قصيدة الحج للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح
قصيدة الحج - الشيخ عبد العزيز المغراوي
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
بسم الله الرحمن الرحيم، هذه قصيدةٌ تراثيةٌ مغربيةٌ (من الملحون) تصف رحلة الحج ومشاعر الشوق والروحانية المصاحبة لها، مع التركيز على أهمية يوم عرفة. كُتبت القصيدة سنة 1025 هجرية. سأقوم بشرح معاني الأبيات بيتاً بيتاً:
001 حَازَ ازْمَاناً تَخْرَجُ لَأَرْكَابُ مَسْئُويًّا مِنْ امْشَارَقَ أَرْضُ الْمَوْلَى وَ امْغْرَبُواالشرح: لقد مرت أزمنة طويلة والركبان (قوافل الحجيج) تخرج بجد وسعي من مشارق أرض الله ومغاربها قاصدةً البيت الحرام. (مَسْئُويًّا: بسعي وجد، امْشَارَقَ: المشارق، امْغْرَبُوا: المغارب).
002 ناوبِينُ ازْيَارَةُ طَهَ ابْهَا البَرِيَّا و الطواف و زَمْزَمُ مَنْ مَاهُ يَشْرَبُواالشرح: ينوون زيارة طه (النبي محمد صلى الله عليه وسلم) الذي به صلاح الخلق، والطواف بالكعبة المشرفة، والشرب من ماء زمزم. (ناوبِينُ: ناوين، ابْهَا: بها، البَرِيَّا: الخلق، مَنْ مَاهُ: من مائه).
003 اش رَى مَنْ لَا يَغْنَمُ فَرْجَةُ العَشِيَّا اعْلَى اجْبَلُ عَرْفَة وَالْحُجَّاجِ يَرْغَبُواالشرح: (لازمة تتكرر) يا لخسارة من لا يغتنم مشهد العشية على جبل عرفة والحجاج يدعون الله ويتضرعون إليه! (اش رَى: ماذا رأى، أو يا حسرة على من لم ير، وهو تعبير عن فوات الخير العظيم، فَرْجَة: مُتعة المشاهدة والفرصة، يَرْغَبُوا: يتضرعون ويرغبون في رحمة الله).
004 اشُ رَى مَنْ لَا رَى دَاكُ النَّهارُ الأَعْظَمُ وَاشْ عَنْدُه مَنْ خَيْرٍ ابْعِيدُ فِي ازْمَانُهالشرح: يا لخسارة من لم يشهد ذلك اليوم الأعظم (يوم عرفة)! وأي خير يبقى له في حياته إذا فاتته هذه الفرصة العظيمة؟ (دَاكُ: ذلك، وَاشْ عَنْدُه: وماذا عنده).
005 اعلَى اجْنَاسُ الأُمَّةِ مَنْ فِيضُهَا الْعَرْمُرَمُ كَالْجَرَادُ السَّاجَفُ جَوْ الفُضا امْزَانُهالشرح: يقف على عرفات أجناس من الأمم المختلفة، في كثرتهم الهائلة كالسيل العظيم، يغطون المكان كأنهم جراد منتشر قد ملأ الجو الفسيح وزينه. (الْعَرْمُرَمُ: الكثير المتدفق كالسيل، السَّاجَفُ: المنتشر بكثرة، امْزَانُه: زانه أو ملأه).
006 مَنْ اعْرَابُ وابْرَابَرُ واكْوَارُ تُرْكُ واعْجَمُ كُلِّ جَنَّسٌ فِي انْحِيَةِ رَهْطُهِ امْعَ لِسَانُهِالشرح: منهم العرب والبربر والأكراد والترك والعجم (غير العرب)، كل جنس في ناحية مع جماعته وبلسانهم الخاص. (اكْوَارُ: الأكراد، انْحِيَةِ: ناحية، رَهْطُهِ: جماعته).
007 كُلْهَا تَطْلَبُ جُودُ العالم الخُفِيَّا فِي الْعَفُو و اجْمِيعُ الْغُفْرَانُ يَطْلُبُهالشرح: كلهم يطلبون كرم الله الذي يعلم السر وأخفى، يسألونه العفو وجميعهم يطلبون المغفرة. (الخُفِيَّا: الأمور الخفية، أو العالم بالخفيات).
008 يَرْتَجَاوُا الرَّحْمَة مَنْ كامَل العَطِيَا مَنْ اقْصَدُ باب الله حاشا ايُخَيْبُهالشرح: يرجون الرحمة من الله كامل العطاء، فمن قصد باب الله وتوجه إليه، حاشا لله أن يخيب رجاءه. (يَرْتَجَاوُا: يرتجون، ايُخَيْبُه: يُخَيِّبُهُ).
010 مَنْ اقْصَدُ بَابُ اللَّهِ اظْفَرُ ابْغَايَتْ القُرْبُ يَغْتُنَمْ ما بالك بالحج والزيارةالشرح: من قصد باب الله ظفر بغاية القرب منه واغتنم الخير، فما بالك بمن جمع بين الحج وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم. (اظْفَرُ: ظَفِرَ، ابْغَايَتْ: بغاية).
011 لو ايجيه اقْريب أولا سيما مِنَ الْغَرْبُ سَفَرُ امْحَافَة بالجوع و الحرارةالشرح: سواء أتاه الحاج من مكان قريب أو، بالأخص، من ديار الغرب (المغرب الأقصى عادة)، مسافراً في محفة (هودج) يعاني مشقة الجوع وحرارة الطريق. (امْحَافَة: محفة، وهي هودج يوضع على الجمل).
012 و الغنايم ما تاتي باردة بلا تَعْبُ كُلُّ تَعْبُ إِيْهُونَ امْعَ الرَّبِّحُ والتَّجَارَةالشرح: والمكاسب العظيمة (الأجر والثواب) لا تأتي بسهولة دون تعب، ولكن كل تعب يهون أمام الربح والتجارة الرابحة مع الله. (إِيْهُونَ: يهون، امْعَ: مع).
016 اش رَى مَنْ لا هَيْنَمْ بَيْنَ دُوكَ الأَضْعَانُ اعْلَى اجْمَلْ مَهْرِي سَاحَبٌ نَزْقُ فِي المُدَاهَجالشرح: يا لخسارة من لم ينعم بالسير بين تلك القوافل (الأَضْعَانُ: الإبل التي تحمل الهوادج والمسافرين، ويقصد بها القوافل)، راكباً على جمل مهري (منسوب إلى مهرة، قبيلة تشتهر بإبلها النجيبة) يسير بخيلاء (سَاحَبٌ نَزْقُ) في الطرق الواسعة أو بين الجبال (المُدَاهَج: قد تعني الطرق بين الجبال أو الأماكن الواسعة). (هَيْنَمْ: يهنأ وينعم، دُوكَ: تلك).
017 دَاعَجُ النَّجَلاتُ امْسَلْهَبْ انْضِيفُ لَرْدَانٌ بَرْجُ مَنْ فَضَّة مَفْرُوغُ القَوَامُ بَاهَجالشرح: يصف الجمل أو الهودج: واسع الخطى (دَاعَجُ النَّجَلاتُ: كناية عن اتساع خطوته أو ربما جمال عينيه)، طويل ممتد (امْسَلْهَبْ)، نظيف الأردان (أغطية الهودج أو ما يوضع على الجمل). والهودج كأنه برج من فضة، مصبوب القوام (مَفْرُوغُ القَوَامُ: أي متقن الصنع كأنه مسبوك)، شكله بهيج.
022 اشَ رَى مَنْ لا رَى الرَّكْبُ حِينٌ يَخْرَجُ مَنْ امْدِينَة فَاسُ وَ مَرَّاكَشُ المُجازيالشرح: يا لخسارة من لم يرَ قافلة الحجيج حين تخرج من مدينة فاس أو مراكش، مدن الخير والمجازاة الحسنة. (المُجازي: التي تجازي خيراً، أو التي يُجازى من يزورها خيراً).
023 و الطَّبَلْ يَنْدَهُ مَنْ خَلْفٌ الوَرَى انْهَيَّج بالغُرَامُ اقْلُوبُ العُشَّاق بالحجازيالشرح: والطبل يدق (يَنْدَهُ) من خلف الناس (الوَرَى)، فيهيج بالشوق (بالغُرَامُ) قلوب المشتاقين (العُشَّاق) إلى أرض الحجاز. (انْهَيَّج: يُهَيِّج).
024 و الحُباب الْوَادَعُ وَ ادْمُوعُها أَتْمَوَّجَ والمُحامَلُ تَطْوِي الْمَنْهَاجُ بِالنَّجَازِيالشرح: والأحباب يودعون المسافرين ودموعهم تسيل كالأمواج (أَتْمَوَّجَ)، وقوافل الإبل (المُحامَلُ: جمع محمل وهو الهودج أو الإبل الحاملة له) تقطع الطريق (تَطْوِي الْمَنْهَاجُ) بسرعة وإنجاز (بِالنَّجَازِي: بالإسراع والإنجاز).
043 في انْهَارًا يَهْبَطُ مَنْ قَلْعْتُه العُلِيَّا مَحْمَل الهادِي دَاكَ اليوم ما عجبواالشرح: في يوم يخرج فيه (يهبط) من قلعته العالية محمل كسوة الكعبة الشريفة (مَحْمَل الهادِي: نسبة إلى النبي الهادي، والمقصود به محمل الكسوة)، يا له من يوم عجيب! (ما عجبوا: تعبير عن شدة الإعجاب).
094 يا المُهَيْمَنُ بِهُ اسْأَلْتَكَ وَ حِدْرَةُ الجَدُ و باسْمَكْ الأَعْظَمُ تَنْقُدْنَا مِنَ الْمُعَاصِيالشرح: يا الله المهيمن، أسألك به (بالنبي صلى الله عليه وسلم) وبجاه جده (إشارة إلى مكانته العالية وربما جده عبد المطلب أو نسبه الشريف)، وباسمك الأعظم أن تنقذنا من المعاصي. (حِدْرَةُ الجَدُ: قوة الجد والمكانة).
106 انْتَهَى مَقْصُودِي بِالْقَصْدُ في القَصِيدَة بِالْهَا مَنْ حُلَّة تَزْهَرُ ابْنُورُها شَعَالٌالشرح: انتهى مقصودي وهدفي من هذه القصيدة، وهي حلة (ثوب جميل) تزهر وتضيء بنورها الساطع. (بِالْهَا: بها، أو يا لها من).
شرح الكلمات الصعبة
- الأركاب: جمع ركب، وهي قوافل المسافرين، والمقصود هنا قوافل الحجاج.
- مَسْئُويًّا: بشكل منظم ومستوٍ.
- ناوبِينُ: قاصدين، ناوين.
- اش رَى مَنْ لَا: أسلوب بلاغي يعني "يا لخسارة من لم..." أو "ما أعظم حظ من...".
- الْعَرْمُرَمُ: الجيش الكبير أو الجمع الهائل.
- السَّاجَفُ: الذي يغطي المكان لكثرته، كأسراب الجراد.
- اكْوَارُ: الأفارقة من جنوب الصحراء.
- الأَضْعَانُ: جمع ظعن، وهي الهوادج التي تحمل النساء على الجمال.
- اجْمَلْ مَهْرِي: جمل أصيل وسريع، يستخدم للركوب.
- المُدَاهَج: الطرق والمسالك.
- دَاعَجُ النَّجَلاتُ: صاحب العينين الواسعتين والشديدتي السواد.
- امْسَلْهَبْ: طويل وممشوق القوام.
- الهَوَادَج: جمع هودج، وهو مقعد له قبة يوضع على ظهر الجمل لتركب فيه النساء.
- اطْنَابُه: حبال الهودج.
- دَمْقْسِيَّا: نسبة إلى دمشق، ويقصد به القماش الفاخر المطرز.
- دُهْقَانٌ تَارْقِيَّا: صانع ماهر من الطوارق.
- يَنْدَهُ: ينادي بصوت عالٍ.
- المُحامَلُ: الجمال التي تحمل الهوادج.
- بِالنَّجَازِي: بسرعة.
- قُلُوعُ اغْلايَطُ: أشرعة السفن الكبيرة (Galleons).
- شَلْوي: نوع من الخيول الأصيلة.
- امْطِيَّا: الناقة أو الجمل المخصص للركوب.
- صَايَڤ: سائق أو قائد.
- امْهَامَهُ: الصحاري الشاسعة والمقفرة.
- المُضايَفُ: الضيوف.
- المَحْمَل: هودج مزين كان يحمل كسوة الكعبة ويخرج في موكب رسمي.
- يَرْعُبُوا: يخيفون من هيبتهم وكثرتهم.
- رَابَعُ: مكان الإحرام قرب مكة.
- نَفْسَلُ: نخلع الثياب المخيطة.
- البُرْهُمِيَّة: المنسوبة إلى إبراهيم عليه السلام.
- جِيرْنِي: أجرني، احمني.
- اللَّظِيَّا: من أسماء النار، وهي النار المشتعلة.
- حُلَّة: ثوب جميل، وهنا يقصد بها القصيدة.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم