الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

قصيدة الحج للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح

قصيدة الحج - الشيخ عبد العزيز المغراوي

قصيدة الحج - الشيخ عبد العزيز المغراوي

نص القصيدة
001 حَازَ ازْمَاناً تَخْرَجُ لَأَرْكَابُ مَسْئُويًّا مِنْ امْشَارَقَ أَرْضُ الْمَوْلَى وَ امْغْرَبُوا 002 ناوبِينُ ازْيَارَةُ طَهَ ابْهَا البَرِيَّا و الطواف و زَمْزَمُ مَنْ مَاهُ يَشْرَبُوا 003 اش رَى مَنْ لَا يَغْنَمُ فَرْجَةُ العَشِيَّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَالْحُجَّاجِ يَرْغَبُوا 004 اشُ رَى مَنْ لَا رَى دَاكُ النَّهارُ الأَعْظَمُ وَاشْ عَنْدُه مَنْ خَيْرٍ ابْعِيدُ فِي ازْمَانُه 005 اعلَى اجْنَاسُ الأُمَّةِ مَنْ فِيضُهَا الْعَرْمُرَمُ كَالْجَرَادُ السَّاجَفُ جَوْ الفُضا امْزَانُه 006 مَنْ اعْرَابُ وابْرَابَرُ واكْوَارُ تُرْكُ واعْجَمُ كُلِّ جَنَّسٌ فِي انْحِيَةِ رَهْطُهِ امْعَ لِسَانُهِ 007 كُلْهَا تَطْلَبُ جُودُ العالم الخُفِيَّا فِي الْعَفُو و اجْمِيعُ الْغُفْرَانُ يَطْلُبُه 008 يَرْتَجَاوُا الرَّحْمَة مَنْ كامَل العَطِيَا مَنْ اقْصَدُ باب الله حاشا ايُخَيْبُه 009 اشُ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فَرْجَةُ العَشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 010 مَنْ اقْصَدُ بَابُ اللَّهِ اظْفَرُ ابْغَايَتْ القُرْبُ يَغْتُنَمْ ما بالك بالحج والزيارة 011 لو ايجيه اقْريب أولا سيما مِنَ الْغَرْبُ سَفَرُ امْحَافَة بالجوع و الحرارة 012 و الغنايم ما تاتي باردة بلا تَعْبُ كُلُّ تَعْبُ إِيْهُونَ امْعَ الرَّبِّحُ والتَّجَارَة 013 كُلِّ خَطْوَة بَعْشَر حَسْناتُ وقِيلُ امْيَا فَازَ مَنْ نَادَاهُ الْمُولَى و قَرْبه 014 كُلِّ حِسْنَة تَمْحِي عَنْه امْيَاتُ سِيًّا بالهُ مَنْ افْضَلَ مَسْعُودٌ يَكْسُبُه 015 اشُ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فَرْجَةُ العَشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 016 اش رَى مَنْ لا هَيْنَمْ بَيْنَ دُوكَ الأَضْعَانُ اعْلَى اجْمَلْ مَهْرِي سَاحَبٌ نَزْقُ فِي المُدَاهَج 017 دَاعَجُ النَّجَلاتُ امْسَلْهَبْ انْضِيفُ لَرْدَانٌ بَرْجُ مَنْ فَضَّة مَفْرُوغُ القَوَامُ بَاهَج 018 كَهْلالُ عَلَى قَوْسٌ قزَاحٌ بَيْنُ الأَمْزَانُ ايْبَانُ جِيدُه فوقه في غايةُ الهَوَادَج 019 امْدَهْبِينَ اطْنَابُه بَاطْرَازُ دَمْقْسِيَّا اعْلِيهُ رَسُنِ امْدَهَّبْ فِي ازْرَايَرْ يَعْجِبُوا 020 من الحُرِيرُ مَنْ صَنْعَةً دُهْقَانٌ تَارْقِيَّا حَرْزٌ سُورَةً "يس" اغْلِيهُ يَحْجُبُوا 021 اشُ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فُرْجَةُ العَشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَالْحُجَّاجِ يَرْغَبُوا 022 اشَ رَى مَنْ لا رَى الرَّكْبُ حِينٌ يَخْرَجُ مَنْ امْدِينَة فَاسُ وَ مَرَّاكَشُ المُجازي 023 و الطَّبَلْ يَنْدَهُ مَنْ خَلْفٌ الوَرَى انْهَيَّج بالغُرَامُ اقْلُوبُ العُشَّاق بالحجازي 024 و الحُباب الْوَادَعُ وَ ادْمُوعُها أَتْمَوَّجَ والمُحامَلُ تَطْوِي الْمَنْهَاجُ بِالنَّجَازِي 025 و الهَوَادَجُ تَظْهَرُ فِي امْهَامَهُ الوَطِيَّا كَقُلُوعُ اغْلايَطُ فِي البَحْرُ يَعْجِبُه 026 دَاكُ رَاكَبْ شَلْوي و اخُرْ عَنْ امْطِيَّا و دَاكَ صَايَڤ جَمْلُه مَازَالُ يَرْكُبُه 027 عَاشُ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فَرْجَةُ العَشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَالْحُجَّاجِ يَرْغَبُوا 028 كُلِّ يُومٌ انْبَاتُوا مَنْزَلُ اجْدِيدُ لَيْلَة مارْعَاتُ انبَاتُ مُدَّةِ انْجُوعُ الأَعْرَابُ 029 مَنْ أَوْطَنْ لَوْطَنَّ لَقَبِيلَة اوْرًا أَقْبِيلَة اتُلُولُ واسْحارِي مَخْلِيَّةِ ارْفُوفٌ وَ اشْعَابُ 030 مَنْ ادْيارُ الْجُوَّانُ الى اديارُ هَيْلَة دَارُ عَنْ دَارٌ كما هي اديار الأركاب 031 اكما انظمناها اقْصِيدُ الحمام هي ما انْعِيدُ التَّكْرَارُ في حين انقربُوا 032 بلا اعْدَادُ افْوَاجُ الْخَلْوَاتُ مَهَمْهَيَّا العمارة تكفي و اعلاش انتعبوا 033 وَاشْ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فَرْجَةُ العُشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 034 بعد تافيلالت و اذْرَى انْعِيمُ الأَوْطَانُ الْفَرْحُوا بِالْحُجَّاجُ وَالْكَرْمُوا المُضايَفُ 035 ماوْرَاهُمْ إِلَّا الصَّحْرَا ابْغَيْرُ سُكَّانُ غَيْرِ حَيّ الْغُزْلانُ مَعَ النِّعَامُ رَايَقُ 036 من اتوَاتُ امْهَامَهُ الى ابلادُ فَزَّانُ سَاحَلُ الْقَرْيَاتُ وَ بَعْدُ الجُرِيدُ هَايَفٌ 037 اقْطِيفَتْ الْحُجَّاجُ هِي افريقيا المُضِيَا جُلُها تُونَسُ وَالْقِيرُوَانُ نَنْسُبُه 038 و بَعْدُهُمْ قَفْرَة بَرْفَة إِلَى اسْكَنْدْرِيَّا سَاحَلُ النِّيلُ الكُلِّ ابْهِيجُ امْخَصْبُه 039 اشُ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فَرْجَةُ العُشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغُبُوا 040 أَمْهُمْ جُمْلَة مَصْرُ القاهرة المَبَهُجُ مَجْمَعُ المَخْلُوق و باب الحجازُ الأَكْبَرُ 041 يَنْبْسَطُ مَنْ شَافُه في ايامُهُ الْفَرَّجَ اعْلَى اكْسِيرُ النِّيلُ ومَقْياسُهُ المُعَبَّر 042 و السُفُونُ اتَّقَدَّفُ فِي الْجُوجُها المُخَلَّجُ مَنْ اعْثِيقُ الْبَولَاقُ تَجْرِي فِي بَحْرُ لِلْبَرْ 043 في انْهَارًا يَهْبَطُ مَنْ قَلْعْتُه العُلِيَّا مَحْمَل الهادِي دَاكَ اليوم ما عجبوا 044 اكْسَوْتُ الكَعْبَةِ الحُرَّةِ السَّائِغُةِ البُهِيَّا و الخلايق معها كالمُوجُ يَرْعُبُوا 045 اشُ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فُرْجَةُ العُشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَالْحُجَّاجِ يَرْغَبُوا 058 ما اسْعَدُ دَاكُ الْيُومُ ابْحَرُمُوا فِي رَابَعُ لَيْتَنِي مَعْهُمْ نَنْزَعُ كُلِّ ثَوْبٌ مَخْيُوط 059 نَفْسَلُ وَتُلَبِّي رَبِّي ابْشُوقَ سَابَغُ اعْلَى انْهَايَةُ بَابُ الْمَعْلَى اخْلِيجُ مَبْسُوط 060 للحرام ندخلو باب السلام نابغ انْطُوفُ سَبْعَ اشْوَاطُ اطْوَافُ القُدُومُ مَشْرُوطُ 061 كُلِّ شَوْطُ انْقَبَّلُ وَجْهُ الحُجَرُ بِنِيَّة و الْيَمَانِي بيمينِي حَقَّ نَصُحْبُوا 062 في امقامُ ابْرَاهِيمُ نَرْكَعُ ابْلاَ اخْفِيَّة وانْتُنِيوُا لِزَمْزَمُ مَنْ مَاهُ نَشْرِّبُوا 063 عاش رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فَرْجَةُ العَشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 064 للصفا والمَرْوَى والحَجْرُ طِيبُ الأَنْفَاسُ بينَهُمْ نَسْعَى سَبْعُ اشْوَاطُ لِيسٌ تَخْفَا 065 بَعْدُهَا نَخْرَجُ يَوْمَ التروية امعَ النَّاسِ تَامَنَّ الشَّهْرُ انْبَاتُوا فِي امْنَا ابْوَلْنَا 066 ونَرْحْلُوا عَنْدَ اصْلاةُ الصُّبْحُ بين الاجْنَاسُ جَامَعُ النَّمِرَةِ وَ عَنْهَا تَطْلُعُوا لِعَرْفَا 067 بَعْدُ جَمْعُ الظُّهْرُ معَ العَصْرُ بِاسْتَويَّا نَوْقْفُوا فيها واعْلَى الجُبَلُ نَخْطُبُوا 068 نُوقْفُوا ما دَامَتْ شَمْسُ الغُرُوبُ حِيًّا ونَنْفُرُوا لِلمُزْدَلِفَة و نَرْغُبُوا 069 عاش رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فُرْجَةُ العُشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 070 انْجَمْعُوا فيها الْمَغْرَبُ والعُشا بِسَنًا نَصْبُحُوا فِي الْمَشْعَرُ بُكْرَة اصْباحة الْعِيدُ 071 اندعوا و انْعُودُوا بِارْجُوعنا لمينَا الْجَمْرَاتُ الْعَقْبَة سَبْعَة مَنْ احْجَارُ تَوْكِيدُ 072 نَرْجُمُوا الشَّيطان ايضا نَنْحْرُوا بِهدْنَة دي الْقَرَّبْنا وَ انْلَحْقُوا بِغِيرُ تَجْهِيدُ 073 و الافاضة نَحُو الكَعْبَةِ البُرْهُمِيَّة انْطُوفُ بها سَبْعَة لِلْخِيْرُ نَجْلُبُوا 074 نَرْجَعُ ثَانِي لِمنا تَعْمَلُ الرَّجِيَّا انْقِيمُ ثَلاثُ أَيَّامُ و يَوْمَئِنُ يُوجِبُوا 075 عاش رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فُرْجَةُ العُشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 076 كُلِّ يَومُ انْلُوحٍ جَمْرَاتُنا ابْتَرْتِيلُ إِلَى الْمَامُ أَيَّامُ التَّشْرِيقُ لَا ازْيَادَا 077 و نَرْجَع ثاني للْعُمْرَة أَيضا بتاويل بالكمالُ الْمَشْرُوطُ و غايَةُ الإِيفادا 078 و النَّهايَةِ يَوْمَ اطْوَافُ الْوَدَاعُ يَرْحِيلُ انْزُورُ مَحْبُوبِي قُطْبُ ادْوَايَرُ السَّعَادَا 079 مَنْ ابْطِيبُه طابَتْ طَيِّبَة المَحَمَّدِيَّا امْحَمَّدُ احْمَدُ حَامَدُ مَحْمُودُ مَا اعْدُبُه 080 جَدْ كُلِّ اتَّقِي شَمْسُ العُلَى المُضَيَا و كُلَّ نُوراً زَاهَرٌ فِي الْفُلْكِ كُوكُبُه 081 عاشَ رَى مَنْ لَا يَغْنَمَ فَرْجَةُ العَشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 094 يا المُهَيْمَنُ بِهُ اسْأَلْتَكَ وَ حِدْرَةُ الجَدُ و باسْمَكْ الأَعْظَمُ تَنْقُدْنَا مِنَ الْمُعَاصِي 095 خيرٌ لي و اخْتَرْ لِي جَمْعُ الْأُمُورُ نَسْعَدُ بحُرِّمْتَكَ هَوَنُ لِي فِي الْخَاتَمَة اخْلاصِي 096 اقْبَلُ اطْوَافِي و وقُوفِي فِي أَزْيَارَةُ احْمَدُ جِيرْنِي بِاحْمَاهُ مِّنَ الهَوْلُ وَالْقُصَاصِي 097 في أَنْهَارُ انْزَافَرُ بِاشْرَارُها اللَّظِيَّا و الصراط و ميزانُ الْعَدْلُ يَنْصُبُوا 098 و الخلايَقُ مَحْسُورَة كَاعْنُمُ الضَّحِيَّا حاط بهُمُ الهَوْلُ وَلَائِنُ يَهْرُبُوا 099 عَاشُ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فُرْجَةُ العَشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 100 العفُو يَا مَنْ عَمَّتْ رَحْمَتُه العَوَالَمُ يَا اكْرِيمُ اكْرَمْنَا بِكْرَامْتَكُ وَجُودَكَ 101 اذا اتحاسَبُنا ما نَنْجَاجًا يَالْعَالَمُ نحن نحمدك، أيها الأعظم من كل شيء، على وجودك. 102 اقْلِيلٌ مَنْ هُوَ يَحْقُوقَكَ يَا اعْلِيمُ قَايَمُ و الكثيرُ اتَّعَدِّينَا بِالْخُطا احدُودَكَ 103 يَالْغَنِي عَنَّا بَاجْلالَةُ العُلِيَّا اكُمَا اقْضَيْتِ عَنَّا بِالنَّقْصُ نَدْنُبُوا 104 الْعُفُو مَنْ شَانَكَ وَاللُّطْفُ والرَّجِيَّا مَالُنَا غَيْرَكْ رَبِّ اكْرِيمُ تَطْلُبُوا 105 وَاشْ رَى مَنْ لَا يَغْنَمْ فَرْجَةُ العَشِيًّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَ الْحَجَّاجِ يَرْغَبُوا 106 انْتَهَى مَقْصُودِي بِالْقَصْدُ في القَصِيدَة بِالْهَا مَنْ حُلَّة تَزْهَرُ ابْنُورُها شَعَالٌ 107 صَنْعَة الْمَغْرَاوِي في مُدَّته السَّعِيدَة في امُدِينَة أَصْبَاحُ الْخَلْقُ تاجُ الأَرْسَالُ 108 فِي ازْمَانًا جَاوَرُ فِي حُجَّتُهُ الوَكِيدَة صُبْحَ يَوْمُ الإِثْنَيْنِ وَ كَانَ عِيدٌ شُوَّالُ 109 عام خَمْسَ والعَشْرِينَ بَعْدُ أَلْفُ هِيَّا الهَجْرَتْ المُخْتَارُ التَّارِيخُ نَحْسُبُه 110 والسلامُ اعْلَى الرُّوحُ الطَّاهِرَةِ الزَّكِيَّا و كُلَّ رَوْحاً رَاحَتْ بِالدِّينُ امْوَكُبُه كتبت هذه القصيدة سنة 1025 هجرية انتهت القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

بسم الله الرحمن الرحيم، هذه قصيدةٌ تراثيةٌ مغربيةٌ (من الملحون) تصف رحلة الحج ومشاعر الشوق والروحانية المصاحبة لها، مع التركيز على أهمية يوم عرفة. كُتبت القصيدة سنة 1025 هجرية. سأقوم بشرح معاني الأبيات بيتاً بيتاً:

001 حَازَ ازْمَاناً تَخْرَجُ لَأَرْكَابُ مَسْئُويًّا مِنْ امْشَارَقَ أَرْضُ الْمَوْلَى وَ امْغْرَبُوا

الشرح: لقد مرت أزمنة طويلة والركبان (قوافل الحجيج) تخرج بجد وسعي من مشارق أرض الله ومغاربها قاصدةً البيت الحرام. (مَسْئُويًّا: بسعي وجد، امْشَارَقَ: المشارق، امْغْرَبُوا: المغارب).

002 ناوبِينُ ازْيَارَةُ طَهَ ابْهَا البَرِيَّا و الطواف و زَمْزَمُ مَنْ مَاهُ يَشْرَبُوا

الشرح: ينوون زيارة طه (النبي محمد صلى الله عليه وسلم) الذي به صلاح الخلق، والطواف بالكعبة المشرفة، والشرب من ماء زمزم. (ناوبِينُ: ناوين، ابْهَا: بها، البَرِيَّا: الخلق، مَنْ مَاهُ: من مائه).

003 اش رَى مَنْ لَا يَغْنَمُ فَرْجَةُ العَشِيَّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَالْحُجَّاجِ يَرْغَبُوا

الشرح: (لازمة تتكرر) يا لخسارة من لا يغتنم مشهد العشية على جبل عرفة والحجاج يدعون الله ويتضرعون إليه! (اش رَى: ماذا رأى، أو يا حسرة على من لم ير، وهو تعبير عن فوات الخير العظيم، فَرْجَة: مُتعة المشاهدة والفرصة، يَرْغَبُوا: يتضرعون ويرغبون في رحمة الله).

004 اشُ رَى مَنْ لَا رَى دَاكُ النَّهارُ الأَعْظَمُ وَاشْ عَنْدُه مَنْ خَيْرٍ ابْعِيدُ فِي ازْمَانُه

الشرح: يا لخسارة من لم يشهد ذلك اليوم الأعظم (يوم عرفة)! وأي خير يبقى له في حياته إذا فاتته هذه الفرصة العظيمة؟ (دَاكُ: ذلك، وَاشْ عَنْدُه: وماذا عنده).

005 اعلَى اجْنَاسُ الأُمَّةِ مَنْ فِيضُهَا الْعَرْمُرَمُ كَالْجَرَادُ السَّاجَفُ جَوْ الفُضا امْزَانُه

الشرح: يقف على عرفات أجناس من الأمم المختلفة، في كثرتهم الهائلة كالسيل العظيم، يغطون المكان كأنهم جراد منتشر قد ملأ الجو الفسيح وزينه. (الْعَرْمُرَمُ: الكثير المتدفق كالسيل، السَّاجَفُ: المنتشر بكثرة، امْزَانُه: زانه أو ملأه).

006 مَنْ اعْرَابُ وابْرَابَرُ واكْوَارُ تُرْكُ واعْجَمُ كُلِّ جَنَّسٌ فِي انْحِيَةِ رَهْطُهِ امْعَ لِسَانُهِ

الشرح: منهم العرب والبربر والأكراد والترك والعجم (غير العرب)، كل جنس في ناحية مع جماعته وبلسانهم الخاص. (اكْوَارُ: الأكراد، انْحِيَةِ: ناحية، رَهْطُهِ: جماعته).

007 كُلْهَا تَطْلَبُ جُودُ العالم الخُفِيَّا فِي الْعَفُو و اجْمِيعُ الْغُفْرَانُ يَطْلُبُه

الشرح: كلهم يطلبون كرم الله الذي يعلم السر وأخفى، يسألونه العفو وجميعهم يطلبون المغفرة. (الخُفِيَّا: الأمور الخفية، أو العالم بالخفيات).

008 يَرْتَجَاوُا الرَّحْمَة مَنْ كامَل العَطِيَا مَنْ اقْصَدُ باب الله حاشا ايُخَيْبُه

الشرح: يرجون الرحمة من الله كامل العطاء، فمن قصد باب الله وتوجه إليه، حاشا لله أن يخيب رجاءه. (يَرْتَجَاوُا: يرتجون، ايُخَيْبُه: يُخَيِّبُهُ).

010 مَنْ اقْصَدُ بَابُ اللَّهِ اظْفَرُ ابْغَايَتْ القُرْبُ يَغْتُنَمْ ما بالك بالحج والزيارة

الشرح: من قصد باب الله ظفر بغاية القرب منه واغتنم الخير، فما بالك بمن جمع بين الحج وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم. (اظْفَرُ: ظَفِرَ، ابْغَايَتْ: بغاية).

011 لو ايجيه اقْريب أولا سيما مِنَ الْغَرْبُ سَفَرُ امْحَافَة بالجوع و الحرارة

الشرح: سواء أتاه الحاج من مكان قريب أو، بالأخص، من ديار الغرب (المغرب الأقصى عادة)، مسافراً في محفة (هودج) يعاني مشقة الجوع وحرارة الطريق. (امْحَافَة: محفة، وهي هودج يوضع على الجمل).

012 و الغنايم ما تاتي باردة بلا تَعْبُ كُلُّ تَعْبُ إِيْهُونَ امْعَ الرَّبِّحُ والتَّجَارَة

الشرح: والمكاسب العظيمة (الأجر والثواب) لا تأتي بسهولة دون تعب، ولكن كل تعب يهون أمام الربح والتجارة الرابحة مع الله. (إِيْهُونَ: يهون، امْعَ: مع).

016 اش رَى مَنْ لا هَيْنَمْ بَيْنَ دُوكَ الأَضْعَانُ اعْلَى اجْمَلْ مَهْرِي سَاحَبٌ نَزْقُ فِي المُدَاهَج

الشرح: يا لخسارة من لم ينعم بالسير بين تلك القوافل (الأَضْعَانُ: الإبل التي تحمل الهوادج والمسافرين، ويقصد بها القوافل)، راكباً على جمل مهري (منسوب إلى مهرة، قبيلة تشتهر بإبلها النجيبة) يسير بخيلاء (سَاحَبٌ نَزْقُ) في الطرق الواسعة أو بين الجبال (المُدَاهَج: قد تعني الطرق بين الجبال أو الأماكن الواسعة). (هَيْنَمْ: يهنأ وينعم، دُوكَ: تلك).

017 دَاعَجُ النَّجَلاتُ امْسَلْهَبْ انْضِيفُ لَرْدَانٌ بَرْجُ مَنْ فَضَّة مَفْرُوغُ القَوَامُ بَاهَج

الشرح: يصف الجمل أو الهودج: واسع الخطى (دَاعَجُ النَّجَلاتُ: كناية عن اتساع خطوته أو ربما جمال عينيه)، طويل ممتد (امْسَلْهَبْ)، نظيف الأردان (أغطية الهودج أو ما يوضع على الجمل). والهودج كأنه برج من فضة، مصبوب القوام (مَفْرُوغُ القَوَامُ: أي متقن الصنع كأنه مسبوك)، شكله بهيج.

022 اشَ رَى مَنْ لا رَى الرَّكْبُ حِينٌ يَخْرَجُ مَنْ امْدِينَة فَاسُ وَ مَرَّاكَشُ المُجازي

الشرح: يا لخسارة من لم يرَ قافلة الحجيج حين تخرج من مدينة فاس أو مراكش، مدن الخير والمجازاة الحسنة. (المُجازي: التي تجازي خيراً، أو التي يُجازى من يزورها خيراً).

023 و الطَّبَلْ يَنْدَهُ مَنْ خَلْفٌ الوَرَى انْهَيَّج بالغُرَامُ اقْلُوبُ العُشَّاق بالحجازي

الشرح: والطبل يدق (يَنْدَهُ) من خلف الناس (الوَرَى)، فيهيج بالشوق (بالغُرَامُ) قلوب المشتاقين (العُشَّاق) إلى أرض الحجاز. (انْهَيَّج: يُهَيِّج).

024 و الحُباب الْوَادَعُ وَ ادْمُوعُها أَتْمَوَّجَ والمُحامَلُ تَطْوِي الْمَنْهَاجُ بِالنَّجَازِي

الشرح: والأحباب يودعون المسافرين ودموعهم تسيل كالأمواج (أَتْمَوَّجَ)، وقوافل الإبل (المُحامَلُ: جمع محمل وهو الهودج أو الإبل الحاملة له) تقطع الطريق (تَطْوِي الْمَنْهَاجُ) بسرعة وإنجاز (بِالنَّجَازِي: بالإسراع والإنجاز).

043 في انْهَارًا يَهْبَطُ مَنْ قَلْعْتُه العُلِيَّا مَحْمَل الهادِي دَاكَ اليوم ما عجبوا

الشرح: في يوم يخرج فيه (يهبط) من قلعته العالية محمل كسوة الكعبة الشريفة (مَحْمَل الهادِي: نسبة إلى النبي الهادي، والمقصود به محمل الكسوة)، يا له من يوم عجيب! (ما عجبوا: تعبير عن شدة الإعجاب).

094 يا المُهَيْمَنُ بِهُ اسْأَلْتَكَ وَ حِدْرَةُ الجَدُ و باسْمَكْ الأَعْظَمُ تَنْقُدْنَا مِنَ الْمُعَاصِي

الشرح: يا الله المهيمن، أسألك به (بالنبي صلى الله عليه وسلم) وبجاه جده (إشارة إلى مكانته العالية وربما جده عبد المطلب أو نسبه الشريف)، وباسمك الأعظم أن تنقذنا من المعاصي. (حِدْرَةُ الجَدُ: قوة الجد والمكانة).

106 انْتَهَى مَقْصُودِي بِالْقَصْدُ في القَصِيدَة بِالْهَا مَنْ حُلَّة تَزْهَرُ ابْنُورُها شَعَالٌ

الشرح: انتهى مقصودي وهدفي من هذه القصيدة، وهي حلة (ثوب جميل) تزهر وتضيء بنورها الساطع. (بِالْهَا: بها، أو يا لها من).

شرح الكلمات الصعبة
  • الأركاب: جمع ركب، وهي قوافل المسافرين، والمقصود هنا قوافل الحجاج.
  • مَسْئُويًّا: بشكل منظم ومستوٍ.
  • ناوبِينُ: قاصدين، ناوين.
  • اش رَى مَنْ لَا: أسلوب بلاغي يعني "يا لخسارة من لم..." أو "ما أعظم حظ من...".
  • الْعَرْمُرَمُ: الجيش الكبير أو الجمع الهائل.
  • السَّاجَفُ: الذي يغطي المكان لكثرته، كأسراب الجراد.
  • اكْوَارُ: الأفارقة من جنوب الصحراء.
  • الأَضْعَانُ: جمع ظعن، وهي الهوادج التي تحمل النساء على الجمال.
  • اجْمَلْ مَهْرِي: جمل أصيل وسريع، يستخدم للركوب.
  • المُدَاهَج: الطرق والمسالك.
  • دَاعَجُ النَّجَلاتُ: صاحب العينين الواسعتين والشديدتي السواد.
  • امْسَلْهَبْ: طويل وممشوق القوام.
  • الهَوَادَج: جمع هودج، وهو مقعد له قبة يوضع على ظهر الجمل لتركب فيه النساء.
  • اطْنَابُه: حبال الهودج.
  • دَمْقْسِيَّا: نسبة إلى دمشق، ويقصد به القماش الفاخر المطرز.
  • دُهْقَانٌ تَارْقِيَّا: صانع ماهر من الطوارق.
  • يَنْدَهُ: ينادي بصوت عالٍ.
  • المُحامَلُ: الجمال التي تحمل الهوادج.
  • بِالنَّجَازِي: بسرعة.
  • قُلُوعُ اغْلايَطُ: أشرعة السفن الكبيرة (Galleons).
  • شَلْوي: نوع من الخيول الأصيلة.
  • امْطِيَّا: الناقة أو الجمل المخصص للركوب.
  • صَايَڤ: سائق أو قائد.
  • امْهَامَهُ: الصحاري الشاسعة والمقفرة.
  • المُضايَفُ: الضيوف.
  • المَحْمَل: هودج مزين كان يحمل كسوة الكعبة ويخرج في موكب رسمي.
  • يَرْعُبُوا: يخيفون من هيبتهم وكثرتهم.
  • رَابَعُ: مكان الإحرام قرب مكة.
  • نَفْسَلُ: نخلع الثياب المخيطة.
  • البُرْهُمِيَّة: المنسوبة إلى إبراهيم عليه السلام.
  • جِيرْنِي: أجرني، احمني.
  • اللَّظِيَّا: من أسماء النار، وهي النار المشتعلة.
  • حُلَّة: ثوب جميل، وهنا يقصد بها القصيدة.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق