قصيدة الوصايا للشيخ محمد بن علي ولد أرزين مع الشرح المفصل
قصيدة الوصايا للشيخ محمد بن علي ولد أرزين مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر محمد بن علي ولد أرزين هي كنز من الحكم والنصائح، موجهة لكل من يريد أن يسير في حياته بحكمة وفطنة. الشاعر يخاطب "ابن الدنيا" ويقدم له خلاصة تجربته في الحياة على شكل وصايا قيمة.
المقدمة: حقيقة الدنيايبدأ الشاعر بوصف حال الدنيا وأهلها، فهي مبنية على الطمع، وهي كالخلية الفارغة من الداخل. هي دار غرور، وجنة للكافر وسجن للمؤمن. يحذر من كنز الأموال، فكل ما يتركه الإنسان بعد موته هو خسارة، والربح الحقيقي هو ما يقدمه في حياته.
الخماسة: وصية الدهاتتتكرر اللازمة كأنها إطار يجمع هذه الوصايا: "للّه يابن الدّنيا خد وصاية الدهات اللّي مرويّا / قل مومن ليك أعطاها خوك في اللّه". أي يا من تعيش في هذه الدنيا، خذ هذه الوصايا من الخبراء والعارفين، وهي وصايا من أخ مؤمن لك في الله.
وصايا في الدين والعلمينصح الشاعر بالاهتمام بالدين والعلم. يدعو إلى تعلم علم التنجيم لمعرفة أوقات الصلاة والقبلة، وإلى التفقه في الدين، وتعلم البيان والمنطق لتقويم اللسان، والتوحيد. كما يدعو إلى العبادات كالصلاة والصوم والحمد، وإلى فعل الخير كالغرس في سبيل الله، وتعلم الفروسية للجهاد، وإخراج الزكاة والصدقة.
وصايا في القناعة والأخلاقينصح الشاعر الفقير الذي لا يملك مالاً أو حرفة، بالقناعة والرضا بما قسم الله، فالرفق في المعيشة أفضل من التجارة، والقناعة كنز لا يفنى. ويدعوه إلى تجنب الحسد واليأس، وأن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه.
وصايا في التعامل مع الناسيستشهد الشاعر بوصايا الحريري والسنوسي، فيدعو إلى الصدق والوفاء بالعهد، وتجنب الغدر والشبهات، وصلة الرحم، ومعاملة الناس بالحسنى. كما يحذر من آفات اللسان كالتجسس والغيبة والنميمة، ويدعو إلى غض البصر عن المحارم، ومراقبة الله في كل حين، واختيار الرفيق الصالح.
وصايا للآخرةيذكر الشاعر بالآخرة، وينصح بالاستعداد لها بالأعمال الصالحة، فكل إنسان سيجازى على عمله. يدعو إلى البكاء على الذنوب ما دام الإنسان حياً.
الخاتمة: الفخر والتوقيعيختم الشاعر قصيدته بالفخر، فيقول إن كل بيت فيها مدعوم بآية أو حديث. ويسلم على أهل التسليم، ويوقع باسمه "محمد"، راجياً من الله القبول.
شرح الكلمات الصعبة
- يتصنّت: يستمع.
- اشحال: كم، يا لكثرة ما.
- أجباح: جمع جَبْح، وهو خلية النحل.
- الوشاق: الصقور.
- مدهيّا: ماهرة في الصيد.
- لضاه: لهيبه.
- الدهات: الخبراء والعارفون.
- مرويّا: مروية وموثوقة.
- الأشيات: الأشياء.
- التّنجيم: علم الفلك والتوقيت.
- تفقاه: تتفقه فيه.
- الدواح: الحدائق.
- غلّيا: غلة وثمر.
- هيب: هب، أعطِ.
- اتناه: نهايته، أي ثوابه في الآخرة.
- السقر: الصقر.
- يكراه: يكرهه.
- نقليّا: منقولة، أي لا يملكها أصالة.
- اكراه: إكراه، شدة.
- ايّاسك: يأسك.
- اسويّا: سواسية، متساوون.
- الحريري، السّنوسيّا: إشارة إلى مقامات الحريري وعقيدة السنوسي.
- شخص: وعظ ونصح.
- أوليّا: الله الولي.
- وتاك: وثق بك.
- صِيلته: وصاله.
- ايصيلك: يأتيك.
- ارعيّا: راعٍ ومسؤول.
- اسواه: سواه، غيره.
- قطعيّا: بشكل قاطع.
- غد البصر: غض البصر.
- ولفيّا: وليفاً، صديقاً.
- يمدخر ابلاه: يا من يدخر بلاءه (بذنوبه).
- اصحوف: صحف الأعمال.
- محضيّا: حاضرة.
- الغَتَّاب: النمام.
- اَلْبُغْضِيَّا: البغضاء.
- اَنْهار يَرْجاه: يوم القيامة الذي يرجوه.
- اَخْفِيَّا: الأسرار الخفية.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم