قصيدة الساقي للشيخ الجيلالي امتيرد مع الشرح
قصيدة الساقي - الشيخ الجيلالي امتيرد
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر الجيلالي امتيرد هي حوارية بديعة تدور في مجلس أنس بين الشاعر و"الساقي". يرى الشاعر الساقي مهموماً، فيحاول مواساته، لكن الساقي يكشف عن جراح حب عميقة لا يدركها إلا من عاناها. القصيدة تمزج بين وصف مجالس الطرب، ولوعة الحب، والحكمة.
القسم الأول: لوم الساقييبدأ الشاعر بمخاطبة الساقي، مستغرباً من حاله. يقول له: "أيها اللائم، ألم يهزك الحال؟"، فأنت في مجلس مليء بالجميلات اللواتي يشبهن الكواكب، يتمايلن وجداً، وجمالهن لا مثيل له. ثم تأتي اللازمة التي هي أمر للساقي وحكمة في نفس الوقت: "السَّاقِي وَكَّضْ لَرْيَامْ رَدْ بَالَكْ لَلنُّوبَا لا تَغِيبْ عَنْ مُولاهَا / كُبْ يَا سَاقِي رَاحْ اللِّيلْ"، أي أيقظ الجميلات، وانتبه لدورك، واسكب الخمر فالليل قد ذهب.
القسم الثاني: حيرة الشاعريسأل الشاعر الساقي عن سبب حيرته وشروده. فيجيبه الساقي بأن سبب حيرته هو الخمر وجمال الحسان والهوى وأهواله. يشبه حاله بحال من هو محاصر بين الماء والنار، أو من أحاط به الأعداء. هو في معركة طاحنة مع الشوق.
القسم الثالث: شكوى الساقييكشف الساقي عن عمق معاناته. يقول للشاعر: حاولت الصبر ولكني لم أستطع، فسر هواي قد فُضح. جرحي لا يشفيه إلا البكاء لله. جرحي لا دواء له، ولو حضر كل أطباء "عرب هلال" لما استطاعوا علاجه. ثم يسأل سؤالاً بلاغياً: من الذي أشعلت النساء ناره ثم استطاع إطفاءها؟
القسم الرابع: نصيحة الشاعر للساقييحاول الشاعر أن يواسي الساقي وينصحه. يقول له: "شد حزامك ولا تلم نفسك"، وافعل كما يفعل أهل الغرام، فبعد الشدة يأتي الفرج. يذكره بمتع المجلس: "أش من حضرة دون أريام؟"، أي لا قيمة للمجلس بدون النساء الجميلات. يدعوه إلى اغتنام لحظة الأنس والبهجة، وألا يبخل بمشاعره.
القسم الخامس: ذروة المجلس ونهايتهيستجيب الساقي لنصيحة الشاعر، ويبدأ في السقي وإحياء المجلس. ينتشي الجميع بالخمر، وتكشف الفتيات عن أسراهن ويبدأن في الغناء والعزف حتى طلوع الفجر. مع بزوغ الفجر، ينتهي المجلس، ويودع كل حبيب حبيبه، ويطلبون من الشاعر أن يخلد ذكرى هذه الليلة في شعره.
القسم السادس: الفخر الشعري والدعاءيختم الشاعر قصيدته بالفخر، فيقدمها كجوهرة ثمينة، ويذكر اسمه "عبد الجليل" من "المدينة الحمراء" (مراكش). يوجه كلامه للغافلين، ويدعو الله أن يتوب على العباد ويرحمهم، ويسلم على الأشراف والشيوخ والطلبة.
شرح الكلمات الصعبة
- الايَمْ: اللائم.
- مُهَجْتُه: روحه.
- التَّخْلِيلْ: الزينة والدلال.
- صَايْلا: متفوقة، بارزة.
- ادْوَايَبْهَا: ضفائرها.
- وَكَّضْ: أيقظ.
- لَرْيَامْ: جمع ريم، وهو الغزال، كناية عن النساء الجميلات.
- النُّوبَا: الدور.
- وَلْهَانْ: حائر، شديد الشوق.
- كَصَاصْ الْخِيلْ: صهيل الخيل.
- بَطْرَارَدْ: بمطاردة.
- صَلْدْ: صلب.
- اطْمَاهَا: فيضانها.
- اكْبِيلْ: مثيل أو نظير.
- الْمُشَمَّرَا: المستعدة.
- سْفِيكْ ادْمَاهَا: سفك دمائها.
- كَارْمَى: كالرامي.
- تَتْخَتَّلْ: تتسلل وتختبئ.
- اصْوَارَمْ: سيوف.
- مَا قَدِّيتْ: لم أستطع.
- شَبِّيتْ: نظرت من بعيد.
- النْوَاجَلْ: العيون.
- كِيَّاتْ: جمع كية، وهي حرقة الحب.
- عَرْبْ اهْلالْ: قبائل بني هلال المشهورة.
- اشْبُوبْ انْحِيلْ: شاب نحيل.
- لَعْضَا: الأعضاء.
- ايفَادَا: فائدة.
- لْدَادَا: لذيذة.
- تَنْكَالْ: هم وغم.
- وَتْنَاهَا: نهايتها.
- تَهْوِيلْ: خوف وفزع.
- الْقْضَى: القضاء والقدر.
- لَضَاهَا: لهيبها.
- اوْلاعَا: ولع وشغف.
- اخْلاعَا: متعة.
- اعْرَاقِي: مقامات موسيقية.
- الكُبِيلْ: الجميل.
- بَكَرَايَحْهَا: بأشعارها الحزينة.
- الْمَايَا وَالدَّيْلْ: من المقامات الموسيقية الأندلسية.
- انْشَالْ: رحل.
- اتَخْبِيلْ: تشابك الأغصان.
- لَمْكَامْ الْبِينْ: مقام الفراق.
- تَبْجِيلْ: تعظيم.
- لَنْشَادْ: الشعر والإنشاد.
- اتْبَرَّعْ: أبدع وتفنن.
- اعْكَادْ: جيوش.
- جَحَّادُه: من يجحده.
- ادْرَاجْ: درجات.
- التَّاوِيلْ: التفسير والفهم العميق.
- كَلْخْتَكْ: ضربتك على القفا، أي موعظتك.
- فَدْرَاقِي: درعي ووقايتي.
- أَوْزَارْ: ذنوب.
- احْفِيلْ: احتفال.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم