الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

قصيدة الفقيه للشيخ فضيل المرنيسي مع الشرح

قصيدة الفقيه - الحاج فضيل المرنسي

قصيدة الفقيه - الحاج فضيل المرنسي

نص القصيدة
ليك نشكي بقصة حالي من أوله *** و العشيق أنت تعذر حاله وقفت قدام الطالب كانسوله *** على مذاهب الكتوب نسأله حافظ القرآن و ربي مفضله *** معلمه بين خلاق أنجاله قابض أوقاتي قبل أن ما يهللوا *** حين يضوى الفجر بكماله واحد اليوم الطلباء الكل عولوا *** على النزاهة مرّوا يحتالو خرجت للباب نرقّس و نقيّله *** ألقيت دامي يبهظ بجماله بهظني و سحر ديواني و خبله *** هاج عشقي في بديع جماله كل من شاف غزالي كايهبله *** شفت الزين لا ريت بحاله قلت له يا زهو نجالي ** روف عني يا شملالي ** أشفق عن مير حشايا لا تعذبه تركني تايه عن حالي ** و الهوى لا با يرتى لي ** كل يوم يسيّب لي نشاشبه ارفق من حالي وأحوالي ** قال بودواح غزالي ** مرحبا بالمحبوب و لا نخيبه شد بيدي و قصد بيا لمنزله *** على بساطا لا ريت بحاله ردفه عني بثلاثة و مهله *** منين جات الخوذات تزهى له قال يا الساقي كأس الراح كب له *** من المدام الصافي دغية له أمر على الخوذات و قال ولولوا *** بندقوا ليه يا صاحي قالو لا يكون العشيق أديب و محتله *** قلت له يا ماذا يجرى له كل من شاف غزالي كايهبله *** شفت الزين لا ريت بحاله كنت من قبلك يا هذا ** كنت مولوع بالعبادة ** ما ندري بالعشق و لا نقربه كنت مجالس أهل الإفادة ** على سبيل طريق العادة ** المحدث يلفظ و أنا نجاوبه ألقيت بونجلات صرادة ** و الغرم عليا نادا ** نسيت لوحي بعد أن ما كنت كاتبه قاضي الهوى لا ندري مسايله *** صاحبه شلا ما يجرى له ليس نعرف للعشق ولا نقدله *** ولا قدرت نسلك من خباله من بحور المعنى نظمي منقله *** على المكبة صفيت خباله صول يا راوي بنظامي و رتله *** حرير صافي و أنا غزاله لا تكون غشيم فالهوى تسهله *** عنتر ما يدري لقتاله قال فضيل من يجحدني أنزله *** و لا عليا من قولة قالوا كل من شاف غزالي كايهبله *** شفت الزين لا ريت بحاله
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر الحاج فضيل المرنسي تحكي قصة تحول طالب علم (فقيه) من حياة العبادة والعلم إلى حياة العشق والهوى، بعد أن رأى فتاة جميلة سلبته عقله. القصيدة تصف هذا التحول والمشاعر المصاحبة له.

المقدمة: الشكوى من الهوى

يبدأ الشاعر بشكوى حاله، ويطلب العذر للعاشق. يروي كيف أنه كان طالباً للعلم، يسأل الفقهاء عن مذاهب الكتب، ويقضي وقته في العبادة قبل الفجر. لكن في يوم من الأيام، خرج ليتنزه فرأى "دامي" (حبيبه) الذي بهره بجماله، فهام به عشقاً.

اللازمة: جمال لا مثيل له

تتكرر اللازمة لتؤكد على شدة جمال هذا المحبوب: "كل من شاف غزالي كايهبله / شفت الزين لا ريت بحاله"، أي أن جماله يفقد كل من يراه صوابه، وأنه جمال فريد لم ير الشاعر مثله من قبل.

اللقاء والوصال

يصف الشاعر كيف خاطب حبيبه طالباً منه الرفق، فرحب به الحبيب وأخذه إلى منزله. هناك، أقام له مجلساً للأنس، ودعا الفتيات الجميلات ("الخوذات") للغناء والزغاريد، وأمر الساقي بأن يقدم له الخمر.

التحول من العبادة إلى العشق

يعترف الشاعر بحاله قبل هذا اللقاء، فيقول: "كنت من قبلك يا هذا / كنت مولوع بالعبادة / ما ندري بالعشق و لا نقربه". كان يجالس أهل العلم، لكنه بعد أن رأى هذا الجمال الفاتن، ناداه الغرام فنسي لوحه ودروسه.

الخاتمة: الفخر الشعري

في النهاية، يعترف الشاعر بأنه لا يعرف قوانين الهوى ولا يستطيع الخلاص منه. ثم يفتخر بشعره، فيقول إن نظمه مستقى من بحور المعنى، وهو كالحرير الصافي. يحذر من يستهين بالهوى، ويوقع القصيدة باسمه "فضيل"، متحدياً من يجحده.

شرح الكلمات الصعبة
  • كانسوله: أسأله.
  • أنجاله: خلقه.
  • يهللوا: يبدأ وقت التهليل (قبل الفجر).
  • عولوا: عزموا ونووا.
  • نرقّس و نقيّله: أراقب وأنتظر.
  • دامي: حبيبي (من دم قلبي).
  • يبهظ: يبهر ويدهش.
  • خبله: أفقده صوابه.
  • كايهبله: يجعله مجنوناً.
  • نجالي: عيوني.
  • روف: ارأف، اعطف.
  • شملالي: يا شمسي، يا نوري.
  • مير حشايا: أمير أحشائي (قلبي).
  • لا با يرتى لي: لا يريد أن يهدأ أو يستقر.
  • نشاشبه: سهامه.
  • بودواح: صاحب الحدائق، كناية عن الجمال.
  • ردفه عني: أتبعه.
  • الخوذات: الفتيات الجميلات.
  • الراح: الخمر.
  • دغية له: بسرعة له.
  • ولولوا: أطلقن الزغاريد.
  • بندقوا ليه: حيوه.
  • محتله: محتال.
  • مولوع: شغوف، محب.
  • أهل الإفادة: أهل العلم والفائدة.
  • بونجلات صرادة: صاحب عيون فاتنة حادة.
  • الغرم: الغرام، الحب.
  • خباله: شباكه وحيله.
  • المكبة: قد تعني القريحة الشعرية.
  • صول: صُل، تجول بفخر.
  • رتله: اقرأه بترتيل.
  • غزاله: الذي يغزله وينسجه.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق