الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة لطف الله الخافي للشيخ احمد الغرابلي مع الشرح المفصل

قصيدة لطف الله الخافي - الشيخ احمد الغرابلي

قصيدة لطف الله الخافي للشيخ احمد الغرابلي مع الشرح المفصل

نص القصيدة
يا نعـم الحي الكافـي * اكـفـيـنا شــر الـوقـت مـا نشوفوا غيــار يا مول الفضل الوافي * فـضـلك ما يتـنـهـى و لا تحــده اشـطـار عـجل بدواك الشافي * و ارحـم ضـعف الامة الغارقة فالـوزار قادر تـبلـي و تعافـي * و تنـسـخ الشـدة بالعـفـو كمـا في الخبـار يا لطف الله الخافــي * الــطــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقـدار ارحمنا يا رحمان يا قديم الاحسان * لو اخدت العصيان كلنا عاصيين لولا ضعف الايمان ما يجور الزمان * و يوليوا الطغيان بالقهر جايرين و المسكين الهيمان فالشقا و المحان * يتمنى الموت عيان ما وجدها في حين من هم الوقت مفافي * ما يـتـفـرغ لصلاة فــي وقتها شي نهـار تايه في تلول و فيافي * تارة يـعـتــر تــارة يـطـيـح بين الوعـار يا لطف الله الخــافــي * الـطـــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقـدار بحنا بالمحرمات و المعاصي اقوات * قلوب الناس ضحات غافلة على الموت العلامات نبات للورى ما خفات * و اقـوات الظـلمات و المكر و البهـوت قوم انصمت و عمات غرهم الحيات * تبعوا حب الشهوات فوقت سحت السحوت لو راد الله يحـافـي * يهلـكـنـا بـانــواع الـبـلا يـعـم الاقـطــار لكن بالجود يكافـــي * في وجه عين الرحمة يحد جمع الاشرار يا لطف الله الخــافــي * الطــــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقـدار يا من فضلك موجود عم جمع الوجود * و لا تنقص من جود للشقي و السعيد أنت الله المعبـود الحكيـم الـــودود * حكمك دايم منفود فالدني و البـعيـد من يتعدى الحدود يوم ضيق اللحود * يلقى فعله و يعود فالعذاب الشـديد و اصحاب النهــج الصافي * مـأواهـم الجـنـة و حـورهـا و الـتـمـــار شـلا نحكي في اوصافي * و المحروم الشاقي يـذوق صهد الجمـار يــا لطــف الله الخــافــي * الــطــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقـدار ما زودنا لرحيل ما سلكنا سبيل * قلوب الناس تميل للطـمع و الحيال عاش المسكين دليل دون علة عليل * و الفاجر في تفضيل عند قوم الظلال لو كان لئيم بخيل تمدحه اهل الجيل * و يقولوا مرو عقيل من اخيار الفضال و العالــم كلــه خوافـــي * يخـفـض من رفعـوه العـبـاد مهمـa قبـار يـوجـد مصبـاحـه طافي * و تكون حـفـرته من الجحيم فيها حشـار يــا لطــف الله الخــافــي * الــطــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقـدار ما باقي ما يعشاق في زمان النفاق * لا عاهد لا ميثاق توجده لا صديق الدين غراب و نساق في جميع الافاق * اهله فقدوا لرفاق ما بقى ما يليق اصعاب الوقت اضياق و انعمات السواق * لا بركة في ارزاق خارجين الطريق الــدم مـــن دمــه جـافـي * و اهل المال حراجوا على قبيض العمار نـحـكـي مـا رات شوافي * ما يـرفـق غانــي بالضعيف خو او جار يــا لطــف الله الخــافــي * الــطـــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقـدار أتأمل يا انسان ما وقع في الزمان * أنا و أنت للآن فالقفر تايهـين ما جنبنا عصيان ما فعلنا حسان * ما خالفنا شيـطان ما حـسـنـا يقين مضى العمر خسران و انصرف بالبيان * شوف الشيب اذا بان يفقد الراحلين ويـن اسـلافك و اسلافي * سكنوا تحت غموق التراب غابوا الخبار سـعــد اللي جرحه رافي * يخطى و يتوب سريع من صميم السيار يــا لطــف الله الخــافــي * الــطـــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقدار لازمنا الاستغفار فالضيا و السحار * بالذل و الاحتقار و الخشوع الكثير نتوبوا للقهار كـافـة بالجهــار * و نقولوا يا جبار جبر اللي كسـير و امحي عنا الاوزار يا مقيل العثار * فضلك شلا يحصار جود عنا بخير فــي نـهـاية رمز تحافي * الله يـشـافـيـنـا جـمـيـــع من ذا الاضرار بـجــاه النـبــي الــوافــي * محـمـد تــاج المـرسليـن سـيـــد الابرار يـــا راوي خـــود قوافي * ذكــر بهــا نــاس العقـول طيـب الاذكار و الـنـاظــم ما هو خافي * الحـاج أحـمـد الغـرابلــي فصيح الشعار يــا لطــف الله الخــافــي * الــطــــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقـدار
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر الحاج أحمد الغرابلي هي قصيدة في "التوسل والموعظة"، يناجي فيها الشاعر ربه، ويشكو من فساد الزمان وأهله، ويتضرع إلى الله طالباً لطفه الخفي ورحمته.

الحربة: دعاء واستغاثة

تبدأ القصيدة بالحربة التي هي اللازمة ومحور القصيدة: "يا لطف الله الخافــي / الــطــف بـنــا فـيـمـا جـرات به الاقـدار". هي استغاثة مباشرة بلطف الله الخفي، يطلب فيها الشاعر من الله أن يلطف به وبالمسلمين فيما جرت به المقادير من فتن ومصائب.

شكوى من فساد الزمان

يصف الشاعر حال زمانه، فيرى أن ضعف الإيمان قد أدى إلى جور الطغاة، ومعاناة المساكين. يرى أن الناس قد انغمسوا في المحرمات، وغفلوا عن الموت، وانتشر المكر والبهتان. وينتقد الانقلاب في القيم الاجتماعية، حيث أصبح المسكين ذليلاً والفاجر مكرماً، وأصبح العالم مهاناً. كما يشكو من انعدام الثقة والصداقة، ومن قسوة القلوب.

موعظة وتذكير

يوجه الشاعر موعظة للمستمع، فيذكره بفناء الدنيا، وأن العمر يمضي سريعاً، وأن الشيب نذير بالرحيل. يسأله عن مصير الأسلاف الذين سكنوا القبور، ويؤكد أن السعادة الحقيقية هي لمن يتوب من ذنوبه سريعاً.

الدعوة إلى التوبة

في الختام، يدعو الشاعر نفسه والناس إلى الاستغفار والتوبة الصادقة. يطلب من الله أن يجبر كسرهم، ويمحو أوزارهم، ويشفيهم من كل الأمراض بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ثم يوقع القصيدة باسمه "الحاج أحمد الغرابلي"، ويقدمها كتذكرة لأهل العقول.

شرح الكلمات الصعبة
  • اشطار: حدود.
  • الوزار: الأوزار، الذنوب.
  • الهيمان: التائه.
  • مفافي: تائه، ضائع.
  • فيافي: صحاري.
  • الوعار: الأماكن الوعرة.
  • البهوت: الكذب والباطل.
  • سحت السحوت: أشد أنواع الحرام.
  • يحافي: يتخلى عن.
  • التمار: الثمار.
  • صهد الجمار: حرارة الجمر.
  • دليل: ذليل.
  • عليل: مريض.
  • الجيل: الناس.
  • خوافي: خفايا.
  • قبـار: قبور.
  • حشار: حشر.
  • جافي: قاسي.
  • حراجوا: أصروا.
  • شوافي: عيوني.
  • القفار: الصحاري.
  • حسان: حسنات.
  • السحار: وقت السحر (آخر الليل).
  • مقيل العثار: يا من تقيل العثرات وتغفر الزلات.
  • تحافي: تحف.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق