الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة نبكي على ذنوبي للشيخ محمد بن سليمان مع الشرح المفصل

قصيدة نبكي على ذنوبي - الشيخ محمد بن سليمان

قصيدة نبكي على ذنوبي للشيخ محمد بن سليمان مع الشرح المفصل

نص القصيدة
اَنا الِّي قْوات عْلِيَّ حُجَّاتي - - ومْدَحت اَلاَّ عَمّْرُ كْبَر وَعْنيت بْمَنْ بِه ما نَتْعَنَّا وفْخَرت بْلَغرام اَمْقصَّر دَرجاتي -- وتركت اَلَّي به نفتْخر مَن لا يتمنَّى مْحبتي نَتمنَّا غلبات حيلتُ عشرا من حيلاتي -- دار اَلْسانُ سِيف للغْدَر خَفّْ مَن لَحضا وُبرق المَزنا وَرجعت به للسَّفلي مَن رفعاتي -- اُمن اَدعى بَعنايْتُ اَكسَر هذا الحال اَضحات لِه اَمْعنَّا نبكي على ذنوبي وضياع اَوقاتي -- يَوْم البَعث وُليلة القْبَر بدَّل يا ربِّي سِيّْتي بالحسنا هاذْ الهْوى الهايم زايد ليعاتي -- رافد قلبي ما بقى كثَر والعِين اَمْنَ الشُّوف ما تتهنَّا واَنا يْحُقّْ لي نتعزَّى فَحياتي -- ونْبدَّل لَمنام بالسّْهَر ما تابع لا فرض ولاَ سُنَّة كثرات سِيّْتي ونْقلَّت حسناتي -- وسْجننِّي فَسلاسل الغْدر اَشطنِّي هُوَّ سْباب الشَّطنة غَرقُو مراكبي في فْراتن سِيَّاتي -- أنا رايس والهوى بْحرْ هوَّ الفَتنا ما بْحالُ فتنا نبكي على ذنوبي وضياع اَوقاتي -- يَوْم البَعث وُليلة القْبَر بدَّل يا ربِّي سِيّْتي بالحسنا نبكي بْلا دموع اَنقطَّع زفراتي -- ونْزيد اَبكايا على السّْهَر ونْغرَّد تغريد كاحماما سَجْنا رافد من ذْنوبي شَلاَّ تُقلاتي -- غادي بين اَسْلالم الوْعَر مَن تعبي عن راحتي نتدنَّا ونْصوم ما حسنت اصيامي وصلاتي -- والشَّفْعْ مع الوَتْر والفْجَر كيف اِيْحسنوها وُجُوه الجنَّة لَولا سْماحتُ نغرق في زلاَّتي -- يا رزَّاق الحوت فالبْحَر عبدك ضنّْ الخِير فِك لا تفتنَّا نبكي على ذنوبي وضياع اَوقاتي -- يَوْم البَعث وُليلة القْبَر بدَّل يا ربِّي سِيّْتي بالحسنا نفسي مْع الهوى والشَيْطان اَعداتي -- عاداو اَلساني على الذّْكَر شَدُّو فَزمامي فَسبيل المحنا وسقاوني مْرار التَّعب فْشهواتي -- الله يْعافي مَن الخْمَر اَكثير الرَّوعا قليل الهَدنا غابَط فالهوى طالع في عقباتي -- يا عالم بالسَّر والجْهَر سِيدي لا تجعل عْقوبْتك تدركنا وَمْصايب الزّْمان مْصايَب كُلفاتي -- وَشرور الشَيْطان والفْشَر نَجِّيني مَنهم بالسْمَيْ الحُسنا نبكي على ذنوبي وضياع اَوقاتي -- يَوْم البَعث وُليلة القْبَر بدَّل يا ربِّي سِيّْتي بالحسنا مثلي اَهمام دارت بِيَّ دَولاتي -- رَفعوني في قُبَّة النّْصَر نَزعوني مَن بَعد قالو طعنا خلاَّوني من الطِّيحات العثراتي -- هذي هيَّ قَلَّة الوْفَر ما قتلوني ما حْياوني نتهنَّا واَنا رميت راسي فالبَحر العاتي -- غايب لِه اَسنين ما ظْهَر تَجَّار فالمَرسَى سفينتي تتمنَّا واَنا سْفينتي كسرتْها موجاتي -- والبحريَّة كَلَّت الصّْبَر نجِّينا يا صاحب الذمام اَغرقنا نبكي على ذنوبي وضياع اَوقاتي -- يَوْم البَعث وُليلة القْبَر بدَّل يا ربِّي سِيّْتي بالحسنا ما جيت للنْجا ما صيفتتّْ اَبراتي -- وعلى ناسي غَيَّب الخْبَر خلِّيت اَحبابي مْع اَهلي تتسنَّا وَسْقيت منّْهم جداول دُوحاتي -- فاح اَنسيم الوَرد والزّْهَر وغْفر ذنب الِّي عْصا واَرحمنا واَرحم يا المَوْلى حافظ ماياتي -- قال بَنْ سْليمان الحْبَر وَيْهيب اَسلامُ عْلَى اَرباب المعنا وَلِّي جحيد مَنِّي يصدف دعواتي -- وَقْليبُ بالسِّيف يَنزبر ما يَدري معنى وُلا يَتكنَّا يا رافع السّْما تغفر لي زلاَّتي -- بِجاه الشَبِّيك والقْبَر ربِّي لا تجعل رَيّْنا يهلكنا نبكي على ذنوبي وضياع اَوقاتي -- يَوْم البَعث وُليلة القْبَر بدَّل يا ربِّي سِيّْتي بالحسنا
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر الكبير محمد بن سليمان هي موعظة ذاتية وتوبة نصوح، يخاطب فيها الشاعر نفسه، ويندم على ما فات من عمره في الغفلة واللهو، ويشكو من سيطرة الهوى والشيطان عليه، راجياً من الله المغفرة والرحمة.

المقدمة: اعتراف بالخطأ

يبدأ الشاعر بالاعتراف بأخطائه، فيقول إنه مدح من لا يستحق، وافتخر بالحب الذي أنقص من قدره، وترك ما هو أولى بالفخر. يعترف بأن حيلة الهوى قد غلبته، وأن لسانه أصبح سيفاً للغدر، وانحدر به إلى الأسفل بعد أن كان في مراتب عالية.

اللازمة: بكاء على الذنوب

تتكرر اللازمة كجوهر للقصيدة: "نبكي على ذنوبي وضياع اَوقاتي / يَوْم البَعث وُليلة القْبَر / بدَّل يا ربِّي سِيّْتي بالحسنا". هي صرخة ندم وبكاء على الذنوب والوقت الضائع، وخوف من يوم الحساب وعذاب القبر، ودعاء صادق بأن يبدل الله سيئاته حسنات.

وصف حال الغارق في الهوى

يصف الشاعر حالته تحت تأثير الهوى، فهو لا يجد راحة، وسهران دائم، وقد أهمل فرائضه وسننه. كثرت سيئاته وقلت حسناته، وسجنه الغدر في سلاسله. يشبه نفسه بربان سفينة غرقت في بحر السيئات، وهذا البحر هو الهوى الذي لا فتنة مثله.

محاربة النفس والشيطان

يعترف الشاعر بأن أعداءه الحقيقيين هم نفسه الأمارة بالسوء، والهوى، والشيطان. هؤلاء الأعداء قد منعوا لسانه عن الذكر، وسقوه مرارة التعب في الشهوات. هو غارق في الهوى، ويطلب من الله أن ينجيه من شرور الزمان والشيطان.

الخاتمة: دعاء ورجاء

في النهاية، يصف الشاعر نفسه كقائد رفعه قومه ثم خذلوه، وكربان كسرت أمواج الهوى سفينته. يلجأ إلى الله طالباً النجاة، ويسأله أن يرحم من يحفظ قصيدته. ويختم بتوقيع اسمه "بن سليمان الحبر"، ويتحدى من يجحده، ثم يعود للدعاء بالمغفرة بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

شرح الكلمات الصعبة
  • حُجَّاتي: حججي، أو هنا بمعنى ذنوبي التي أصبحت حجة علي.
  • اَمْعنَّا: معذب.
  • لَحضا: لحظة.
  • المَزنا: السحاب.
  • رفعاتي: مراتبي العالية.
  • سِيّْتي: سيئتي.
  • ليعاتي: لوعاتي وآلامي.
  • اَشطنِّي: أضلني وأتعبني.
  • الشَّطنة: الضلال والفتنة.
  • فْراتن: قد تكون تحريفاً لـ "طوفان".
  • زفراتي: زفراتي، أنفاسي الحارة من الحزن.
  • سَجْنا: سجينة.
  • تُقلاتي: أحمال ثقيلة.
  • اَسْلالم الوْعَر: سلالم الطريق الوعر.
  • نتدنَّا: أبتعد.
  • الرَّوعا: الخوف والفزع.
  • الهَدنا: الهدوء والسكينة.
  • غابَط: غائص ومنغمس.
  • الفْشَر: الفخر الفارغ.
  • اَهمام: سيد وقائد.
  • دَولاتي: أيامي ودولتي.
  • قُبَّة النّْصَر: قبة النصر.
  • الوْفَر: الوفرة والكثرة.
  • اَبراتي: رسائلي.
  • دُوحاتي: بساتيني.
  • الحْبَر: العالم أو الشاعر الكبير.
  • يَنزبر: يُطعن.
  • يَتكنَّا: يتخذ كنية، أي يفهم المعنى الخفي.
  • الشَبِّيك: الشباك، وهنا قد تكون إشارة إلى شباك قبر النبي.
  • رَيّْنا: رأينا، تدبيرنا.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق