قصيدة تاج الملاح ارفق يا مالكي للشيخ قدور العلمي مع الشرح

ارفق امالكي بعبدك واعطف ياسابغ النيام ** يابدر بان من الغيام ** يهديك الله لاتعدب قلبي قاسيت ما كفى انت المصوف بالمحاسن وانا الملسوع بالغرام ** واعييت نكايد السقام ** اما بردت من جمار في قلبي محال تنطفى ونبات ساهر الليالي ودموعي حايفة سجام ** نبكي ونوح فالرصام ** على محبوب خاطري من جار علي ولا عفى وانت يا مالكي نشاهد خدك يظوي على الرصام ** ما بين محاسن الريام ** ونقول بريت من علالي ونسيت محاين الجفى رغبو تاج الملاح في يحييني غير بالسلام ** و يراعي سيرت الكرام ** لا خير فالي جفى حبيبه بعد ايام الموالفة بهواك امالكي فنييت ** لا حالة كيف حالتي صابر لجفاك ما شكيت ** شاكي بضرار علتي في طريق هواك ماعييت ** حتى تنقضى حاجتي اذا انا نلت ما نويت ** منك يا روح راحتي نسعد ونقول ما مشالي تمجادي فالبها حرام ** وانا ما ضاع لي نظام ** نسمع قول الحسود في ويزيد الصد و الجفى وين العهود والمواثق وحنا خاوة بلا خصام ** لا تسمع للعدى كلام ** واليوم انا ضحيت العدو وعداي ليك رايفة وانت عندي متيل روحي وانا ليك كغلام ** نخدم ونقبل القدام ** ونبايع ليك غير ننظر وجهك يا شارد العفى ماذا صبرت خاطري قندوزك مارضى حكام ** وحلف السعد لا سقام ** ما بيدي ما ندير نطلب الله يجود بالشفى رغبو تاج الملاح في يحييني غير بالسلام ** ويراعي سيرت الكرام ** لا خير فالي جفى حبيبه بعد ايام الموالفة اما جوزت من الاوقات ** كنت مغطي بتوبها تسوى الياقوت و التقات ** والسعد اسقام منها والكاس مدامعو جرات ** بين الشمعة وضيها ما تسمع غير كب هات ** والخمرة لذ شربها وين ايام الزهو البيضاء وانت نشوان بلا مدام ** ساقي في بساطنا همام ** مصيون على عيون العدى وعليك الداج ما خفى صدقوا من جربوا وقالوا ماذا متل الزهو ايام ** لوكان تدوم للقدام ** لوكان الشمس في سماها تبقى ديما مشرفة شتقتيني فداك البهى واهجرتني على الدوام ** لله يا سابغ النيام ** انشر ثوب الرضى علي وطويته بالمخالفة نعتادك صاحب الولاعة في بيات الشعر والنظام ** وتواشح ما لها سوام ** نعرفك صاحب اللطافة والرأفة و المساعفة رغبوا تاج الملاح في يحييني غير بالسلام ** ويراعي سيرت الكرام ** لا خير فالي جفى حبيبه بعد ايام الموالفة هذه مدة بلا حساب ** وانا كامي علايلي نستنا ساعة الصواب ** فيها نقضى مسايلي كنطلب عاتق الرقاب ** يجمع بيا غزيلي سلطاني راشف الهذاب ** ناير الخدود قاتلي صرصر عني وهاض بيا وبهضني مالكي و زام ** كدا زهوة على الحمام ** واترك جسمي نحيل فاني مقسوم على المناصفة لوصبت نهبلو مالي كذاك الروح و الاجسام ** نرقص ونشير بالكمام ** عسى يرطاب خاطرك يا مول الغرة المشرفة مالك ما فاد فيك تنجاب ولا رغبة ولا دمام ** اتابع سيرت الغشام ** قادر ربي من البهى يسلبك يا ناقص الوفى نطلب ربي الي بلاني يبليك بليعت الغرام ** حتى تكره مالطعام ** وجمار البين في مهاجك تلهب والدات عاجفة رغبوا تاج الملاح في يحييني غير بالسلام ** ويراعي سيرت الكرام ** لا خير فالي جفى حبيبه بعد ايام الموالفة

هذه القصيدة هي عتاب رقيق من عاشق إلى محبوبه الذي هجره، يذكره فيها بأيام الوصال الجميلة، ويشكو له ألم الفراق، ويتوسل إليه أن يعود ويعطف عليه، وفي نفس الوقت يهدده بأن الله قادر على أن يذيقه نفس مرارة الهجر.

المقدمة واللازمة: مناجاة الحبيب

يبدأ الشاعر بمناجاة مباشرة لمحبوبه، طالباً منه الرفق والعطف. يصفه بأنه "سابغ النيام" (صاحب الرموش الطويلة الناعسة) و "بدر بان من الغيام". يشكو له كيف أن قلبه يعاني، وأن نار الحب لا تنطفئ في داخله. وتتكرر اللازمة كرجاء مستمر: "رغبوا تاج الملاح في يحييني غير بالسلام / ويراعي سيرة الكرام / لا خير فالي جفى حبيبه بعد ايام الموالفة"، أي اطلبوا من "تاج الجميلات" أن يحييني ولو بسلام، وأن يتذكر أخلاق الكرام، فلا خير فيمن يهجر حبيبه بعد العشرة.

شكوى الهجر وتذكر الماضي

يؤكد الشاعر أنه صابر على جفاء محبوبه، لكنه يشكو من علته. يتذكر كيف كانا إخوة لا خصام بينهما، ويلوم محبوبه على سماع كلام الحساد والأعداء. يصف نفسه بأنه كالعبد الخادم لمحبوبه، لا يريد شيئاً سوى رؤية وجهه. ثم يتذكر أيام الوصال والسعادة، وكيف كانت الليالي عامرة بالبهجة والكؤوس والشموع، ويتحسر على زوال تلك الأيام.

العتاب والتهديد بالدعاء

يشتد عتاب الشاعر، فيقول لمحبوبه: "انشر ثوب الرضى علي وطويته بالمخالفة"، أي أنك أظهرت لي الرضا ثم غدرت بي. يذكره بأنه كان صاحب لطف ورأفة، فما الذي غيره؟ ثم ينتقل إلى التهديد بالدعاء، فيقول إنه سيطلب من الله الذي ابتلاه بالحب، أن يبتلي محبوبه بنفس لوعة الغرام حتى يذوق مرارة الطعام ويشعر بنار الفراق.

الخاتمة: الرجاء المستمر

تختم القصيدة بتكرار اللازمة، مما يؤكد أن رجاء الشاعر وأمله في عودة محبوبه يظل هو المحور الأساسي للقصيدة، رغم كل ما فيها من ألم وعتاب.

• سابغ النيام: طويل الرموش الناعسة.
• بان من الغيام: ظهر من بين الغيوم.
• الملسوع: الذي لدغته نار الحب.
• نكايد: أعاني وأكابد.
• السقام: المرض.
• حايفة سجام: فائضة ومنسجمة.
• الرصام: الأثر أو المكان.
• الريام: جمع ريم، وهو الغزال، كناية عن النساء الجميلات.
• الموالفة: الألفة والعشرة.
• تمجادي: مجدي وفخري.
• رايفة: رؤوفة، عطوفة.
• متيل: مثيل، شبيه.
• كغلام: كالخادم.
• شارد العفى: الذي يهرب من العفو والصفح.
• قندوزك: قد تعني قلبك أو عقلك.
• التقات: الجواهر الثمينة.
• نشوان: السعيد أو السكران.
• همام: شجاع وكريم.
• مصيون: مصون، محمي.
• الداج: الظلام.
• شتقتيني: جعلتني أشتاق.
• الولاعة: الشوق والحب.
• تواشح: قصائد أو ألحان.
• ما لها سوام: لا تقدر بثمن.
• المساعفة: المساعدة والموافقة.
• كامي: كاتم، مخفي.
• علايلي: عللي وأمراضي.
• عاتق الرقاب: الله سبحانه وتعالى، الذي يعتق الرقاب.
• غزيلي: غزالي الصغير (تصغير غزال).
• راشف الهذاب: ذو الشفاه الرقيقة.
• صرصر عني: ابتعد عني وصد.
• بهضني: أتعبني وأرهقني.
• زام: تكبر.
• تنجاب: استمالة أو استعطاف.
• دمام: رقية أو تعويذة.
• الغشام: جمع غشيم، وهو الجاهل قليل الخبرة.
• مهاجك: قلبك، أحشاؤك.
• عاجفة: يابسة، ضعيفة.