الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة راس المحنة للشيخ لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

قصيدة راس المحنة - الشيخ لخضر بن خلوف

قصيدة راس المحنة للشيخ لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

نص القصيدة
جيت انسالك و نتايا ترد جوابي..... حشمتك بالله يا راس جاوبني هذا برّك و لا جيت براني ..... ياراس المحنة بالله كلمني ياذا الراس الباقي في بلاد القفرة ..... سألتك بالجواد الواحد القيوم الباعث الوارث خالقاً لا يُرى ..... مادام الدهر و الأيام ليك الدوم يزرع فيك الروح تعيدلي كيف جرى..... واحكي لي عن اللي جازوا عليك هموم المولى قادر يحييك و لو مرة ..... واتحدثني يا ذا الراس بالمكتوم حدثني و احكيلي وعيدلي واش صرا..... كيما رأيتك يقظة زورني في النوم تعمل خير و تبقى حكايتك مشهورة ..... تحفظها لجواد عليك يا مرحوم ياراس ابن آدم خليتني في حيرة ..... و انا قلبي ضايق بالجفا مضيوم مكتوب الله و النية و هذه الخطرة ..... كانت سبّة و تلاقيت بيك اليوم اشكون انتا خبرني و دير القمنة ..... و تكــــــلم لـلّه عليك جاوبني كان انت مسلم في الدين من اهل السُّنة ..... قلبك طامع في التحرير متهني و لا أنت كافر و ما تشوف الجنة ..... تخلد في نار الجحيم يا فاني و لاّ يهودي من الظلام ما لك ظنة ..... و لاّ من أهل الكتاب نصراني و لاّ انتَ عالم في الدين مولى قمنة ..... تفتــــــــي بالآية وحديث رباني و لاّ انتَ شاعر قوال من اهل القانة ..... زاهي في جلسات حديث و معاني و لاّ انتَ مداح قصايدك تتغنى ..... و معاك القصابة دايماً ترني طبلك يرعد و الخوذات ليك مقانة..... و انتايا تتمولك خاطرك هاني و لا انت سارق قبضوا عليك خيانة ..... باعوك بقيمة ربعين سلطاني يهديك الله يا ذا الراس عيد علينا ..... أن توقف في النوم تشاهدك عيني هذا برك و لا جيت براني ..... ياراس المحنة بالله كلمني حشمتك يا هذا الراس باسم المولى .... حدثني واصغي ليا و كون لبيب كان انتَ مُسَبَّل راح رزقك جملة ..... و للي مالو ضاع من العقل يغيب و لاّ انتيا طالب حافظ كتاب الله ..... سافرت لحفظ القرآن مُتّ غريب و لاّ انتَ طالب تنزار من أهل الله ..... يجعل لنا ربي في رضاك نصيب و لاّ انتَ مُجاهد رافع اعلام الله ..... عديانك مرهوطة راهبين رهيب و لاّ انتَ قاضي معروف في العدالة ..... تحكم بين الناس و ما ظلمت طليب و لاّ انتَ خوجه كَتّاب عند الدولة ..... خطك جايز عند الناس ليس يخيب و لاّ نتايا ساحر مالك اهل الذلة..... طاعوك رواحين الجان بالترهيب و لاّ انتَ ماكر نصّاب للضلالة ..... من صغرك ظالم وما رحمت حبيب و اش تكون انت في الناس يا عبد الله..... سلتك بجاه الرحمن جاوبني هذا برّك و لا جيت براني ..... ياراس المحنة بالله كلمني شرقي و لا غربي يا ظريف المحنة ..... و لا قبلي جيت تهوم في الاوطان و لاّ حضري ما هناك حال مدينة ..... جيت تبدل حال و طالب الأمان و لاّ انت خاطر و ما دريت بفانا..... ما جبت خبر حتى صرت في لكفان قبضك ربي راك اليوم في جبّانة ..... والسابق لاحق مرصود في لديان و لاّ جافي عن لحباب مالك ظنة ..... و لا قاتل روح على اهلك هربان طالت بيك الغربة و زادتك غبينة ..... و قعادك في الغربة زادلك لمحان و لاّ انت يتيم و ما جبرت محنّة ..... من قلّة واليك جريت في لوطان قلت انت ما نصبرشي لهذ الهانة ..... نهجر و نفاجي عن خاطري لحزان نمشي في ملك الله لا غنى نتهنى..... بالاك يســــــــهل ربي ندير الشان الرزق مع الروح انتاج حتى نفنى..... و لاَّ يلحــــــــــــــــق وعد الله يديني هذا برك و لا جيت براني ..... ياراس المحنة بالله كلمني خبرني يا هذا الراس دير الهمة ..... باغي نعرف واش تكون في معناك كان انت سلطان على زمام الأمة ..... بغوايط و سناجق زاهرين وراك و لاّ انت تركي شواش من اهل الزدمة .....أمير الديــــوان قسا عليك نفاك و لاّ انتَ طبيب و كنت مولا حكمة..... ما داويت الناس دواك راح معاك و لاّ انتَ مولا صنعة وعندك همة..... تحكم في الصناع ادّير كي يهواك و لاّ انتَ نجار صوالحك مقيومة..... ما تقطع في الغابة غير ما يرضاك و لاّ انتَ جزار حدايدك مسمومة ..... ما تذبح في الجلبة غير ما واتاك و لاّ انتَ عطار حوايجكمشمومة..... مرجان و حنّة و روايح و مسواك و لاّ انتَ حرار على خيوط مرمة..... تنسج للخـــــوذات قفاطن و حيّاك و لاّ انتَ حداد صنايعي في الخدمة ..... اطّوَّع القاســــي في جمر يسني هذا برك و لا جيت براني ..... ياراس المحنة بالله كلمني خبرني ياهذا الراس و لو مرة..... قلي واش تكون و عيدلي لخبار كان انت مُدَرّس في الجموع الغفرة..... و تعلم للطلبة في علـــــــــوم كبار و لاّ انتَ طالب في الجوامع تقرا ..... تعرف حق الله و ما عملت العار و لا انت فلاح اشجات بيك الثمرة ..... و غرست الغلَّة بلوان في الاشجار و زرعت الأرض وولاّت جنة خضرة ..... و القمــــــح على ما ترى العين اصفار و لاّ انتيا تاجر مالك التجارة ..... و منعت الزكاة و ما عطيت اعشار و لاّ انتَ دلال سماسري بالهدرة ..... بين البايع و الشاري قديت النار و لاّ انتا صياغ صياغتك مشهورة ..... ذهبك صافي شهدولوا اهل التعيار حشمتك باسم الجواد مول القدرة ..... و اللي خلقك ياذا الراس و خلقني هذا برك و لا جيت براني ..... ياراس المحنة لله جاوبني و لا انتا درت السبيل لاهل الهانة ..... تفتي في سبيل الله نلت الجاه تقلع ضيق المغبونين و اللي عانى..... و تكَسِّي ليتام رضى عليك الله فرض عليك الموت و لا بد من الفَنَاء ..... كيما سرت انتا نمشوا احنا لقضاه تلقى سعدك زين انشا الله بدُعانا ..... بين الحوريات تكون في تنزاه و لاّ كانت نفسك ظالمة خَوّانة ..... خنت الملح و هنت الجار في معناه و لا انتايا شاهد زور درت خيانة ..... عنت الظالم على المظلوم زدت بلاه درت الدين على الدنيا اسباب بلانا ..... كَذا من بخيل بقى المال وراه و لاّ مولَ ليل و زادلك مولانا ..... و صبرت لمكتوب الله كيف عطاه حدثني يا هذا الراس دير القانا..... منك خبر الخير انشا الله نرجاه سلتك بجاه الرسول بن يمينة ..... و للي خلقك يا ذا الراس و خلقني هذا برّك و لا جيت براني ..... ياراس المحنة لله جاوبني يا ذ الراس الفاني كانك راس امرا ..... بعد الهمة و الظفرة امسيت عظام ما كانت مولاتك زايخة مشهورة..... في انجوع بهمّة تعشي على لريام ما مشطاتك شاو الصوم غير صغيرة ..... ما هزاتك شي هجرة و ريح غرام ما كانت مولاتك تايهة بالنظرة..... ما طعنت قلوب الوالعة بسهام ما دخلتشي بيك اعراس كيما نرى ..... ما شدّاتكش يبعمايم التغرام ما مدحت في أواصافها شُعَرَاء..... ما كتبت في زين وصافها لقلام ما ركبت قومان عقابها تسّارى..... تَندَهْ في فرسان الحيف في تنظام ما ركبت هودج على جمال الصحرا ..... ما ساقت جحفة بالخيل يوم زحام أهل كحيل يصولوا للعدا بالفخرة..... مثل السور عليها دايرين احزام أهل سروج القاضي في رجال النعرة..... بمكاحل و سكاكن نارهم تسني هذا برك و لا جيت براني..... ياراس المحنة لله كلمني من بعد اللي حدثتو عطاني قمنة ..... و نطق ليا باذن الله جاوبني قال انا اسمى الهاشمي بن نونه..... مولا حكمة و قاع الناس تعرفني جدي من مصر و عاش في قسنطينة..... يسمى سيدي المختار بن هنّي و امي من جبل زواوه سماها يمنى..... بوها من لشراف على أصلو حسني جيت مقبّل رايح قاصد المدينة..... نوصل لقبر الرسول متمني في جدة راحوا لصحاب و تفارقنا..... خرجوا ليا ذو الظلام قتلوني و بقيت امطيش في الأرض العريانه..... حتى جاو اصحاب الخير دفنوني عاشرت المدرار حساب ستين سنة..... حتى وين احمل الواد كركبني ثلث سنسن عداد بقيت في ذي الهانة..... و اللي مكتوبة في الراس تلحقني ماذا قاسى هذا الراس ماذا عانى..... نطلب من الله الرحمن يرحمني هذا وطنك ولا جيت براني ..... يا راس المحنه لله كلمني بعد عذابي ثلث سنين في ذي المحنة ..... حن عليَّ ربي دارلي تيسير ارفد راسي مولا خير دار القمنة ..... في طوع الله قال اندير فيه الخير حطّو في صندوق و غاب يا فطّانة ..... مرتو شكّت و هي عليه تغير اداتو لعجوزة ماكرة كهّانة..... قالت لها: بنتي واش راه يصير هذا الراس لمرتو الأولى يمينة ..... يتفكرها ديما كيف كان صغير احرقيه و ما تبقايشي مغبونة ..... و رمادو يديه الريح بيه يطير احرقيه و هني خاطرك جنانه..... و تنحي من قلبك بيه هم كبير و إذا خليتيه يزيد لك غبينة ..... يبقى بالك لاهي غير بالتفكير احرقيه و ديري واش قتلك أنا ..... اتخليه تخلي راجلك للغير و كتب لي مكتوب الله في ذي المحنة ..... حتى نوصل في يد امرا و تحرقني هذا وطنك ولا جيت براني ..... يا راس المحنه لله كلمني راحت بمحنتهاحازنة مكوية..... حلفت تخلفها مني ترد الثار الشيطان غلبها و دار فيها كيّة ..... بالشحنة دارتني منصبة للنار هذا مكتوب الله كيف راد عليا ..... و نصبت الكانون أنا و زوج احجار مدة سنة و النيران تلهب فيا ..... و صبرتلها و انا في لظا لجمار قاسيت امحاين لقدرا في ذي الدنيا..... زادتني ذي المخلوقة على لقدار ما كان اللي يسلّكني و دار امزيّا ..... حتى راجلها ما جابليش اخبار انساني حتى هو و سلّم فيا ..... و صبرت على الهم نهار بعد نهار هذي هي القصة يا عشير الدنيا..... ميّت قاسى في الدنيا عذاب النار من بعد النار اللي ما قضات عليا ..... و ما طاقت تقلب عظام الشقى لغبار ما صابت في التالي واش تعمل بيا ..... جابتني في هــــــــــــــذا الواد لاحتني هذا وطنك ولا جيت براني ..... يا راس المحنه لله كلمني و تلاقيت اليوم معاك كي راد الله ..... استرني يا بن مرزوق و ادفنّي هذي قصة هذا الراس يا أهل الله ..... خوذوها و احفظوا كلامها مني شوفوا لبنادم من العز كيفاه و لى..... كيما كان يكون نهايتو فاني سيدي لخضر خلى ذي الحكاية مُثلة..... تحفة في فن الخيال تعجبني جاب حرير الدودة و دار منّو حلّة ..... و هداها لبن المختار بن هني و انا زدتلها برضاه كم من وصلة ..... و الله يجعل مولاها يسامحني واش نزيد أنايا على عسل النحلة ..... غير حلاوة جات على هوى فني سيدي بن خلوف دار الحلّة ..... نظّمها بكلام رزين و معاني و ختمها بصلاة على إمام الرسلة..... صلى الله عليه ألفين بالمثني ارحم يا ربي مداح رسول الله ..... و ارحم بن مرزوق معاه و ارحمني هذا وطنك ولا جيت براني ..... يا راس المحنه لله جاوبني
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر الكبير لخضر بن خلوف هي قصة رمزية عميقة وموعظة بليغة، تدور حول حوار بين الشاعر وجمجمة (راس المحنة) يجدها في الصحراء. من خلال هذا الحوار، يستعرض الشاعر مختلف أحوال الناس ومصائرهم، ويقدم حكماً عن فناء الدنيا وتقلباتها.

المقدمة: اللقاء مع "راس المحنة"

يبدأ الشاعر بمخاطبة جمجمة وجدها في الصحراء، ويطلب منها أن تخبره بقصتها. يتوسل إليها بالله أن يحييها لتحدثه، ويتحسر على حالها. ثم يبدأ في طرح أسئلة حول هويتها: هل كانت لمسلم أم كافر؟ لعالم أم لشاعر؟ لسارق أم لمداح؟

تعدد الاحتمالات

يستمر الشاعر في طرح الاحتمالات، فيسأل الجمجمة عن أصلها ومكانها، وعن مهنتها في الحياة: هل كانت لسلطان، أم تركي، أم طبيب، أم حرفي (نجار، جزار، عطار، حداد)؟ هل كانت لمدرس، أم تاجر، أم دلال؟ هل كانت لرجل صالح أم لخائن؟ هل كانت لامرأة جميلة فاتنة؟ هذا التعداد الشامل يمثل كل أطياف المجتمع، ليؤكد أن الموت مصير الجميع بغض النظر عن مكانتهم.

جواب الجمجمة

بإذن الله، تنطق الجمجمة وتجيب الشاعر. تخبره بأنها كانت لرجل شريف اسمه "الهاشمي بن نونة"، من أصل مصري وعاش في قسنطينة. كان ذاهباً لزيارة قبر النبي، لكن قطاع الطرق قتلوه في الطريق وتركوه في العراء. تروي كيف أن السيول قد جرفتها، وكيف عانت من الأهوال بعد موتها.

محنة ما بعد الموت

تكمل الجمجمة قصتها المأساوية، فبعد أن جرفها السيل، وجدها رجل وأخذها إلى بيته. لكن زوجته الغيورة، بتحريض من عجوز ساحرة، حاولت حرق الجمجمة لمدة سنة كاملة، لكنها لم تحترق. فلما يئست، ألقتها في وادٍ، وهناك وجدها الشاعر.

الخاتمة: العبرة والدعاء

تطلب الجمجمة من الشاعر أن يسترها ويدفنها. ثم يعود الشاعر ليتحدث، فيقول إنه قد أخذ هذه القصة العظيمة من شيخه لخضر بن خلوف، وأنه أضاف إليها بعض الأبيات. يختم بالدعاء لنفسه ولشيخه بالرحمة والمغفرة، مؤكداً أن هذه القصة هي عبرة عن فناء الدنيا، وأن لا بقاء إلا لله.

شرح الكلمات الصعبة
  • راس المحنة: رأس المصيبة، والمقصود هنا الجمجمة التي تروي قصة معاناتها.
  • القفرة: الصحراء.
  • الجواد: الكريم.
  • المكتوم: السر المخفي.
  • القمنة: الهمة والعزم.
  • القانة: الغناء والطرب.
  • القصابة: آلة الناي.
  • مقانة: مطيعة.
  • مُسَبَّل: من فقد ماله وأصبح فقيراً.
  • تنزار: تُزار وتُقصد للبركة.
  • مرهوطة: مهزومة.
  • طليب: طالب حق.
  • خوجه: كاتب.
  • تهوم: تتجول وتطوف.
  • جبّانة: مقبرة.
  • لمحان: المحن.
  • شواش: رتبة عسكرية عثمانية.
  • الزدمة: الهجوم.
  • الجلبة: السوق.
  • حرار: من ينسج الحرير.
  • حيّاك: نوع من اللباس التقليدي.
  • يسني: يلمع ويتقد.
  • الدلال: بائع المزاد.
  • التعيار: الخبرة في تمييز الجيد من الرديء.
  • السبيل: أعمال الخير كبناء السقايات.
  • تنزاه: نزهة ومتعة.
  • زايخة: متكبرة ومتباهية.
  • انجوع: تجمعات سكانية، قبائل.
  • التغرام: الحب والغرام.
  • جحفة: هودج.
  • النعرة: الأنفة والشجاعة.
  • المدرار: المطر الغزير.
  • كركبني: دحرجني.
  • فطّانة: امرأة ذكية.
  • الكانون: موقد النار.
  • لظا لجمار: لهيب الجمر.
  • بن مرزوق: قد يكون الراوي أو شخصية أخرى في القصة.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق