قصيدة بحر الطوفان للشيخ محمد الباجي مع الشرح المفصل
قصيدة بحر الطوفان للشيخ محمد الباجي مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر محمد الباجي هي قصيدة "رثاء"، وهي من أصدق وأعمق ما كُتب في الشعر الشعبي الجزائري. يروي فيها الشاعر قصة حقيقية ومأساوية، وهي فقدانه لأخيه (أو صديقه المقرب) الذي غرق في البحر.
المقدمة: مناجاة البحرتبدأ القصيدة بالاستخبار الذي يمهد للجو الحزين، ثم ينتقل الشاعر إلى مناجاة البحر مباشرة: "يا بحر الغامق ماذا ديت رجال ونسـوان". يلوم الشاعر البحر ويتساءل عن عدد الأرواح التي أخذها، ثم يكشف عن سبب ألمه المباشر: "مللي اديت وخيي فسفينتو ما بان".
وصف الفاجعةيروي الشاعر تفاصيل الفاجعة، فصديقه قد خرج في الصباح ولم يعد في المساء. سأل عنه أصحابه الصيادين، لكن لا أحد يملك خبراً عنه. أصبح الشاعر يعاني من العذاب والحيرة. يصف حاله كالحمام (الحمام التركي) الذي ناره داخلية لا يراها أحد.
علامة الموتتأتي اللحظة الحاسمة عندما يرى الشاعر بقايا السفينة ("شي لوحات") طافية فوق الأمواج. هنا، يتيقن من أن حبيبه قد مات، فيدعو له بالرحمة.
أمنية الدفنيعبر الشاعر عن أمنية مؤلمة، فيقول: "لوكان مات بيــــن يديـــا / ندفنو ونبرا مــن الكيـــة". يتمنى لو أن صديقه قد مات على اليابسة، ليتمكن من دفنه وزيارة قبره، فذلك كان سيخفف من ألمه ويطفئ نار حزنه.
الخاتمة: طقس الوفاءفي الختام، وبعد أن فقد الأمل في وجود قبر يزوره، يبتكر الشاعر طقساً خاصاً به ليتذكر حبيبه. في كل يوم جمعة، يذهب إلى البحر، ويأخذ معه الورود، وينثرها على الصخور عند الشاطئ، كأنها قبر رمزي يزوره.
شرح الكلمات الصعبة
- الواد: النهر.
- الكاتبة: القدر المكتوب.
- ديت: أخذت.
- خيي: أخي (تصغير محبب).
- آوعدي: يا حسرتاه.
- العشية: المساء.
- سولت: سألت.
- غدا: ذهب.
- الحمام: الحمام التركي.
- صهد: حرارة.
- الكيّة: الجرح الناتج عن الكي، وهنا بمعنى الألم العميق.
- ينجلاو: ينجلوا، يزولوا.
- واسيت: جعلت.
- لحجيرات: الصخور الصغيرة.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم