قصيدة قرن 14 للشيخ لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

مطلع شدّيت بيدي الايمن قلمي * وكتبت الّي نظرته في سطر اللّوح نورّي للمومنين علمي * على آخر الزّمان فيما ياتي ويروح صلّى الله على التّهامي*محمّد تاج الانبيا مصباح الرّوح بيت نورّي للمومنين قسمة * على آخر الزّمان في قرن ربطاعش يعود ولد الحرام نعمَ * والعالم فالحديث يرجع ما يسواش يكثر الظّلم والجريمة * والمفتي فالبلاد ما بين الشّوّاش مطلع والحاكم ما يقول حكمي * والرّايس فالنّجوع على النّهبة مشروح وقايدها يقول سهمي*يرجع ولد الاشراف من وطنه مليوح بيت عبد السّودان في مقامه * يضحى عليه السّوال الفاعل والمفعول حسراه على كدا ايّامه * كانّه ما انباع ما انشرا بميزونة فول والحرّ يعود في خصامه * يتذمّم له حالته حالة مذلول مطلع أحضر يا الهاشمي التّهامي * واستبصر أمّتك كي راهي مقروح هذا بارد وذاك حامي * ليعة قلبي مهشّمة راني مجروح بيت السّوڤ على الزّڤا مخلّط * يلتمّوا فيه اللّصوصة والرّهبان ما تعقل فيه من مغرنط * ولا من هو بخيل ولا من شبعان هذا يمشي وذاك شابط * ودراب المدن معمّرينهم النّسوان مطلع يهودي وعربها ورومي * والمسلم شادّ فاليهودي كانّه روح نعلة الله عليه ذمّي * وعلى جنس اليهود مهّادين الدّوح بيت يكثر الفحش فالمداين * تسمع بحديث ما ذكرته في الاوزان يشيع الفسق فالمعاطن * ما تعقل صاينة من بنت الشّيطان الاّوّل ما رايت فالسّراين * الجور الّي يبان يظهر في تلمسان مطلع الدّيّن ديّته حرامي * يتّركوا الفرض وما عليهم جا فاللّوح لا سنّة فيها تسامي* لو يفطن المغيث يبقى غير ينوح بيت لو يفطن المغيث الاصلع * ما يصرى في مدينته حقّ وتحقيق البنت بلا يزار ترفع * تعكس عن زوجها تدير عليه عشيق لمواليها تبات تشرع * والعالم في ترابها يرجع زنديق مطلع لا تخشى من اقوال فمّي * إذا حازوك قول سرّ لكحل موضوح مدّاح الهاشمي التّهامي * يصرى فيها خلاط كيف سفينة نوح بيت يصرى فيها خلاط ياسر * ما يسلم من اشرارها غير الموصوف القرغلان شمت وحضر* واهل البقعات هاملة مالبعد تشوف ناس العبّاد والمحاضر * تهجر وتزيد لانّهم رجال نيوف مطلع عربان الحوز والخيامي * هذا يجري والاخر قبالته مطروح هذا بسيفه وذاك رامي * والبنات مشبّحة ترڤّب فوڤ سطوح بيت من ينسب بالبلاد يحشم * يا حسراه على الصّالحين مواليها قلوب ولادها كما الصّمّ

هذه القصيدة للشاعر الكبير لخضر بن خلوف هي قصيدة "نبوءة"، يتحدث فيها الشاعر عما رآه في "سطر اللوح" من أحوال آخر الزمان، وتحديداً في "القرن الرابع عشر" الهجري. القصيدة هي وصف متشائم وحزين للتدهور الأخلاقي والاجتماعي الذي سيسود في ذلك العصر.

المقدمة: رؤيا آخر الزمان

يبدأ الشاعر بأنه قد كتب ما رآه في اللوح المحفوظ، ليخبر المؤمنين بما سيحدث في آخر الزمان. ثم يصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

علامات فساد الزمان

يعدد الشاعر علامات فساد الزمان في القرن الرابع عشر الهجري:

• انقلاب الموازين: يصبح "ولد الحرام" في نعمة، بينما العالم لا قيمة له. يكثر الظلم، ويسود الفساد.
• فساد الحكام: الحاكم لا يحكم بالعدل، والقادة همهم النهب والسلب، ويُطرد الشرفاء من أوطانهم.
• انقلاب الأدوار الاجتماعية: العبد يصبح سيداً، والحر يصبح ذليلاً.
• فوضى الأسواق: تختلط الأسواق باللصوص والرهبان، وتمتلئ أبواب المدن بالنساء.
• ضياع الدين: يصف كيف أن المسلم يتبع اليهودي كأنه روحه، ويتركون الفرائض، وتختفي السنن.
• الفساد الأخلاقي: يكثر الفحش والفسق، وتتمرد النساء على أزواجهن، ويصبح العالم زنديقاً.

نبوءة بالفتنة والحرب

يتنبأ الشاعر بحدوث "خلاط" (فتنة عظيمة) تشبه سفينة نوح، لا يسلم منها إلا الصالحون. يصف كيف أن أهل المدن سيهجرونها، وأن الحرب ستقوم بين سكان البادية، بينما النساء تتفرج من السطوح.

الخاتمة: حسرة على الحال

يختم الشاعر قصيدته بحسرة على حال أهل البلاد، فيقول إن قلوب أبنائها قد أصبحت كالحجر الأصم، في إشارة إلى قسوتها وبعدها عن الحق.

• ربطاعش: أربعة عشر.
• ما يسواش: لا يساوي شيئاً.
• الشّوّاش: الفوضى، أو قد تشير إلى رتبة عسكرية عثمانية (الشواش) بمعنى الحراس.
• النّجوع: تجمعات سكانية، قبائل.
• مليوح: مرمي.
• ميزونة فول: عملة قليلة القيمة.
• يتذمّم: يشعر بالذل.
• مقروح: مجروح.
• الزّڤا: الزقاق، الشارع الضيق.
• مغرنط: قد تكون تحريفاً لكلمة "غرناطي" أو تشير لشخص أنيق.
• شابط: ممسك.
• دراب المدن: أبواب المدن.
• مهّادين الدّوح: الذين يمهدون الطريق للشر.
• المعاطن: الأماكن.
• السّراين: قد تكون تحريفاً للسرائر أو الأسرار.
• بلا يزار: بدون حجاب أو غطاء.
• تشرع: تحكم وتأمر.
• زنديق: فاسق، خارج عن الدين.
• القرغلان: الكراغلة (من أب تركي وأم جزائرية).
• نيوف: أصحاب أنفة وشرف.
• الحوز: ضواحي المدينة.
• الخيامي: سكان الخيام، البدو.
• مشبّحة: مزينة.
• الصّمّ: الحجر الأصم، الصخر.