قصيدة الرعد و الشهدة للشيخ محمد بن سليمان مع الشرح
قصيدة الرعد أو الشهدة - محمد بن سليمان الفاسي
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر محمد بن سليمان الفاسي، وهي قصيدة غزلية بديعة، يستخدم فيها الشاعر صور الطبيعة الربيعية (الرعد، البرق، المطر، الأزهار) كرمز لقدوم محبوبه المفاجئ الذي أحيا قلبه بعد جفاء طويل، ويصف فرحته بهذا اللقاء الذي يشبه أكل "الشهدة" بعد صيام.
المقدمة: زيارة مفاجئةيبدأ الشاعر بإعلان مفاجئ: "أصاح زارني محبوبي يامس كنت صايم". يخبر صديقه أن محبوبه قد زاره بالأمس بينما كان "صائماً" (مبتعداً عن الهوى أو مهجوراً). هذه الزيارة كانت بمثابة "شهدة" قطعها وجنى وردها، حتى أن الناس اتهموه بأنه "أكل رمضان" (أفطر)، فيرد عليهم بأن المريض (بالحب) يجوز له الإفطار.
وصف الطبيعة كرمز للقاءيصف الشاعر مشهداً طبيعياً حياً يرمز لقدوم الحبيب: الرعد يدق طبوله، والبرق يسل سيفه، والريح كالفارس، وقوس قزح يجمع عساكره، والمطر يروي الأرض. كل هذا المشهد هو انعكاس لفرحة قلبه الذي أصبح مخضراً بعد جفاف. يصف فصل الربيع والأزهار المتفتحة، ويرى أن كل هذا الجمال هو انعكاس لجمال محبوبه.
شكوى العاشقينتقل الشاعر إلى وصف حاله قبل هذه الزيارة، فيشكو من قلة الزيارة التي أضعفته، ومن الجفاء الذي أثقل جسده. لكن الآن، الدواء أمامه ولا يستطيع الصبر. هو لا يكتفي بنظرة، بل يريد مجالسة الحبيب بأمان. يؤكد أن حبه صافٍ، وأن دمه يقطر من سيف الهوى.
الفخر الشعري وتحدي الخصومفي الجزء الأخير، يفتخر الشاعر بنفسه وبشعره. يصف نفسه بأنه صافٍ من العيوب، ولا ينافق أحداً. ثم يتحدى خصومه في "ضامة الشطارة" (لعبة شعرية تشبه الشطرنج)، مؤكداً تفوقه عليهم. يختم بتوقيع قصيدته، فيقول إنها "عذرة مخنترة" (فتاة جميلة) كنيتها "عسل الشهدة" في بستان "بن سليمان"، ويهدي سلامه لأهل الفن والذوق الرفيع.
شرح الكلمات الصعبة
- شهدة: قرص العسل، كناية عن حلاوة اللقاء.
- زام: أصدر صوتاً قوياً.
- كناطر الصمايم: قناطر الصيف، أي بعد انتهاء حر الصيف.
- لمزان: السحاب.
- يشـالي: يصول ويجول.
- عكاب العلفات: مؤخرة الجيش أو القافلة.
- الوغا: الحرب، المعركة.
- القزاح: قوس قزح.
- البيدا: الصحراء، الأرض القاحلة.
- بطايح النواور: رياض الأزهار.
- لقيـالي: الأماكن المرتفعة.
- موبر: نوع من القماش الفاخر.
- اصبهان: مقام موسيقي.
- نتوهن: أضعف وأتعب.
- ساخف لكوايم: ضعيف القوائم.
- غيوان: شوق شديد.
- صفوان: صافٍ ونقي.
- نهلت انجالي: فاضت دموع عيوني.
- مشايخي: همومي وأحزاني.
- لا غناه يليان: لا بد أن يلين.
- بارت حيالي: فشلت حيلي.
- قرصاني: القرصان، وهنا بمعنى الشوق الذي يهاجمه.
- عايز لغنايم: محتاج للغنائم (الوصال).
- مخاطفو: خطاطيف السفينة.
- زرايم: قد تعني أصواتاً قوية أو جماعات.
- الولايم: الولائم، المجالس.
- يوهان: يهان.
- ضامة الشطارة: لعبة تشبه الشطرنج، وهنا كناية عن المناظرة الشعرية.
- السباعي: قد يشير إلى قطعة في اللعبة أو مقام شعري.
- البيادق: جنود الشطرنج.
- ترسان: حصن أو قلعة.
- رزايم: قطع قوية في اللعبة.
- ضواص: قد تكون قطعاً في اللعبة أيضاً.
- ليصان: الفيلة في الشطرنج.
- مخنترة: جميلة ومعجبة بنفسها.
- الدهاة: الأذكياء والخبراء.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم