الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة الوصايا للشيخ محمد بن علي ولد أرزين مع الشرح المفصل

قصيدة الوصايا - الشيخ محمد بن علي ولد أرزين

قصيدة الوصايا للشيخ محمد بن علي ولد أرزين مع الشرح المفصل

نص القصيدة
يا من اخفاه حال الدّنيا و أحوال ناسها يتصنّت ليّا اشحال من قوم أورد فيهم يامن اصغاه على الطمع ارتكب حال الدّنيا و حيها و على ماهّيا كيف من شيّد سور على الفضا و علاّه أحروب الطمع كيف اهل الدّنيا أجباح من داخل مخويّا أش ترجى في اللّي خاوي علاش اترجّاه هيّ الغرور و الاّهي بها كيغر الوشاق المدهيّا خاب من اسعاها مغرور خاب مسعاه جنّة لكل كافر و اسجان المومنين شافتها الصّوفيّا من ادخلها يخرجها واش خرّج امعاه اللّي كيكنزوا الفصّة بها اجباههم تضحى مكويّا يوم يصلاوا على حر الجحيم و لضاه اللّي اتقدمه اتوجده و اللّي اتنفقه اتربحه لا شكيا كل ماتركتي مخسور غير أدّاه خماسة للّه يابن الدّنيا خد وصاية الدهات اللّي مرويّا قل مومن ليك أعطاها خوك في اللّه نوصيك كان كنت دنياوي صاحب الأشيات الدّنياويّا اعليك بالتّنجيم اتحزّم امعاه و اقراه و الا ما ادركت كلّه يكفاك التلاثين الختميّا في دينك اتفقّه فيه في كل باب تفقاه أقرى البيان و المنطق اتصفّي لسانك من اللّي جهليّا و طالع من التّوحيد اللّي أبلغت معناه وخود من التّنجيم احساب الوقت و الفصول اللّي مسميّا لجهة القبلة تتوجّه كل توجاه صلّي و صوم و احمد و اشكر رب الاشيات كامل كل اعطيّا دير ما يبغي راحم ضعفنا و يرضاه اعليك بالغراس و الدواح الفايدة اللّي فيها غلّيا هيب غرسك في سبيل الله تربح اتناه و تعلّم الرماية و اركوب الخيل للجهاد ابقصد و نيّا و السقر اتخده للحرب افراش و اغطاه زكّى و عشّر و صدّق داك اللّي إحلال للنّاس الأغنيّا كل ما في الدّنيا دون الاحسان يكراه خماسة للّه يابن الدّنيا خد وصاية الدهات اللّي مرويّا قل مومن ليك أعطاها خوك في اللّه نوصيك كان كنت في الدّنيا لا مال لا حرفة نقليّا لا اغراس ولا أصل كاتعيش في اكراه ياك الرّفق في المعيشة افضل قالوا من التجارة ألف ميّا وخود راحة في أنصيبك من الوقت و اشقاه و اغنى على الحرام بالحلال يكفاك كلها ناسه مغنيّا و كل من يقنع بحلاله أغناه و اكفاه اسمعت في احديث أهل العلم العارفين الأسياد الأتقيّا القناعة هي كنز الغنى و مبداه أقضي بما في رزقك حتّى ياتيك الأجل و المنيّا أش بيدك ما تختار كل شي لمولاه ولا اتشوف دنياوي و تحسده الحسد من الكفريّا ولا تقطع ايّاسك من اللّي أعطاه واغناه و ابغي الكل مومن ما تبغي ليك كلها الإسلام اسويّا أنصحك و انصحني نصح القلوب و افواه أوصايتي لمن يصغى و التّوفيق من عالم كل اخفيّا قد اللّي قدّر رب الاشيات و اقضاه خماسة للّه يابن الدّنيا خد وصاية الدهات اللّي مرويّا قل مومن ليك أعطاها خوك في اللّه نوصيك كيف وصّى الحريري قال في امقام السّنوسيّا يوم شخص ولده بلطافته وصّاه اياك قال له تتأمّل لا في المدون ولا في الباديّا ايّاك تتجر مالك حاجة في بيع و اشراه اياك الفلاحة و الرّزق الضّامنه أيجيبه ليك أوليّا سوله كيف ايعيش في ادنيّته و وّرّاه بالصّدق و الوفا و الكلمة و العهد و القبول من الوهبيّا من اقبل عنّه رب الكاينات هنّاه اياك الغدر و الشّبهة و امواصل الاشيات اللّى سويّا خوك في النّاس اللّي وتاك كن له خاه و واصل الرحيم ولا تقطع صيلته في قربه و البعديّا واصله لا تقطعه ولو ايصيلك اخطاه و اجعل كل من شأت أمير وكن له و ليك ايكون ارعيّا وكل ما شأت اغنى نضره و اتكون في اسواه واسأل كل ما شأت افقير و قول له على الدّنيا الدّونيّا لاش ما تطلب الرّب الا يمن معطاه خماسة للّه يابن الدّنيا خد وصاية الدهات اللّي مرويّا قل مومن ليك أعطاها خوك في اللّه نوصيك لا تجسّس لا تغتب لا تنم لا تجهل أصليّا كل مخلوق اللّي مكتوب ليه وداه و الغاتبين هل المعاصي هما شر منهم المعصيّا واعض الخلق في وجه ولا اتسب في اقفاه النّفس و الهوى و الشيطان أعداك لا تامنهم قطعيّا واش من عاقل يا من يا فهيم في اعداه غد البصر على الحرايم و في شوفة الحرايم كل اخطيّا أقليل من رى بصره و ضربه اللعين واخطاه واحضي لسانك و فرجك و اعلم من انشاك ناضر فيك و فيّا وحّد اللّي خلقك في كل حين و اخشاه و اختار من اترافق شوف اللّي طاع خالقه جعله ولفيّا عسى يجلبك و تولّي للوحيد وحداه مرجوعنا لناس الأصل قالو أهل الحديث العربيّا و الاطباع ايسرقوا الاطباع يالّي تاه خماسة للّه يابن الدّنيا خد وصاية الدهات اللّي مرويّا قل مومن ليك أعطاها خوك في اللّه اشحال ما قمت اتسافر يامدخّر ابلاه نوصيك دير زادك ممّا سلفت من الايّام اللّي مخليّا في اصحوف افعالك ما سأت راك تلقاه أقصد للطريق بالأفعال الطّيبة و توجدها محضيّا من يعمل حسنا عشرة اصحيح مجزاه الى افعلت سيّة تجزى امثيلها ويح أهل السّيّا و الجحيم ايراجي للفاجرين بلضاه المحاسنين للجنّة و إقرار النعيم في اقصور العليّا ياللّي مازال انهار الحساب يرجاه أبكي على ادنوبك ما دالك حي بالدما و ادموع اسخيّا ياللّي صاب اللّي عارفين تكفي ليك أوليّا خماسة للّه يابن الدّنيا خد وصاية الدهات اللّي مرويّا قل مومن ليك أعطاها خوك في اللّه كم بيت بأية و احديث قام معناه ستّة من الأقسام وفي ماياتي خودهم كل اقسم بوصيّا وُكُلّْ بيت اَبْآية وَحْديث قام معناه الغاتْبينِّي فالغيبة لَمْلاَك جاوْبوهُم فالغيبِيَّا وُلاَ يعرفوا الغَتَّاب عْليه لَعنة الله وُلاَ سِيّْما اَلِّي شَتْموا فالشَّرْفا اَبْغَلّْهُم وُبالبُغْضِيَّا مَن اَجْهَلْهُم يُوم اَغْدا ما يْكون فَحْماه اَمْحَبَّة الْشْراف اَلْوَجْه اَللِّي جانا اَبْشير وَنْذير اللَّبْدِيَّا وُمَن اَبْغَضْهُم اِيْبَغْضوه في اَنْهار يَرْجاه وَسْلاَمْنا لْناس التَّسْليم ما فاح الزّْهَر بَنْسوم اَذْكِيَّا وُلا اَسْلاَم عْلَى العارَف مَن اَنْشاه وَعْصاه مُحَمَّدْ اَسمي وَرْجاي في من لا ينام عالَم كُلّْ اَخْفِيَّا وَلْد عَيْن الرَّحْمة مَن شَرّْفو وُصَطْفاه
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر محمد بن علي ولد أرزين هي كنز من الحكم والنصائح، موجهة لكل من يريد أن يسير في حياته بحكمة وفطنة. الشاعر يخاطب "ابن الدنيا" ويقدم له خلاصة تجربته في الحياة على شكل وصايا قيمة.

المقدمة: حقيقة الدنيا

يبدأ الشاعر بوصف حال الدنيا وأهلها، فهي مبنية على الطمع، وهي كالخلية الفارغة من الداخل. هي دار غرور، وجنة للكافر وسجن للمؤمن. يحذر من كنز الأموال، فكل ما يتركه الإنسان بعد موته هو خسارة، والربح الحقيقي هو ما يقدمه في حياته.

الخماسة: وصية الدهات

تتكرر اللازمة كأنها إطار يجمع هذه الوصايا: "للّه يابن الدّنيا خد وصاية الدهات اللّي مرويّا / قل مومن ليك أعطاها خوك في اللّه". أي يا من تعيش في هذه الدنيا، خذ هذه الوصايا من الخبراء والعارفين، وهي وصايا من أخ مؤمن لك في الله.

وصايا في الدين والعلم

ينصح الشاعر بالاهتمام بالدين والعلم. يدعو إلى تعلم علم التنجيم لمعرفة أوقات الصلاة والقبلة، وإلى التفقه في الدين، وتعلم البيان والمنطق لتقويم اللسان، والتوحيد. كما يدعو إلى العبادات كالصلاة والصوم والحمد، وإلى فعل الخير كالغرس في سبيل الله، وتعلم الفروسية للجهاد، وإخراج الزكاة والصدقة.

وصايا في القناعة والأخلاق

ينصح الشاعر الفقير الذي لا يملك مالاً أو حرفة، بالقناعة والرضا بما قسم الله، فالرفق في المعيشة أفضل من التجارة، والقناعة كنز لا يفنى. ويدعوه إلى تجنب الحسد واليأس، وأن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه.

وصايا في التعامل مع الناس

يستشهد الشاعر بوصايا الحريري والسنوسي، فيدعو إلى الصدق والوفاء بالعهد، وتجنب الغدر والشبهات، وصلة الرحم، ومعاملة الناس بالحسنى. كما يحذر من آفات اللسان كالتجسس والغيبة والنميمة، ويدعو إلى غض البصر عن المحارم، ومراقبة الله في كل حين، واختيار الرفيق الصالح.

وصايا للآخرة

يذكر الشاعر بالآخرة، وينصح بالاستعداد لها بالأعمال الصالحة، فكل إنسان سيجازى على عمله. يدعو إلى البكاء على الذنوب ما دام الإنسان حياً.

الخاتمة: الفخر والتوقيع

يختم الشاعر قصيدته بالفخر، فيقول إن كل بيت فيها مدعوم بآية أو حديث. ويسلم على أهل التسليم، ويوقع باسمه "محمد"، راجياً من الله القبول.

شرح الكلمات الصعبة
  • يتصنّت: يستمع.
  • اشحال: كم، يا لكثرة ما.
  • أجباح: جمع جَبْح، وهو خلية النحل.
  • الوشاق: الصقور.
  • مدهيّا: ماهرة في الصيد.
  • لضاه: لهيبه.
  • الدهات: الخبراء والعارفون.
  • مرويّا: مروية وموثوقة.
  • الأشيات: الأشياء.
  • التّنجيم: علم الفلك والتوقيت.
  • تفقاه: تتفقه فيه.
  • الدواح: الحدائق.
  • غلّيا: غلة وثمر.
  • هيب: هب، أعطِ.
  • اتناه: نهايته، أي ثوابه في الآخرة.
  • السقر: الصقر.
  • يكراه: يكرهه.
  • نقليّا: منقولة، أي لا يملكها أصالة.
  • اكراه: إكراه، شدة.
  • ايّاسك: يأسك.
  • اسويّا: سواسية، متساوون.
  • الحريري، السّنوسيّا: إشارة إلى مقامات الحريري وعقيدة السنوسي.
  • شخص: وعظ ونصح.
  • أوليّا: الله الولي.
  • وتاك: وثق بك.
  • صِيلته: وصاله.
  • ايصيلك: يأتيك.
  • ارعيّا: راعٍ ومسؤول.
  • اسواه: سواه، غيره.
  • قطعيّا: بشكل قاطع.
  • غد البصر: غض البصر.
  • ولفيّا: وليفاً، صديقاً.
  • يمدخر ابلاه: يا من يدخر بلاءه (بذنوبه).
  • اصحوف: صحف الأعمال.
  • محضيّا: حاضرة.
  • الغَتَّاب: النمام.
  • اَلْبُغْضِيَّا: البغضاء.
  • اَنْهار يَرْجاه: يوم القيامة الذي يرجوه.
  • اَخْفِيَّا: الأسرار الخفية.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق