قصيدة ألف ليلة للفنان عزيز سحماوي مع الشرح المفصل

عصفت، رياح فالبحر، و تهول السفر والنفس شهيقة٠ غزلت ، الزايخة أَوزار و تخبل الصبر عڭدات رڭيڭة ٠ شكون؟ أسيدي مرحبا٠ أنا الهوى كل شيء عندي؛ الريحْ مْلَمْليحْ بغات الدَّيْخَه تبات٠ فكل خطوة تطيح و تنوض راهَ مْعَمْدَ، تَهْجي فالنَّاس٠ فدروب هايْجَه تتبلَّى بكلام٠ ما يشفي لا جار لا ديار، كلهيب النَّار٠ الڭادية عوافي مؤلفه، فالسّر رْخاتْ، سمومها تبان عاد شْعيلـــــــــة٠ ڭدات عوافي من قليل، نايضه عرارم عاد شعيلة٠ اضوا الِّيلْ بالخَليلْ الحالك ظلامُه من آلف ليلـــة٠ أبْدانْ بالورُّمْ رايجة وعتيق الخمور، و الصَّهْبَاء لهبة و فْتيلَه٠ بنات الشمس كل غرس، على غفلة يبان لونه وردات جميلـة٠ اضوا الِّيلْ بالخَليلْ و حالك ظلامه من آلف ليلــة٠ جوع المعدة يا سيدي ما يطفيه قلــم٠ و لا عظم و لا كلام و لا متعلـــــم٠ كذا من لومـة مزيّفـة نَهَـوَنْد و عجـــم٠ مثل سيوف ڭاطعه في أيدي ما ترحم٠ أبدان بالرُّمْ رائِجة و عتيق الخمور، و الصَّهْبا شَهْبَه لَهْبَه و لذيذة٠ جْمارْ تزنّد العقول و تڭول خُلود و الوجود أنا الحدود و الصُّمـود٠ أستغفر الله، كِتفطن الأْذهان و يبان فلان بالعلان٠ و الوعد المرقوب٠ يتباعد خطوات٠ و القوم عنيد و شديد أكثر من الحديد٠ مَعْدِن غريب، نَصُّه طُوبْ آخْضَرْ، و النصف حجر مكركر فات عليه الدَّهْر٠ العين و الباء و السِّين المنصوب رْشَـــــــم٠ عـلامـاتـه مـخـيِّـمـة تـهـجـي مـا تـحـشــــم٠ كيف سْرى يا خال كي جْرالي العشير جرم٠ عـلـيـا بالـعـنـاد و زاد كـثـيــــر ســـقــــــــم٠

هذه القصيدة للفنان الكبير عزيز سحماوي هي قصيدة "عشاقي" ذات طابع رمزي وفلسفي، تستخدم لغة الملحون الأصيلة في قالب شعري حديث للتعبير عن قوة الهوى وتأثيره على النفس البشرية.

المقدمة: عاصفة الهوى

تبدأ القصيدة بوصف الهوى كعاصفة هوجاء في بحر الحياة، تجعل السفر (أي مسيرة العمر) مخيفاً. يصور الشاعر كيف أن "الزايخة" (النفس المغرورة أو الدنيا) تغزل الأثقال والذنوب، وتعقد صبر الإنسان.

تجسيد الهوى

ينتقل الشاعر إلى تجسيد الهوى نفسه، حيث يتكلم بلسان الهوى قائلاً: "أنا الهوى كل شيء عندي". يصف الهوى نفسه بأنه قوة شاملة، تسبب "الديخة" (السكر والدوخة)، وتجعل الإنسان يتعثر، ويتفوه بكلام جارح كالنار.

نار ألف ليلة

يستخدم الشاعر صورة النار التي تشتعل من شرارة صغيرة، لتصف كيف أن الهوى يضيء ليل العاشق المظلم، ولكنه في نفس الوقت يحرقه. الإشارة إلى "ألف ليلة" هي تلميح إلى قصص الحب الطويلة المليئة بالشجن والمعاناة.

نقد اجتماعي

في وسط القصيدة، ينتقل الشاعر إلى نقد اجتماعي، فيقول إن "جوع المعدة" (الحاجات الأساسية) لا يشبعه "القلم" (الفن والثقافة). هو ينتقد اللوم الزائف، والقلوب القاسية التي كـ "سيوف قاطعة".

لغز الإنسان

يقدم الشاعر صورة رمزية عميقة للإنسان، فيصفه بأنه "معدن غريب"، نصفه "طوب أخضر" (رمز للحياة والنمو)، ونصفه "حجر مكركر" (رمز للفناء والهلاك). هي صورة تعبر عن التناقضات التي تسكن النفس البشرية.

الخاتمة: شكوى وتوقيع

يختم الشاعر قصيدته بشكوى من جفاء "العشير" (الصديق أو الحبيب)، الذي زاده مرضاً على مرضه. ويوقع القصيدة بشكل مشفر بحروف "العين والباء والسين"، في لمسة فنية تترك الباب مفتوحاً للتأويل.

• تهول: صار هائلاً ومخيفاً.
• شهيقة: شهقة، نفس متقطع.
• الزايخة: المتكبرة، المغرورة.
• أَوزار: أثقال، ذنوب.
• عڭدات رڭيڭة: عُقد دقيقة.
• مْلَمْليحْ: مزيج من الأشياء.
• الدَّيْخَه: الدوخة، السكر.
• مْعَمْدَ: متعمدة.
• تَهْجي: تهجو، تذم.
• الڭادية: المشتعلة.
• رْخاتْ: أرخت، أطلقت.
• ڭدات: اشتعلت.
• عرارم: جموع كثيرة.
• أَبْدانْ: الأجساد.
• الورُّمْ: الورد.
• الصَّهْبَاء: الخمر.
• فْتيلَه: فتيلة.
• نَهَـوَنْد و عجـــم: مقامات موسيقية فارسية.
• ڭاطعه: قاطعة.
• جْمارْ: جمر.
• تزنّد: تشعل.
• طُوبْ آخْضَرْ: طوب أخضر، لبنة بناء.
• مكركر: متآكل، بالٍ.
• رْشَـــــــم: وُشِم، نُقِش.
• ســـقــــــــم: مرض.