قصيدة خصام لقهوة و اتاي للشيخ المداني التركماني مع الشرح المفصل

خماسة قهوة واتاي يا الفاهم دخلو مداعيين للقاضي شي صباح قالو له يا حاكم القدر تحكم بيناتنا و لا تعمل حيلة بيــــت لانك قاضي بلا دراهم لا تقبل شي كراء ولا تعمل شي مزاح حكمك من مولاي بالنصر واعطاك الله من احكامه الجليلة قال: آتوا بكلامكم ثم واللي عندو شي اخبار غير يعيد ويرتاح واللي له الحق ينتصر واللي مغلوب ياك يرضى بالقيلة أنطق أتاي للحاكم قال: أنا اليوم عاد شرابي مباح ما نشبه شي حالة الخمر شربوني جميع الناس التفضيلة نشفي منه عليل ساقم شربي للملاح فيه الراحة و الراح في شي ريحة من العطر مع النعناع مخلط بالزنجبيلة في شي حكمة للالم جميع اللي لقيته داخل في الاشباح نزول الضر والكدر ونهبط جميع الماكلة لي ثقيلة في زهو البال و الكرايم الطلبة مخلطة و العلماء الفصاح والبراد يشلوش النظر والكيسان ضراف زادوا لي تشعيلة و البقراج بحال الصوارم والصينية على كراسي عيدان ملاح و البابور يفور بالجمر والشمع يضويوا كثير في هذه الليلة شربوني الاشراف و الاكرايم اهل السر العظيم والاولياء الصلاح اهل الزهو والناس والقدر ذوك اللي قاع ما فيهم تبديلة وانتي كيفاش يا الخادم ضحيت تضادي لون الوان الوضاح مالك جاوبيني بالجهر ياك انتي غير خديمة قليلة مافيك لا نشوة ولا نسايم يغيضو فيك الفناجل همة وشباح يواتيك فناجل الحجر ولا قدوح الطين موزون بكيلة قالت له : جزاك يا الشاتم قصر من الكلام ولا تتسمى مباح انا اللي طبي مشتهر نبري المريض من علاله الطويلة نشفي من هو عليل ساقم نبري من علايله من ضره يرتاح نبري من الصداع و السطر والسهرة تكون للنوم الطويلة كيف يكثر السهر يا الفاهم ما يبقى من يساومك في سوقك براح توالم للبعير و البقر ياك انت حشيشة مصبوغة كي النيلة مر كما الحنظل في الفم لو ما السكر ما يشربه حتى الصراح جميع اللي يشربك ينقهر وانا طبي نعالجه بالتحليلة قال القاضي كي تكلم يزيكم يا كرام قاع دواكم نجاح لكن اتاي خصايله اكتر ياك انتي رخيس سومك وسهيلة التاي انزاهة مع الكرايم الجلسة تزيد فيه همة و افراح خلقه ربي كامل القدر واعطاه الله حسن الصورة الجميلة صلى الله على النبي وسلم وعلى اله مع اصحابه الصحابة الرجاح عمر وعثمان وبو بكر انصار النبي مع علي بو تفضيلة نتوسل للغني الدايم باهل السر العظيم والاولياء الرجاح تغفر لي وجميع من حضر و تنصرنا جميع في هذه الليلة

هذه القصيدة للشاعر المداني التركماني هي "مناظرة" طريفة، وهو نوع شعري قديم يقيم فيه الشاعر محاكمة أو حواراً بين شيئين متناقضين. في هذه القصيدة، يتخاصم "القهوة" و "الأتاي" (الشاي) أمام قاضٍ، وكل منهما يعدد فضائله ومزاياه، ويحط من قدر الآخر.

المقدمة: القهوة والشاي أمام القاضي

تبدأ القصيدة بأن القهوة والشاي قد دخلا في خصام وذهبا إلى القاضي ليحكم بينهما. يصف الشاعر القاضي بأنه نزيه لا يقبل رشوة ("بلا دراهم")، ويطلب منهما أن يعرض كل منهما حجته.

حجة الشاي (الأتاي)

يبدأ الشاي مرافعته، فيقول إن شرابه أصبح مباحاً ومحبوباً عند الجميع، وأنه لا يشبه الخمر. هو شفاء للمريض، وراحة للجميلات ("الملاح"). رائحته عطرة خاصة عند خلطه بالنعناع والزنجبيل، وهو يساعد على الهضم. يفتخر بأنه شراب الطلبة والعلماء والأشراف والأولياء، ويصف جمال مجلسه من براد وصينية وكؤوس لامعة.

ثم ينتقل إلى الهجوم على القهوة، فيصفها بأنها "خادمة" سوداء، لا نشوة فيها ولا رائحة طيبة، وأنها لا تليق إلا بأكواب من حجر أو طين.

حجة القهوة

ترد القهوة على الشاي، فتطلب منه أن يقصر من كلامه. تفتخر بأنها دواء مشهور، تشفي المريض من علله، وتزيل الصداع، وتساعد على السهر. ثم تهجم على الشاي، فتصفه بأنه مجرد "حشيشة" مرة الطعم، لولا السكر لما شربها أحد، وأنها هي التي تعالج من يشربه بالتحلية (إضافة السكر).

حكم القاضي

بعد أن يستمع القاضي للطرفين، يصدر حكمه. يعترف بأن لكل منهما فوائده، لكنه يفضل الشاي، فيقول: "لكن اتاي خصايله اكتر". يرى أن القهوة رخيصة وسهلة، بينما الشاي هو رمز للنزاهة والكرم، ومجلسه يزيد من الهمة والفرح.

الخاتمة: الدعاء والتوسل

يختم الشاعر قصيدته بالصلاة على النبي وآله وأصحابه الكرام، ويتوسل إلى الله بأهل السر والأولياء الصالحين أن يغفر له ولمن حضر المجلس.

• مداعيين: متخاصمين.
• كراء: رشوة.
• القيلة: الهزيمة.
• التفضيلة: الأفضلية.
• ساقم: سقيم، مريض.
• الراح: الخمر، أو هنا بمعنى الراحة.
• الاشباح: الأجسام.
• يشلوش: يلمع ويبرق.
• ضراف: ظريفة، جميلة.
• تشعيلة: إضاءة.
• البقراج: إبريق الشاي.
• الصوارم: السيوف.
• البابور: موقد الجمر لتسخين الماء.
• قاع: أبداً، إطلاقاً.
• تضادي: تعاكسين وتنافسين.
• شباح: زينة.
• قدوح: جمع قدح، وهو الكأس.
• بكيلة: بمكيال.
• الصراح: الشجاع أو الصريح.
• ينقهر: يشعر بالقهر.
• بالتحليلة: بالتحلية (إضافة السكر).
• يزيكم: يكفيكم.
• سومك: سعرك.
• الرجاح: الراجحون في العقل والدين.
• بو تفضيلة: صاحب الفضل (لقب لسيدنا علي).