الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة سنابل الشوك - من نظم أكرم ليتيم

قصيدة سنابل الشوك - من نظم أكرم ليتيم

ديوان سنابل الشوك - من نظم أكرم ليتيم

نص القصيدة
(البيت) يا سامع قصة غريبة صرات مع أغلى عشير كنت نحسبو في الشدايد ليا سند ونعم الأمان عطيتو ثقة عجيبة و قدري ليه كان كبير و تحملت على جالو نكايد و سقيتو نبع الحنان ما كنت نجهل ذي الخيبة طبايعو كي البير يخفي في جوفو مكايد و يضمر حقد و بهتان كلامو حلاوة كذوبة لكن فعلو سعير و طبايعو كلها عوايد الغدر و نكران ما كان يا من كنت في حمايا قريبة و تحت جناحي تطير اليوم بْقيت في بعايد و طاولت في البنيان خليتني بْحال صعيبة و دمعي ع الخد يسير و كويتني بفعالك الزْوايد في هجير الزمان هذي الدنيا العجيبة دروس للبيب الخبير فيها تشوف العجايب و ما يدوم فيها شان يا راد المظالم قريبة رد لي حقي من ذا الحقير يا عالم بكل السراير لا ترضى بالظلم و الطغيان (الحربة) يا سامع خوذ الوصية من مجروح خبير كان يظهر لك حساين و في قلبه النكران (الصياح) يا قلبي يا اللي صابر عالجروح ما تزيد في النوح ما كل من غاب عن عينك من الهموم استراح يا ويلي طال ليلي و دمعي على الخد مسفوح و طير منامي طار و تكسر لو الجناح السر اللي كان في صدري اليوم صبح للناس مبوح و الجرح اللي كان مخفي زادوا عليه الملح و صاح (البيت) كنت ليه وصفة طبيبة تداوي الجرح الخطير و اليوم كواني بوقايد من نار الكتمان كنت ليه حماية مهيبة من الزمهرير و اليوم رماني بشرارد العيب و عاداني للعيان يا قلبي كفاك نحيبة و لا تكون في أمرك حسير فوّضها لرب العوايد خالق الإنس و الجان ما تدوم لك ذي الهيبة و لا منصب وزير تبقى أعمالك شهايد عليك بالعيان يا سامع خوذها ضريبة من عند لبيب خبير لا تامن صاحب المصايد لمن ما عندو ديان الخبزة اللي كانت حبيبة قسمناها و السر في بير و الملح بطعمتو و فوايد اليوم في حقنا هان صاحبك لو كان بمصيبة لا تعطيه كامل الضمان يبقى لأفعال الكوايد أسير لو يغويه الشيطان نطلب من ربي يجيبها راحة و صبر جميل و خير و يجبر كسر الشدايد و يجازي كل من خان (الحربة) يا سامع خوذ الوصية من مجروح خبير كان يظهر لك حساين و في قلبه النكران (الصياح) يا سامع ليا لا تامن و خلي باب قلبك دوم مفتوح ماشي كل من جاك يضحك يضمر لك في قلبو الأفراح بعض البشر كي الشجر يابس ما ليه لا ظل و لا روح و البعض كي الورد يذبل لو هبّت عليه الرياح و اللي تربى على الغدر يبقى طبعو في كل مكان يلوح ما يتبدل طبعو لو غسلتو بكل أنواع العطر الفواح (البيت) يا قلبي صبرك عزيمة و لو كان المصاب مرير اصبر على الهزايم و اطلب من ربي الإحسان عشرتو كانت وخيمة و سرّو ما ينحط في بير فعايلو كلها جرايم ما هي من شيم الشجعان عطيتو مكانة قيمة و حسبتو لي نعم النصير و اليوم بفعلو اللهايم باعني بأرخص الأثمان ما تنفع فيه شتيمة و لا يجدي فيه التذكير اللي عايش بالدسائس عمرو ما يعرف للأمان نيتو كانت سقيمة و ظاهرو للعين نظير و باطنو عامر نقائص كي الشوك وسط الجنان يا راوي اسمع الحكاية هذي من عند فقير عايش في وسط الظلايم و صابر على ذا الهوان كانت عشرتنا آية صافية كي ماء الغدير و اليوم بانت النوايا و ظهر المخفي و بان غرّاتو دنيا دنيئة و مال فاني حقير و تبع أصحاب النميمة و خسر صحبة زمان (الحربة) يا سامع خوذ الوصية من مجروح خبير كان يظهر لك حساين و في قلبه النكران (الصياح) يا ذاك اللي كنت خليلي و دوا لكل قلب مقروح كيف طاوعك زمانك و بدلت الوصال بالجموح كنت نحسب عشرتك صافية ما هي عشرة مصالح و مزوح و اليوم بانت لي النوايا و طاح القناع اللي كان مطروح يا عيني كفاك من البكا و يا نفسي للرحمن بوح و اطلبي منو الصبر على ما فات و على اللي راح (البيت) ما يغسل عارو بدمعة و لو يبكي دهير و ما تنفع فيه شْفاعة و لو يشفع كل إنسان عشرة مبنية بهشاشة تتكسر كي الكاس كسير و عشرة مبنية بمتانة ما تهزها أعظم الأركان يا ربي ثبتني بعقيدة راسخة و اجعل مصيري خير و ابعد عني الوشاية و كل حاسد و فتان يا نفسي كوني سعيدة بما كتب لك القدير و لا تكوني على الخساير في حسرة و حرمان بعض البشر في المصيبة يهرب كي الظبي مذعور و في الفرح يكثر عزايم و يقول أنا خوك الفلان يا روحي ابقاي وحيدة و لا تصحبي ذا الحقير صاحب الأوجه و الوشايم اللي في كل يوم بشان بعض الضحكات مريبة تخفي تحتها التكشير و بعض الدمعات كذوبة تخفي غدر الإنسان اللي تربى عالغدر طبيعة ما يغير طبعه تغيير تبقى فيه ذيك الخصايل و لو تبدل كل مكان (الحربة) يا سامع خوذ الوصية من مجروح خبير كان يظهر لك حساين و في قلبه النكران (الصياح) الصبر مفتاح لكل شدة و بيه تداوي كل روح و بيه ينجلي ليل الظلمة و يظهر نور الصباح الدنيا فانية يا صاحبي ما هي بدايمة ليك لا تروح و لا تجوح ما يدوم فيها لا سلطان و لا صاحب جاه و لا سلاح تبقى كان السيرة الطيبة و الفعل الصالح في كل سيرة يفوح و يبقى اسمك في التاريخ مكتوب بمداد ما هو قابل للمياح (البيت) يا ربي ارزقني بصيرة تكشف لي كل مستور حتى نميز في الخلايق بين الصالح و الخوان في كل شدة عظيمة يظهر معدن كل عشير و تبان فيها الحقايق و يسقط قناع البهتان ما كل من جاك بضحكة يريد لك كل الخير و ما كل من بكى قبالك حزين على شانك حنان في ختام القول وصية من عند حكيم خبير لا تفتح باب الثقة لمن باعك بالهوان في ختام القول نصيبها حكمة في ذا التقرير لا تامن عشرة مريبة و لو يحلف لك بالإيمان يا ربي أنت حسيبها نفسي من كل تكسير اجبر كسرة صعيبة و كن لي عون على الزمان ناظم هذي القصيدة أكرم اسمي يا خبير انا ولد الحبيب الشمائل راجل نعم الأعيان خلف لي حكمة فريدة و قول صادق و نذير كان زاهد في الزوائل و ما همو مال و لا شان (الحربة) يا سامع خوذ الوصية من مجروح خبير كان يظهر لك حساين و في قلبه النكران (الصياح) يا ربي يا عالم بما في قلبي من هموم و جروح اجعل لي في كل ضيقة مخرج و في كل باب مفتاح داوي لي قلبي اللي من كثرة الغدر صار مذبوح و عطّر أيامي الباقية بالهنا و المسك و الأفراح يا طير اللي في السما عالي و في كل الأجواء تسوح بلغ سلامي للزمان و قلو ما كل طير يؤكل لحمو المباح
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذا الديوان بعنوان "سنابل الشوك" من نظم الفنان أكرم ليتيم، هو قصيدة "حكمية" ذات طابع شخصي، يعبر فيها الشاعر عن ألمه العميق من غدر صديق مقرب، ويستخلص من هذه التجربة المريرة مجموعة من الحكم والمواعظ حول الصداقة، الغدر، والصبر.

بنية القصيدة: البيت، الحربة، والصياح

تتميز القصيدة ببنية مركبة، حيث تتناوب مقاطع "البيت" التي تسرد القصة وتقدم الحكم، مع "الحربة" التي هي لازمة تلخص الوصية الأساسية، و"الصياح" الذي هو بمثابة بوح وجداني يعبر عن لوعة الشاعر وألمه الداخلي.

شكوى من غدر الصديق

يبدأ الشاعر بسرد قصته مع صديقه الذي كان يعتبره سنداً وأماناً، وكيف أنه قابله بالغدر ونكران الجميل. يصف الشاعر كيف أن كلام هذا الصديق كان حلواً، لكن أفعاله كانت كالسم، وكيف أنه تركه يعاني من ألم الفراق.

الصبر والتسليم لله

في مواجهة هذا الغدر، يلجأ الشاعر إلى الصبر، ويناجي قلبه بأن يكف عن النواح. هو يفوض أمره إلى الله، ويطلب منه القوة والسلوان. يرى أن هذه التجربة، رغم مرارتها، هي درس من دروس الدنيا.

حكم ومواعظ

تنتشر في القصيدة مجموعة من الحكم والمواعظ التي استخلصها الشاعر من تجربته. فهو يحذر من الثقة العمياء، ويؤكد أن الشدائد هي التي تكشف معادن الناس. يرى أن الصبر هو مفتاح الفرج، وأن السيرة الطيبة هي التي تدوم.

الخاتمة: دعاء وتوقيع

يختم الشاعر قصيدته بالدعاء إلى الله بأن يرزقه البصيرة، ويداوي جراحه، ويجبر كسره. ثم يوقع باسمه "أكرم"، ويذكر والده "الحبيب" بكل فخر واعتزاز، مؤكداً أنه ورث عنه الحكمة والزهد.

حقوق النشر ©

جميع الحقوق محفوظة للفنان أكرم ليتيم.

الاسم: ليتيم اكرم

الصفة: فنان شعبي ومؤلف، باحث في تراث الملحون الجزائري والمغربي.

البلد: من مدينة الشريعة، ولاية تبسة، دولة الجزائر الحبيبة.

شرح الكلمات الصعبة
  • عشير: صديق مقرب.
  • الشدايد: الشدائد.
  • نكايد: مكائد.
  • جوفو: جوفه, داخله.
  • بهتان: كذب وافتراء.
  • سعير: نار مستعرة.
  • هجير: حرارة شديدة.
  • البيب: اللبيب، العاقل.
  • النوح: البكاء الشديد.
  • مسفوح: مسكوب.
  • مبوح: معلن.
  • وقايد: نيران.
  • الزمهرير: البرد الشديد.
  • شرارد: شرر.
  • حسير: حزين.
  • ديان: دين، أمانة.
  • الكوايد: المكائد.
  • وخيمة: سيئة العواقب.
  • شيم: أخلاق.
  • النصير: المساعد.
  • اللهايم: البهائم.
  • سقيمة: مريضة.
  • الهوان: الذل.
  • مقروح: مجروح.
  • الجموح: النفور.
  • مزوح: مزاح.
  • دهير: دهر، زمن طويل.
  • الوشاية: النميمة.
  • الوشايم: الوشم، وهنا بمعنى الأقنعة.
  • لا تروح و لا تجوح: لا تذهب ولا تأتي، أي لا تدوم.
  • المياح: المحو.
  • الخوان: الخائن.
  • البهتان: الكذب.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق