الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة بحر الطوفان للشيخ محمد الباجي مع الشرح المفصل

قصيدة بحر الطوفان - الشيخ محمد الباجي

قصيدة بحر الطوفان للشيخ محمد الباجي مع الشرح المفصل

نص القصيدة
إستخبار الواد يدي للبحـر والبحر غامــــــق الفراق صعيب ومر وفي داخل القلب يحـرق الفراق دواه الصبر والكاتبة من الله تلحـق يا بحر الغامق ماذا ديت رجال ونسـوان شابات و شبان صبيات وصبيان مللي اديت وخيي فسفينتو ما بان آوعدي يا بحر الطوفان ملي خرج فالصبحيـة ما رجعش للعشبــة سولت اصحابو البحرية حتى خبر عنو ما بان يا بحر الطوفـــان مللي غدا عليا وغـاب حد مــا ردلي بجواب ابقيت انقاسي في عداب محيــــر حيـران يا بحــر الطوفـان مثلت روحي لحمام اللي مبني على صهد نارو من برا ما بان دخانو ومن داخل طابو حجارو من السفينة بقاو غير شي لوحات مرفوعين فوق الموجات ثمة عرفت حبيبي مات ارحمو يا رحمــان يا بحر الطـوفان لوكان مات بيــــن يديـــا ندفنو ونبرا مــن الكيـــة نزور قبرو صبحة وعشية ينجلاو عني لأحـزان يا بحر الطوفـان بدلت وواسيت مطرح ، بالسماء غطيت روحـي بالقمر واسيت مصباح ، وبالنجوم ونست روحي كل جمعة نزور الموجات ندي معايا شـي وردات ننشرهم فوق لحجـيرات هذا وعد الرحمـــان يا بحر الطوفــــان
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر محمد الباجي هي قصيدة "رثاء"، وهي من أصدق وأعمق ما كُتب في الشعر الشعبي الجزائري. يروي فيها الشاعر قصة حقيقية ومأساوية، وهي فقدانه لأخيه (أو صديقه المقرب) الذي غرق في البحر.

المقدمة: مناجاة البحر

تبدأ القصيدة بالاستخبار الذي يمهد للجو الحزين، ثم ينتقل الشاعر إلى مناجاة البحر مباشرة: "يا بحر الغامق ماذا ديت رجال ونسـوان". يلوم الشاعر البحر ويتساءل عن عدد الأرواح التي أخذها، ثم يكشف عن سبب ألمه المباشر: "مللي اديت وخيي فسفينتو ما بان".

وصف الفاجعة

يروي الشاعر تفاصيل الفاجعة، فصديقه قد خرج في الصباح ولم يعد في المساء. سأل عنه أصحابه الصيادين، لكن لا أحد يملك خبراً عنه. أصبح الشاعر يعاني من العذاب والحيرة. يصف حاله كالحمام (الحمام التركي) الذي ناره داخلية لا يراها أحد.

علامة الموت

تأتي اللحظة الحاسمة عندما يرى الشاعر بقايا السفينة ("شي لوحات") طافية فوق الأمواج. هنا، يتيقن من أن حبيبه قد مات، فيدعو له بالرحمة.

أمنية الدفن

يعبر الشاعر عن أمنية مؤلمة، فيقول: "لوكان مات بيــــن يديـــا / ندفنو ونبرا مــن الكيـــة". يتمنى لو أن صديقه قد مات على اليابسة، ليتمكن من دفنه وزيارة قبره، فذلك كان سيخفف من ألمه ويطفئ نار حزنه.

الخاتمة: طقس الوفاء

في الختام، وبعد أن فقد الأمل في وجود قبر يزوره، يبتكر الشاعر طقساً خاصاً به ليتذكر حبيبه. في كل يوم جمعة، يذهب إلى البحر، ويأخذ معه الورود، وينثرها على الصخور عند الشاطئ، كأنها قبر رمزي يزوره.

شرح الكلمات الصعبة
  • الواد: النهر.
  • الكاتبة: القدر المكتوب.
  • ديت: أخذت.
  • خيي: أخي (تصغير محبب).
  • آوعدي: يا حسرتاه.
  • العشية: المساء.
  • سولت: سألت.
  • غدا: ذهب.
  • الحمام: الحمام التركي.
  • صهد: حرارة.
  • الكيّة: الجرح الناتج عن الكي، وهنا بمعنى الألم العميق.
  • ينجلاو: ينجلوا، يزولوا.
  • واسيت: جعلت.
  • لحجيرات: الصخور الصغيرة.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق