الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة مايلي صدر حنين لبومدين بن سهلة مع الشرح

قصيدة ما يلي صدر حنين - بومدين بن سهلة

قصيدة ما يلي صدر حنين - بومدين بن سهلة

نص القصيدة
ما يلي صدر حنين * كثروا حسودي و حسودك لك ما صبت منين * يا طفلة أرجاني نشوفك هي كاملة الزين * عند لالة آش يبرد نيرانك * أيا كاملة الزين عند لالة سهرانين يا عذاب قلبي من نهوى * في محبتك ما صبت دواء ما تفيد في غرامك فتوى * صادني جرح مكين هاج ضري دونك أقوى * و صبرت في الدهر سنين أنجرحت بالشفة أما لك * من كمال حسنك و جمالك سبحان الله أعطاك * زينك ما يوصله زين سالفك يهبل من شافك * فايت غراب البين سالفك على الغرة طايح * مصبوغ كحيل و ناصح حواجب أقواس مجارح * بسهام و لحظ العين خدودك مثل الورد فاتح * كاد عشيقك ينسى الدين يا شبيهة شعاع القمرة * و المشتري مع الزهراء مضرور منك ما نبرى * ساهر في الداج حزين صابر المولى القدرة * الله رب العالمين يا شبيهة شعاع الوقفة * بالخد تسحر و الشفة روح حبيبك في الخفاء * صــــــــادنـي بين و بين يا طولة علام الشرفاء * جاء بأمــحــاله واقفين خلخلتني يا حبيبي * بصفة تلك الرقبة تسبى زينك مصنوع من ربي * ما يوجد في البرين و زنودك كسيف الذهبي * قيمته يسوى ألفين بزنود تسحر و معاصم * مخمس طبعوه خواتم الأصباع رقاق كقلم * طالب حافظ الستين صنع الإله الحاكم * ما صنعوها يدين على الملاح زينك يتفاخر * و الثغر مرجان جواهر بعطور و مسوك و عنبر * ريقك به رشفتين و صوت بالذيل يخبر * مزموم سيكة و حسين وصفك ما وصفه فاصح * لو يظل في بهاك يصلح ريت عنده زوج تفافح * مقوسين مجموعين بن سهلة بايت فارح * حاز ذوك النهدين أيا كاملة الزين
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

تعتبر هذه القصيدة نموذجاً رائعاً لشعر الغزل في الملحون، حيث يبدأ الشاعر بالشكوى من لوعة الفراق والعواذل، ثم ينتقل إلى الوصف الحسي الدقيق لجمال محبوبته، وينتهي بتحقيق الوصال (ولو في الخيال).

المقطع الأول: شكوى الوحدة والعواذل

"ما يلي صدر حنين * كثروا حسودي و حسودك..."
يفتتح الشاعر القصيدة بشكوى من وحدته، فهو لا يجد صديقاً مقرباً أو "صدراً حنوناً" ليبث له شكواه. يوضح أن العائق بينه وبين محبوبته هو كثرة الحساد له ولها. يعبر عن يأسه من إيجاد طريقة للوصول إليها ورؤيتها. ثم يتساءل عن الشيء الذي يمكن أن يطفئ نيران شوقه، ويصفها بـ "كاملة الزين".

المقطع الثاني: المعاناة من الحب وجراحه

"يا عذاب قلبي من نهوى * في محبتك ما صبت دواء..."
يخاطب محبوبته مباشرة قائلاً إنها "عذاب قلبه". يعترف بأنه لم يجد دواءً شافياً لحبه، وأن أي نصيحة أو "فتوى" دينية لا تفيد في حالة غرامه. لقد أصابه الحب بجرح عميق ومتمكن. ويزداد ألمه قوة في غيابها، على الرغم من أنه صبر على هذا الحال لسنوات طويلة.

المقطع الثالث: وصف جمال الوجه والشعر

"أنجرحت بالشفة أما لك * من كمال حسنك و جمالك..."
يقول إنه جُرح بجمال شفتيها وبكمال حسنها وجمالها. يتعجب من عظمة الخالق الذي وهبها جمالاً لا يضاهيه جمال. ثم يصف شعرها الأسود ("السالف") بأنه يسلب عقل من يراه، وأن سواده يفوق سواد "غراب البين" (وهو غراب أسود كبير كان يعتبر في الموروث نذير شؤم وفراق، ويستخدم هنا للدلالة على شدة السواد).

المقطع الرابع: وصف الحواجب والخدود

"سالفك على الغرة طايح * مصبوغ كحيل و ناصح..."
يواصل وصف شعرها الأسود المصبوغ الذي ينسدل على جبينها الأبيض المشرق. ثم يصف حاجبيها بأنها كالأقواس التي تجرح بسهام نظراتها. أما خداها فهما كالورد المتفتح في حمرتهما ونضارتهما، وجمالهما هذا يكاد يفتن عاشقها حتى ينسى دينه.

المقطع الخامس: وصف الجسد والقامة

"يا شبيهة شعاع القمرة * و المشتري مع الزهراء..."
يشبهها في إشراقها بضوء القمر والكواكب كالمشتري والزهرة. ويقول إن جمال رقبتها الفاتنة قد أفقده صوابه. يؤكد أن جمالها هو خلق إلهي فريد لا يوجد مثله في البر أو البحر. أما سواعدها ("زنودك")، فهي كالسيف الذهبي الذي تقدر قيمته بألفي دينار.

المقطع السادس: وصف الأيادي والثغر والصوت

"بزنود تسحر و معاصم * مخمس طبعوه خواتم..."
يصف أياديها بأنها تسحر بمعاصمها المزينة بالخواتم. أصابعها دقيقة كقلم طالب العلم الذي حفظ القرآن كاملاً. ثم ينتقل لوصف فمها، فيقول إن جمالها يتفوق على كل الجميلات، وفمها ("الثغر") يحتوي على أسنان كالمرجان والجواهر. ورائحة فمها عطرة كالمسك والعنبر. أما صوتها، فيشبهه بالأنغام الموسيقية الموزونة على مقامي "السيكة" و"الحسين".

المقطع السابع: الخاتمة والوصال

"وصفك ما وصفه فاصح * لو يظل في بهاك يصلح..."
يختتم الشاعر القصيدة بالاعتراف بأن أي شاعر فصيح لا يمكنه أن يوفي جمالها حقه. ثم ينتقل إلى وصف نهديها، مشبهاً إياهما بالتفاحتين. وفي البيت الأخير، يوقع الشاعر باسمه "بن سهلة"، معلناً أنه قضى ليلته سعيداً لأنه نال مراده وحاز على وصال محبوبته. هذه النهاية تمثل ذروة القصيدة وتحول الشكوى والمعاناة إلى فرحة وانتصار بالوصال.

شرح الكلمات الصعبة
  • صدر حنين: (كناية) صديق مقرب وعطوف يمكن للمرء أن يبث إليه همومه.
  • ما صبت منين: (عبارة دارجة) لم أجد طريقة أو سبيلاً.
  • أرجاني: (فعل أمر) انتظرني، أو أمهلني، أو دعني.
  • مكين: راسخ، عميق، ومتمكن.
  • سالفك: خصلة الشعر المنسدلة على جانب الوجه.
  • غراب البين: هو الغراب الذي كان يُعتقد في الأدب القديم أنه نذير شؤم وفراق. استخدامه هنا هو للمبالغة في شدة سواد شعرها.
  • الغرة: بياض وإشراق الجبين.
  • ناصح: صافٍ وخالص، وتستخدم لوصف اللون النقي.
  • مجارح: (جمع) تجرح أو تسبب الجراح.
  • الداج: سواد الليل وظلمته الشديدة.
  • الوقفة: الهيئة أو القامة والمظهر العام للشخص عند وقوفه.
  • أمــحــاله: (جمع محلة) وتعني مخيماته ومنازل جيشه، وهي كناية عن الحاشية والقوة التي تصاحبها.
  • خلخلتني: أربكتني، أذهبت صوابي، زعزعت كياني.
  • البرين: (تثنية البر) وتعني البر والبحر معاً، أي على وجه الأرض كلها.
  • زنودك: (جمع زند) وهي السواعد، أي المنطقة ما بين الكوع والرسغ.
  • مخمس: نوع من الخواتم الكبيرة، أو ما كان مزيناً بخمسة فصوص.
  • حافظ الستين: حافظ القرآن الكريم كاملاً، حيث ينقسم القرآن إلى ستين حزباً.
  • الثغر: الجزء الأمامي من الفم والأسنان، وغالباً ما يستخدم ككناية عن الفم بأكمله.
  • رشفتين: (تثنية رشفة) وتعني مقدار ما يُشرب في المرة الواحدة، أي شربتين أو مصتين.
  • صوت بالذيل يخبر: عبارة تصف جمال الصوت ورقته، وقد تشير إلى طريقة نطق معينة فيها دلال أو رقة.
  • مزموم: موزون أو مضبوط على نغم معين.
  • سيكة و حسين: من أشهر المقامات والطبوع في الموسيقى الأندلسية والمغاربية.
  • فاصح: شخص بليغ وفصيح اللسان.
  • تفافح: (جمع تفاحة) تفاح، وهي كناية عن النهدين.
  • حاز: نال، امتلك، وظفر بـ.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق