قصيدة التوسل للشيخ قدور العلمي مع الشرح المفصل

يا الواجد بالصرخة عن ضيقة الحال *جل مولانا عن شبه الأمثال عالي غيثني يتفجى كربي نلوح الأهوال* خاطري يتهنى قلبي يعود سالي لين يركن من بارت له جميع الاحيال *عاد منزل ديوانه بالكدار مالي دخيلك يا مولاي بالأنبياء و الأرسال* ودخيلك يا مولاي بجاه كل والي دخيلك بالسادات الصالحين الأفضال* كافة الأقطاب والأجراس والبدالي يا من بليتني عفني برحمتك أنال * خف ثقلي نتسرح يرتخى عقالي يا من درى هموم قلبي تتسلّى* مهما يدركوا وجاعي ويزولوا ما تبقى ثاقبة على قلبي دبلة* والقصد ألي طلبت نظفر بوصوله نحمد ربّ السماء ونسجد للقبلة *ونقول اليوم عاد صادفت قبوله نتيقظ للسرور من نوم الغفلة* لا حاسد لا رقيب نخشى من قوله عانتني قوته وما منعني حوله ما أنت شي غايب نرجوك يا الجليل* ولا أنت شي عاجز تعذار يا المولى قريب حاضر نظر معطي حسانك جليل *تقد تشفي من ذات العبد كل علة الأبدان ضعيفة والحمل جاير ثقيل *والخلايق ما تعذر حد من أتبلى إذا أشكى العبد على سيده يزيد يقبال* يحره ويديره في مراتب العالي باب الإجابة عندك ما تسد بقفال* خزاينك مفتوحة للساعيين بحالي من بلاني يعافني برحمتك أنال* خف ثقلي نتسرح يرتخى عقالي مالي قوة و لالي جهد و لالي حول *ولا تدبير في القضاء ولا حيلة من عندي أنا الدعاء ومن عندك القبول* والحاجة ما تكون فها تعطيلة والله ما أبديت هذا التوسل *حتى يقنت من قدرتك الجليلة من امرني بالصبر والتوكل* هوا يفجي هموم ذاتي الوحيلة يعطيني ما طلبت في هذه الليلة واك يا ربي قلت للنبي المرسول *من دعا لك في عبيدك حق تستجب له كيف ندعي ونخيب يا المسئول* ياسر يع المعطاء لجميع من طلب له أمرك بين الكاف والنون حق مفعول* من تحقّق يحمق ويغيب عن عقله يا المعروف بالبقاء والدوام لا زال* يا البصير بعين اللطف شوف حالي يا الموصوف بالوفاء والصفاء والكمال* بك لك سألتك مني قبل سوأ لي من بلاني يعافني برحمتك أنال* خف ثقلي نتسرح يرتخى عقالي معطاك لمن سعاك يا نعم الجليل* ولا ينقص من خزاينك الكنز المالي إذا تبغي بقدرتك تشفي العليل *وإذا تبغي الفقير يرجع ذو مالي وإذا تبغي الوضيع يدنا للتفضيل* ترفع قدره يعود في منزل عالي بحرمة جودك تغفر للعصات بحالي يا ﺇلاه سألتك بحق جبرائيل *مع ملائكة العرش أهل السماء العالي بجاه ميكائيل وعزرائيل *حاجتي نبغيها بالعزم تنقضى لي بجاه حرمة عبدك إبراهيم الخليل *كل ما نتمنى نبغيه ينقضى لي انشر على ذاتي حلة من ثيابك جليل *خلف وأمام عن يمين وعن شمالي يعيش عبدك في الراحة ما يشوف تنكيل* نغنم شهوة مقصودي إذا وفالي من بلاني يعافني برحمتك أنال* خف ثقلي نتسرح يرتخى عقالي يا من فك الرجاء وعليك التكال* لا تولجني اليد من لا ترثى لي أنت تعلم بسر قلبي يا متعال *لاينّي ما نريد غيرك في بالي مهما يفيض ساكني ويضيق الحال* نسعاك ولا يخيب عنك سألي في البخاري حديث النبي الله قال *المصطفى الشفيع خاتم الأرسال جل من طلب مولانا العالي من تحقق بأن الله حاكم وكيل *بعدما تدرع به جهالته يولي ما في جوده شك ولا في أعطاه تبديل* حن حق من والد في وساير أهلي من انشاني وخلق جسمي رهيف ونحيل* إذا بغاني يزّين بين العباد قولي من خلق جسدي من تراب صلصال *دار فيه الروح ونور العقل أهدى لي الستر والبركة في الأبدان والمال* والرجاء والرحمة والعفو عن زلالي من بلاني يعافني برحمتك أنال* خف ثقلي نتسرح يرتخى عقالي يا من هو على الخلايق متجلّي *حاضر ناظر ما خفاته لي حالة لا تنظر يا كريم لقبايح فعلي* تنظر من حالتي ومن ضعف الحالة ما نفعتك طاعتي ولا ضرك جهلي *لأنك غفار ما تحافي بضلالة اصلح ديني ودنيتي وقبل سألي *وكتب اسمي مع زمام الفضالة نأخذ ما يخذوا رجال البدالة واحد على بيعه وعلى شراه عواّل *واحد متسلي ومزهي براس ماله واحد على الأصل وعلى الكساب يحتال* واحد متكل في الدنيا على مواله واحد يقيّل يخدم ما يكل بشغال *هكذا جنس بنادم كلها وحاله عبدك المخصوص المحتاج ناحل الحال* عليك تكله يا نعم المالك الجلالي من ستر ألي فات يستر جميع مازال* تخيلّك يا والي من لا ليه والي من بلاني يعافني برحمتك أنال* خف ثقلي نتسرح يرتخى عقالي إذا تطلب اطلب ربّ آلا يبخل* جيّد موجود سامع أبوابه مقبولة من لا يسهى ولا ينام ولا يغفل *لبّسني من رضاه حلة مكمولة وأعطاني صاحب العطاء حكمة وعقل *ورفع قدري ولا منعني من صولة وتبات الحاسدين مني مذهولة يا ﺇلاه بالمصطفى إمام الأفضال *والمقام والكعبة والبيت والمحاملي تخيلك بالصفا والمروة يا عظيم الاجلال* والبقعة وعرافة وأنت يا الوالي تخيلك بيوسف ويعقوب والآل *واك في حماهم تحشرني نعود سالي ختمتها بالصلاة على النبي المرسال* والصلاة هي ألي ربحي وراس مالي من بلاني يعافني برحمتك أنال* خف ثقلي نتسرح يرتخى عقالي

هذه القصيدة للشاعر قدور العلمي هي قصيدة في "التوسل والمناجاة"، يرفع فيها الشاعر شكواه إلى الله، معترفاً بضعفه وحاجته، وطالباً منه العفو والفرج والشفاء، متوسلاً إليه بكل ما هو مقدس.

المقدمة: دعاء واستغاثة

يبدأ الشاعر بمناجاة مباشرة لله تعالى: "يا الواجد بالصرخة عن ضيقة الحال". يستغيث به ليفرج كربه ويزيل همه. ثم يتوسل إليه بجاه الأنبياء والرسل، والأولياء الصالحين، ويطلب منه أن يخفف عنه ثقل البلاء.

الحربة: طلب الشفاء

تتكرر الحربة (اللازمة) لتؤكد على طلب الشاعر الأساسي: "من بلاني يعافني برحمتك أنال / خف ثقلي نتسرح يرتخى عقالي". هي دعوة لله الذي ابتلاه بأن يعافيه، وأن يخفف عنه حمله الثقيل.

اليقين في قدرة الله

يؤكد الشاعر على يقينه بقدرة الله ورحمته. فهو ليس غائباً ولا عاجزاً، بل هو قريب حاضر، قادر على شفاء كل علة. يعترف بأن الدعاء من العبد والقبول من الله، وأنه لم يبدأ هذا التوسل إلا بعد أن أيقن بقدرة الله المطلقة.

التوسل بالملائكة والأنبياء

يستمر الشاعر في التوسل، فيتوسل بجاه الملائكة الكرام (جبريل، ميكائيل، عزرائيل)، وبجاه نبي الله إبراهيم الخليل، طالباً من الله أن يقضي حاجته ويستره بستره الجميل.

الخاتمة: التوسل بالأماكن المقدسة والصلاة على النبي

في الختام، يتوسل الشاعر إلى الله بالمقدسات، فيتوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبالمقام والكعبة، والصفا والمروة، ويوسف ويعقوب وآلهم. ثم يختم قصيدته بالصلاة على النبي، معتبراً إياها ربحه ورأس ماله الحقيقي.

• الواجد: الموجود، أو الذي يجد لعبده مخرجاً.
• يتفجى: ينفرج.
• يركن: يسكن ويهدأ.
• بارت: فشلت.
• الكدار: الهم والغم.
• الأجراس والبدالي: مراتب في الولاية عند الصوفية.
• عقالي: قيودي.
• دبلة: جرح عميق.
• يقبال: إقبال.
• واك: أداة للتنبيه.
• ياسر: كثير.
• يدنا: يقترب.
• تنكيل: عذاب.
• لا تولجني: لا تسلمني.
• ساكني: داخلي.
• يولي: يصبح.
• زلالي: زلاتي.
• ما تحافي: لا تتخلى عن.
• زمام: قائمة.
• البدالة: الأبدال (مرتبة من مراتب الأولياء).
• عواّل: معتمد.
• يقيّل: يقضي النهار.
• المحاملي: قد تكون إشارة إلى المحمل الشريف.