الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة يا من درى نشوف الكعبة بياني للشيخ عبد الرحمان المدني مع الشرح

قصيدة يا من درى نشوف الكعبة بعياني - الشيخ عبد الرحمان المدني

قصيدة يا من درى نشوف الكعبة بعياني - الشيخ عبد الرحمان المدني

نص القصيدة
الشوق حط بيا و الصبر أفناني ما فادني صبر هلكتني بجفاها نظل بالغرام نهايد بلساني من كثر المحبة أنادي بهواها خماسة يا من درى نشوف الكعبة بعياني سباتني بالزين و أدب واتاها سباتني بالزين و أدب و القد و الجمال الفايق العين و الشفر و الحاجب الخد و الجبين الشارق تسحر جميع من هو تايب بالزين و البهى الشايق القد معتدل و السالف سوداني و البدن كما الثلج و الرقبة مبهاها الورك و المعصم يسحر الأذهاني و الثغر يا عذابي و شعر كساها يا من درى نشوف الكعبة بعياني سباتني بالزين و أدب واتاها سباني بورك و معصم و الساق زانها و الصولة نهود فالصدر و المبسم منها فنيت يا رجالا الريق كزلال مختم فاقت بزينها يتلالا الخد و الشفايف عكري مرجاني و قدود فاتحين و الرقبة ما أحلاها من الحرير لبسة من كل ألواني مسبوغة اللوامح قلبي يهواها سباتني بضيق المكحل و اللباس و رضى فالوجود شعور طايحين تهبل و الصبع بخواتم و زنود مكمول بصدرها زاد كمل بملابس جواهر و عقود من وحشها مهول شعلت نيراني و القلب ما ارتحل و العينين معاها يا لو جبرت نترك حبابي و مكاني يا لو جبرت نترك مالي و جميع ما كسبت و نروح نشوفها بنظر نجالي بعد أشواقي نمشي مفروح شبيهة الهلال العالي من حبها عظايا مجروح تخجل بنورها كبرق الأمزاني مثلتها نجمة تضوي بضياها فالملك مثيلها لا ريت بعياني مكمولة الوصايف تقبل من جاها مكمولة البهاء و الصيف السر و العناية و الجاه سلطانة الملاح صريف هي المشرفة بيت الله من جاء لعندها يتكلف بالعز و الفراوح تلقاه من كل فوج تأتيها ناس دعياني الإسلام كلها تتباشر بلقاها من بعد طوافها تتغافر الإخواني يدعو لبير زمزم يشربو من ماها يا سعد من مشا يا فهمة و سعى و طافها بالمثنى أوقف مع جميع الأمة نظر و شافها بالعين سبحان من جعلها رحمة للمؤمنين كاملة الزين العشق في غيرها حرام على الإنساني هيهات ما يكون عشق بعدها أهل العقول غنمو بها سلواني و البعض غرور الدنيا لا رواها ربي لا تخيب ظني لزيارة الحبيب الأمجد للبيت و المقام زعجني و الحج نسألك يا الواجد من الجحيم حرر بدني بجاه سيدنا محمد أغفر جميع ذنب عبد الرحماني بحق تبارك القرآن و طه أغفر للأمة يا شارح الأدياني سألتك بمن أعطيته السلكة و قراها تميت ذ القصيد وفيته و على المفضل بيت الله الذر و الذهب تركته مكتوب بالثبات نظمناه للمليحة الملاح أهديته مبلغ قصد السعيد صغناه الرسم بان بعد المتين أعياني وألف يا خيي حلة ما أحلاها تميت بعد السبعين أختمت أوزاني بالصلاة على صاحب التاج الهادي طه ثم رضاها على العشرة الرضواني و الأهل كافة و الزهرة و ولادها يا من درى نشوف الكعبة بعياني سباتني بالزين و الأدب وتاها
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر عبد الرحمان المدني هي تعبير عن الشوق الروحاني العميق لزيارة الكعبة المشرفة. يستخدم الشاعر لغة الغزل العذري ليصف الكعبة، فيشبهها بفتاة جميلة فاتنة ("عذراء")، وهذا أسلوب بلاغي شائع في الشعر الصوفي والمديح للتعبير عن شدة الحب والتعلق.

المقدمة واللازمة: الشوق إلى الكعبة

يبدأ الشاعر بشكوى من الشوق الذي أتعبه وأفنى صبره. ثم تأتي اللازمة التي تلخص أمنيته الكبرى: "يا من درى نشوف الكعبة بعياني / سباتني بالزين و أدب واتاها"، أي يا ليتني أرى الكعبة بعيني، فقد أسرتني بجمالها وأدبها ومكانتها.

وصف الكعبة كفتاة جميلة

ينتقل الشاعر إلى وصف الكعبة مستخدماً أوصاف المرأة الجميلة. يصف قدها وجمالها، وعينها وحاجبها، وقدها المعتدل، وسالفها الأسود (كناية عن كسوتها)، وجسدها الأبيض (بياضها ونقاؤها). يصف كل تفصيل فيها بصفات حسية تزيد من تعلق الشاعر بها، حتى أنه مستعد لترك أهله وماله وكل ما يملك في سبيل رؤيتها.

الكعبة.. سلطانة الملاح

يصف الشاعر الكعبة بأنها "سلطانة الملاح"، أي سيدة كل الأماكن الجميلة، وأنها بيت الله المشرف الذي يستقبل كل من يأتيه بالعز والفرح. يصف كيف أن المسلمين من كل مكان يأتون إليها، وبعد الطواف يشربون من ماء زمزم. ويغبط كل من حالفه الحظ وزارها ووقف مع جموع المسلمين.

الدعاء والرجاء

بعد هذا الوصف، ينتقل الشاعر إلى الدعاء. فهو يرى أن العشق في غيرها حرام، وأن أهل العقول هم من يغنمون بزيارتها. يدعو الله ألا يخيب ظنه في زيارة الحبيب (النبي) والبيت الحرام، وأن يحرره من النار بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

الخاتمة: توقيع وفخر

يختم الشاعر قصيدته بالفخر بنظمه، ويقول إنه أهداها "للمليحة الملاح" (الكعبة). ثم يؤرخ لقصيدته، ويختم بالصلاة على النبي وآل بيته وأصحابه العشرة المبشرين بالجنة.

شرح الكلمات الصعبة
  • نهايد: أنادي وأتكلم بصوت عالٍ.
  • يا من درى: يا ليت، تعبير عن التمني.
  • سباتني: أسرتني وسلبت عقلي.
  • واتاها: ناسبها ولاق بها.
  • الشفر: الرموش.
  • الشارق: المشرق.
  • الشايق: الذي يثير الشوق.
  • السالف: الشعر المنسدل.
  • مبهاها: ما أجملها.
  • الثغر: الفم.
  • الصولة: الهيبة والمكانة.
  • كزلال مختم: كالماء العذب الصافي.
  • يتلالا: يتلألأ ويلمع.
  • عكري: أحمر اللون.
  • قدود: خدود.
  • المكحل: الكحل أو العين المكحلة.
  • زنود: سواعد.
  • نجالي: عيوني.
  • عظايا: أعضائي.
  • الأمزاني: السحاب.
  • الصيف: الوصف.
  • صريف: شريفة، أصيلة.
  • يتكلف: يُستقبل ويُحاط بالعناية.
  • دعياني: داعين، قادمين للدعاء.
  • بالمثنى: مرتين، أو هنا بمعنى الطواف والسعي.
  • سلواني: سلوى ونسيان للهم.
  • لا رواها: لم يدركها.
  • زعجني: حرك شوقي.
  • الواجد: من أسماء الله، أو هنا بمعنى القادر.
  • السلكة: قد تعني القصيدة أو السيرة.
  • الذر: اللؤلؤ الصغير.
  • صغناه: صغناه، نظمناه.
  • أوزاني: أبياتي الشعرية.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق