو ثوبه.
  • الكديد: القضم، أي أنه ليس لقمة سائغة.
  • محشلف: رث الثياب، بالي.
  • المقذف: المجداف.
  • مطرّف: على الهامش، ليس من الأصل.
  • بير جبّاح: حي عريق في قصبة الجزائر.
  • التّومي: اسم عائلة الشاعر مصطفى تومي.
  • العنقى: الحاج محمد العنقى، عميد الأغنية الشعبية الجزائرية.
  • سنجاق: علم أو راية.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق