قصيدة نبكي على ذنوبي للشيخ محمد بن سليمان مع الشرح المفصل
قصيدة نبكي على ذنوبي للشيخ محمد بن سليمان مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر الكبير محمد بن سليمان هي موعظة ذاتية وتوبة نصوح، يخاطب فيها الشاعر نفسه، ويندم على ما فات من عمره في الغفلة واللهو، ويشكو من سيطرة الهوى والشيطان عليه، راجياً من الله المغفرة والرحمة.
المقدمة: اعتراف بالخطأيبدأ الشاعر بالاعتراف بأخطائه، فيقول إنه مدح من لا يستحق، وافتخر بالحب الذي أنقص من قدره، وترك ما هو أولى بالفخر. يعترف بأن حيلة الهوى قد غلبته، وأن لسانه أصبح سيفاً للغدر، وانحدر به إلى الأسفل بعد أن كان في مراتب عالية.
اللازمة: بكاء على الذنوبتتكرر اللازمة كجوهر للقصيدة: "نبكي على ذنوبي وضياع اَوقاتي / يَوْم البَعث وُليلة القْبَر / بدَّل يا ربِّي سِيّْتي بالحسنا". هي صرخة ندم وبكاء على الذنوب والوقت الضائع، وخوف من يوم الحساب وعذاب القبر، ودعاء صادق بأن يبدل الله سيئاته حسنات.
وصف حال الغارق في الهوىيصف الشاعر حالته تحت تأثير الهوى، فهو لا يجد راحة، وسهران دائم، وقد أهمل فرائضه وسننه. كثرت سيئاته وقلت حسناته، وسجنه الغدر في سلاسله. يشبه نفسه بربان سفينة غرقت في بحر السيئات، وهذا البحر هو الهوى الذي لا فتنة مثله.
محاربة النفس والشيطانيعترف الشاعر بأن أعداءه الحقيقيين هم نفسه الأمارة بالسوء، والهوى، والشيطان. هؤلاء الأعداء قد منعوا لسانه عن الذكر، وسقوه مرارة التعب في الشهوات. هو غارق في الهوى، ويطلب من الله أن ينجيه من شرور الزمان والشيطان.
الخاتمة: دعاء ورجاءفي النهاية، يصف الشاعر نفسه كقائد رفعه قومه ثم خذلوه، وكربان كسرت أمواج الهوى سفينته. يلجأ إلى الله طالباً النجاة، ويسأله أن يرحم من يحفظ قصيدته. ويختم بتوقيع اسمه "بن سليمان الحبر"، ويتحدى من يجحده، ثم يعود للدعاء بالمغفرة بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
شرح الكلمات الصعبة
- حُجَّاتي: حججي، أو هنا بمعنى ذنوبي التي أصبحت حجة علي.
- اَمْعنَّا: معذب.
- لَحضا: لحظة.
- المَزنا: السحاب.
- رفعاتي: مراتبي العالية.
- سِيّْتي: سيئتي.
- ليعاتي: لوعاتي وآلامي.
- اَشطنِّي: أضلني وأتعبني.
- الشَّطنة: الضلال والفتنة.
- فْراتن: قد تكون تحريفاً لـ "طوفان".
- زفراتي: زفراتي، أنفاسي الحارة من الحزن.
- سَجْنا: سجينة.
- تُقلاتي: أحمال ثقيلة.
- اَسْلالم الوْعَر: سلالم الطريق الوعر.
- نتدنَّا: أبتعد.
- الرَّوعا: الخوف والفزع.
- الهَدنا: الهدوء والسكينة.
- غابَط: غائص ومنغمس.
- الفْشَر: الفخر الفارغ.
- اَهمام: سيد وقائد.
- دَولاتي: أيامي ودولتي.
- قُبَّة النّْصَر: قبة النصر.
- الوْفَر: الوفرة والكثرة.
- اَبراتي: رسائلي.
- دُوحاتي: بساتيني.
- الحْبَر: العالم أو الشاعر الكبير.
- يَنزبر: يُطعن.
- يَتكنَّا: يتخذ كنية، أي يفهم المعنى الخفي.
- الشَبِّيك: الشباك، وهنا قد تكون إشارة إلى شباك قبر النبي.
- رَيّْنا: رأينا، تدبيرنا.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم