قصيدة الدنيا بالوجوه لدحمان الحراشي مع الشرح المفصل
قصيدة الدنيا بالوجوه لدحمان الحراشي مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للأسطورة دحمان الحراشي هي تحفة في شعر الحكمة والنقد الاجتماعي. بكلمات بسيطة وعميقة، يرسم الشاعر صورة لواقع مرير، ويقدم فلسفته في الحياة، التي تتمحور حول فكرة أن الدنيا تحكمها المظاهر، لكن الآخرة تحكمها الأفعال.
الحربة: قانون الدنيا والآخرةتبدأ القصيدة بالحربة (اللازمة) التي هي خلاصة الحكمة: "الدنيا بالوجوه ولاخرة بالفعايل / ولي ما فاقشي يا حليلو يا مڨواه / ربي هو لي يسلك لوحايل / وانا باقي مع زماني نجري موراه". يؤكد الشاعر أن الدنيا تعترف بالمظاهر والمكانة الاجتماعية ("الوجوه")، بينما الآخرة تعترف بالأعمال الصالحة ("الفعايل"). ويتحسر على من لم يفهم هذه الحقيقة، مؤكداً أن الله وحده هو من ينجي من المصائب، وأنه هو مستمر في صراعه مع الزمن.
دعوة للاعتماد على النفسينصح الشاعر باليقظة والاعتماد على الذات ("ٱقفز وتكل على ذراعك")، وكتمان الأسرار ("خلي البير مغطي بغطاه"). هو يرى أن الزمن قد فسد، وأن الصابر لا يجد دواءً لمعاناته.
شكوى من العزلة والغدريشكو الشاعر من طبعه المسالم، فهو لا يبغض أحداً ولا يحسد، لكنه يشعر بالعزلة لدرجة أنه يتمنى الهروب إلى الجبال. ويشكو من طول الصبر، ومن نكران جميل الأصدقاء الذين عاونهم ولم يبخل عليهم، لكنهم تركوه وحيداً في محنته.
الندم والرجاءيعبر الشاعر عن ندمه على ما فات من عمره دون أن يبني أساساً متيناً ("ما بنيت ساسي نستاهل"). يشعر بأن قلبه مريض، وأن لا منقذ له إلا الله. هو يترك أمره للكريم، وينتظر أن يأتيه حظه السعيد.
شرح الكلمات الصعبة
- الفعايل: الأعمال والأفعال.
- ما فاقشي: لم يستيقظ من غفلته.
- يا حليلو: يا ويله، يا لسوء حظه.
- يا مڨواه: ما أقواه (في صبره على الغفلة).
- يسلك لوحايل: ينجي من المصائب.
- موراه: وراءه.
- تهول: أصبح مخيفاً.
- ٱقفز: انهض وكن يقظاً.
- عول: اعتمد.
- ما تفتنشي: لا تثر الفتنة.
- ماني: لست.
- نطرح مور سعدي: أسعى وراء حظي.
- لغيب: مكان غائب عن الأنظار.
- غصني مضاه: غصني ذبل.
- كراه: إيجاره، أو هنا بمعنى محنته.
- زهري: حظي.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم