قصيدة مدينة الحضر العذراء الجزائر للشيخ إدريس بن أحمد العلمي
مدينة الحضر العذراء الجزائر - الشيخ ادريس بن احمد العلمي
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة هي من أروع ما قيل في وصف مدينة الجزائر، حيث يشبهها الشاعر بفتاة عذراء جميلة ويسرد رحلته الشوقية إليها، ثم يصف جمالها الفاتن، وينتقل لوصف مجالس الطرب فيها، وأخيراً يمدح أهلها ويختم بالدعاء.
المقدمة (الخماسة والبيوت الأولى): رحلة الشوقيبدأ الشاعر بوصف مدينة الجزائر بأنها "عذراء" كاملة الجمال، ويذكر عزة أهلها. ثم يصف كيف أن حبها أبقاه ساهراً وجعل عقله هائماً. هذا الحب القوي استقر في قلبه وجسده. يقرر الشاعر، بعد أن نفد صبره، أن يسافر إليها ولو كان سيطير في السماء بلا أجنحة، مستعيناً بالاسم الأعظم وبأمانة الرسول الكريم.
وصف جمال العروس (الجزائر)عندما يصل الشاعر، يجدها "عروسة" ترتدي أجمل الحلل، فيسلم عليها كعاشق ولهان. ثم يبدأ في وصفها بالتفصيل: هي ياقوتة خضراء بديعة، لم يمتلك مثلها كسرى في ملكه. يصفها بأنها مدينة النعيم والخير، بحدائقها ومياهها ومنازلها التي لا تقدر بثمن. يصفها كطفلة جميلة لها ضفيرتان مرصعتان بالجوهر، وأن كل المدن الأخرى تغار من حسنها. ثم يواصل وصف ملامحها كفتاة: جبينها كالهلال، عيونها حادة وجميلة، حواجبها مقوسة، وخدودها كالورد، ولها شامة (خال) تزيدها جمالاً، وأسنانها كالجواهر.
وصف جسدها ومجالس الطربيستمر الشاعر في الوصف الحسي الدقيق، فيصف عنقها وصدرها وذراعيها وكفوفها وبطنها وأردافها وساقيها، مستخدماً تشبيهات من الطبيعة ومن عالم الترف (غزال، طاووس، حرير، رمان). بعد هذا الوصف، ينتقل الشاعر إلى وصف مجالس الطرب في هذه المدينة، فيذكر الآلات الموسيقية المتنوعة كالجنك والبزق والبيانو والعود والكمنجة، التي تعزف "طبع الجزائر" وأنغاماً أخرى كالحسين والزيدان. يصف كيف يجلس في هذه المجالس السعيدة، والمدينة "الغزالة" تسقيه كؤوس الشراب في احتفال بهيج مليء بالبخور والروائح العطرة والمصابيح الذهبية.
مدح أهل الجزائر والدعاءفي الجزء الأخير من القصيدة، ينتقل الشاعر من الوصف المادي إلى مدح أهل المدينة. يصفهم بأنهم أهل أدب ودين ووفاء وعهد، وأنهم متبعون للكتاب والسنة، محبون للأشراف والعلماء. يصف مدينتهم بأنها مدينة المساجد والعلم، حيث يُقرأ القرآن في كل مكان ومن جميع الأعمار. ثم يختم بالدعاء للمدينة وأهلها بأن يحفظهم الله ويعينهم ويسترهم، ويطلب لنفسه المغفرة والرحمة، ويرسل سلامه على شيوخ العلم الذين تعلم منهم، طالباً من القارئ أن يترحم على "دريس" (وهو الشاعر نفسه) الذي نظم هذه الأبيات.
شرح الكلمات الصعبة
- الحضر: المدينة العامرة بالسكان.
- مكمولة البها: كاملة الجمال والحسن.
- غيوان: الشوق الشديد، الهيام.
- ضراغم: جمع ضرغام، وهو الأسد، كناية عن الشجاعة.
- الديجان: الظلمات، سواد الليل.
- برني: طائر أسطوري كبير وقوي.
- شرهان: شديد الشوق واللهفة.
- ريال: نوع من المقاطع الشعرية في الملحون، يختلف عن البيت العادي.
- صولة: هيبة وقوة وجاه.
- ماذركها: لم يدركها، لم يمتلكها.
- العقيان: نوع من الجواهر أو الخرز الثمين.
- المدون: المدن الأخرى.
- صردية: تشبه عيون الصرد (طائر)، كناية عن حدة وجمال النظرة.
- غنجور: الفم الجميل، أو الحسن والدلال.
- عتنونها: ذقنها.
- ربراب: الغزال الأبيض، كناية عن جمال العنق.
- الاعضاذ: جمع عضد، وهو الذراع.
- فقموا: امتلأوا، كناية عن جمال وامتلاء الكفوف.
- نوابغ: جمع نابغة، والمقصود هنا النهدين البارزين.
- جربي: نوع من الأقمشة الفاخرة.
- الرداف: الأرداف.
- الرفاغ: الأفخاذ.
- الجنك: آلة موسيقية وترية قديمة.
- خنثة: تتمايل بدلال.
- أتذودني: تسقيني.
- الراح: الخمر، أو الشراب.
- نمارق: وسائد ومساند.
- أقماري: نوع من العود أو البخور.
- تنطرسيل: تطريز جميل ومتقن.
- السنان: جمع سنة، وهي سنن النبي صلى الله عليه وسلم.
- نقادم: قدماء، من زمن بعيد.
- تقات: أبيات قوية ومؤثرة.
- دسر: الذي يدس المكائد أو يحيكها.
- جحيد: جاحد، ناكر للجميل.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم