قصيدة زينب للشيخ امحمد البوعمري مع الشرح
قصيدة زينب - الشيخ امحمد البوعمري
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر امحمد البوعمري هي قصيدة صوفية بامتياز، يستخدم فيها لغة الغزل والجمال لوصف تجربة روحانية عميقة. "زينب" في القصيدة ليست امرأة بالمعنى الحرفي، بل هي رمز للحقيقة الإلهية، أو الحضرة النبوية، أو المعرفة الصوفية العليا.
المقدمة: طريق الحب الصوفييبدأ الشاعر بوصف طريق الحب بأنه دقيق ومحجوب، لا يعرفه إلا السالك المحب المؤدب. هذا السالك يبحر في بحر "الذوق" الصوفي، وتشرق عليه شمس الوصال وتغيب. هو دائم الوقوف بين الخوف والرجاء في حضرة المحبوب، مستغنٍ به عن كل ما سواه.
اللازمة: نصرة الجمال الإلهيتتكرر اللازمة لتؤكد على الفكرة المحورية: "نَصْرْ اللَّهْ الزِّينْ وَالْبْهَا وَالسَّرّْ اَلْمَهْيُوبْ / فَعْيُونْ مَنْ اَضْوَاتْ شَمْسْهَا فـَمْقَـــامْ التَّقْرِيبْ / تَاجْ اَهْلَ اَلْحَضْرَا اَلْبَاهْيَا مُولاَتِي زَيْنَبْ". أي أن الله قد نصر الجمال والبهاء والسر المهيب المتجلي في "زينب"، التي هي تاج أهل الحضرة الإلهية.
زينب: رمز الحقيقة المحتجبةيصف الشاعر "زينب" بأنها مصباح كل راغب في طريق الحب، وأنها تسحر العيون. جمالها يحجبها عن الأبصار العادية، وعاشقها الحقيقي يكون في حضرتها سكراناً مغيباً عن العالم. لقد فرّغ الشاعر كل وقته لحبها، وغيّب حواسه في ذاتها، آملاً أن تقبله في حماها.
وصف جمال "زينب" الرمزيينتقل الشاعر إلى وصف جمال "زينب" وصفاً رمزياً. فهي زهرة الأرواح، ونورها يفوق نور البدور والكواكب. ثم يصف ملامحها: الحاجب، العين، الجبين، الخد، العنق، الكف، الصدر، وكل وصف يحمل معنى صوفياً عميقاً يدل على تجليات الحقيقة الإلهية.
الخاتمة (الدريدكة): تجربة العاشقفي الجزء الأخير المسمى "الدريدكة"، يلخص الشاعر تجربته. "زينب" محتجبة، وهو يراقب عطفها، وشرابها (المعرفة) هو الذي يعدل قلبه. يؤكد أن مدحها يفوق قدرته، وأن الشيوخ الكبار يصبحون كالأطفال الصغار على بابها. يختم بتأكيد أنه رفع حديثها وقصتها للعارفين وطوى كتابه، مكتفياً بما وصل إليه من تجربة.
شرح الكلمات الصعبة
- نَهْجْ: طريق.
- اَدْقِيقْ: دقيق.
- دِيوَانُ: عالمه أو قانونه.
- اَمْأَدَّبْ: مؤدب.
- اَخْلِيلْ: صديق مقرب.
- اَمْجَنـّْبّْ: مبتعد، مجتنب.
- اَلْمَنْخُوبْ: المختار، المصطفى.
- عَرْبَطْ: أحدث ضجة واضطراباً.
- اَمْهَدَّبْ: مزين ومصقول.
- اَلْمَهْيُوبْ: الذي له هيبة.
- اَلْحَضْرَا: الحضرة الإلهية أو مجلس الذكر.
- السَّــابِي: الذي يسبي العقول.
- اَحْجَابِي: الحجب التي تفصلني عن الحقيقة.
- طَرْفْ اَرْقِيبْ: عين الرقيب أو المراقب.
- اَمْغَيَّبْ: غائب عن الوعي.
- اَمْشَغَّبْ: مضطرب، غير مستقيم.
- التَّشْبِيبْ: الغزل.
- قْرِيضْ: شعر.
- اَمْسَالَكْ: طرق ومسالك.
- اَلْكْوَاعَبْ: الفتيات الجميلات.
- غَبْطُ: غبطة، سعادة.
- اَدْوَاحِي: بساتيني وأشجاري.
- اَتْمَايْحَتْ: تمايلت.
- اَمْخَضَّبْ: مخضب بالخضرة.
- التَّهْدِيبْ: التهذيب والتأديب.
- اَنْجَـــابِي: النجباء، أقراني.
- لــَقْرَاهَبْ: الرهبان، أو هنا بمعنى العشاق المتعبدين.
- زَنُّوبْ: نوع من الجمال أو الزينة.
- اَرْهِيبْ: مرهف الحس.
- التَّوهِيبْ: العطاء والهبة.
- اَصْوَارَمْ: سيوف.
- اَلْبِيزَانْ: نوع من الجواهر.
- اَدْرَارْ اْلُّبّْ: حبات اللؤلؤ.
- اَلْجِيدْ: العنق.
- التَّدْهِيبْ: التزيين بالذهب.
- اَلّْمَصْنُوبْ: الممتلئ.
- اَدْزُورْ: أعماق.
- اَمْغَرَّبْ: تائه، غريب.
- لَرْوَاسَخْ: الراسخون في العلم.
- اَمْقَلَّبْ: متقلب المعاني، عميق.
- الدريدكة: مقطع شعري خفيف وسريع يضاف أحياناً في نهاية القصيدة.
- الصَّــــابِي: الذي أصابه الصبا (الحب).
- اَطْنَـابِي: الحبال، أو هنا بمعنى قدرتي الشعرية.
- اَنْوَايَبْ: نواب، خدم.
- اَنْكًَـًــــــــابِي: أكوابي.
- اَغْيَــــاهَبْ: الظلمات.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم