قصيدة الغيبا لسيدي قدور العلمي مع الشرح المفصل

القسم الأول اَيَا سيدي انْدْهَلْتْ حِينْ عَوَّلْ وَلْفِي وَنْوَى إيغِيبْ وَالَفْتْ كُلْ يُومْ انْشُوفـُو ونمَتَّعْ النَظْرْ فَاحْرُوفُو وجْوَارْحِي عْلِيه إيْرُوفُو طَبْــعْ لَغْزَيَّل أَظْرِيفْ وعلى الخْوَاطَرْ اخْفِيفْ قـَــدْ الْهـْـفِيــفْ حَازْ الأَدَبْ وْطِيبَـــا يَرْحَمْ مَنْ رَبَّــــاهْ عَوْضْ سِيدِي مُحَالْ انْرَاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم الثاني اَيَا سيدي وَدَّعْتْ قَامَتْ الغُصْنْ المَيَّاسْ الرْطِيبْ اسْتَحْيَا وانْعَصْرَتْ اخْدُودُو وتْفَتّْخُو من الغْلاَسْ اوْرُودُو وتنَيمُو اشْفَارْ اتْمُودُو لُونُ اتْقُول عَسْجَـــادْ بَــاهِي شرِيقْ َوقّــَادْ يَـــــفْجِي انْكَادْ مَنْ يَشْرَبْ كاس اصْهِيبَا ويَنَـــاظَرْ فَبْهَــاهْ مَالْكِي سُبْحَان من انْشَاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم الثالث وهُوَ يَا sِيدِي لا كُتْبْ لا ارْسُولْ إيجِي مَن عَنْدْ الحْبِيبْ واجْمِيعْ مَنْ الْقِيتْ أنَسَالُو وَانْقُول له حْبِـيبِـِي مَالُو مَا بَانْ مَا اظْهَرْ بَخْيَالُو بَعَْدَمَا اطَْرحْتْ لَشْكَالْ واقْرِيتْ سورَتْ الفَـــالْ الـخَــطْ قـَــالْ البْشَارَا لِيك اقْرِيبَا مَحَبُوبَكْ تَلْــقَـَـــاه بَعـْدْ سَبْعْ ايَّامْ تَرْجَّاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم الرابع قَالْ يَنَا سِيدِي مازَالْتْ نَرْتَجَي وَلْفِي يَعْكًـَبْ في اقْريبْ في الله الكْرِيمْ انْطَمْعُو إيْلَمْ شْمَلْنَا انْجْتَمْعُو لَسْوَايَعْ السْرُوْر انْرَجْعُو لأنِّي اعْشِيق مُولُوعْ مَانَا ادْهِيشْ مَفْزُوعْ عـاطِـي الطـُّوعْ ما نَهْرَبْ مَن الكْسِيبَا تابع غِيْر ارْضَاهْ كَمَا يْطِيعْ العَبْدْ لمُولاَهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم الخامس اَيَا سِيدِي نَصْبَر كَما اصْبـَرْ قـَلْبِي العْشِيقْ النْحِيبْ قَـيْسْ الغْرِيمْ بْهوَى لِيلَا واشْوَاقْ عَنْتَرا من عَبْلَا و الصّبر طب مَنْ يَتَبْلّى سِيفْ المْلِيحْ مَسْلُولْ مَاضِي ارْهِيف مَسْقُولْ بَعْــدْ الوْصولْ يُورِيكْ أصْدُود اعْجِيبَا ويْمَـكـَّن بَـجْفَاه حِينْ قَلْبَكْ كَيَتْمَنَّاه الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم السادس ايَا سِيدِي يَصْبَر لِعَلْتُو مَنْ لاَّ يَسْخَى لطْبِـِــيبْ يَصْبَر للجْفَى و الهَجْرا مَنْ لاّ اسْخَى بْدهبْ وَ فجرَا دَغْيَا اتْخِيبْ فِيهْ النَّظْرَا طَـبْع المْلِيحْ غَدَارْ لا تَامْنُو الى زَارْ خُــدْ الاخْــبــارْ من عَنْدِي بالتَجريبـَا مَلْحْ الزِّينْ اجْفَاهْ و البْهَا تِيهَانُو وتَاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم السابع ايَا سِيدِي دِيمَا الزِّينْ مَتْبُوعْ بالعْدَا و الرْقِيبْ كَجَبْحْ عَامَر بشَهْدْ احْلُو من لاَّ يْطِيقْ يَلْقَـَـى نَحْلُو باشْ من احْيَالْ يَوْصَل عَسْلُو كَكَنْزْ بين الاجْبَالْ عَنُو اعْفَارَتْ اُغَوَالَ اشْ من احـْـيـَالْ تَنفَعْ وَاشْ مَن اخْزِيبَا يـَوَصْلُو مَن جَاهْ هَـكَدَاك الزِّينْ في مَعْنـَاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم الثامن ا يَا سِيدِي لَو كَان الجْبَالْ اسْكَنْهَا الهْوَى اتِْريبْ لَوْ كَان الحْجَارْ إيْدُوبُو و القَـَفر اينحَطَّمْ بَعْشُوبُو من لِيعَتْ الهْوَى و اكْرُوبُو لو كَان وَادْ مَزْرُوبْ ولا ارْيَاضْ مَخْصُوبْ هَادُو اعْجُــــوبْ الهْوَى و العِشْقْ امْصِيبَا فِي اَول مَبْدَاهْ هَكْدَاكْ اتْمَامُو شوّاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم التاسع ا يَا سِيدِي قُولْ الحْسُودْ شَيْدِيرُو بالوْنِيسْ الغْرِيبْ ظَنْ الجْحُودْ جِيبِي خَاطِي لاَ مَال لاَ ازْهُو في ابْسَاطِي الكْرِيمْ قُلْت هُوَ العَاطِي قـَلْبـِي اسْلِيمْ مَبْسُوطْ عَقْلِي ارْجِيحْ مَنْشُوطْ حَاضِي اشْرُوطْ وَ الحَقْ علِيه الهِيبَا وَ المَقْصُودْ الله حَدْ جَهْدِي ما نَتـْعَدَاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم العاشر ا يَا سِيدِي العْشِيقْ بِين ثـَلـْجْ و بـِين اجْمَارْ اللَّهِـيـبْ مَا دَابْ له الثـَّلْج البَارَدْ ولاَ اطْفـَى الجَمْر الوَاقَدْ وابقَى على السَّهْر مَتْوَابَدْ امْثَـلْ الحَمَامْ مَفْرَادْ فُوْق لَبـْرَاجْ غَــرَّادْ صَاب البْــــلاَدْ من فَرْك الطِيرْ اغْرِيبَا واتْـقَــوَّى في ابْكـَاهْ لا اولِيفا لا اوْلِيفْ امْعَـاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم الحادي عشر ا ياسيدي وَلَّى عَنْـدْ قُـــومَان اليُومْ الجُـودْ عَـيـْــبْ من جَادْ كَيْقُولُو فَاسَدْ من سَاعْتُ يولّي رَاشـــدْ و يتُوبْ عُمْرو لا عَاودْ مَن اتْمَجْدُو بْتَمْجِيدْ إصِـيغْ لـِيكْ النـْشِـيدْ لمـَنْ اتعيد لَبْيَاتْ و ايْقُولْ اعْجِيبَا مُولاَهَا عَفَاهْ حُلْ عَيْنِـكْ و نْظُر مَعْطَاهْ الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ القسم الثاني عشر ا يَا sِيدِي ظَـنـِّيتْ مَا بـْقـَا سَاخِي يَسْخَى بالنْصِيبْ وَينْ السْخاَ وَيْنْ اجْوَادُو سَكْنُو فَـاللْحُودْ وُ بَادُو ومْضَى اخْبَارْهُمْ و فقَادُو بَاقِي الخِــيرْ مُوْجُودْ بـِوْجُودْ نَاسْ الجُودْ نَـعْــمْ الودُودْ يَحْسَنْ لِيَّ العْقِيبَا لا غَيرُ نَرْجَاهْ لاَيَنْ الجَيِّد هُـوْ الله الحربة طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ

هذه القصيدة للشاعر الصوفي الكبير قدور العلمي هي قصيدة في "الأشواق"، يعبر فيها الشاعر عن ألمه العميق وحرقته بسبب غياب محبوبه، الذي يرمز به إلى الحقيقة الإلهية أو إلى شيخه في الطريق الصوفي.

الحربة: لوعة الفراق

تبدأ القصيدة بالحربة (اللازمة) التي تلخص حال الشاعر: "طالَتْ بْسِيدِي هَذَا الغِيبَا / وتْوَحَشْتْ ابْهَــــاهْ / لاَ اقْدَرْتْ للفْرَاقْ امْعَـاهْ". يشكو الشاعر من طول غياب "سيده"، وأنه قد اشتاق لجماله وبهائه، ولم يعد يقدر على فراقه.

شكوى العاشق

يصف الشاعر كيف أنه قد ذهل عندما عزم محبوبه على الغياب، بعد أن كان قد اعتاد على رؤيته كل يوم. هو لا يجد من يراسله، ويسأل كل من يلقاه عن حبيبه. يلجأ إلى "قراءة الفال"، فيأتيه الجواب بأن البشرى قريبة، وأن عليه أن ينتظر سبعة أيام.

الصبر وطبيعة الحب

يؤكد الشاعر أنه سيظل صابراً، ويقارن صبره بصبر العشاق المشهورين مثل قيس وعنترة. ثم يتأمل في طبيعة الحب والجمال، فيرى أن "طبع المليح غدار"، وأن الجمال يتبعه دائماً الأعداء والرقباء، ويصعب الوصول إليه كما يصعب الوصول إلى كنز في الجبال أو عسل في خلية نحل.

نقد اجتماعي

في الأخير، ينتقل الشاعر إلى نقد اجتماعي، فيرى أن الجود والكرم قد أصبحا عيباً في زمانه، وأن أهل السخاء قد رحلوا. لكنه يعود ليؤكد أن الخير باقٍ بوجود أهل الجود، وأن الكريم الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى.

• انْدْهَلْتْ: ذهلت وتحيرت.
• وَلْفِي: حبيبي.
• إيْرُوفُو: يرأفون.
• لَغْزَيَّل: الغزال الصغير.
• الْهـْـفِيــفْ: الرشيق.
• الغِيبَا: الغياب.
• ابْهَــــاهْ: بهاؤه وجماله.
• المَيَّاسْ: المائل.
• الغْلاَسْ: الظلام.
• عَسْجَـــادْ: ذهب.
• َوقّــَادْ: متوهج.
• انْكَادْ: هم.
• اصْهِيبَا: خمر.
• لَشْكَالْ: الأشكال، أي الرمل أو الفال.
• يَعْكًـَبْ: يعود.
• ادْهِيشْ: مدهوش.
• الكْسِيبَا: العبودية.
• النْحِيبْ: الباكي.
• الغْرِيمْ: العاشق.
• ارْهِيف: رقيق.
• مَسْقُولْ: مصقول.
• اصْدُود: صدود وهجر.
• فجرَا: فضة.
• تِيهَانُو وتَاهْ: دلاله وضاع.
• جَبْحْ: خلية نحل.
• اخْزِيبَا: حيلة.
• اتِْريبْ: تنهدم.
• القَـَفر: الصحراء.
• مَزْرُوبْ: سريع الجريان.
• مَخْصُوبْ: خصب.
• شوّاهْ: حارق.
• الجْحُودْ: الجاحدون.
• ابْسَاطِي: مجلسي.
• ارْجِيحْ: راجح.
• مَنْشُوطْ: نشيط.
• مَتْوَابَدْ: دائم.
• مَفْرَادْ: وحيد.
• غَــرَّادْ: مغرد.
• فَرْك: فراق.
• قُـــومَان: الناس.
• بَادُو: فنوا.
• العْقِيبَا: العاقبة.