الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

قصيدة الساقي للشيخ قدور العلمي مع الشرح المفصل

قصيدة الساقي - الشيخ قدور العلمي

قصيدة الساقي للشيخ قدور العلمي مع الشرح المفصل

نص القصيدة
راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي (آ الساقي) دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا وازع للساهي يفيق شوف همام الضو بانت علومه فالآفاقي وانظر لشموس الباهية عل الجدار شريقة هزمت سلطان الغسيق وطيار البستان كاتسبح للحي الباقي فوق غصان الروض كاتحنن بصوات رقيقة صاح البلبل والبسيق صبحت أم الحسان شاكيا للحي الخلاقي بغرام هواها لنها مولوعة وعشيقة بالحب جسمها رقيق والحرمل ينشد بمايته فطلوع السرياقي والحداد يجاوبه بميا ونغام البيقا تسبي الوالع والعشيق راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي (آ الساقي) دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا وازع للساهي يفيق ماس الغصن النايق * وتزخرفت حدايق وتحقق ضل الوراق والبستان الباسق * بمياهه تدافق لغراس ادواحه سياق فاح الزهر العابق * وصبح غصنه رايق وروات غصانه الرقاق طاب سرور العاشق * ذات الزهو الشارق يخجل من شوف الرماق طار غراب الداج والخمر فالأواني باقي اهدي كاسك للمليح واخضع لو بتبنديقة وافهم معناته وعيق اسقي يا ساقي بصرف قمصالك هات راقي ويلى فاض الكاس كل قطرة فالأرض عقيقة وصفى من الدر الشريق غدرلي نصطاب فرجتي يتحقق روناقي ترك الخمر وهات لي الصهبا فالكاس حديقة وملالي ذاك البريق كاتب مولانا السعيد ساعد والشاقي شاقي لا تستكرب من ذنوب ولا تتكل عن تيقة مولانا غاني شفيق راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي (آ الساقي) دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا وازع للساهي يفيق راح الليل ولا بقا * إلا وقت المعانقا كبارة ورخي ولشجار الباسقا * و الطيار الناطقا عمرت بالغاهـا سواق كب الخمر الحارقا * في كيسان بنادقا من زاج بلاد العراق تظهر خمرا شارقا * فالأواني بارقا كا لون سحيق الرماق سرور الدنيا وزهوها فالزين والعراقي والصولة والعز في ركوب الفرسان حقيقة ومع الفضة والوريق جاد الزين وتاج كوكبي وتنور يشراقي هذا وقت سعيد غدر مدامك العتيقة لا ترتاشي للرحيق غني باشعار النظام وذكر طبع العشاقي زهني بجمال صورتك والحاضك الغسيقة يا خد الورد الشقيق بصنايع وسجول والتواشح من شغل ادواقي وذكر قصدان أكباح وبراول فترنيقا من طرز الحبر البيق راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي (آ الساقي) دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا وازع للساهي يفيق خلع الداج غساقه * ورخا الصبح رواقه والبس حلات الشراق دار الحب التماقه * المطرز بمشاقه وخرج لصحاب الشواق وامر عن عشاقه * فمامه ينساقه يحييو عهود الوثاق دق الحسن وثاقه * ورخا سر نساقه والزين اخلاقه رياق بمضال وﯖدات والمزارﯓ والتاج الراقي وكداشه ومحافه وراياته فترقريقة وطبول الحرب الزعيق آما فاﯖم من ادهات وما زهق من تاقي وما بعد من افضال عل المروا والتيقة وما عادا من صديق من حرب العصيف تاه قيس وجابر العراقي والعبسي الهمام عنترة تركه الحب فضيقة وسقاه السم السحيق ولا زالت للآن باين اقدامه عل العناقي والدابا مازال سيرته عند الناس حقيقة لا حد الخصم يطيق راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي (آ الساقي) دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا وازع للساهي يفيق آمــــدرا نــــتــــلآقا * بونجلات غساقا وكيوس مدامي يدوق صال بطبع شفاقا * والطافا والباقا يخجل من شوف الرموق وحنا زوج رفاقا * والصهبا دفاقا فدواخل غمق الغموق فيك الشوف عشاقا * بوصالك نتراقا رافا يا ﯖمر الشروق أوصالك فرجا لمرسمي ونزاها لخلاقي ووصالك رافا وصد هجرانك نار حريقة بجمار الضاها حريق أوصالك زهوا الطب فكري وضيا لرماقي ووصالك تفريج للحجا وصدودك تدييقة فخلاﯓ الجسم الشفيق إلا تعطـف لي نصيب عقلي ويزول حماقي ويلى تجفيني تعود روحي فالدات قليقة والنفس فجسدي الضيق لاين طبع الزين عارفه فنهايت تحقاقي راكب سمحوج الغدر سالك كل طريقة ما عنده حتى صديق راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي (آ الساقي) دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا وازع للساهي يفيق هضر الزين رماقه * ورخا السير السابقه وحلف عاري لا تقا تظهر غير مزارقه * وسيوفه ودماجقه يطعن ذات اللي لقا بخيوله وزواعقه * وبطاله وسواحقه من قابل جيشه بقا ما ﯖديت نفارقه * بعد آن كنت مرافقه وكيوس مدامي سقا وركب سيدي عن جواد شهان ومن العتاقي وهمز سمحوجه وسار وتركني في تشويقة نرتي بالدمع الدفيق سلتك بالخلاق قلت لو يا سلطان رفاقي اوقف لي حتى نسولك يا باهي الخليقة هجرك بيا ما يليق شاهد فيا حق سيرتي وعهودي ووثاقي وتفكر يوم الملادا وسرور التعنيقا وحسبني خوك الشقيق هذا حكم الله الكريم الحي الرزاقي آسعدات اللي سعادته فالأزال سبيقة ورضاه الحق الحقيق راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي (آ الساقي) دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا وازع للساهي يفيق من لا يركب ناقا * هريا سباقا ما يدري نهج الطروق من لا يملك طاقا * ما يبرا من فاقا و لا يدنا السوق حفض النظم الباقا * والياقا وعياقا شلا يدريو الوشوق والميزان حداقا * وفراسا والباقا يدراك بحسن الخلوق آويح الداعي يلى يذوق فناجل ترياقي زهلولي بمخالبه يمزق ذاته تمزيقا ودماه يتركه هريق آما من داعي جحيد فسجان غلاله باقي وما من داعي مسات ذاته بالكي حريقة وسقاه السم السحيق وما من هداف راح يشكي شلطة سغناقي وما من هتاف غرته الطهجا والتزويقا سرطه زخاري غميق وسلامي للماهرين النتاج أهل التحقاقي ما فاح الورد والزهر بنسامه العبيقا مهدي لأرباب الطريق راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي (آ الساقي) دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا وازع للساهي يفيق
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر قدور العلمي هي حوارية بديعة تدور في مجلس أنس بين الشاعر و"الساقي". يرى الشاعر الساقي مهموماً، فيحاول مواساته، لكن الساقي يكشف عن جراح حب عميقة لا يدركها إلا من عاناها. القصيدة تمزج بين وصف مجالس الطرب، ولوعة الحب، والحكمة.

القسم الأول: لوم الساقي

يبدأ الشاعر بمخاطبة الساقي، مستغرباً من حاله. يقول له: "أيها اللائم، ألم يهزك الحال؟"، فأنت في مجلس مليء بالجميلات اللواتي يشبهن الكواكب، يتمايلن وجداً، وجمالهن لا مثيل له. ثم تأتي اللازمة التي هي أمر للساقي وحكمة في نفس الوقت: "راح الليل وعلم الفجر تاج الصبح الراقي / دور على الحضرة بفنجلك تزيان الموسيقا / وازع للساهي يفيق"، أي أيقظ الغافل، وقم بدورك في المجلس فالليل قد ولى.

حوار الشاعر والساقي

يسأل الشاعر الساقي عن سبب حيرته، فيجيبه بأن سبب همه هو الخمر وجمال الحسان والهوى وأهواله. يشبه حاله بالمحاصر بين الماء والنار. يكشف الساقي عن عمق معاناته، فجرحه لا دواء له، ولو حضر كل أطباء "عرب هلال" لما استطاعوا علاجه. فيرد عليه الشاعر ناصحاً إياه بأن يغتنم لحظة الأنس والبهجة، وألا يبخل بمشاعره.

ذروة المجلس ونهايته

يستجيب الساقي لنصيحة الشاعر، ويبدأ في السقي وإحياء المجلس. ينتشي الجميع بالخمر، وتكشف الفتيات عن أسراهن ويبدأن في الغناء والعزف حتى طلوع الفجر. مع بزوغ الفجر، ينتهي المجلس، ويودع كل حبيب حبيبه، ويطلبون من الشاعر أن يخلد ذكرى هذه الليلة في شعره.

الخاتمة: حكمة وفخر

يختم الشاعر القصيدة بحكم عن تقلبات الدهر والحب، ثم يفتخر بقدرته الشعرية، ويتحدى الشعراء المدعين، ويسلم على أهل الفن الحقيقيين.

شرح الكلمات الصعبة
  • الايَمْ: اللائم.
  • مُهَجْتُه: روحه.
  • التَّخْلِيلْ: الزينة والدلال.
  • صَايْلا: متفوقة، بارزة.
  • ادْوَايَبْهَا: ضفائرها.
  • الغسيق: ظلمة الليل.
  • البسيق: طائر الشقراق.
  • أم الحسان: طائر القبرة.
  • الحَرْبَلْ: طائر البلبل.
  • السرياقي: نوع من المقامات الموسيقية.
  • البيقا: آلة موسيقية.
  • النايق: الفائق الجمال.
  • ادواحه: بساتينه.
  • الرماق: الأنظار.
  • بتبنديقة: بتحية.
  • وعيق: افهم.
  • قمصالك: قميصك.
  • غدرلي: اسكب لي بغزارة.
  • الصهبا: نوع من الخمر.
  • حديقة: صافية.
  • البريق: الإبريق.
  • تيقة: ثقة.
  • كبارة: كأس كبير.
  • بنادقا: كؤوس مزينة.
  • الوريق: الفضة.
  • الرحيق: نوع من الخمر.
  • الحاضك: لحاظك، نظراتك.
  • الشقيق: شقائق النعمان.
  • سجول: دواوين شعر.
  • براول: نوع من القصائد القصيرة.
  • فترنيقا: بإتقان.
  • الحبر البيق: الشاعر الفائق.
  • التماقه: لباسه الفاخر.
  • بمشاقه: بأشواقه.
  • ﯖدات: جمع "ﯖادة"، وهي خصلة الشعر.
  • المزارﯓ: الرماح القصيرة.
  • كداشه: أمتعته.
  • ادهات: الأذكياء والخبراء.
  • زهق: أفلت ونجا.
  • تاقي: تقي.
  • العصيف: الزعفران.
  • العناقي: الأعناق.
  • بونجلات غساقا: صاحب العيون السوداء الداكنة.
  • الرموق: الأنظار.
  • رافا: رأفة.
  • ﯖمر: قمر.
  • الحجا: العقل.
  • قليقة: قلقة.
  • سمحوج: فرس طويل الظهر.
  • هريا: ناقة أصيلة.
  • فاقا: فاقة، فقر.
  • ترياقي: دوائي.
  • زهلولي: صقري.
  • سغناقي: نوع من الطيور الجارحة.
  • الطهجا: البهرجة.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق