قصيدة اَلزَّرْدَا للشيخ محمد بن علي المسفيوي مع الشرح المفصل

القسم الأول ضِيفْ رَبِّي جِيتَكْ للَدَّارْ * زِدْ بِيَّ مَنْ غِيرْ اشْوَارْ * كَانْ كُنْتِ جَيَّدْ وَاكْرِيمْ * لاَ دِّيرْ امْعَيَا صَرْفْ الْبْخَالْ * ارْفَعْ بِيَّ يَجْزِيكْ خِيرْ رَبِّي * لاَيَنِّي سَامَعْ اَلْخْبَارْ اَعْلِيكْ اَلَوْلِيفْ * اَكْرَمْنِي فِي حَقّْ اَلْجُّورَا * وُ دِيرْ مَا قَلْ الله * وَصَّاكْ عَلْ الضِّيفْ اَتْكَرْمُ * وَالْجَارْ بَرّْ بِهْ اكًـْبَالاَ * وَلِّي اَبْخِيلْ رَبِّي دَمُّ * عَايَشْ فَالْمْكَرْ وَجْهَالآَ * لاَبُوهْ يَكْرَمْ لاَ عَمُّ * اَلْبْخْلْ فِيهْ حَقّْ اَسْلاَلاَ * وَلِّي اَكْرِيمْ رَبِّي كَرْمُ * كَتْبُ فْلاَمْتْ اَلْفُضَالاَ نَاسْ اَلْحْسَانْ * تَعْرَفْ وَصْفي مَوْلُوعْ بَالزّْرَادِ * دَايَمْ فِي كُلّْ يُومْ اَنْحَبّْ الزَّرْدَا * لُو تْكُونْ اَفْبَغْدَادْ اَقْرِيبَا اَنْقُولْ * وَكْثِيرْ اِلَى كَانَتْ عَنْدْ وَاحَدْ مَثْلَكْ وَافِي اَكْرِيمْ جَيَّدْ صَبَّارْ * بَرّْ يَرْفَدْ بَالْعَارْ * فِي اَمْتَاعُ يَصْبَرْ * وَ لاَ اَرْضَى بَالْقَهْرَا * زِدْ بِيَّ لَدَّارْ اَسْرِيعْ kُنْ تَايَكًْ بَطَّارْ * يَجْزِيكْ اَلْقَهَّارْ * لا تْخَافْ وُ لاَ تَدْهَشْ مَا تْصِيبَكْ عَثْرَا * قُلْ بِكْ اَهْلاً وَ مْرَحْبَا وُ عَزّْ فِي كُلّْ اَنْهَارْ * اَتْفَضَّلْ بْلاَ تَقْصَارْ * فَرَّشْ اَلْقُبَّا وَعْمَلْ فِي وْسَطْهَا صَفْرَا * وَاَلّْدِي لِكْ اَنْقُولْ اَتْحَضّْرُ اَبْغِيرْ اَفْتِخَارْ * مَنْ اَنْعَايَمْ تُدْكَارْ * بَاشْ نَفْخُرْ وَنْصُولْ اَبْجُودَكْ عْلَى اَلْحَضْرَا الحربة ضِيفْكْ اَجَارِي شَبَّعْنِي وُلِيسْ تَعْمَلْ بَشْوَارْ * زِدْ بِيَّ للَدَّارْ * بَالْحْسَانْ اَكْرَمْنِي وَلاَ اَتْكَثَّرْ هَدْرَا القسم الثاني هَاتْ لِي فَالاَوْلْ سَكْسُو * وُ لاَ تَخَلِّي حَدّْ اِمَسُّو * اِكُونْ فِي شِي طَبْسِيلْ اَكْبِيرْ بَاَلزّْبَادِي رَاوِي * وَعْمَلْ اَعْلِيهْ غَنْمِي بَخْضَارِي رَايْقَا اَنْفِيسَا * دِرْ اَتْفَيَا مَنْ اَلْزّْبِيبْ وُ لُوزْ وُ بَصْلاَ * كْدَاكْ سَفَّا بَفْرَاخْ مْنَ اَلْحْمَامْ * مَرْدُومَا وَ سْخُونَا مْعَ اَلشَّعْرِيَّا اَلْغَاهَا اَعْشِيقْ * وَ اَلرُّوزْ اِطِيبْ اَمْلِيحْ بَالْحْلِيبْ اَلصَّافِي * وَرَا مَنْ اَلْفْدَاوَشْ شَرْبَا * اَتْكونْ رَاوْيَا وَسْخُونَا * اِلَى اَدْخَلْتْ وَسْطْ اَلْقُبَّا * اَرَا طْوَاجْنَكْ وَصْحُونَا * لِيَّ اَتْقُولْ كُلْ اَمْرَحْبَا * هَاتْ اَلْبْسَاطَلْ اَلْمَحْسُونَا * وَ اَلُّوزْ فِي اَوْسَطْهَا يَنْبَا * وَكْدَاكْ بَاَلسّْمَنْ مَدْهُونَا * ومْحَنّْشَا اَنْحَبّْ اَبْرَغْبَا * اَتْكُونْ رَايْقَا مَتْقُونَا * طَبْسِيلْ جِيبْ لِي مَنْ بَغْرِيرْ * اكْدَاكْ سِرْ لَسَّفَّاجْ اَلْوَافِي اتْجِيبْ عَشْرَا kِيلُو * وَتْكُونْ بَالسّْمَنْ وُلَعْسَلْ * وَمْخَرّْقَا وُشَبَّاكِيَّا * وَحْدَ انْدِيرْهَا مَثْنِيَّ فِي كُلّْ جِيهْ * الْمَفْرُوطْ الْبَاهِي وُرَزَّتْ الْقَاضِي كَعْبْ اغْزَالْ وَالْكَعْكْ * اَمْيَا مَنْ لَغْرِيّْبَا تْقَدْ الْفْطَارْ * وَالْمَرْقْ بَاْلَبْزَارْ * جِبْ خُبْزْ السّْمِيدْ الصَّافِي يَعْجَبْ بَالنَّظْرَا * هَاتْ لِي كَبَابْ المَغْدُورْ ضَدّْ فَلِّي غَدَّارْ * فِيهْ بِيضْ ابْتَعْفَارْ * اكْداكْ جِبْ الْمَشْوي بِيقَامْتُ مَعْتَبْرَا * مَنْ الْكَفْتَا وَجَّدْ لِيَّ امْيَاتْ صِيتْ علَى النَّارْ * اكْدَاكْ اتْدِيرْ كْوَارْ * بَالْفْلافَلْ وِيْكُونُ فِي طْوَاجَرْ كُثْرَا * هَاتْ لَقْلِيَّا فَصْحُونَا مْزَوّْقَا مَنْ بَلارْ * كَاتْلَدّْ الَّفْكَارْ * وَالخْلِيعْ المَقْيُومْ اتْريعْ بِهْ الْفَكْرَا الحربة ضِيفْكْ اَجَارِي شَبَّعْنِي وُلِيسْ تَعْمَلْ بَشْوَارْ * زِدْ بِيَّ للَدَّارْ * بَالْحْسَانْ اَكْرَمْنِي وَلاَ اَتْكَثَّرْ هَدْرَا القسم الخامس هَاتْ لَشْلايَدْ مُولاتِي * اعْلَى الْشْكَالْ اتْلَدّْ الْدَاتِي * وَالتّْرَاقَدْ فَخْلُولْ امْحَمّْضَا الْطِيفَا * حَضَّرْ صَفْرَا مَنْ الْعَنْبْ * وَحْمَلْ مَنْ دَلاحْ * هَاتْ بَطِّيخْ اكْبِيرْ وُ مَايْمَاتْلُ مَنْ فَكَوسْ وُ لِنْكَاصْ * مَشْمَاشْ امْعَ التَّفَّاحْ مَنْ الْعَرْسَا شَامِي * وَالِّيمْ كَانْ يَحْضَرْ فَالْحِينْ * امْيَا انْحَبّْهَا قُدَّامِي * كَرْمُوسْ النّْصَارَا وَالتِّينْ * رَمَّانْ بِهْ لَذّْ اطْعَامِي * بَرْقُوقْ مَا يْلِي عنُّ لِينْ * فِي كُلّْ يُومْ قُنْطَارْ اِجِي مَعْلُومْ * واَلتّْمَرْ قُنطَارِينْ عْلَى الّْوَانْ * وَكَرْكَاعْ مْعَ الوُّزْ وَ الزّْبِيبْ البَيْضْ مْعَ المُوزْ * جِبْ لِي كَوزْ مَنْ ابْلادْ الْهُنُودْ * وَاالْبَلُّوطْ اقُسْطَانْ * وَ الشّْرَابْ الطِّيَّبْ لَحْلالْ * جِبْ لَقْوَالَبْ مَنْ سُكَّارْ دِرْ شَايْ بِهْ الزّْرْدَا خْتَمْتْهَا * اَسْتَغْفَرْ الله مَنْ اَعْتَرتْ الْسَانِي * انْطْلَبْ رَبّْ لَوْرَى يَبْسَطْ عَنَّا عْلَى الدّْوَامْ انْعَمْتُ * وَنْهَايَتْ الّْغَايَا يَا حَفَّاضْ خُدْهَا اخْرِيدَا بَرْزَتْ فَحْلُولْ رَايْقَا وَنْفِيسَا * صَعْبَا عْلَى الْجْحِيدْ الدَّامَرْ * وَعْلَى كُلّْ دَاعِي مَايَقْوَى لَلْحْرَابْ سَاعَتْ لَكَحَارْ * بَالْحْسَامْ الْبَتَّارْ * كَانْ طَاحْ افْيَدِّي وِيحُو اَنْقَطّْعُ بَالشّْفْرَا * كَانْ يَجْحَدْنِي يَعْرَفْنِي افْمُكَ عِينُ زَنْجَارْ * لِهْ نَسْقِي لَمْرَارْ * لُو اتْكَلَّمْ بَاسَلْ وَ اَثْقِيلْ بِينْ اَلشَّعْرَا * لُو ايْصَرْصَرْ بَازِي تَخْمَدْ كُلّْ مُكَا فَالْغَارْ * وَالسّْلامْ الّْحْبَارْ * وَالْشْيَاخْ وُ طَلْبَا وَعْلَى اوْلادْ الزَّهْرَا * مَنْ ابْنَ اعْلِي مَسْفِيويِ فِي اتْرَاجَمْ الْفَنّْ اعْبَارْ * زَارْ نَعْمْ المُخْتَارْ * سِيدْنَا مُحَمَّدْ لَحْبِيبْ تَاجْ العَشْرَا * الصّْلا وَالسَّلامْ اعْلِيهْ دَايْمَا كُلّْ انْهَارْ * مَنْ الْحَيّْ الْغَفَّارْ * قَدّْ مَاخَلْقْ اللَّهْ امْيَاتْ ألْفْ مَرَّ ا الحربة ضِيفْكْ اَجَارِي شَبَّعْنِي وُلِيسْ تَعْمَلْ بَشْوَارْ * زِدْ بِيَّ للَدَّارْ * بَالْحْسَانْ اَكْرَمْنِي وَلاَ اَتْكَثَّرْ هَدْرَا

هذه القصيدة للشاعر محمد بن علي المسفيوي هي قصيدة "زردة"، وهو نوع فريد وطريف من الشعر الملحون، يتخذ فيه الشاعر دور "ضيف الله" ليطلب من مضيفه وليمة فاخرة، ويعدد أصناف الطعام والشراب التي يشتهيها بأسلوب مبالغ فيه ومفعم بالفكاهة.

المقدمة: وصية للضيف

يبدأ الشاعر بتقديم نفسه كـ "ضيف الله"، ويطلب من مضيفه أن يكرمه ولا يبخل عليه، مذكراً إياه بوصية الله في إكرام الضيف والجار. ثم يعلن عن حبه الشديد للولائم ("الزرادي")، ويبدأ في سرد قائمة طلباته الطويلة.

قائمة الطعام: وليمة لا تنتهي

الجزء الأكبر من القصيدة هو عبارة عن قائمة طعام خيالية، يطلب فيها الشاعر كل ما لذ وطاب من المطبخ المغربي، وبكميات هائلة:

• الأطباق الرئيسية: يطلب الكسكس باللحم والخضار والتفاية، والسفة بالدجاج، والطواجن المختلفة (بالمروزية، بالخضار)، والمشوي، والكفتة، والخليع.
• المعجنات والحلويات: يطلب البسطيلة، والمحنشة، والبغرير، والسفنج، والمخرقة، والشباكية، ورزة القاضي، وكعب غزال، والغريبة.
• اللحوم والطيور والأسماك: يطلب الخروف المحمر، ورؤوس الخرفان، والهركمة، والدجاج، والوز، والحمام، والزرزور، والغزال، والأرنب، والقنفذ، وأنواعاً مختلفة من الأسماك.
• الفواكه والمقبلات: يطلب السلطات، والمخللات، والعنب، والدلاح، والبطيخ، والفقوس، والإجاص، والمشمش، والتفاح، والليمون، والتين، والرمان، والبرقوق، والتمر، والجوز، واللوز، والزبيب، والموز، وجوز الهند، والبلوط.

هذا التعداد المبالغ فيه هو جوهر القصيدة، ويهدف إلى إظهار كرم المضيف من جهة، وبراعة الشاعر وقدرته على النظم من جهة أخرى.

الخاتمة: الفخر والدعاء

يختم الشاعر قصيدته بالاستغفار، ثم ينتقل إلى الفخر بقدرته الشعرية، فيتحدى خصومه من الشعراء المدعين. ويوجه سلامه للأشراف والعلماء، ويوقع باسمه "بن علي المسفيوي"، ويختم بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

• الزردة: وليمة كبيرة.
• اشوار: استشارة.
• جَيَّدْ: كريم.
• اَلْمْكَرْ: المكر.
• اَسْلاَلاَ: سلالة.
• اَلْحَضْرَا: الحاضرون.
• سكسو: الكسكس.
• اَتْفَيَا: زينة الكسكس بالبصل والزبيب.
• سَفَّا: نوع من الكسكس الحلو.
• اَلْفْدَاوَشْ: الشعرية.
• اَلْبْسَاطَلْ: البسطيلة.
• ومْحَنّْشَا: المحنشة (حلوى).
• بَغْرِيرْ: البغرير.
• لَسَّفَّاجْ: صانع السفنج.
• وَمْخَرّْقَا وُشَبَّاكِيَّا: أنواع من الحلويات المعسلة.
• الْمَفْرُوطْ: نوع من الخبز أو الفطائر.
• وُرَزَّتْ الْقَاضِي: رزة القاضي (نوع من الفطائر).
• كَعْبْ اغْزَالْ: كعب الغزال (حلوى).
• لَغْرِيّْبَا: الغريبة (حلوى).
• المَغْدُورْ: طبق طاجين باللحم والبيض.
• ابْتَعْفَارْ: بالبهارات.
• الخْلِيعْ: لحم مقدد.
• اَمْرُوزِيَّا: طاجين حلو باللحم والزبيب.
• اَلْهَرْكًـْمَا: الهركمة (طبق قوائم البقر أو الغنم).
• اَدْشِيشَا: حساء الشعير.
• كَرْدَاسْ: لحم مقدد.
• بَدَّازْ: كسكس بالذرة.
• اَلْبِيصَارْ: حساء الفول.
• بَرْكُوكَشْ: نوع من الكسكس الخشن.
• الشَّابَلْ: نوع من السمك.
• شَرْغُ وَالْبُورِ وَالْمِرْلا: أنواع من السمك.
• اَلنُونْ: نوع من السمك.
• اَلْمَحْرَارْ: الفلفل الحار.
• لَشْلايَدْ: السلطات.
• التّْرَاقَدْ: المخللات.
• لِنْكَاصْ: الإجاص.
• كَوزْ: جوز الهند.
• اقُسْطَانْ: الكستناء.
• لَقْوَالَبْ: قوالب السكر.
• اخْرِيدَا: قصيدة فريدة.
• الدَّامَرْ: الأحمق.
• لَكَحَارْ: المعركة.
• اَلشّْفْرَا: حد السيف.
• زَنْجَارْ: صدأ النحاس (سام).