قصيدة خبي سرك يا الغافل لدحمان الحراشي مع الشرح المفصل

خبي سرك يا الغافل ، واقرا حذرك لا تبين سرك للغير النـــاس اطـــــول الكـــلام ، والحـــيــط بــــوذنـــيـــــه [الجزء الأول] ناس الحومـــة الكـــل دارو ، هذا لهــذا يقـــول لجـارو كـــل واحــــد زاد في خـــبــــارو ، بقــــوال كـــثـيـــر لقلـــــوب القاسحـــين غارو ، دارو حلقة عليــك حارو واحــــد ولا استــــحى بعــــارو ، رمــــاوك فالبــيــــر ما ردو عليـك الســــلام ، هـاذ الشـــي كـــل فالــــحرام الــــدوام يـثـقـــب الــرخـــــام ، والحـــاســــد خـــطـيـه [اللازمة] خبي سرك يا الغافل ، واقرا حذرك لا تبين سرك للغير النـــاس اطـــــول الكـــلام ، والحـــيــط بــــوذنـــيـــــه [الجزء الثاني] هـذاك الـي مـا قــرا حسابـو ، دار الامـان في صحابــو حـتّــى فــرغــولـــــو جـيـابــــو ، ورجــــع فــــقـيـــــر استغـلّــو بـيـه في غيــابـــو ، قالــو خـلّيـوه في عذابـــو لســـانـــو هـو سبابـــــو ، تقـــول صبّــــــي صـغـيــــر انـدم ما فـادشـــي النــدام ، كـان جــديـد فـنـا ولا قــــدام نـهــــارو طــــويـــل فـيــه عامـــــو هـــمّــــو يـكــفــيـه الصافي ربنا عطالو, و الناقص شوف ما جرالو , ارجع يخاف من خيالو, حصل كاش يدير ارجع ما يشوفشي قبالو, قلبو مجروح ما برالو, يبكي وينوح من فعالو , وعذابو كبير ما يهناشي طول الدوام, داخل في بحر الضلام, نكار الملح والطعام , بالاك تساميه [اللازمة] خبي سرك يا الغافل واقرا حذرك لا تبين سرك للغير الناس اطول الكلام والحيط بوذنيه [الجزء الثالث] نعطيك وصايتي وصاية, لوكان تكون في سراية, اطلب العفو والعناية, وسلاك الخير يبعد بلاك مع بلايا, يا الفاهم بلا قرايا, شوف خيالك فالمرايا, تشوف واش يصير يا النايم فيق لا تنام, احضي راسك يا فلان, دارو اسمك فالزمام , وتقاراو عليه [اللازمة] خبي سرك يا الغافل واقرا حذرك لا تبين سرك للغير الناس اطول الكلام والحيط بوذنيه

هذه الأغنية للفنان دحمان الحراشي هي قصيدة حكمية بامتياز، تقدم نصيحة غالية ومباشرة حول أهمية كتمان الأسرار والحذر في التعامل مع الناس، وتصف عواقب الثقة العمياء والغفلة.

اللازمة: الحكمة الأساسية

تتكرر اللازمة لتؤكد على الفكرة المحورية: "خبي سرك يا الغافل ، واقرا حذرك لا تبين سرك للغير / الناس اطول الكلام ، والحيط بوذنيه". هي دعوة صريحة للغافل بأن يخفي سره، وأن يكون حذراً ولا يكشف أمره للآخرين، لأن الناس تميل إلى نشر الكلام وتزيينه، وحتى الجماد (الحائط) كأن له آذاناً يسمع بها.

عواقب إفشاء السر

يصف الشاعر ما يحدث لمن يفشي سره. فأهل الحي يتناقلون الخبر، وكل واحد يزيد عليه من عنده. أصحاب القلوب القاسية يغارون ويتحلقون حوله، ويرمونه في البئر (يوقعونه في ورطة) دون حياء. ويستشهد بالمثل القائل "الدوام يثقب الرخام"، أي أن كثرة الكلام والإلحاح تؤثر وتضر.

قصة الغافل

يروي الشاعر قصة رمزية عن شخص لم يحسب حساباته جيداً، ووضع ثقته الكاملة في أصحابه، فكانت النتيجة أنهم أفرغوا جيوبه وتركوه فقيراً. استغلوه في غيابه وتركوه في عذابه، وكان لسانه وكثرة كلامه هو سبب مصيبته. ندمه لم ينفعه بعد أن فني شبابه.

مصير الصافي والناقص

يقارن الشاعر بين مصير صاحب النية الصافية ومصير "الناقص" (ناكر الجميل). فالصافي يرزقه الله، أما الناقص فيعيش في خوف دائم من خياله، وقلبه مجروح، ويبكي على أفعاله، ولا يهنأ أبداً لأنه ناكر للملح والطعام.

وصية أخيرة

يختم الشاعر بوصية مباشرة للمستمع، فيقول له: "يا النايم فيق لا تنام"، أي استيقظ من غفلتك، واحذر، فقد وضعوا اسمك في "الزمام" (سجلهم) وأصبحوا يتكلمون عليك. ويعود ليؤكد على الحكمة الأساسية وهي ضرورة كتمان السر.

• خبي: خبئ، أخفِ.
• الغافل: الشخص غير المنتبه.
• اقرا حذرك: كن حذراً.
• الحومة: الحي.
• قوال: كلام، أقاويل.
• الدوام يثقب الرخام: مثل شعبي يعني أن الإصرار والتكرار يؤدي إلى نتيجة.
• خطيه: اتركه، ابتعد عنه.
• صبّي: طفل صغير.
• فنا ولا قدام: فني وأصبح قديماً بالياً.
• ما برالو: لم يبرأ، لم يشفَ.
• تساميه: تسايره أو تصالحه.
• سراية: قصر.
• سلاك الخير: النجاة والفوز بالخير.
• بلاك: احذر.
• الزمام: سجل أو دفتر، وهنا بمعنى أنهم وضعوك هدفاً لهم.