قصيدة راس المحنة للشيخ لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل
قصيدة راس المحنة للشيخ لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر الكبير لخضر بن خلوف هي قصة رمزية عميقة وموعظة بليغة، تدور حول حوار بين الشاعر وجمجمة (راس المحنة) يجدها في الصحراء. من خلال هذا الحوار، يستعرض الشاعر مختلف أحوال الناس ومصائرهم، ويقدم حكماً عن فناء الدنيا وتقلباتها.
المقدمة: اللقاء مع "راس المحنة"يبدأ الشاعر بمخاطبة جمجمة وجدها في الصحراء، ويطلب منها أن تخبره بقصتها. يتوسل إليها بالله أن يحييها لتحدثه، ويتحسر على حالها. ثم يبدأ في طرح أسئلة حول هويتها: هل كانت لمسلم أم كافر؟ لعالم أم لشاعر؟ لسارق أم لمداح؟
تعدد الاحتمالاتيستمر الشاعر في طرح الاحتمالات، فيسأل الجمجمة عن أصلها ومكانها، وعن مهنتها في الحياة: هل كانت لسلطان، أم تركي، أم طبيب، أم حرفي (نجار، جزار، عطار، حداد)؟ هل كانت لمدرس، أم تاجر، أم دلال؟ هل كانت لرجل صالح أم لخائن؟ هل كانت لامرأة جميلة فاتنة؟ هذا التعداد الشامل يمثل كل أطياف المجتمع، ليؤكد أن الموت مصير الجميع بغض النظر عن مكانتهم.
جواب الجمجمةبإذن الله، تنطق الجمجمة وتجيب الشاعر. تخبره بأنها كانت لرجل شريف اسمه "الهاشمي بن نونة"، من أصل مصري وعاش في قسنطينة. كان ذاهباً لزيارة قبر النبي، لكن قطاع الطرق قتلوه في الطريق وتركوه في العراء. تروي كيف أن السيول قد جرفتها، وكيف عانت من الأهوال بعد موتها.
محنة ما بعد الموتتكمل الجمجمة قصتها المأساوية، فبعد أن جرفها السيل، وجدها رجل وأخذها إلى بيته. لكن زوجته الغيورة، بتحريض من عجوز ساحرة، حاولت حرق الجمجمة لمدة سنة كاملة، لكنها لم تحترق. فلما يئست، ألقتها في وادٍ، وهناك وجدها الشاعر.
الخاتمة: العبرة والدعاءتطلب الجمجمة من الشاعر أن يسترها ويدفنها. ثم يعود الشاعر ليتحدث، فيقول إنه قد أخذ هذه القصة العظيمة من شيخه لخضر بن خلوف، وأنه أضاف إليها بعض الأبيات. يختم بالدعاء لنفسه ولشيخه بالرحمة والمغفرة، مؤكداً أن هذه القصة هي عبرة عن فناء الدنيا، وأن لا بقاء إلا لله.
شرح الكلمات الصعبة
- راس المحنة: رأس المصيبة، والمقصود هنا الجمجمة التي تروي قصة معاناتها.
- القفرة: الصحراء.
- الجواد: الكريم.
- المكتوم: السر المخفي.
- القمنة: الهمة والعزم.
- القانة: الغناء والطرب.
- القصابة: آلة الناي.
- مقانة: مطيعة.
- مُسَبَّل: من فقد ماله وأصبح فقيراً.
- تنزار: تُزار وتُقصد للبركة.
- مرهوطة: مهزومة.
- طليب: طالب حق.
- خوجه: كاتب.
- تهوم: تتجول وتطوف.
- جبّانة: مقبرة.
- لمحان: المحن.
- شواش: رتبة عسكرية عثمانية.
- الزدمة: الهجوم.
- الجلبة: السوق.
- حرار: من ينسج الحرير.
- حيّاك: نوع من اللباس التقليدي.
- يسني: يلمع ويتقد.
- الدلال: بائع المزاد.
- التعيار: الخبرة في تمييز الجيد من الرديء.
- السبيل: أعمال الخير كبناء السقايات.
- تنزاه: نزهة ومتعة.
- زايخة: متكبرة ومتباهية.
- انجوع: تجمعات سكانية، قبائل.
- التغرام: الحب والغرام.
- جحفة: هودج.
- النعرة: الأنفة والشجاعة.
- المدرار: المطر الغزير.
- كركبني: دحرجني.
- فطّانة: امرأة ذكية.
- الكانون: موقد النار.
- لظا لجمار: لهيب الجمر.
- بن مرزوق: قد يكون الراوي أو شخصية أخرى في القصة.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم