قصيدة الرعد للشيخ محمد بن سليمان مع الشرح المفصل

القسم الأول اَلرَّعْدْ زَامْ طَبْلُ مَنْ بَعْدْ اَكًـْــنَـاطَرْ اَلسّْمَايَمْ وَاَلْبَرْقْ سَلّْ سِيفُ وِ يْخَبَّــــلْ فِي خْيُـولْ لَمْزَانْ وَاَلرِّيحْ فَــارْسْ اِيْشَـــالِي عَنْ اَعْكًـَابْ اَلْعَلْفَـــاتْ اَعْلَى اَلْوْغَا مْشَمَّرْ لَقْزَاحْ شَـــدّْ بَنْدُ لَلْفَرْجَــا عَسْكْرُ اَتْـــلاَيَــــمْ وَحْــرَكْ بَلْمْطَــرْ لَلْبِيــدَا حَتَّى اَجْـرَاتْ وِيــدَانْ قَـــلْبِي ابْحبّْهَـــا سَـالِي كُلّْ فَجّْ اَصْبَحْ مَنْ ذَاكْ اَلضّْبَــــا امْخَضَّرْ وَبْطَــايَحْ اَلنّْــــوَاوَرْ تَتْصَوَّغْ مَنّْهَــا اَنْسَــايَمْ فَصْلْ اَلرّْبِيعْ هَذَا مَــا كِيفُ فَالزّْمَــانْ سُلْطَــانْ وَعْلَى اَجْمِيــعْ لَقْيَـالِي عَـــبْقْــرِي لاَبَسْ مَنُّ دَايْــــرَا مْوَبَّــــــرْ امْبَسَّمْ التّْنَـايَــا مَشْرُوحْ وُ جَــادْ بَـــاَلْغْنَــايَمْ بَاَلْوَرْدْ وَالزّْهَرْ عَلْ لَطْيَــارْ النَّـــاشْدَا صْبِيهَـــانْ فَرْيَـــاضْ امْحَتْفَلْ عَـالِي بِينْ وَرْدَاتْ النَّحْــلاَ شَهْــــدْهَــــا تْعَمَّـــرْ الحربة اَصَـــاحْ زَارْنِي مَحْبُوبِي يَامَسْ كُنْتْ صَايَمْ شَهْدَ قْطَعْتْ وَجْنِيتْ اَلْوَرْدْ قَالُو كْلِيتْ رَمْضَـــانْ مَهْجُورْ كُنْتْ مَـــــا دَالِي يَـاحْبِيبْ اَلْخَـــــــاطَرْ يَاكْ اَلْمْرِيضْ يَفْطَرْ القسم الثاني مَنْ قَـــلّْتْ اَلزّْيَـــاٍرَا مَتْوَهَّنْ سَـــــاخَفْ لَكًـْوَايــَمْ مَعْـدُومْ بَــــاَلْجْفَــا وَحْمُــــــولُ مَتْكَلْفَـا بْـالَبْــدَانْ وَاَلْيَوْمْ كِيـفْ يَجْــــرَا لِي وَالـــدّْوَا قُدَّامِـــي وَلاَ نْطِيـــقْ نَصْبَـــــرْ اِلَى يْجُـــودْ لِي بَالنَّظْرَا لَحْظْ اَلْبْهَــــا اَلنَّايَمْ زِدُ عْلَى وْدَادْ اَلشَّهْــــدَا لَمْجَـــالْسَــــا فْلَمَـــانْ وَاَلْغِـــــــيرْ لِيسْ يَزْهَـــــــــا لِي بَــالصّْفَـا عَشْقِي حَاشَـــا فَــالْمْلِيحْ نَغْدَرْ حُجَّا عْلَ هَلْ اَلدَّعْوَى مَا نَصْغَ كْلاَمْ لاَيَمْ قَيْسْ اَلزّْمَـانْ هَذَا يَــا مَنْ لاَ حَــاطْ بِهْ غِيـــوَانْ بَــاَلزِّينْ يَنْشْطَنْ بَــــالِي وَاَلْبْهَــــا مَنْ سِيفُ دَمِّــــي غْزِيرْ يَقْطَرْ مِنْ غِيرْ حَالْ تُوجَدْنِي سَاهِ بَالْشْوَاقْ هَايَمْ تَرَى اَنْغِيبْ تَرَى نَحْضَرْ حَتَّى تْقُـــولْ سَكْـرَانْ فَـــالْحُبّْ هَكْذَا حَـــالِي غِيرْ سَلَّــمْ هَيَــــا مَـــــنْ لاَ بْلاَكْ وَعْــدَرْ الحربة اَصَـــاحْ زَارْنِي مَحْبُوبِي يَامَسْ كُنْتْ صَايَمْ شَهْدَ قْطَعْتْ وَجْنِيتْ اَلْوَرْدْ قَالُو كْلِيتْ رَمْضَـــانْ مَهْجُورْ كُنْتْ مَـــــا دَالِي يَـــــــاحْبِيبْ اَلْخَـــــــاطَرْ يَاكْ اَلْمْرِيضْ يَفْطَرْ القسم الخامس لَوْ لاَ اَسْمَاحْتُ جَفْنِي فَبْحُورْ اَلذّْنُوبْ عَايَمْ فِي بَابْ رَبّْنَـــا نَسْعَى لَذْنُوبِـــي اَعفُ وُ غُفْــرَانْ فَــــالَّوْلِــي مْـــــــعَ اَلتَّـــالِـــــي وَالذّْنُوبْ اَلْفَــــايَــــــتْ وَاللِّي عَــــادْ يَصْــــدَرْ اَحَـــــافَظْ اَلْقْصِيدَا زِدْ التُّــــقْلاَ عْلَى اَلْبْهَــــايَمْ وَحْضِي اَعْقُودْ لَهَلْ اَلدَّعْوَاتْ اَلنَّــــــاكْرِينْ لَحْسَــانْ عَنّْهُــــــمْ تَبَّــتْ اَمْقَـــــــالِي غُلْبْ صَـــــــافِي اَلدَّاعِي مَـا يْصِيبْ يَنْكُــــــرْ فِي ضَامْتْ اَلشّْطَارَا كِيفْ اَجْرَى لُ يْعُودْ ضَايَمْ اَنْزَلْتْ فَــــالسّْبَــــاعِي وَكْلاَبُ حَــاصْلاَ فْلَرْكَـانْ وَبْيَــــادْقِي عْلَى اَلتَّــــالِي بَـــانْ غُلْبِـــــــي مَــــنْ قَــــــالْ يْمَنّْــــــعُ يْنَبَّـــــرْ تَرْسَـــانْ بْرَبْعَـــا فِيــدِيَّــــا تَنِّيتْ بَــــــالدّْغَــــــايَمْ وَضْوَاصْهُـمْ لَمَـــــا فِيدِي وَكْـــــدَاكْ زُوجْ لِصَـــانْ وَالْمَـــــــالْ جَاوَرْ اَشْمَــــــالِي غِيـــــرْ يَخْــــرَجْ وَنْطَـــــــرَّقْـــلُ وُ لاَ نْوَفَّـــــرْ عَـدْرَا مْخَنْطْـــــــرَا ظَهْرَتْ بِهَــــــا لَلزّْهُو اَعْلاَيَمْ سَمِّيتْهَـــا بْعَسْلْ اَلشَّهْدَا فَرْيَـــــــاضْ بَنْ اَسْلِيمَــــانْ تَسْقِي اَلْبَعْضْ بَمْصَـــالِي خُــــــــدْ هَيْفَـــــا لَلْعَـــاشَقْ كَــــاسْهَـــا تْعَمَّــــرْ وَسْلاَمْ رَبّْنَـــــا مَــــــا يَتْنَهَّى لَدّْهَــــــــاتْ دَايَــــــمْ بَالْوَرْدْ وَاَلزّْهَـرْ وَالنَّسْــــرِي وَ جْمِيعْ كُلّْ سُوسَـــانْ نَدّْ وُ عْبِيــــــــــــــرْ وَغْــــــــوَالِي وَالْمْسُوكْ وُجَـــــاوِي وَجْمِيــــــــعْ مَـــــا تْعَطَّـــــرْ الحربة اَصَـــاحْ زَارْنِي مَحْبُوبِي يَامَسْ كُنْتْ صَايَمْ شَهْدَ قْطَعْتْ وَجْنِيتْ اَلْوَرْدْ قَالُو كْلِيتْ رَمْضَـــانْ مَهْجُورْ كُنْتْ مَـــــا دَالِي يَـــــــاحْبِيبْ اَلْخَـــــــاطَرْ يَاكْ اَلْمْرِيضْ يَفْطَرْ

هذه القصيدة للشاعر محمد بنسليمان هي قصيدة في وصف الطبيعة والغزل، يمزج فيها الشاعر بين وصف بهجة فصل الربيع، ولوعة حبه وشوقه لمحبوبته.

المقدمة: بهجة الربيع

تبدأ القصيدة بوصف حيوي لقدوم الربيع. "الرعد" يدق طبوله، و "البرق" يستل سيفه، و "الريح" فارس يصول ويجول. "قوس قزح" يرفع رايته، والمطر يسقي الأرض فتجري الأودية. في هذا الجو البهيج، يصف الشاعر كيف أن قلبه هانئ، وكيف أن الربيع هو سلطان الزمان.

الحربة: حجة العاشق

تأتي الحربة (اللازمة) لتكشف عن المعنى الحقيقي لهذا الربيع، فهو ليس ربيع الطبيعة فقط، بل هو ربيع الوصال. يقول الشاعر: "اَصَـــاحْ زَارْنِي مَحْبُوبِي يَامَسْ كُنْتْ صَايَمْ / شَهْدَ قْطَعْتْ وَجْنِيتْ اَلْوَرْدْ قَالُو كْلِيتْ رَمْضَـــانْ / مَهْجُورْ كُنْتْ مَـــــا دَالِي / يَـــــــاحْبِيبْ اَلْخَـــــــاطَرْ يَاكْ اَلْمْرِيضْ يَفْطَرْ". هي حجة طريفة يقدمها الشاعر، فزيارة محبوبه له جعلته "يقطف الشهد" (يقبله) و "يجني الورد" (يستمتع بجماله)، فيتهمه الناس بأنه أفطر في رمضان. فيرد عليهم بأن المريض (أي المريض بالحب) يجوز له الإفطار.

شكوى العاشق

يشكو الشاعر من قلة زيارات محبوبته، وكيف أن هذا الهجر قد أتعبه. يرى أن دواءه هو نظرة منها، ويؤكد أنه وفيٌ لها ولا يمكن أن يغدر بها. هو هائم في حبه، لا يبالي بلوم اللائمين.

الفخر الشعري والتوقيع

يختم الشاعر قصيدته بالفخر بقدرته الشعرية، فيقدمها كـ "عسل الشهد" في بستان "بن سليمان". ويتحدى خصومه من الشعراء المدعين، ويصف نفسه بأنه فارس في ميدان الشعر. ثم يوجه سلامه لأهل الفن، ويوقع باسمه.

• زام: أصدر صوتاً قوياً.
• اَكًـْــنَـاطَرْ: القناطر، أي السحب.
• لَمْزَانْ: السحاب.
• اِيْشَـــالِي: يصول ويجول.
• اَلْعَلْفَـــاتْ: الخيول القوية.
• اَلْوْغَا: الحرب.
• لَقْزَاحْ: قوس قزح.
• بَنْدُ: رايته.
• لَلْبِيــدَا: للصحراء.
• اَلضّْبَــــا: الضباب.
• اَنْسَــايَمْ: نسائم.
• لَقْيَـالِي: الأقران.
• مْوَبَّــــــرْ: مزين.
• صْبِيهَـــانْ: جميلة.
• يَامَسْ: أمس.
• مَـــــا دَالِي: لست مبالياً.
• مَتْوَهَّنْ: متعب.
• سَـــــاخَفْ: ضعيف.
• لَكًـْوَايــَمْ: القوائم.
• اَلشَّهْــــدَا: العسل.
• غِيـــوَانْ: شوق.
• اَنْجَـــــالِي: عيوني.
• صَفْـوَانْ: صافٍ.
• اَطْلِـــــــــــــــــيبُ: عدوه.
• اَلْفِيشْ وَالْفْشَرْ: التكبر والتباهي الفارغ.
• اَلدِّيــــــدَانْ: أساسات.
• اَزْرَايَـــــمْ: مراسي السفن.
• اَلْغْنَايَمْ: الغنائم.
• اَلتُّــــقْلاَ: الثقل.
• اَلْبْهَــــايَمْ: البهائم.
• ضَامْتْ اَلشّْطَارَا: في ميدان الشطارة.
• اَلسّْبَــــاعِي: لعبة تشبه الشطرنج.
• وَبْيَــــادْقِي: بيادقي.
• يْنَبَّـــــرْ: يتحدى.
• تَرْسَـــانْ: دروع.
• اَلدّْغَــــــايَمْ: الأقوياء.
• وَضْوَاصْهُـمْ: أضراسهم.
• اَمْصَـــالِي: خمري.
• اَلدّْهَــــــــاتْ: الأذكياء.