قصيدة واحد الغزال ريت اليوم للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل
قصيدة واحد الغزال ريت اليوم للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تعتبر قصيدة "واحد الغزال ريت اليوم" للشاعر بومدين بن سهلة من أروع قصائد الملحون التي تجسد تجربة "الحب من أول نظرة". القصيدة عبارة عن ومضة شعرية سريعة ومكثفة، تصف لحظة واحدة قلبت كيان الشاعر رأساً على عقب، وهي لحظة رؤيته لـ "غزال" (كناية عن فتاة فاتنة) يسير في الطريق.
الفكرة العامة: صدمة الجمال وأثرها المدمرتدور القصيدة حول فكرة واحدة محورية: الأثر الفوري والمدمر الذي أحدثته رؤية هذا "الغزال" في نفس الشاعر. اللازمة المتكررة "واحد الغزال ريت اليوم يا سامعين عذبني" تلخص القصة كلها. الرؤية كانت عابرة، لكن أثرها كان عذاباً دائماً. يستخدم الشاعر بنية تكرارية بسيطة ليعكس حالة الهوس والذهول التي أصابته، فكل تفصيل يتذكره من هذا اللقاء العابر يعود به إلى نقطة البداية: العذاب.
تحليل الأقسام وبنية القصيدة:- المقدمة والحدث المفاجئ: تبدأ القصيدة مباشرة بوصف الحدث: "واحد الغزال ريت اليوم". يصفه بأنه "جاني" (أي يجني على القلوب بجماله)، ويعلن استعداده لافتداء هذه الرؤية بكل ما يملك.
- الوصف السريع والمكثف: على عكس قصائده الطويلة، يقدم ابن سهلة هنا وصفاً سريعاً ومقتضباً للحبيبة، يركز فيه على الأجزاء التي أسرت قلبه: "مذبلة الألماح"، الجبين، الأقواس (الحواجب)، والشفر (الرموش). كل صفة هي بمثابة طعنة تزيد من عذابه.
- وصف حالة العاشق: يركز الشاعر بشكل كبير على وصف حالته بعد هذه الرؤية. فهو "مخلخل"، "متلوف"، "هبيل"، وقد فني بسبب هذا الحب. ويصل به الأمر إلى حالة من الشلل النفسي، فإذا بكى لا يجد من يواسيه، وإذا سكت تهاجمه الوساوس.
- البحث والرجاء: يتحول الشاعر إلى البحث عن هذه الحبيبة التي اختفت، متمنياً أن يجدها في "حومة القران"، ويطلب من الله الصبر. ثم ينتقل إلى الرجاء والدعاء بأن يجمعه الله بها.
- الخاتمة والدعاء للجميع: كعادة شعراء الملحون، يختم الشاعر قصيدته بالدعاء، طالباً من الحاضرين أن يدعوا الله بأن يغفر له ذنوبه، وذنوب كل من يستمع إليه، وذنوب المسلمين أجمعين. هذه الخاتمة تنقل القصيدة من تجربة شخصية خاصة إلى حالة إنسانية عامة.
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة | الشرح |
---|---|
يهوم | يمشي بلا هدف، هائماً. |
معزوم | مسرع في مشيته. |
جاني | يجني على القلوب بجماله ويأسرها. |
السوم | الثمن. |
خلخلني | أصابني بالاضطراب والحيرة. |
مذبلة الالماح | صاحبة النظرات الفاترة والناعسة. |
مكمولة البهاء و الشباح | كاملة الجمال والحسن. |
اكناني | أعماقي وكياني. |
ارتهبت | أصابتني الرهبة والهيبة. |
غرة | بياض في جبهة الفرس، والمقصود هنا جبينها المشرق. |
شنتوف | خصلة من الشعر. |
متلوف | تالف وضائع. |
جدي الغزال | صغير الغزال، ويقصد به الحبيبة. |
ما اڨواني | ما أقوى تحملي وصبري. |
يزهيني | يبعث في نفسي الزهو والفرح. |
حومة القران | حي أو مكان معين. |
الدراقة | التي تختبئ وتستتر. |
الأشيات | الأشياء، والمقصود هنا عالم بكل شيء. |
المفتول | صاحبة القوام الممشوق والمتناسق. |
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم