قصيدة يا من درى نشوف الكعبة بياني للشيخ عبد الرحمان المدني مع الشرح
قصيدة يا من درى نشوف الكعبة بعياني - الشيخ عبد الرحمان المدني
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر عبد الرحمان المدني هي تعبير عن الشوق الروحاني العميق لزيارة الكعبة المشرفة. يستخدم الشاعر لغة الغزل العذري ليصف الكعبة، فيشبهها بفتاة جميلة فاتنة ("عذراء")، وهذا أسلوب بلاغي شائع في الشعر الصوفي والمديح للتعبير عن شدة الحب والتعلق.
المقدمة واللازمة: الشوق إلى الكعبةيبدأ الشاعر بشكوى من الشوق الذي أتعبه وأفنى صبره. ثم تأتي اللازمة التي تلخص أمنيته الكبرى: "يا من درى نشوف الكعبة بعياني / سباتني بالزين و أدب واتاها"، أي يا ليتني أرى الكعبة بعيني، فقد أسرتني بجمالها وأدبها ومكانتها.
وصف الكعبة كفتاة جميلةينتقل الشاعر إلى وصف الكعبة مستخدماً أوصاف المرأة الجميلة. يصف قدها وجمالها، وعينها وحاجبها، وقدها المعتدل، وسالفها الأسود (كناية عن كسوتها)، وجسدها الأبيض (بياضها ونقاؤها). يصف كل تفصيل فيها بصفات حسية تزيد من تعلق الشاعر بها، حتى أنه مستعد لترك أهله وماله وكل ما يملك في سبيل رؤيتها.
الكعبة.. سلطانة الملاحيصف الشاعر الكعبة بأنها "سلطانة الملاح"، أي سيدة كل الأماكن الجميلة، وأنها بيت الله المشرف الذي يستقبل كل من يأتيه بالعز والفرح. يصف كيف أن المسلمين من كل مكان يأتون إليها، وبعد الطواف يشربون من ماء زمزم. ويغبط كل من حالفه الحظ وزارها ووقف مع جموع المسلمين.
الدعاء والرجاءبعد هذا الوصف، ينتقل الشاعر إلى الدعاء. فهو يرى أن العشق في غيرها حرام، وأن أهل العقول هم من يغنمون بزيارتها. يدعو الله ألا يخيب ظنه في زيارة الحبيب (النبي) والبيت الحرام، وأن يحرره من النار بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الخاتمة: توقيع وفخريختم الشاعر قصيدته بالفخر بنظمه، ويقول إنه أهداها "للمليحة الملاح" (الكعبة). ثم يؤرخ لقصيدته، ويختم بالصلاة على النبي وآل بيته وأصحابه العشرة المبشرين بالجنة.
شرح الكلمات الصعبة
- نهايد: أنادي وأتكلم بصوت عالٍ.
- يا من درى: يا ليت، تعبير عن التمني.
- سباتني: أسرتني وسلبت عقلي.
- واتاها: ناسبها ولاق بها.
- الشفر: الرموش.
- الشارق: المشرق.
- الشايق: الذي يثير الشوق.
- السالف: الشعر المنسدل.
- مبهاها: ما أجملها.
- الثغر: الفم.
- الصولة: الهيبة والمكانة.
- كزلال مختم: كالماء العذب الصافي.
- يتلالا: يتلألأ ويلمع.
- عكري: أحمر اللون.
- قدود: خدود.
- المكحل: الكحل أو العين المكحلة.
- زنود: سواعد.
- نجالي: عيوني.
- عظايا: أعضائي.
- الأمزاني: السحاب.
- الصيف: الوصف.
- صريف: شريفة، أصيلة.
- يتكلف: يُستقبل ويُحاط بالعناية.
- دعياني: داعين، قادمين للدعاء.
- بالمثنى: مرتين، أو هنا بمعنى الطواف والسعي.
- سلواني: سلوى ونسيان للهم.
- لا رواها: لم يدركها.
- زعجني: حرك شوقي.
- الواجد: من أسماء الله، أو هنا بمعنى القادر.
- السلكة: قد تعني القصيدة أو السيرة.
- الذر: اللؤلؤ الصغير.
- صغناه: صغناه، نظمناه.
- أوزاني: أبياتي الشعرية.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم