قصيدة يا أهل الزين الفاسي للشيخ محمد بن سليمان
قصيدة الزين الفاسي - الشيخ محمد بن سليمان
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر محمد بن سليمان هي قصيدة غزلية، يخاطب فيها الشاعر "أهل الزين الفاسي" (أهل الجمال في مدينة فاس)، ويستخدمهم كرمز لمجلس الجمال والحب، ليشكو لهم حاله مع محبوبه الذي هجره، ويعبر عن شوقه وألمه وأمله في الوصال.
المقدمة واللازمة: الشكوى من الهجريبدأ الشاعر بمخاطبة "أهل الزين الفاسي"، ويصف مجلسهم بأنه صافٍ ورفيع المستوى. ثم يشكو حاله، فقد هجره النوم بسبب صد وهجران محبوبه. يشعر بحمل ثقيل من الهوى ولا يجد له دواءً أو طبيباً، وأمنيته الوحيدة هي أن يسقيه محبوبه كأساً في مجلس أنس. وتتكرر اللازمة لتؤكد على جمال هذا المجلس: "يـَا آهْـــلْ الـزيـنْ الـفـَـاسِـي / صَـافُّ مَـجْــمَـعْــكـُمْ وْ بَــايْــعُ السَـلـْـطـَانْ المَــشْـــوَرْ".
وصف لوعة الحبيصف الشاعر كيف أن محبوبه لا يغيب عن قلبه أبداً، لكن غيابه الجسدي يجعله يظن أنه قد غدر به. هذا الغياب يسبب له الوسواس والخوف من الموت قهراً. لا شيء يطفئ نار شوقه سوى ريق الحبيب أو ورد "سجلماسي" (نوع من الورد الفاخر). ثم يوجه كلامه لمن قلبه قاسٍ، طالباً منه ألا يلوم العاشق.
الأمل في الوصاليعبر الشاعر عن أمله في أن تتغير حاله، وأن يجمع الله شمله بمحبوبه ويظفر بوصاله. يتمنى أن يحضر "ضي أغلاسه" (نور محبوبه) ليكيد به الحاسدين. ويرسل رسولاً (رقاصاً) إلى محبوبه ليخبره بحاله.
فرحة اللقاءيتخيل الشاعر أن محبوبه قد عاد إليه وزاره بعد الهجر. يصف فرحته بهذا اللقاء، وكيف تحول المجلس إلى رياض غناء، تعزف فيه الآلات الموسيقية (العود، الطر، الرباب)، ويشتعل فيه نبراس الحب، ويدوم الزهو والسرور.
الخاتمة: الفخر الشعريفي الختام، يفتخر الشاعر بقصيدته، ويقدمها كـ "حلة" (ثوب جميل) للحفاظين، ويسميها "سلطنية". ثم يفصح عن هويته "بن سليمان"، ويتحدى الجاحدين، مؤكداً قوته الشعرية. ويهدي سلامه وهديته (الورد والياس) لمن يقدر فنه، تاركاً الجاحدين في همهم.
شرح الكلمات الصعبة
- المَــشْـــوَرْ: مكان اجتماع السلطان أو كبار القوم، رمز للمكانة الرفيعة.
- الدَاجْ: الظلام الشديد.
- اصْـدُودْ: صدود، هجران.
- يَــنـْـفـَـرْ: يبتعد ويهرب.
- شـَـلـَّى مَا: كم، يا لكثرة ما.
- بَـاسِي: ألمي وبلائي.
- مْـطـَارَبْ الخـْـمَـرْ: كؤوس الخمر.
- تـَـوْنـَاسِي: تؤنسني.
- الـمْــــرَاسِي: الأماكن، أو هنا بمعنى الوساوس والأفكار.
- عْـضَايـَا: أعضائي.
- يْـجـُورْ: يظلم.
- مَـكــبـَاسِي: ناري المشتعلة.
- الـلـَّـمَّـاتْ: الشفاه.
- تـُـغـْـرْ الـتـُـغـْـرْ: الفم.
- اسْـكــلـْـمـَاسِي: منسوب إلى سجلماسة، نوع فاخر من الورد.
- وَعدَرْ: عذر.
- سـَاطْ ريـحُ: هبت ريحه بقوة.
- فـَغـْـرَاسِي: في أغراسي، في بستاني.
- ايْـنـَـزْبَـرْ: يذهب ويزول.
- اغـْلآسِي: الظلام الخفيف قبل الفجر أو بعد الغروب.
- انـْـكِي: أكيد، أغيظ.
- يْـنـَكــرْ: يصدر صوتاً.
- رَقـَاسِي: رسولي.
- انـْـحـَاسِي: نحاسي، وهنا يقصد أنه حول نحاسه إلى ذهب بقدوم الحبيب.
- مَـرْصْـمِي: مكاني ومجلسي.
- امْــوَاسِي: مواسين ومسعدين.
- الطـَّرْ اخـْمـَاسِي: نوع من الدفوف.
- الرْمـَـالْ: مقامات موسيقية.
- نـَـــبْــرَاسِي: مصباحي.
- فـَالـُـوْطـَا: في الأرض المنخفضة، أي في الأساس.
- حُـلآ: حلة، قصيدة جميلة.
- تـَـجْـــنـَاسِي: أنواع وأجناس.
- سَــلـْـطـْــنِــيـَا: سلطانية، أي قصيدة رفيعة.
- تـَـكـْـيَـاسِي: فطنتي وذكائي.
- المَـنـْحَـرْ: مكان النحر، كناية عن الضربة القاضية.
- مَــدْعـَاسِي: سلاحي أو ما أتكئ عليه.
- اجْـحِـيـــــدْ: جاحد.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم