قصيدة مفروق بلا اتفاق للسي التهامي المدغري مع الشرح المفصل

(الحربة) مَفْروق بلا اتَّفَاق و غرام حبيبي باقي فعضايا رشاق ومحاور وسط الجوف حارقا (القسم الأول) ما اصعَب نار الفراق بالشَّوق احرَقْت اسفاقي مَنْ دابَل الأرماق يوم اتوادعنا بالمعانقا نَتَݣلَّب بالاشواق و غرَقْت في دَمع ارماقي و الوَجد الحَرَّاق و سفوني من الفراق غارقا و ارشيت من الحراق و اللي كَانَ أَحَدَاقي لضراري ترياق برساميا هَيْهَات مابقى و عيا دمع الاحداق ولا برد تحراقي مادلو دفاق موجاتو على الخُدُود دافقا (القسم الثاني) و اللايم فالأدواق ما داق البين الراقي ما عرفو لا فَاق ما نَجْرَح بالنَّجْلَة الغَاسقا ما تركوه ارفاق بين امهامه و شفاقي مخلول بلحماق ما جَرَّع كاس اهْمُوم دفقا مادلال في لسواق ناس الهجرة و الاشواقي مافهمو لاداق ما عادت روحو به ضايقا ماحمل من مساق حمل المُوسُوق الشَّاقي قالو ينساق و مراكب بَحْر اهْوَاه واسْقَا (القسم الثالث) ما صيد شي اعتاق بَنْت المَهْر الخَفَّاقِي فمضايق وخناق ما ساعف غَرضُو بالمسادقا ماسهرشي اغساق جند الداج مع الساقي والكاس في تدفاق والحضرة بالمدام شرقا وعوارم من اعتاق الكواعب بالتَّنماقي حفضو كل مساق باالحكمة مُولُوعَة و شايقا فمنازه بالرواق و البستان في تحداقي والروض فتعباق و الخيلي خيل اشداه طالقا (القسم الرابع) فن و سوسان فاق و الحكم العكري ناقي و النسري ينشاق و سݣلماسي بنسوم عابقا وطيار على الأوراق تنشد طبع العشاقي و الوتار فتحقاق بالميا مولوعة ورشقا رمل على سياق لحسين بصوتو راقي وراباب فترقاق و الديل وماياتو موافقا بيهُمْ عقلي اشتاق وتحير من تقلاقي وانيا مشتاق فحضرة اهل النجله الغسقا (الsection الخامس) لااحوني في اسياق حملت من فوق اطواقي حمل الا يطاق و هويت من اجبالو الشاهقا المقسومة ارزاق اقسمت من الرزاقي سبحان الخلاق قسمها قبل اتكون سابقا ماهيا في الوراق خرشي ولا مواقي تعرف الاخلاق بالمعنة موضوعة و رايقا معنات من انطاق الفياقة من تدقاقي لو يبقى فحقاق ما يدري تحقيق للمناسقا (القسم السادس) كمن داعي اغراق سرطو بحر التغماقي بطريزو معاق نحسب ياويحو من الزندقا خد المعاني ارقاق بعياقا من تدقاقي تحقيقو روناق بنوار اهل التحقيق بارقا ما هيا بازواق يا لها من روناقي رق اهل الدواق من شغل اهل الموهب فايقا يَسْعَد مَنْ جا و تاق بمواردها تفاقي يرضي من تحقاق يفخر بها عند المحاقا منه سر الوفاق بحقايق لتحقاقي لاين اهل لعراق بالطبع مختومة و رايقا

تُعد قصيدة "مَفْرُوق بلا اتفاق" للشاعر سي التهامي المدغري، صرخة وجدانية عميقة تصور ألماً من أقسى أنواع الآلام الإنسانية: الفراق المفاجئ وغير المتوقع. تنتمي القصيدة إلى "غرض الشكوى من الهجر"، وهو من الموضوعات الخالدة في الشعر العربي وشعر الملحون على وجه الخصوص.

الفكرة العامة: لوعة الفراق الذي لم يكن في الحسبان

تتمحور القصيدة حول صدمة الشاعر ومعاناته من فراق حبيبته الذي حدث "بلا اتفاق"، أي فجأة ودون مقدمات. اللازمة "مَفْروق بلا اتَّفَاق و غرام حبيبي باقي فعضايا رشاق" تلخص المأساة؛ فالجسد افترق لكن نار الحب ما زالت تخترق أحشاء الشاعر كالسهم.

تحليل الأقسام والمضامين:

• وصف الألم (القسم الأول): يفتتح الشاعر قصيدته بوصف مباشر لنار الفراق التي تحرق أحشاءه وتغرق عينيه بالدموع. لحظة الوداع عالقة في ذهنه، والألم يقلبه على جمر الأشواق.
• مخاطبة اللائم (القسم الثاني): ينتقل الشاعر إلى مخاطبة "اللائم"، وهو الشخص الذي يلومه على حزنه. يدافع الشاعر عن نفسه بأن اللائم لم يذق مرارة الهجر ولم يجرحه جمال العيون، وبالتالي لا يمكنه أن يفهم عمق معاناته. هذه حجة كل عاشق متألم عبر العصور.
• استحضار مجالس الأنس (القسم الثالث والرابع): في مقارنة مؤلمة، يستحضر الشاعر ذكريات الماضي السعيد. يرسم لوحة بديعة لمجالس السمر التي كانت تجمعه بأحبابه، حيث الموسيقى (العود والرباب)، والجمال (العوارم والكواعب)، والطبيعة الساحرة (البساتين والورود). هذا التباين بين صفاء الماضي وقسوة الحاضر يزيد من حدة الألم.
• الفخر بالبراعة الشعرية (القسم الخامس والسادس): كعادة شعراء الملحون الكبار، يختم الشاعر قصيدته بالحديث عن فنه وشعره. يفتخر بقدرته على صياغة المعاني الدقيقة والعميقة التي لا يدركها إلا "أهل الذواق". يرى أن شعره ليس مجرد زخرفة لفظية، بل هو "تحقيق" و "رونق" مستمد من تجربة صادقة، وهو ما يميزه عن الشعراء السطحيين الذين يغرقون في "بحر التغماقي" (الغموض المصطنع).

في المجمل، القصيدة رحلة نفسية تبدأ من صدمة الفراق، مروراً بالدفاع عن صدق المشاعر في وجه اللائمين، ثم التحسر على الماضي الجميل، وتنتهي بتأكيد القيمة الفنية العالية لشعره النابع من معاناة حقيقية.