قصيدة يا راسي نوصيك يا الزايد تعبي وشقايا للشيخ محمد بن علي ولد الرزين مع الشرح المفصل
قصيدة يا راسي نوصيك يا الزايد تعبي وشقايا للشيخ محمد بن علي ولد الرزين مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر محمد بن علي ولد أرزين هي قصيدة حكمية بامتياز، يخاطب فيها الشاعر نفسه ("يا راسي")، ويشكو لها من غدر الأصدقاء وفساد أهل زمانه، ناصحاً إياها باعتزالهم واللجوء إلى الله.
المقدمة: خيانة الأحبابيبدأ الشاعر بشكوى مريرة، فهو قد اعتبر أناساً أحباباً له، لكنه وجدهم أعداء. لقد حاول أن يناديهم بحبه لكنهم لم يستجيبوا. يصفهم بأنهم يقولون عنه خيراً في حضوره، وشراً في غيابه. هم لا يعرفون شيئاً عن حقيقته، ولا يقدرون على مجاراته في الشعر، ومع ذلك يعيشون في غفلة، غير مدركين أن ما يبقى بعد الموت هو العمل الصالح فقط.
اللازمة: وصية للنفس بالاعتزالتتكرر اللازمة كوصية أساسية يوجهها الشاعر لنفسه: "يا راسي نوصيك يا الزايد تعبي وشقايا / من خلطت أهل جيلنا انعزل". أي يا نفسي التي زادت من تعبي وشقائي، أوصيك بأن تعتزلي مخالطة أهل هذا الجيل.
غدر الأصدقاء ونكران الجميليصف الشاعر كيف أنه خالط بعض الناس بالصفاء، لكنهم لم يقدروا ذلك، بل غدروا به وأنكروا فضله. لقد أطعمهم وسقاهم، وقدم لهم "الجوهر" (كناية عن الكرم والعطاء)، لكنهم كانوا كالبغال التي لا تفهم قيمة ما يقدم لها. بعد أن استيقن من غدرهم، قرر أن يقطع علاقته بهم ويكرههم كرهاً شديداً.
نقد اجتماعي لاذعينتقد الشاعر مجتمعه، فيرى أن وجوه الناس تبدو جميلة، لكن بواطنهم كالدفلى (نبات سام). يروي قصة رمزية عن جار له كان سبباً في أذيته، ثم غدر به بعد أن قضى حاجته. ويؤكد أن هؤلاء الناس لا يقومون بحقوق الجوار، ولا يزورون مريضاً، ولا يفرحون لفرح أحد، بل يضحكون شماتة فيه عندما يرون حاله سيئاً.
الخاتمة: الفخر والتسليمفي النهاية، يفتخر الشاعر بأنه لا يشبه هؤلاء الناس، ويسلم أمره لله. ويوجه سلامه للأحبار والعلماء، ويختم بوصيته لنفسه مرة أخرى بأن تعتزل أهل هذا الزمان، فالراحة في الابتعاد عنهم.
شرح الكلمات الصعبة
- يا راسي: يا نفسي (حوار ذاتي).
- شقايا: شقائي.
- خلطة: مخالطة.
- ڨبل: الماضي.
- دِراية: علم ومعرفة.
- روَاوْ: رووا، حكوا.
- قرطاس: ورق.
- واهيات: تافهة.
- معنتي: معنى كلامي.
- راشح العقل: راجح العقل.
- بلغايا: بكلامي وشعري.
- مكسوب: مملوك.
- السفل: المكان المنحط.
- ما داري: لا يعلم.
- واك: أداة للتنبيه.
- شفاية: شماتة.
- ينخزل: يخذل.
- المشوش: نوع من النبات العطري.
- حجايا: حدائقي.
- السبية: الأسر.
- رسامي: مجلسي.
- يثناوه: يكررونه.
- نوار الدفل: زهر نبات الدفلى (سام ومر).
- حذايا: بجانبي.
- جفل: هرب ونفر.
- يهرق: يريق ويسفك.
- سعاية: نميمة ووشاية.
- نصل: حد السيف أو الرمح.
- دأيا: دائماً.
- خزايب: عيوب.
- حضيتهم: راقبتهم.
- بسفاية: بثمن بخس.
- سعد بن ذبل: قد تكون شخصية تاريخية أو رمزاً.
- الكبل: القيد.
- ميسور: أسير.
- الأحبار: العلماء.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم