الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

قصيدة يا أهل الزين الفاسي للشيخ محمد بن سليمان

قصيدة الزين الفاسي - الشيخ محمد بن سليمان

قصيدة الزين الفاسي - الشيخ محمد بن سليمان

نص القصيدة
يـَا آهْـــلْ الـزيـنْ الـفـَـاسِـي صَـافُّ مَـجْــمَـعْــكـُمْ وْ بَــايْــعُ السَـلـْـطـَانْ المَــشْـــوَرْ تـَـاهْ فـَالـدَاجْ انـْــعـَاسِي * مَنْ اصْـدُودْ الـِّي نـَهْـوَى ساكـْـنِي عْـلىَ قـَـلـْـبي يَــنـْـفـَـرْ كِـيفْ نـَعْـمَـلْ يَا نـَاسِي * وَالـهْــوَى رَشـَّـانِي حَـمْــلُ اتـْــقِـيـــلْ شـَـلـَّى مَا نـَصْـبَـرْ لآ دْوَى يَـنـْــفـَعْ بَـاسِي * وْلآ طـْـبـيـبْ نـْــقــُولُ هَــذا حْــكـيـمْ بَـالـقـَـصْــدْ يْـخـَـبَّـرْ كـَانْ يَسْـقِي لْي كـَاسِي * وَالـبْـهَى بـيـنْ الصَّـفـْـرَا والشْـمـُوعْ وَ مْـطـَارَبْ الخـْـمَـرْ يـَا آهْــلْ الـزيــنْ الـفـَـاسِـي صَـافُّ مَـجْــمَـعْــكـُمْ وْ بَـايْــعُ السَـلـْـطـَانْ الـمَــشْــوَرْ بَـالمْـحـَاسَـنْ تـَـوْنـَاسِي * يْـلآ يْـغـَيَّـبْ عَـنْ عِينِي مَـنْ اهْـويتْ فِي قـَـلـْـبي يَحْـضَـرْ وَجْــدُ لـِي الـمْــــرَاسِي * يْــــلآ يْــغـَــيَّــبْ عَـــنِي سَـاعَ نـْـــقــُولْ هَــذا راهْ غـْــدَرْ فِي عْـضَايـَا وَسْـوَاسِي * يْـلآ نـْـمـُوتْ السَّــلـْـطـَانْ يْـلآ يْـجـُورْ يَـقـْـتـَـلْ مـَا يَخـْـبَـرْ مـَا يْــبَــرَّدْ مَـكــبـَاسِي * غِـيـرْ ريـقْ الـلـَّـمَّـاتْ يْـلآ تـْـخـَـبْــلُ مَـنْ تـُـغـْـرْ الـتـُـغـْـرْ آوْ وَرْدْ اسْـكــلـْـمـَاسِي * فِـي ارْيـَاضْ المَـلِـيـكْ الـِّي جْــنِـيـتْ وْ العْــرَبْ تـَـنـْصَـرْ يـَا الـِّي قـَـلـْـبُ كــَاسِي * لآتـْــلــُومْ العـَاشَــقْ فِي حـَـالـْــتْ الهْــوَى سَـلـَّــمْ وَعْــدَرْ يـَا آهْـــلْ الـزيـنْ الـفـَـاسِـي صَـافُّ مَـجْــمَـعْــكـُمْ وْ بَــايْــعُ السَـلـْـطـَانْ المَــشْـــوَرْ سـَاطْ ريـحُ فـَغـْـرَاسِي * وْحَـطـْـمْ آوْرَاقُ وَتـْـمـَارْ الشْـجَـارْ بَـعْـدْ آنْ كـَانْ ازهـَـرْ يـَا تـْـرَى يَـفـْـرَحْ نـَاسِي * وَالسْـرُورْ يْـضَـرْبْ امْـعـَايـَا مْـكــامْ وَ الشـَّـرْ ايْـنـَـزْبَـرْ بَـعْـدْ هَـوْلِي وَهْـوَاسِي * جَـمْـعْ شَـمْـلِي يـَا سَـعْـدِي وَالحْـبيـبْ بُـوْصـَالُ نـَضْـفـَـرْ وَيَحْـضَـرْ ضَيْ اغـْلآسِي * انـْـكِي بيـهْ اجْـمِيـعْ الحَـاسْـدِيـنْ وَ الـدَّفْ يْـنـَكــرْ وَنـَـرْسَـلْ لـَكْ رَقـَاسِي * يْـلآ وْصَلـْتْ المَحْـبـُوبْ الـِّي اهْـويـتْ عـَاوَدْ لـُو الخـْـبَـرْ يـَا آهْـــلْ الـزيـنْ الـفـَـاسِـي صَـافُّ مَـجْــمَـعْــكـُمْ وْ بَــايْــعُ السَـلـْـطـَانْ المَــشْـــوَرْ بَـالدْهَـبْ دَرْتْ انـْـحـَاسِي * مَـالـْـكِي مـَا حَافـَانِي زارْ مَـرْصْـمِي مَـنْ بَـعْـدْ اهْـجَـرْ فـَــرْحْــنـَا بـيـهْ امْــوَاسِي * فِي ارْيـَاضِ اعْـلىَ مَـيَـاتْ الطـْـيَـارْ وَالغـَانِي يَـحْـضَـرْ العـُودْ وَ الطـَّرْ اخـْمـَاسِي * وَالرْبـَابْ اعْــلىَ مَـــيـَاتْ الـرْمـَـالْ يَــبْــكِي وَيْــفـَـكـَـرْ بـيـــهْ وَاقـــَدْ نـَـــبْــرَاسِي * وَالـزهـُو وَالسَّــلـْـوَانْ عْـلىَ الدْوَامْ عُـمْــرُ مـَا يَـقـْصَـرْ يـَا آهْـــلْ الـزيـنْ الـفـَـاسِـي صَـافُّ مَـجْــمَـعْــكـُمْ وْ بَــايْــعُ السَـلـْـطـَانْ المَــشْـــوَرْ فـَالـُـوْطـَا دَرْتْ السـَاسِي * خـُوذ يـَا حَــفـَّاضِي حُـلآ صُـولْ بـيــهـَا وَ سْــتـَــفـْـخَــرْ بَـالمْــعَـانِي تـَـجْـــنـَاسِي * سَــلـْـطـْــنِــيـَا هَــذِي سَــمِـيـتـْـهـَا وْ مـُـولآهـَا يَـضْــفـَـرْ رَقـْــتِي مَـنْ تـَـكـْـيَـاسِي * بَـنْ اسْـلِيـمـَانْ آسْـمِي لـَلـْـجـَاحْـدِيـنْ ضْـرْبِي فـَالمَـنـْحَـرْ دَرْتْ فِـيـدِي مَــدْعـَاسِي * دُونْ سِـيـفِي وَ رْكـَــبْــتْ عْـلىَ جْـوَادْ يْــفـَـتـَّـتْ الحْـجَـرْ هَــبْـتْ بَـالـوَرْدْ وْيَـاسِي * وَالسْــــلآمْ انـْـهِـيــبُ وَالـِّي اجْـحِـيـــــدْ خـَــلِيـهْ امْـكـَـدَّرْ يـَا آهْـــلْ الـزيـنْ الـفـَـاسِـي صَـافُّ مَـجْــمَـعْــكـُمْ وْ بَــايْــعُ السَـلـْـطـَانْ المَــشْـــوَرْ
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر محمد بن سليمان هي قصيدة غزلية، يخاطب فيها الشاعر "أهل الزين الفاسي" (أهل الجمال في مدينة فاس)، ويستخدمهم كرمز لمجلس الجمال والحب، ليشكو لهم حاله مع محبوبه الذي هجره، ويعبر عن شوقه وألمه وأمله في الوصال.

المقدمة واللازمة: الشكوى من الهجر

يبدأ الشاعر بمخاطبة "أهل الزين الفاسي"، ويصف مجلسهم بأنه صافٍ ورفيع المستوى. ثم يشكو حاله، فقد هجره النوم بسبب صد وهجران محبوبه. يشعر بحمل ثقيل من الهوى ولا يجد له دواءً أو طبيباً، وأمنيته الوحيدة هي أن يسقيه محبوبه كأساً في مجلس أنس. وتتكرر اللازمة لتؤكد على جمال هذا المجلس: "يـَا آهْـــلْ الـزيـنْ الـفـَـاسِـي / صَـافُّ مَـجْــمَـعْــكـُمْ وْ بَــايْــعُ السَـلـْـطـَانْ المَــشْـــوَرْ".

وصف لوعة الحب

يصف الشاعر كيف أن محبوبه لا يغيب عن قلبه أبداً، لكن غيابه الجسدي يجعله يظن أنه قد غدر به. هذا الغياب يسبب له الوسواس والخوف من الموت قهراً. لا شيء يطفئ نار شوقه سوى ريق الحبيب أو ورد "سجلماسي" (نوع من الورد الفاخر). ثم يوجه كلامه لمن قلبه قاسٍ، طالباً منه ألا يلوم العاشق.

الأمل في الوصال

يعبر الشاعر عن أمله في أن تتغير حاله، وأن يجمع الله شمله بمحبوبه ويظفر بوصاله. يتمنى أن يحضر "ضي أغلاسه" (نور محبوبه) ليكيد به الحاسدين. ويرسل رسولاً (رقاصاً) إلى محبوبه ليخبره بحاله.

فرحة اللقاء

يتخيل الشاعر أن محبوبه قد عاد إليه وزاره بعد الهجر. يصف فرحته بهذا اللقاء، وكيف تحول المجلس إلى رياض غناء، تعزف فيه الآلات الموسيقية (العود، الطر، الرباب)، ويشتعل فيه نبراس الحب، ويدوم الزهو والسرور.

الخاتمة: الفخر الشعري

في الختام، يفتخر الشاعر بقصيدته، ويقدمها كـ "حلة" (ثوب جميل) للحفاظين، ويسميها "سلطنية". ثم يفصح عن هويته "بن سليمان"، ويتحدى الجاحدين، مؤكداً قوته الشعرية. ويهدي سلامه وهديته (الورد والياس) لمن يقدر فنه، تاركاً الجاحدين في همهم.

شرح الكلمات الصعبة
  • المَــشْـــوَرْ: مكان اجتماع السلطان أو كبار القوم، رمز للمكانة الرفيعة.
  • الدَاجْ: الظلام الشديد.
  • اصْـدُودْ: صدود، هجران.
  • يَــنـْـفـَـرْ: يبتعد ويهرب.
  • شـَـلـَّى مَا: كم، يا لكثرة ما.
  • بَـاسِي: ألمي وبلائي.
  • مْـطـَارَبْ الخـْـمَـرْ: كؤوس الخمر.
  • تـَـوْنـَاسِي: تؤنسني.
  • الـمْــــرَاسِي: الأماكن، أو هنا بمعنى الوساوس والأفكار.
  • عْـضَايـَا: أعضائي.
  • يْـجـُورْ: يظلم.
  • مَـكــبـَاسِي: ناري المشتعلة.
  • الـلـَّـمَّـاتْ: الشفاه.
  • تـُـغـْـرْ الـتـُـغـْـرْ: الفم.
  • اسْـكــلـْـمـَاسِي: منسوب إلى سجلماسة، نوع فاخر من الورد.
  • وَعدَرْ: عذر.
  • سـَاطْ ريـحُ: هبت ريحه بقوة.
  • فـَغـْـرَاسِي: في أغراسي، في بستاني.
  • ايْـنـَـزْبَـرْ: يذهب ويزول.
  • اغـْلآسِي: الظلام الخفيف قبل الفجر أو بعد الغروب.
  • انـْـكِي: أكيد، أغيظ.
  • يْـنـَكــرْ: يصدر صوتاً.
  • رَقـَاسِي: رسولي.
  • انـْـحـَاسِي: نحاسي، وهنا يقصد أنه حول نحاسه إلى ذهب بقدوم الحبيب.
  • مَـرْصْـمِي: مكاني ومجلسي.
  • امْــوَاسِي: مواسين ومسعدين.
  • الطـَّرْ اخـْمـَاسِي: نوع من الدفوف.
  • الرْمـَـالْ: مقامات موسيقية.
  • نـَـــبْــرَاسِي: مصباحي.
  • فـَالـُـوْطـَا: في الأرض المنخفضة، أي في الأساس.
  • حُـلآ: حلة، قصيدة جميلة.
  • تـَـجْـــنـَاسِي: أنواع وأجناس.
  • سَــلـْـطـْــنِــيـَا: سلطانية، أي قصيدة رفيعة.
  • تـَـكـْـيَـاسِي: فطنتي وذكائي.
  • المَـنـْحَـرْ: مكان النحر، كناية عن الضربة القاضية.
  • مَــدْعـَاسِي: سلاحي أو ما أتكئ عليه.
  • اجْـحِـيـــــدْ: جاحد.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق