قصيدة كيف عملي و حيلتي للشيخ أبو مدين بن محمد بن سهلة مع الشرح المفصل

كيف عملي و حيلتي لمن نشكـي بذا الأمر كيف عملي و حيلتي ياولفـي صابـغ الشفر كيف عملي و حيلتي لمـن نشكـي ـبليعـتـي امشى رسلي المنيتي ساعه جاني بشي خبر منــه تقـوات دمعتـي افنيت و خاطري انقهر كيـف عملي وحيلتي لمن نشكـي بـذا الأمـر الـبـارح يالــعـامــه امشى رسلـي لفاطمـه قـــال لــها يالقايمــه الله بركـا مـن الهجـر بالـواحد رافع السما سلتك ياصابـغ الشفــر كيف عملي و حيلتي لمـن نشكـي بذا الأمــر قالت له روح يارســـول أمشي ماهش ذا القول راه ايدور على الفضول و الحـس و قـلـة لوقـر والله لا شاف لي وصول غير الله يرزقه الصبر كيــف عملـي وحيلـتـــي لمن نشكـي بـذا الأمـر قال لها ياضـــي اللمـاح قلب المحبوب راه جاح خليتــه عـابـد النـــواح دمع عيونــه كمالـمطـر لو صاب يطيـر بالجنـاح عنــدك ياكامــل القــدر كيـف عملــي و حيلتــي لمـن نشكـي بذا الأمــر قـالت لـه نـازق الغــزال مـن نهوى طالـق الدلال لـوكــان يذوبــوا الجبـال ببـكاه و يقســم الحجــر و الله لاشـاف لـي خيال لو كــان يطيح في البحر كيــف عملـي و حيلتـي لمــن نشكـي بذا الأمــر قال المرسـول يا عجب ذا الشــي من قلـة الأدب كمـا قالـوا أهـل الحسب في السابـق كلتـه ظهـر المــال يشرف النســب و يدير طريق في الوعر كيــف عملـي و حيلتــي لمــن نشــكي بــذا الأمـر قـالت محـنــة الخليــل المــــــال يزين الـذليــل و اللـي هــو ابــن قبــيل إذا كان ضعيف ينحقــر لو يقــرا سيــدي خليـــل فــي الدنيـا مــايلــه وقر كيــف عملـي و حيلتــي لمــن نشكــي بذا الأمــر قــال لــها كلتـه المــــــال يفنــى يافاطمــه الغزال العـارف يعرف الرجـال يـمـنـــع بهــم ويفـخــر العارف يعرف الرجــال والمــال أعـلاش يتذكر كيـف عملـــي و حيلتــي لمن نشكــي بــذا الأمـر قالـت مصبــوغة النيــام من نهوى راخف الحزام قصـر بركــا من المـلام لا نضحــاو شي مجــاكــر شوف إذا تلحق الــهلال في سماه يكــون ذا الأمر كيــف عملـي و حيلتــي لمــن نشكـــي بــذا الأمـر اسمـع نوصيـك يا لبيــب و اصغـى لكــل ما نجـيـب فـي قول الشاعر الأديب بــن سهلــة هــكــذا ذكـــر مـن هـو نسلـه حـسيـب فـعـلــه يعـطـيــك الـخــبـر كيف عمالي وحيلتي لمن نشكي بذا الامر

هذه القصيدة للشاعر أبو مدين بن محمد بن سهلة هي "طرجمة" (قصة شعرية)، تتخذ شكل حوار بين رسول الشاعر ومحبوبته "فاطمة". القصيدة هي شكوى من جفاء الحبيبة، ونقاش عميق حول قيمة المال مقابل قيمة الأصل والحسب.

الحربة: شكوى العاشق

تبدأ القصيدة بالحربة (اللازمة) التي هي صرخة الشاعر وشكواه: "كيف عملي و حيلتي لمن نشكـي بذا الأمر". يتساءل الشاعر عن حيلته وعمله، وإلى من يشكو أمره بعد أن جاءه خبر من رسوله أفقده صوابه.

مهمة الرسول

يرسل الشاعر رسوله إلى حبيبته فاطمة، ويطلب منه أن يقول لها: "الله بركا من الهجر"، أي كفى هجراً. لكنها ترد عليه بقسوة، وتتهم الشاعر بأنه "يدور على الفضول"، أي أنه يتسلى ولا يأخذ الحب على محمل الجد، وتؤكد أنه لن يرى وصالها أبداً.

دفاع الرسول

يدافع الرسول عن الشاعر، فيصف لها حاله المتردي، وكيف أن قلبه قد "جاح" (جف)، وأنه يبكي كالمطر، ويتمنى لو يستطيع الطيران إليها. لكنها ترد عليه بازدراء، وتقول إنه حتى لو ذابت الجبال من بكائه، فلن ترى خياله.

جدل حول المال والحسب

يستغرب الرسول من قلة أدبها، ويرى أن المال هو الذي غيرها، فـ "المال يشرف النسب ويدير طريق في الوعر". فترد عليه بأن المال هو الذي يزين الذليل، وأن ابن الأصول إذا كان فقيراً فإنه يُحتقر، حتى لو كان عالماً كـ "سيدي خليل". فيرد عليها الرسول بأن المال يفنى، وأن العارف هو من يفخر بالرجال لا بالمال.

الخاتمة: الفخر والتوقيع

في النهاية، تنهي الحبيبة الحوار بتعجرف، فتقول له إن وصاله مستحيل كاستحالة لحاقه بالهلال في السماء. ويختم الشاعر قصيدته بالفخر، فيوقع باسمه "بن سهلة"، ويؤكد أن من كان ذا نسب أصيل، فإن فعله هو الذي يخبر عن حقيقته.

• ولفي: حبيبي.
• صابغ الشفر: صاحب الرموش الكحيلة.
• ليعتي: لوعتي.
• المنيتي: أمنيتي.
• افنيت: هلكت.
• العامة: الناس.
• يالقايمة: يا ذات القامة الممشوقة.
• بركا: كفى.
• ماهش: ليس.
• الفضول: اللغو والكلام الفارغ.
• لوقر: الوقار.
• جاح: جف.
• النواح: النحيب والبكاء.
• لو صاب: يا ليته يستطيع.
• نازق: رشيق.
• كلته: كلمته.
• الوعر: المكان الصعب.
• بن قبيل: ابن أصل.
• سيدي خليل: الفقيه المالكي الكبير خليل بن إسحاق الجندي، صاحب "مختصر خليل".
• النيام: العيون.
مجــاكــر: خصومات.