الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

قصيدة مدينة الحضر العذراء الجزائر للشيخ إدريس بن أحمد العلمي

قصيدة مدينة الحضر العذراء الجزائر - الشيخ ادريس بن احمد العلمي

مدينة الحضر العذراء الجزائر - الشيخ ادريس بن احمد العلمي

نص القصيدة
خماسة: مدينة الحضر العذراء الجزائر مكمولة البها عينين الغزلان يعز ناسها شياب وشبان بيت غرامها العذراء بقاني ساهر ونجول في أبهاها عقلي ولهان غيوان حبها جار عليا جاير رسى في مهجتي القلب والأبدان بيت دقوا لخيام وخيوله كاتتشاخر ضراغم وبطال واليوث والشجعان وبقيت كانخمم وخبيري ساهر النوم غاب لي وجفل من الأعيان بيت الذات والجوارح وخلاقي صابر نكايد الصبر في الضي والديجان ما فادني صبر غير نويت نسافر ونطير في السماء برني بلا جنحان بيت الاسم الأعظم به حروفه داير وأمان الرسول عليها أمان قبالة المدينة كابرني طاير ونقول بأشواق قلبي ولسان بيت عروسة صبتها تركت عقلي حاير في حلل حانطة وحرير و روان سلمت عنها وعيوني تتقاطر ونقوال جيت عندك عاشق شرهان ريال عذراء باهية مكمولة ماريت زينها في عذراء في العز والبها والصولة ياقوتة بديعة خضراء بمحاسن ألبها مجمولة ماذركها في ملكه كسرى مدينة نعايم والخير الكاثر حدائق ومياه و دواح والأغصان جدار ومنازه زهو الخاطر بساتن وديار مالها ثمان بيت تلمع من ضياءها بالزين الفاخر تسبي أهل الهوى بالزين الفتان طفلة صغيرة طالقة زوج ضفاير مترصعين بالجوهر والعقيان بيت على المدون صالة همّة وتكابر العز والوقر والهيبة والشان المدون والأوطان من أبهاها غاير الهلال والنجوم والشمس الحسبان ريال ما ريت زينها بعياني تسبي من منظرها هيا قلبي من هواها فاني وعيون عندها صردية جبينها هلال الساني غرة تلوح كما الثريا بيت حجبان حجبوا ذاك الزين القاصر وشفارها شراوي يسحروا لذهان غنجور جرني بالحسن الباهر ورد الخدود فايق بن نعمان بيت والخال خلخل دخالي للعداء نافر شامة مبسمة في رياض السلطان فم الغزال خاتم زهوة للخاطر وشفوف قرمزي وجواهر الأسنان بيت عتنونها سليس فوق الغبة ظهر وصدرها عقارب منهم خيفان أصغى لي يا عشيق عقلي راح مسافر في ذا لوصاف ليا حضر الأذهان ريال ماريت زينها ومثلها في الزين ألبها والآداب ماريت عوض من يشبها زين الغزال بقي شباب والي نشوفها نعشقها في جمالها نمتع الأهداب بيت ربراب جيدها مارا زينه جاير ولاغزال ولا طاؤس بستان الاعضاذ ميض بزغوا من غيمه شار والكفوف فقموا وقلوم الصبعان بيت ونوابغ صدر طلوا من الغن جربي بهيج يسبي وإلا رمان البطن شقة حرير و ابر موبر ناير والرداف ردفوا للعشيق أعيان بيت صرة تسر قلب المغرم زاير والرفاغ سمك وإلا شوا بل طوفان والساق ساق لي بذخار وقدامها خدا لج زاروا المكان ريال لمتى نشوف حسن أبهاها في رياض سلطني يعجبني ومنازه أزهو بضيائها العود وأرباب يغني قانون قال أغنم تزها وعلى الزهو كن موني بيت الجنك والجناح وبيانو وكيا تر البزق وسوسن طار وعيدان كمنجة تحنن طبع الجزائر وصوت الحسين مع الزيدان بيت وأنا نشوف فها لغزالة ناظر خنثة مخنثة في سرور وسلوان ولا ارضات عني من فوق منابر أتذودني بالراح مختم كيسان بيت بين الأحباب تهدلي كاس معمر في بساطنا محتفل من كل الألوان ومحافل الزهو مقاعد وسرا ير قطوف ونمارق من كل ألوان بيت الند وأقماري يحرق في مباخر ومراش باهية تنطرسيل مزان ومصا بح الذهب كاترثي ومنابر حضرتنا زاهية بتاج الغزلان ريال سكانها رجال أديبة الدين والوفاء والعهد سكانها رجال حسيبا ربّ العباد عنهم شهد في الدين والأيمان رغيبة مقبول قولهم ونافد بيت مدينة العبادة والدين الناصر متبعين الفرائض مع السنان مدينة المساجد والعلم الظهر شيوخ وكهول أولاد وصبيان بيت حب الأشراف فهم نقادم عصر وأهل العلم والطلباء للان كبار وصغار أطفال ومحاضر مسا يد ومحاضر تقراء القران بيت ربي يعينهم المعبود القادر ويكون لينا سبحانه سبحان ربي يكون لينا وليا ناصر ويكون لينا رحيم ورحمان بيت ويسبل عنهم الستر ألي ياسر ويحفظهم من الجن والشيطان ختمت حلتي نستغفر للغافر من لا خفاه حالي عظيم الشان بيت ونزيد في صلاة المحبوب الطهر بالصلاة وعمني بالفضل والغفران سر وستر للمعبود البصر يصلح حالنا الكريم الرحمان بيت خذ تقات تلذغ بها من دسر والي جحيد والبغض والخوان وسلامي للأشياخ من نلت منهم مفاخر رحموا على دريس من جاب ذو الأوزان.
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة هي من أروع ما قيل في وصف مدينة الجزائر، حيث يشبهها الشاعر بفتاة عذراء جميلة ويسرد رحلته الشوقية إليها، ثم يصف جمالها الفاتن، وينتقل لوصف مجالس الطرب فيها، وأخيراً يمدح أهلها ويختم بالدعاء.

المقدمة (الخماسة والبيوت الأولى): رحلة الشوق

يبدأ الشاعر بوصف مدينة الجزائر بأنها "عذراء" كاملة الجمال، ويذكر عزة أهلها. ثم يصف كيف أن حبها أبقاه ساهراً وجعل عقله هائماً. هذا الحب القوي استقر في قلبه وجسده. يقرر الشاعر، بعد أن نفد صبره، أن يسافر إليها ولو كان سيطير في السماء بلا أجنحة، مستعيناً بالاسم الأعظم وبأمانة الرسول الكريم.

وصف جمال العروس (الجزائر)

عندما يصل الشاعر، يجدها "عروسة" ترتدي أجمل الحلل، فيسلم عليها كعاشق ولهان. ثم يبدأ في وصفها بالتفصيل: هي ياقوتة خضراء بديعة، لم يمتلك مثلها كسرى في ملكه. يصفها بأنها مدينة النعيم والخير، بحدائقها ومياهها ومنازلها التي لا تقدر بثمن. يصفها كطفلة جميلة لها ضفيرتان مرصعتان بالجوهر، وأن كل المدن الأخرى تغار من حسنها. ثم يواصل وصف ملامحها كفتاة: جبينها كالهلال، عيونها حادة وجميلة، حواجبها مقوسة، وخدودها كالورد، ولها شامة (خال) تزيدها جمالاً، وأسنانها كالجواهر.

وصف جسدها ومجالس الطرب

يستمر الشاعر في الوصف الحسي الدقيق، فيصف عنقها وصدرها وذراعيها وكفوفها وبطنها وأردافها وساقيها، مستخدماً تشبيهات من الطبيعة ومن عالم الترف (غزال، طاووس، حرير، رمان). بعد هذا الوصف، ينتقل الشاعر إلى وصف مجالس الطرب في هذه المدينة، فيذكر الآلات الموسيقية المتنوعة كالجنك والبزق والبيانو والعود والكمنجة، التي تعزف "طبع الجزائر" وأنغاماً أخرى كالحسين والزيدان. يصف كيف يجلس في هذه المجالس السعيدة، والمدينة "الغزالة" تسقيه كؤوس الشراب في احتفال بهيج مليء بالبخور والروائح العطرة والمصابيح الذهبية.

مدح أهل الجزائر والدعاء

في الجزء الأخير من القصيدة، ينتقل الشاعر من الوصف المادي إلى مدح أهل المدينة. يصفهم بأنهم أهل أدب ودين ووفاء وعهد، وأنهم متبعون للكتاب والسنة، محبون للأشراف والعلماء. يصف مدينتهم بأنها مدينة المساجد والعلم، حيث يُقرأ القرآن في كل مكان ومن جميع الأعمار. ثم يختم بالدعاء للمدينة وأهلها بأن يحفظهم الله ويعينهم ويسترهم، ويطلب لنفسه المغفرة والرحمة، ويرسل سلامه على شيوخ العلم الذين تعلم منهم، طالباً من القارئ أن يترحم على "دريس" (وهو الشاعر نفسه) الذي نظم هذه الأبيات.

شرح الكلمات الصعبة
  • الحضر: المدينة العامرة بالسكان.
  • مكمولة البها: كاملة الجمال والحسن.
  • غيوان: الشوق الشديد، الهيام.
  • ضراغم: جمع ضرغام، وهو الأسد، كناية عن الشجاعة.
  • الديجان: الظلمات، سواد الليل.
  • برني: طائر أسطوري كبير وقوي.
  • شرهان: شديد الشوق واللهفة.
  • ريال: نوع من المقاطع الشعرية في الملحون، يختلف عن البيت العادي.
  • صولة: هيبة وقوة وجاه.
  • ماذركها: لم يدركها، لم يمتلكها.
  • العقيان: نوع من الجواهر أو الخرز الثمين.
  • المدون: المدن الأخرى.
  • صردية: تشبه عيون الصرد (طائر)، كناية عن حدة وجمال النظرة.
  • غنجور: الفم الجميل، أو الحسن والدلال.
  • عتنونها: ذقنها.
  • ربراب: الغزال الأبيض، كناية عن جمال العنق.
  • الاعضاذ: جمع عضد، وهو الذراع.
  • فقموا: امتلأوا، كناية عن جمال وامتلاء الكفوف.
  • نوابغ: جمع نابغة، والمقصود هنا النهدين البارزين.
  • جربي: نوع من الأقمشة الفاخرة.
  • الرداف: الأرداف.
  • الرفاغ: الأفخاذ.
  • الجنك: آلة موسيقية وترية قديمة.
  • خنثة: تتمايل بدلال.
  • أتذودني: تسقيني.
  • الراح: الخمر، أو الشراب.
  • نمارق: وسائد ومساند.
  • أقماري: نوع من العود أو البخور.
  • تنطرسيل: تطريز جميل ومتقن.
  • السنان: جمع سنة، وهي سنن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • نقادم: قدماء، من زمن بعيد.
  • تقات: أبيات قوية ومؤثرة.
  • دسر: الذي يدس المكائد أو يحيكها.
  • جحيد: جاحد، ناكر للجميل.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق