قصيدة سبحان الله يا لطيف للشاعر مصطفى تومي مع الشرح
سبحان الله يا لطيف - الشيخ مصطفى تومي
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر مصطفى تومي هي قطعة فنية رائعة من شعر "الشعبي" الجزائري، وهي عبارة عن حوار ونقاش فلسفي واجتماعي عميق، يستخدم فيه الشاعر رمزية الطيور (الزغلول والورشان) ليوجه نقداً لاذعاً للغرور والجهل والخيانة، ويدافع في نفس الوقت عن قيمة الخبرة والأصالة والحكمة.
المقدمة واللازمة: حوار بين الزغلول والورشانتبدأ القصيدة بحوار، حيث يأتي "زغلول" (طائر صغير، رمز للشاب المبتدئ المغرور) متحدياً الشاعر الذي يمثل "الورشان المعلّم" (الحمام الخبير، رمز للشاعر المتمرس). يطلب منه بغضب أن يريه قوته. يرد الشاعر بهدوء، مستغرباً من هذا الغضب، ثم تأتي اللازمة التي تلخص فكرة القصيدة: "يحّسبو كلشي خطيف / غير أجي و ازدم / و اللّي يبقى مع التّوال قالو زحّاف"، أي أن هؤلاء المبتدئين يظنون أن كل شيء يأتي بالتهور والاندفاع، ومن يتأنى يعتبرونه متخلفاً. ثم يضيف حكمة أخرى: "سبحان الله يا لطيف / أنت اللّي تعلم / كاين شي ناس من استحاهم يقولو خاف"، أي أن البعض يفسر الحياء والتواضع على أنه خوف وضعف.
نقد اجتماعييستغل الشاعر هذا الحوار لينتقد أصنافاً مختلفة من الناس في المجتمع: الصديق الذي يغدر بصديقه، والشاب قليل الخبرة الذي يتحدى من هو أعلم منه، والشخص الذي يدعي القوة وهو ضعيف ("سعيف")، والطماع الجشع ("لهيف")، والمنافق الذي يتظاهر بالتقوى ("ثقيف")، والضيف الثقيل الذي يستغل كرم مضيفه.
دفاع عن النفس والتجربةيدافع الشاعر عن نفسه وعن جيله من "الشيوخ" (الكبار أصحاب الخبرة). يقول إن الناس يظنون أن الشيخ قد انتهى وأصبح "يخرّف"، لكنه يؤكد أن نور الشيخ لا ينطفئ وسيفه لا يزال قاطعاً. هو ليس ثوراً عجوزاً أو خروفاً للذبح. ثم يتحدث عن تجربته الشخصية، فيقول إنه تعلم من مدرسة الحياة (الجوع والحفى)، وأنه بنى نفسه بنفسه، ولم يكن يوماً حسوداً أو جاحداً.
الخاتمة: الفخر والهويةفي النهاية، يفتخر الشاعر بأصالته، فهو "ولد باب جديد" و "بير جباح" (أحياء عريقة في الجزائر العاصمة)، ويوقع القصيدة باسمه "التومي قال مصطفى". ويذكر أنها أُذيعت على لسان عميد الأغنية الشعبية "الشيخ العنقى" عام 1970، في عهد الجزائر المستقلة ورايتها التي ترفرف.
شرح الكلمات الصعبة
- زغلول: فرخ الحمام، رمز للمبتدئ قليل الخبرة.
- عريف: خبير وفاهم.
- أهل الخاتم: أهل المكانة والفضل.
- زعاف: غضب شديد.
- خطيف: الأخذ بالقوة والسرعة.
- ازدم: اهجم، تقدم بتهور.
- التّوال: المؤخرة، الذين يأتون في الأخير.
- زحّاف: الذي يزحف، كناية عن البطء والتخلف.
- النّيف: الأنفة والكبرياء.
- مرزّمة: محكمة ومجهزة.
- تتزعّم: تتفاخر وتدعي الزعامة.
- هڨيتلي مطامر: حفرت لي حُفراً (مكائد).
- الكاف: قد تعني حرف الكاف، أو كهفاً بعيداً.
- سخيف: تافه.
- الأرياف: البوادي والأرياف.
- كسيف: حزين، منكسر.
- ينيف: يتحدى أو يتفوق على.
- ورشان معلّم: ذكر الحمام الخبير، رمز للشاعر المتمرس.
- يرحيه: يطحنه، كناية عن التفوق الساحق.
- رهيف: رقيق، ضعيف.
- التّشناف: التقطيب والعبوس.
- المرسم: مكان السكن أو مجلس الفن.
- سعيف: سهل الانقياد، ضعيف الشخصية.
- حلاسة: ممسحة أرجل.
- نشّاف: قطعة قماش للتنشيف، كناية عن من يتحمل كل شيء.
- لهيف: شديد الجشع والطمع.
- الصّديف: عرق اللؤلؤ.
- اللّويز: عملة ذهبية فرنسية قديمة.
- الحفّاف: الحلاق.
- زڨطي: متكبر ومتباهي.
- متشلغم: ذو شارب كبير (كناية عن التظاهر بالقوة).
- الحرّاف: المحتال.
- ثقيف: مثقف.
- زرناف: نفاق وخداع.
- الزفزاف: الريح القوية الباردة.
- جحراف: متطفل.
- الشّغاف: شغاف القلب، أي عمق الحب.
- الثّقاف: سحر لربط شخص عن شيء ما.
- التّلاف: الضياع والهلاك.
- وثرن: وأثر أن، بمعنى "تبين أن".
- سخاف: عديمو القيمة.
- الجياف: الجثث، الأشياء التي لا قيمة لها.
- يخرّف / يهترف: يتكلم بكلام غير مفهوم (من كبر السن).
- قنديلو: مصباحه (موهبته).
- الثنيّة: الطريق الصعب في الجبل.
- الشّارف: الكبير في السن.
- شملالُو: مظهره أو ثوبه.
- الكديد: القضم، أي أنه ليس لقمة سائغة.
- محشلف: رث الثياب، بالي.
- المقذف: المجداف.
- مطرّف: على الهامش، ليس من الأصل.
- بير جبّاح: حي عريق في قصبة الجزائر.
- التّومي: اسم عائلة الشاعر مصطفى تومي.
- العنقى: الحاج محمد العنقى، عميد الأغنية الشعبية الجزائرية.
- سنجاق: علم أو راية.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم