قصيدة من ذاك اللي زرعت تحصد للشيخ عبد القادر الخالدي مع الشرح المفصل

المطلع راني دعيك للشرع يا قصابي*****قدام الحق نحاسبك يوم ان يعظم يوم لا مال ينفعك و لا كسبي*****لا شاهد لا وكيل شرعي يتكلم ما قدمته غدا تصيبه متخبي*****من خير و غير قول و فعل مزمم كما تدين قال تدان النبي*****من ذاك اللي زرعت تحصد و تعرم عيبك غاني عليه و تشوف لعيبي*****و تبني لي في مهادمي و انت هادم هنا و لهيه ما نقيلك بذنوبي*****انت و آخرين بهم العالم عالم اضحك و ازهى و زوخ ببديع الثوبي*****و ارج يوم الخلاص ها هو ليك عزم ما تعرف ليمتى يصيدك نشابي*****من يد الله يوصلك مسموم ادهم في ذاتك و العزيز عنك من الصلبي*****و المال اللي كنزت بحرامه يحطم تطول الطايلة و نبلغ مرغوبي*****و تدور الدايرة على سمنك يرزم تـــــداول بيننا الأيـــــــــــام نوابي*****و الاجل لكل شيء مقدر و محتم ما هو ضني عليك ذا يا قصابي*****يــــا نكار الاحباب لعقابك تندم عاملتك كالخو و حطيتك جنبي*****وعلمتك حتى ضحيت للناس تعلم ساعة و ليت كلب لعرقوبي*****و بغيت تنال حظ من حظ الضيغم ما توفهاش كان قصدك في طبي*****يدفع عني بلاك ربي يا ظالم الكلب اذا اكل سبع كلب كلابي*****و الأسد كان دار للكلب استذمم عندي عدة متينة مولاها ربي*****نهتك بها مبارزي هتك يهظم حسبي الله لكارهي و طليبي*****ذو الحاسد و البغيظ و النمام و اللي شاتم حسبي الله ذا سلاحي و حجابي*****مـن زيغات العين و اشرار بني ادم اللي كارهني يموت حيران البيبي*****ما يجبر في المسالك طريق مسقم يغدى مقذوف من قذفني في نسبي*****و يخلص عند الوفاة من في يدهم نسبي صافي و مالكي في مذهبي*****وجدودي ظاهرين و اسمي في العالم عبد القادر الخالدي في لقبي*****معسكري صحيح حشمي ولد حشم

هذه القصيدة للشاعر الكبير عبد القادر الخالدي هي قصيدة "هجاء وعتاب"، يوجه فيها الشاعر كلاماً قاسياً لشخص خانه ونكر جميله، ويذكره بيوم الحساب، ويفخر في الختام بنسبه وأصله.

المطلع: الشكوى إلى الله

يبدأ الشاعر بمخاطبة خصمه الذي يلقبه بـ "القصابي" (الجزار)، في إشارة إلى قسوة قلبه. يتوعده بالشكوى إلى الله يوم القيامة، حيث لا ينفع مال ولا شهود، وحيث يجد كل إنسان ما قدمت يداه. يذكره بالحديث الشريف "كما تدين تدان"، وبأن الإنسان يحصد ما يزرع.

العتاب والتهديد

يعاتب الشاعر خصمه على نكران الجميل، فيقول له: "عاملتك كالخو و حطيتك جنبي / وعلمتك حتى ضحيت للناس تعلم / ساعة و ليت كلب لعرقوبي". يصفه بـ "كلب العرقوب" الذي يعض اليد التي امتدت إليه بالإحسان. ثم يهدده بأن الله سيدفع عنه بلاءه، وأنه يملك "عدة متينة" من عند الله ليهزم بها خصومه.

التوكل والفخر

يؤكد الشاعر أن حسبه هو الله، وأن هذا هو سلاحه وحجابه من كل شر. يدعو على كارهيه بأن يموتوا حائرين، وأن يقتص الله منهم. ثم يختم بالفخر بنسبه، فيقول إنه "مالكي المذهب"، و "عبد القادر الخالدي" لقبه، وهو من مدينة معسكر، ومن أصل كريم.

• قصابي: جزار، وهنا بمعنى شخص قاسٍ وغدار.
• مزمم: مختوم، مسجل.
• تعرم: تحصد وتجمع.
• مهادمي: أطلالي.
• لهيه: هناك (في الآخرة).
• ما نقيلك: لن أتركك.
• زوخ: افتخر.
• نشابي: سهمي.
• ادهم: أسود، وهنا بمعنى قاتل.
• الصلبي: من صلبك، أي أبناؤك.
• يرزم: يهدم.
• نوابي: نوبات، أدوار.
• كلب لعرقوبي: الكلب الذي يعض من الخلف، رمز للغدر.
• الضيغم: الأسد.
• استذمم: طلب الحماية.
• يهظم: يهدم بقوة.
• طليبي: من يطلبني بالشر.
• البيبي: القلب.
• مسقم: مستقيم.
• حشمي: من أصل كريم.